– للأسبوع الـ13، لسّه الجزائريين موجودين في الشارع بعد إزاحة بوتفليقة رأس النظام السابق، ورغم بداية رمضان إلا إن الجمعة اللي فاتت شهدت مظاهرات كبيرة في معظم المدن الجزائرية وفي ساحة البريد المركزي في العاصمة.

– المظاهرات مستمرة في الجزائر للمطالبة برحيل رموز نظام بوتفليقة اللي لسّه في الحكم، زي الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة سيف الدين بدوي.

– هنحاول نفهم معاكم إيه أسباب استمرار الاحتجاجات في الجزائر؟ وإيه الوضع الحالي؟ وإيه الخيارات المتاحة للانتقال الديمقراطي بعد عزل بوتفليقة؟ وإيه اللي ممكن نلاحظه في مجمل تجربة التغيير الجزائرية؟
*****

ليه الاحتجاجات مستمرة؟

١- أهم سبب لعدم اقتناع الجزائريين بترك الشوارع واستمرار الحراك الشعبي، هو الاعتراض على وجود رموز النظام السابق في مواقع سلطة، زي عبد القادر بن صالح رئيس البرلمان السابق والرئيس المؤقت الحالي، وسيف الدين بدوي رئيس الحكومة الحالي. شعار “الباءات الثلاثة” رفعته المظاهرات الجزائرية الأسابيع الأخيرة، والمقصودين بيه: بن صالح رئيس مجلس الأمة، الطيب بلعزيز رئيس المجلس الدستوري، ونور الدين بدوي رئيس مجلس الوزراء.

٢- رفض إجراء الانتخابات، اللي مفترض تكون 4 يوليو القادم. الثوار في الجزائر شايفين إن إجراء الانتخابات في وقت مبكر بهذا الشكل، في ظل عدم وجود حياة سياسية حقيقية طول فترة بوتفليقة، هيصعب الأمر على المعارضة المدنية، اللي مش هتقدر تنظم صفوفها خلال الفترة القليلة دي.

– ومن ناحية تانية فهم شايفين إن إجراء انتخابات رئاسية في المرحلة دي هيكون بدون ضمانات. وإن مش معقول اللي يشرف على الانتخابات هما رموز النظام السابق اللي لسّه موجودين في كل المؤسسات، وأحد أهم الجهات المتبنية لنفس الرأي هما القضاة أنفسهم بسبب تشكيكهم في إدارة العملية الانتخابية وعدم مراجعة قوائم الناخبين.

– والبديل اللي بيطرحه الشارع هو “مجلس تأسيسي” من شخصيات وطنية معارضة، تدير المرحلة الانتقالية وتشرف هي على انتخابات حرة في المستقبل لاختيار رئيس جمهورية جديد، ومن ثم إتاحة وقت لإصلاحات جذرية في المرحلة الانتقالية.

٣- المطالبة بإن يكون فيه عدالة انتقالية حقيقية، وإجراءات حقيقة لمكافحة الفساد زي التجربة التونسية.

– واتضح إن محاولات تهدئة الشارع بالقبض على سعيد بوتفليقة، أخو الرئيس السابق، وبعض رجال الأعمال الفاسدين المحيطين بيه منجحتش والناس شافت إن فيه انتقاء في مين بيقبضوا عليه ومين بيسيبوه، بناءا على علاقة الناس دي مع الجيش.

– كمان تراجعت شعبية أحمد قايد صالح قائد الجيش اللي كان بيحظى بقبول في بداية الثورة بسبب تأكيده على إجراء الانتخابات الرئاسية في 4 يوليو، بسبب، وفق رؤية المتظاهرين، تورطه مع أصحاب مصالح مشبوهة. والأمر وصل إن المتظاهرين رفعوا لافتات بتطالب بإبعاد العسكريين عن السياسة والحكم، وانتقادات مباشرة لأحمد قايد صالح نفسه والمطالبة بعزله عن قيادة الجيش.
*****

إيه المتوقع للحراك الجزائري الفترة الجاية؟

– مع استمرار الجزائريين الشوارع بيتحركوا ضد الرئيس المؤقت الحالي، وضد الطريقة اللي عايز يدير بيها الجيش ومؤسسة الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية، هيكون أكيد في انتصارات أفضل للإرادة الشعبية.

