– من يومين استشهد تسعة من أسرة واحدة بعد سقوط قذيفة مجهولة المصدر عليهم في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، بالإضافة إلى 6 آخرين من نفس العيلة أصيبوا، بينهم طفلة رضيعة.
– التسعة هما أب وأم وأبنائهم السبعة، كانوا بيشتغلوا باليومية في مزارع الزيتون المنتشرة في المنطقة، وكانوا راكبين عربية ربع نقل في منطقة تفاحة، وبالتزامن مع تمشيط الجيش للمنطقة، بعد وقت قصير من إصابة 5 جنود في هجوم إرهابي بتفجير مدرعة في منطقة جعل بنفس المدينة.
– في نفس المنطقة اللي استشهد فيها الشباب، حصل هجوم إرهابي على كمين قبل اسبوعين، راح ضحيته مدني وسبع عسكريين بينهم ضابط. وفي نفس اليوم، اتنين أشقاء استشهدوا بعد ما عربيتهم – ربع نقل- انفجرت بمصدر مجهول، لكن شهود عيان شافوا تحليق طائرة حربية فوقهم.
– أهالي سيناء غاضبين جدا من تكرار الأحداث دي، وعملوا هاشتاج اسمه #أوقفوا_الرصاص_الطائش
*****
إيه حجم الظاهرة؟
– العدد كبير جدا، وبشكل رسمي مفيش أي اعلان، لكن موقع مدى مصر قال انهم اطلعوا على احصاء رسمي لمديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة شمال سيناء، قال ان اجمالي ضحايا الطلقات العشوائية والقذائف مجهولة المصدر كان 621 شهيد و 1247 مصاب في الفترة بين يوليو 2013 إلى منتصف 2017!
– على سبيل المثال يوم الجمعة اللي فاتت، فيه شاب أصيب بطلق ناري مجهول المصدر وهو قاعد على القهوة في منطقة المساعيد غرب مدينة العريش، وفجأة رصاصة اخترقت الترابيزة ورجله.
– كمان فيه شاب وفتاة استشهدوا برصاص طائش، وأصيب 4 آخرين خلال اخر 3 شهور.
– وفي شهر يوليو اللي فات، استشهد 9 مدنيين من قبيلة السواركة كانوا نازحين من الشيخ زويد للعريش، بعد ما سقطت عليهم قذيفة في المنزل اللي كانوا مقيمين فيه. الصاروخ سقط بعد عودة اتنين من اللي كانوا مخطوفين من قبل تنظيم ولاية سيناء، وقتها مصادر محلية رجحت لمدى مصر إن القصف كان من طيارة بدون طيار، وكان قوي لدرجة إنه اتسمع من على بعد 25 كيلو.
– في شهر مايو، سقط صاروخ على منزل في قرية الجورة، وأثناء إنقاذ المصابين تحت الأنقاض، سقط صاروخ آخر، وأدى لاستشهاد 5 مدنيين. في الوقت ده أحد الأهالي حكى لموقع مدى مصر إن مقاتلة حربية ظهرت في الأجواء بعد الاستهداف بدقائق، ورجحوا إنها اللي أطلقت الصواريخ.
– وفي نفس الشهر، رصاصة مجهولة المصدر اخترقت صدر الطفل أحمد رامي النحال في مدينة الشيخ زويد، وفي نفس اليوم، رصاصة أخرى أصابت بنت صغيرة كانت واقفة في بلكونة بيتها.
– وكمان في أغسطس 2016، فيه قذيفة هاون مجهولة المصدر سقطت على منزل يبعد أمتار قليلة عن حاجز أمني في جنوب مدينة الشيخ زويد، نتج عنها استشهاد شاب عنه 16 سنة، ورجل مسن عمره 64 سنة، بالإضافة لإصابة شخص آخر.
– ومن أكبر الحوادث دي في أبريل 2015، سقطت قذيفة تسببت في استشهاد 13 فرد من قبيلة السواركة، بينهم 4 أطفال و 5 سيدات.
*****
– في خطابه الأخير الرئيس السيسي قال ان الشهداء اللي بيسقطوا من المدنيين نتيجة العمليات الإرهابية “في رقبتنا”، وانه بيتصرف ليهم تعويضات ومعاش، لكن “هل القيمة زي قيمة الجندي الشهيد؟ ده موضوع خليني أراجعه هل نقدر نعمل كده ولا منقدرش عشان مقلوش كلام ومنعملوش”
الحقيقة ان أقل ما يُقدم لأهل سيناء في الجانب ده هوا مساواة شهداءهم من المدنيين بشهداء جنود الجيش من حيث المعاش والتعويضات، وبالتأكيد دي أولوية ممكن توفيرها.
– رغم مرور يومين على الحادث الأخير، مفيش أي بيان رسمي طلع عن الواقعة على الإطلاق، ولا تم اعلان أسماء الشهداء!
ولا حتى كل الصحف والقنوات الرئيسية نشرت أي حاجة عن اللي حصل، مفيش أي تغطية إلا من مواقع مستقلة زي المنصة ومدى مصر.
– لما بيتم إخفاء تفاصيل الأحداث اللي بتحصل لجنود وضباط الجيش في سيناء، بيتقال ان ده بحجة الحفاظ على الروح المعنوية للجنود، لكن إيه مبرر عدم الإعلان عن استشهاد مدنيين؟ مش الناس دي تستحق إن قصصهم تتعرف، ويستحقوا تحية على شجاعتهم في الإقامة والعمل في سيناء في الظروف دي، وتحملهم مخاطر رهيبة، وكلنا فاكرين مثلا مذبحة مسجد الروضة لما إرهابيي داعش قتلوا أكتر من 300 مدني.
– مسؤولية تأمين المواطنين هي مسؤولية الدولة والجهات الأمنية، سواء الرصاص والقذائف المجهولة جاية من الإرهابيين أو بالخطأ من الجيش.
– هل في تحقيقات جادة بتتم بكل واقعة لمحاولة معرفة مصدر الرصاص أو القذائف؟ احنا شفنا مثلا البيانات الرسمية اللي اعترفت بمقتل السياح المكسيكيين في الصحرا الغربية بقصف خاطيء هل ده لإنهم سياح لكن المصريين ميستحقوش معاملة مماثلة لو حصلت واقعة شبيهة؟!
على الأقل في حالة الرصاص سهل يتحدد هل هوا “رصاص ميري” ولا لا في أي تحقيق رسمي، لكن واقعيا الحكاية بيكون أقصى تعامل فيها اعتذارات غير رسمية بتتقال في السر عشان ميتقالش إنه في أخطاء ممكن تحصل من أطراف في الجيش زي اللي حصل في قرية الجورة؟!
– قلنا قبل كده وبنكرر مرة تانية إن ملف الحرب على الإرهاب في سيناء لازم يتفتح ويتم السماح للصحفيين والباحثين يقومو بدورهم، والمجتمع كله يشارك فيه ويعرف نتايجه، إيه النتايج اللي اتحققت لحد دلوقتي؟ متوقع الحرب دي هتنتهي إمتى؟ إيه التكاليف اللي دفعناها سواء على المستوى المادي أو على مستوى أرواح جنودنا وظباطنا أو على مستوى المدنيين؟ هل الناس دي بيتم تعويضها فعلاً والإعتذار ليها؟ كام حد من أهل سيناء تم القبض عليه؟ هل ده تم بشكل قانوني؟ وبيتسجنو فين؟
– الأسئلة كتير جداً ونشرنا قبل كده بوستات كتير عن خطورة الوضع وخطورة التعتيم الأمني الكامل على وسائل الإعلام ومنعهم من دخول سيناء ومنع نشر أي معلومات أو صور عن معاناة أهالي سيناء وعن واقع الأحداث على الأرض.
– خالص العزاء لأسر شهداء منطقة تفاحة، ونتمنى القضاء على الإرهاب بأسرع وقت، وإن الأمان والعدل يملى كل حتة في سيناء ومصر كلها.
******
– بوستات سابقة:
– ** **
** **