– يوم السبت بالليل تم إختطاف الصحفية والناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح، وظهرت يوم الأحد في نيابة أمن الدولة العليا، وهناك إسراء في النيابة أعلنت إضرابها عن الطعام بسبب تعرضها للتعذيب طول فترة احتجازها.
– في نفس التوقيت تقريبا تم القبض على الصحفي مصطفى الخطيب مراسل وكالة أسوشيتيد برس من منزله، وتم القبض على عبدالله السعيد عضو حزب العيش والحرية من منزله، وقبلهم وبتاريخ 25 سبتمبر تم القبض على محمد المصري عضو حزب مصر القوية من مقر عمله، و هما التلاتة حتى الآن مظهروش في أي نيابة ولا حد عارف أي حاجة عنهم!
– خلينا نشوف إيه تفاصيل اللي بيحصل حاليا، خاصة بعد كلام كتير إتقال من صحفيين ونواب عن انفراجة سياسية، ودعوة عمرو أديب لاطلاق سراح السياسيين المسجونين.
********
إيه اللي حصل مع إسراء عبدالفتاح ؟
– أولا واقعة الخطف حسب شهادة الصحفي محمد صلاح اللي كان معاها: “في حدود الساعة ٧ ونص كنا نازلين بالعربية من محور صفط نزلة شارع السودان، وبتعمل يوتيرن من تحت كوبري فيصل عشان نرجع عالدقي .. في اللحظة دي هجمت العربيتين “فيرنا وكيا” بأرقام ملاكي وكان فيه عربية تالتة واقفة بعيد وموتوسيكل عليه اتنين. .. مكانوش بيستخدموا أسماء في اللاسلكي، كانوا بيتكلموا بأكواد “١٤ – ١٥- ١٦”.
طبعا ده بخلاف القانون تماما، الأشخاص دول لابسين مدني، لم يعرفوا نفسهم، ولا قدموا أمر ضبط واحضار ولا أي حاجة.
– إسراء اختفت لاكتر من 24 ساعة وهو الحد الأقصى حسب القانون والدستور لعرض المتهم على جهة تحقيق، وتواصله مع محاميه وأسرته.
– يوم الأحد بليل ظهرت إسراء عبدالفتاح في نيابة أمن الدولة، وشرحت بالتفصيل التعذيب اللي تعرضت له أثناء احتجازها في مقر أمني مجهول، وطالبت بكشف الطب الشرعي على إصاباتها.
– إسراء حكت انها بعد ما وصلوا بيها المقر الأمني طلب منها أحد الظباط “باسوورد” تليفونها الخاص، وهي رفضت، تم تهديدها بإعتداءات جسدية ممكن تحصلها، تمسكت إسراء بالرفض، فخرج الظابط ودخل مخبرين وبدأو بضربها ضرب شديد، سببلها كدمات في معظم جسمها، ورجعلها الظابط مرة تانية وطلب الباسوورد ورفضت إسراء، فقام الظابط بخلع “السويت شيرت” اللي كانت لابساه وبدأ بخنقها بيه في رقبتها، وقالها حياتك قصاد باسوورد الموبايل، تحت الضغط ده انهارت واضطرت تقوله باسوورد الموبايل.
– بعدها تم كلبشة إيديها في الحيطة، وكلبشة رجلها في الأرض، بحيث إن جسمها يفضل مشدود بدون جلوس أو إرخاء للرجل أو الإيد، وفضلت على الوضع المؤلم ده ده 8 ساعات بيتم إستجوابها، لحد ما انهارت قوتها تماماً، وقبل ترحيلها للنيابة تم تهديدها من ظابط آخر بإنها لو اتكلمت عن التعذيب اللي حصلها هيتم نشر صور شخصية ومحادثات ليها من موبايلها للتشهير بيها في وسائل الإعلام.
– بحسب المحامي الأستاذ خالد علي، تم إثبات في محضر النيابة مناظرة النيابة لجسد إسراء والتحقق من وجود كدمات وتجمعات دموية وإحمرار نتيجة الضرب الشديد اللي تعرضت عليه، وتم إبلاغه لاحقاً بعرض إسراء على الطب الشرعي والتحقيق بوقائع التعذيب يوم الأربعاء.
– ومع ذلك أمرت النيابة بحبسها 15 يوم بتهم مشاركة جماعة ارهابية فى تحقيق أغراضها، وبث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل. وهي نفس القضية اللي محبوس فيها الصحفي خالد داوود والدكتور حسن نافعة والدكتور حازم حسني والمحامية ماهينور المصري والصحفي إسلام مصدق، والأستاذ كمال خليل وغيرهم من السياسيين السلميين!
– شفنا بعدها حملة قذرة للتشويه والطعن الشخصي في أكتر من صحيفة، وواضح ان ده تطبيق للتهديد اللي تعرضت له، وكمان جزء منها ادعاء انه تم القبض عليها في ساعة متأخرة من بيتها عشان ينفوا شهادة محمد صلاح حول جريمة اختطافها من سيارتها.
*********
– إسراء صحفية وبتشتغل حالياً في جريدة التحرير وعضوة في نقابة الصحفيين، وهي شخصية معروفة كان ليها نشاط في المجتمع المدني قبل وبعد ثورة يناير، وكانت ناشطة في أكتر من حزب سياسي، وكمان هي ممنوعة من السفر من سنة 2015 زي معظم نشطاء المجتمع المدني، وإتحقق معاها أكتر من مرة، ورفعت قضايا عشان تقدر تسافر طالما هي مش مدانة قانونياً، يعني هي مش مجرمة هربانة عشان يتم إختطافها بالقوة، بالعكس شخصية معروفة وليها محل إقامة وبتروح النيابة أو القضاء لو عندها تحقيق.
– إذا كان ده حصل دلوقتي مع إسراء عبدالفتاح، وقبلها علاء عبدالفتاح، وقبلهم عديد من المساجين في المظاهرات الأخيرة زي الشباب اللي إتنشر شهادات عن تعذيبهم في سجن بنها. فإيه اللي بيحصل مع السجناء اللي مش معروفين سياسياً وإعلامياً سواء كانوا جنائيين أو سياسيين؟!
– هل اللي بيحصل ده هو التطبيق العملي لإقتراح عمرو أديب وغيره بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وفتح حوار ومساحات للناس إنها تعبر عن رأيها؟ هل دي مجرد مسكنات وخداع ولا لا ده الرد على الإقتراح ده؟
– هل في جريدة مصرية أو برنامج مصري على الفضائيات المملوكة للمخابرات تقدر تنشر اللي حصل من تعذيب مع إسراء وتطلب التحقيق فيه؟
وهل المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين هيحققو مع “الخائضين في الأعراض” حسب الشكوى اللي قدمها اتنين من مجلس النقابة هما الأستاذان عمرو بدر ومحمد سعد عبدالحفيظ؟
– إيه القانون اللي بيتيح ضرب وإهانة وتعذيب الناس وهما مقبوض عليهم وهيتم التحقيق معاهم في النيابة؟ لحد إمتى هيفضل عندنا سلطة مطلقة لظباط الشرطة رغم نصوص القانون والدستور والمواثيق الدولية اللي بتجرم التعذيب؟
– في الأسابيع الأخيرة نشرنا اللي حصل مع الشباب الأجانب ( أردنيين وسوداني وهولندي) اللي إتقبض عليهم في مصر وإتصورلهم إعترافات بالمشاركة في المظاهرات أو العنف، وبعدين إتدخلت بلادهم لإنقاذهم ولما طلعو من مصر قالو إزاي تم إجبارهم على تصوير الإعترافات دي وتهديدهم وتعذيبهم، وتم نشر شهاداتهم دي في معظم صحف العالم. ومن أيام جامعة إدنبرة الإنجليزية لغت برنامج تبادل طلابي مع الجامعة الأمريكية بعد القبض على 2 من الطلاب بشكل غير قانوني، وطلبت من كل الطلاب سرعة خروجهم من مصر.
– طيب إذا كانت دول العالم قادرة تطلع معتقليها المظلومين من مصر، فهل المصريين مطلوب منهم يحصلو على جنسيات تانية عشان يقدرو يعيشو في البلد بدون تعذيبهم أو القبض عليهم بشكل غير قانوني ؟
– هل القبض على إسراء وتعذيبها، والقبض على باقي الناس اللي قلنا عليهم من صحفيين وأعضاء أحزاب شرعية، هو ده اللي هيخلي مصر تعدي أزمة سد النهضة مثلاً؟ هل القبض على ناس مسالمين وإتهامهم بالإرهاب هو ده اللي هيمنع وجود الإرهاب؟ هل ده حل مشاكل مصر ان الكل يسكت وإلا يتسجن ويتعذب؟! طيب مهو ده بيحصل طول فترة الرئيس السيسي ومع ذلك مشاكل مصر لسه موجودة وبتزيد.
– ياريت مؤسسات القضاء تحاول تطبق القانون، كفاية حبس إحتياطي للناس على ذمة قضايا مفيهاش تحقيقات ولا أحراز ولا أدلة، وياريت يحصل تحقيق جاد في إتهامات التعذيب الجسدي والنفسي اللي بتتم للمسجونين سواء في الأقسام والسجون أو مقرات الاحتجاز غير الرسمية بتاعت الأمن الوطني. أسرى الحروب بين “الأعداء” في إتفاقيات دولية بتحمي حقوقهم من التعذيب والإنتهاكات الجسدية ضدهم، فهل المواطن المصري مينفعش يتعامل معاملة أسير الحرب ؟
– بنؤكد كل التضامن مع إسراء عبدالفتاح، ومع كل السجناء السياسيين السلميين من كل التيارات، وبنحمل الجهات الأمنية والقضائية المعنية مسؤولية سلامتها الشخصية وسلامة كل اللي مقبوض عليهم ومختفين قسريا مظهروش لحد دلوقتي قدام أي نيابة، نتمنى ليهم جميعاً السلامة وإنه ميكونش بيتم تعذيبهم حاليا للأسف وإنت بتقرا السطور دي..!