– الوضع مرهون بقدرة المعارضة والثوار في الشارع على الاستمرار والضغط لتنفيذ مطالبهم، والأهم قدرتهم على تكوين ائتلافات و أحزاب من قلب الشارع، واستدعاء شخصيات سياسية محايدة ونزيهة تدير المرحلة الانتقالية، والضغط على الجيش والتفاوض معاه لإخراجه من المعادلة وتحييده عن إدارة الدولة، وقبل كل ده قدرتهم على إدارة أي خلاف ينشأ في صفوفهم وتجنب الانشقاقات والانقسامات.

– وعي الثوار بمحاولة النظام القديم التضحية ببعض من رموزه، في سبيل الحصول على بعض الوقت لاستعادة قواه، واعتبار ذلك محاربة للفساد، ده هو أهم حاجة في تصدي الثوار للفساد الحقيقي المتغلغل في المؤسسات.

– كتير من الثوار والمحللين السياسيين في الجزائر شايفين القبض علي ناس زي سعيد بوتفليقة، ورجال أعمال فاسدين زي يسعد ربراب وغيره، محاولة من الجيش للانفراد بالسلطة، خاصة مع وجود كلام عن محاولة انقلاب فاشلة كان بيدبرها سعيد بوتفليقة عن طريق جنرالات في الجيش.

– بالتالي طرح الثوار لإصلاح مؤسسات الدولة، زي القضاء والجيش والشرطة، مهم جدا للمرحلة الانتقالية دي، مش مجرد عدالة انتقامية من أشخاص يخشاهم الجيش.

– السيناريو المصري حاضر بقوة في الجزائر، في تخوفات كبيرة وسط المتظاهرين من الحالة المصرية، واتقالت بوضوح واترفعت لافتات وشعارات إن مش عاوزين السيناريو المصري، مش عاوزين نهاية الثورة تبقى حكم جنرال عسكري ينهي أي أحلام عن الديمقراطية والعدالة.
*****

إيه اللي ممكن نشوفه في الحراك الجزائري؟
– الحقيقة إن ثورات الجزائر والسودان استفادت كتير من الأخطاء اللي وقعت فيها ثورات الربيع العربي في 2011، واللي في معظمها معرفتش تدير المرحلة الانتقالية بشكل يحصل فيه إصلاح مؤسسي واسع وتأسيس لحياة ديمقراطية حقيقية، وبالتالي مع الوقت حصل انتكاسات لأغلب الثورات ولمطالبها جايز باستثناء الثورة التونسية.

– الاستمرار في الاحتجاج والتواجد في الشارع والإصرار على المطالب مهم، لكن بجانب ده مهم كمان من المعارضة تقديم البديل، طرح اسم أو اسماء يمكن الوثوق فيها من الشارع لإدارة المرحلة الانتقالية. ومش بس تقديم البديل لكن استخدام الشارع للتفاوض على أجندة انتقال ديمقراطي حقيقي.

– ويفضل التحدي قدام ثوار الجزائر هل ينجحوا في عمل انتقال ديمقراطي حقيقي وإصلاح للمؤسسات، ولا النظام القديم والمؤسسة العسكرية هينجحوا في إعادة تقديم نفسهم والسيطرة على الشارع وإنهاء أي طموحات للجماهير.

– كل الدعم والتضامن مع ثوار الجزائر في تحقيق مطالبهم ونجاح ثورتهم، ونفس الدعم والتضامن للأشقاء في السودان، كل انتصار لأي شعب في المنطقة هو انتصار لينا.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة