– يوم الجمعة تم بالإجماع انتخاب النائب السابق “أحمد الطنطاوي” رئيساً لحزب الكرامة، في مشهد كان مليان حيوية، وشهد تصعيد لشباب آخرين داخل الحزب.
– سبق الخطوة دي إعلان انضمام النائب السابق “هيثم الحريري” لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي ومن المتوقع برضه إنه يتولى موقع قيادي فيه، وقبلهم بشهور انضم النائب السابق “محمد فؤاد” للحزب المصري الديمقراطي وترشح عن طريقه للانتخابات بعد ما ساب حزب الوفد قبلها بفترة.
– ليه النواب دول بينضموا للأحزاب؟ ليه مكملوش العمل السياسي كمستقلين؟ وليه أصلاً مكملين في العمل السياسي حتى بعد ما الانتخابات اتزورت ضدهم؟! وليه احنا كمواطنين ممكن نهتم بالموضوع ده؟ ده اللي هنتكلم عنه في البوست ده.
*****
إيه اللي حصل؟
– يوم الجمعة كان المؤتمر العام لحزب الكرامة الناصري، وتم اطلاق اسم “دورة الأمل” على الدورة دي، في اشارة لاسم قائمة الأمل اللي حاول بعض الشباب يعملوها فاتقبض عليهم واتسجنوا ومنهم حسام مؤنس عضو الهيئة العليا بالحزب.
– الأعضاء انتخبوا النائب السابق أحمد طنطاوي رئيسا، مع موجة من تصعيد الشباب في مواقع قيادية داخل الحزب.
– حمدين صباحي حضر المؤتمر ورحب جدا باللي حصل، وكتب إنه بيحمد ربنا اللي قدره على تسليم الراية مرفوعة لجيل جديد.
– اتكلمنا في بوست سابق عن النائب أحمد طنطاوي، وإنه كان عضو في حزب الكرامة، لكنه اترشح في الانتخابات البرلمانية كمستقل في 2015 و 2020، وانهردة على الرغم من إقصاؤه في انتخابات البرلمان بواقعة تزوير فجة وواضحة لكنه قرر يستكمل العمل السياسي من خلال تنظيم.
– نفس الأمر هنا حصل مع النائب هيثم الحريري، واللي على الرغم من إنه كان عضو مؤسس لحزب الدستور لكنه دخل الانتخابات البرلمانية ومجلس النواب كمستقل، وبعد ما تم إقصاؤه من الانتخابات البرلمانية، قرر إنه يستكمل العمل السياسي من خلال تنظيم حزبي، وانضم لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي.
– يعني رغم اللي حصل معاهم ومع النائب محمد فؤاد من اقصاء في الانتخابات بشكل غير نزيه، لكنهم مقررين يكملوا العمل السياسي ويستمروا في طرح أنفسهم قدام المواطنين كاختيارات سياسية بديلة.
*****
طيب ليه الناس دي مكملة رغم الوضع السيء؟
– العمل السياسي بطبيعته هو عمل شاق ومهتمه طويلة، يعني مش بين يوم وليلة هتحصل ديمقراطية وأوضاعنا هتتحسن ويبقى في حريات وعدالة اجتماعية وغيره، لازم ده يحصل عن طريق نضالات ومعارك بتتعمل بشكل مستمر وبشكل جماعي.
– يعني مثلاً ناخد مثال قديم، عشان يتم إقرار الحد الأدنى للأجور ورفعه ل 1200 جنيه ده محصلش بقرار بين يوم وليلة من رئيس جمهورية، ده موضوع بدأت تطالب بيه النقابات العمالية وتحاول تتفاوض عليه مع أصحاب العمل او تنظم اضرابات واعتصامات قبل الثورة، وبعدين تبنته الأحزاب في خطاباتها السياسية، بعض نواب البرلمان بيتكلموا عن الموضوع ده مع الحكومة وجوة المجلس، بعض الحركات الاحتجاجية بدأت تعمل مظاهرات ترفع الشعار ده، والصحافة والإعلام بيكتبوا وينقلو الأخبار ويناقشوها، وبعض المحاميين قرروا إنهم يرفعوا قضايا باسم العمال عشان يتم إقرار حد أدنى للأجور، وبعدين حصلوا على حكم قضائي، واستمرت القضية دي لسنين لحد ما تم إقرار الموضوع ده في سياسة الدولة، ده ببساطة مثال بسيط لقد إيه دورة العمل السياسي طويلة وبتحتاج عمل جماعي.
– صحيح إحنا في أوضاع شديدة السوء، عندنا نشطاء حزبيين ورؤساء أحزاب في السجون، زي زياد العليمي وحسام مؤنس وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد القصاص، وصحيح في تضييق وتخويف كبير للمواطنين من الانضمام للأحزاب، سواء بالضغط الأمني أو بتزييف الوعي عن خطورة الأحزاب وإنهم ناس عندها مصالح شخصية، وصحيح الإعلام شوه صورة الأحزاب، وبعض الممارسات الحزبية السيئة زي الشللية والانقسامات أو اتخاذ مواقف مخزية، خلاها هي كمان تظهر بشكل سيء، لكن على الرغم من ده لسه في أحزاب جادة وبتحاول تقدم نفسها للناس كبديل للسلطة وسياساتها واختياراتها.
– ومفيش تغيير بيحصل في أي بلد للأحسن، إلا لو في تنظيمات سياسية سواء أحزاب أو حركات، ليها شعبية والناس تعرفها وتعرف قياداتها وبتنزل الانتخابات وبتتبنى قضايا الناس، الشكل ده من التنظيم هو اللي بيطور العمل السياسي، وهو اللي كان بيفتقده نواب معارضين ومحترمين وشجعان زي أحمد طنطاوي وهيثم الحريري ومحمد فؤاد، إنهم كانو بدون أحزاب او تنظيمات سياسية تقدر ترفع معاهم مشروعهم السياسي على مستوى مصر مش دوائرهم بس.
*****
طيب إيه اللي هيتغير لو النواب المحترمين دول بقو قيادات بالأحزاب وكملو في السياسة؟
– عشان نكون واقعيين مفيش تغيير كبير متوقع إنه هيحصل على المدى القصير، النواب دول في المجلس كان معاهم حصانة قضائية، وأدوات رقابية بيواجهوا بيها المسؤولين في الحد الأدنى لأن المجلس أصلاً مكانش بيقوم بدوره الرقابي نهائياً، ومحصلش فيه على مدار 5 سنين غير استجواب شكلي واحد مستمرش لأكتر من ساعة، لكنها كانت منصة النواب دول يتكلموا فيها ويعبروا عن آراؤهم وتصوراتهم عن السياسة والاقتصاد والقوانين والتشريعات اللي بتحصل.
– وبالتالي لما هيبقو قيادات حزبية هيستمروا في نفس دورهم المعارض، انتقاد قوانين وتشريعات، اقتراح سياسات بديلة، طرح رؤية مختلفة، بناء تنظيمات بتتواصل مع المواطنين على مستوى مصر كلها.
– النائب السابق أحمد طنطاوي قال لمدى مصر ان اولوية شغله في حزب تيار الكرامة هيا الترشح لانتخابات المحليات القادمة، وبالتالي الأحزاب جزء رئيسي من دورها تجهيز الكوادر والمرشحين اللي ينالوا ثقة الناس.
– وطبعا الأحزاب مش بتدي حصانة واتكلمنا أكتر من مرة عن سجن أعضاء أحزاب بيعملوا دورهم القانوني والدستوري، لكن رغم كده (النضال السلمي) ده هوا الطريق الوحيد المتاح قدامنا كمواطنين.
– مفيش أي حد من الأحزاب أو السياسيين دول يقدر يعمل حاجة لوحده بدون دعم الناس اللي هما كل مصري .. وبالتالي لو انت مهتم بالعمل السياسي حاول تشوف أقرب حزب ليك في الأفكار والممارسات والقضايا اللي بيطرحها، شوف الحزب واسمع قياداته واعرفهم ولو اقتنعت وتقدر تكون مشارك وفاعل فيه اعمل ده.
– ولو انت مش عايز خالص تشارك في العمل السياسي أو الحزبي، ومفهوم للأسف اد ايه السياسات السلطوية الحالية ساهمت في ابعاد الناس او تخويفها، حاول تشوف عمل جماعي تاني قريب ليك تقدر تخدم بيه المجتمع وفي نفس الوقت تساعد في تحسين أوضاعك ومعيشتك، سواء بقا عن طريق جمعيات أهلية في منطقتك أو قريتك، أو النقابة المهنية أو العمالية بتاعتك، أو حتى اتحاد الملاك بتاع العمارة، المهم إنك تكون قادر تشتغل مع غيرك، نتعامل مع مشكلاتنا العامة وخدماتنا اللي ناقصة بالضغط على المسؤولين والتواصل معاهم بشكل جماعي.
– كل التهنئة لحزب الكرامة وأعضاؤه على انتخاب رئيس جديد للحزب، ونتمنى نشوف تصعيد للجيل الشاب بمختلف الأحزاب، وكل التحية لأي شخص بيحاول تحسين الوضع الحالي وتغييره بأي شكل سلمي.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *