النهاردة بدأ التصويت في انتخابات نقابة الصحفيين، وده حدث مهم مش بس للصحفيين لكن لكل مصري محروم من حقه في قنوات وصحف حرة بتوصل صوته، أو تديه معلومة أمينة، أو تعرض عليه آراء مختلفة.
بندعو كل الصحفيين للمشاركة وللانتخاب اللي بيعبر عن مصالحهم الخدمية وعن روح النقابة، وبندعو كل المصريين للاهتمام والدعم بكل وسيلة يقدروا عليها.
*****

مين اللي بيتنافس في الانتخابات دي؟

– دي انتخابات التجديد النصفي، بتجري علي مقعد النقيب و6 مقاعد بمجلس النقابة.
– على مقعد النقيب حصل مناوشات بين المرشح ضياء رشوان، وبين عبدالمحسن سلامة النقيب الحالي، عبدالمحسن كان عايز يطلع رشوان برة الجمعية العمومية لأنه بيشتغل في وظيفة حكومية هي رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات ولا يمارس مهنة صحفية.
– لكن بعد فترة تراجع عبدالمحسن نفسه عن الترشح لصالح ضياء، وقال أنه عايز يركز على شغله بالأهرام، وإنه تنازل لإرساء مبدأ تداول السلطة! لكن مفهوم للكل ان ده حصل بدعم من الأجهزة الأمنية اللي دعمت عبدالمحسن أصلاً في النقابة بالبداية، والآن بتجيب حد غيره مناسب أكتر للمرحلة الجاية، اللي متوقع إنها هتشهد تصفيات بالصحف القومية وتقليص العمالة، وده مش مناسب له سلامة بحكم كونه رئيس مجلس إدارة الأهرام.
– علي مقعد النقيب كمان رفضت اللجنة ترشيح الصحفي هشام جعفر المسجون من 2015، رغم انه محبوس احتياطي يعني مفيش عليه حكم، لكن الرفض جه بحجة أن التوكيل مع زوجته عام مش خاص بالترشح، وده اللي طبعا مقدرش يعمله في السجن .. وبالتأكيد الخطوة كانت تعبير عن رفض كبير لسجن الصحفيين، زي الأستاذ هشام المسجون بقاله 3 سنين بدون محاكمة ولا حتى حفظ حقوقه في العلاج!
– مفيش بمقعد النقيب مرشح يمثل تيار الاستقلال قدام رشوان، وبالتالي الدعوات مختلفة بين التصويت لأي حد، أو إبطال الصوت.
*****

– على المقاعد الستة للمجلس مفيش قوائم انتخابية واضحة الناس بتقدم نفسها كأعضاء فيها، لكن ضمنياً مفهوم إن قدامنا تيارين رئيسيين، ناس محسوبة على “تيار الاستقلال”، وناس محسوبة على “جبهة تصحيح المسار” اللي اتعملت بعد جمعية 4 مايو اللي رفض فيها الصحفيين اقتحام الداخلية لنقابتهم وقت تيران وصنافير … وبالطبع فيه مرشحين مش محسوبين على أي من التيارين.
– من واقع رؤيتنا للآراء المهنية المتداولة، ومن واقع تاريخهم المشرف ومواقفهم المعروفة، بنتمنى دعم الأسماء الخمسة دي، والسادس كل صحفي يختار من يفضل:
* خالد البلشي Khaled Elbalshy (عضو سابق بالمجلس، وكان دايما له دور إيجابي معروف بقضايا الزملاء والصحافة، وسابقا رئيس تحرير موقع البداية اللي تعرض للحجب، وموقع كاتب اللي اتحجب بعد ساعات من افتتاحه)
*محمود كامل Mahmoud Kamel (عضو حالي بالمجلس، وكان شريك دائم بكل المواقف المشرفة لدعم زمايله أو مقاومة القوانين والقرارات السلبية)
*إيمان عوف Eman Mohamed Ouf
*تامر الهنداوي تامر هنداوي
* حازم حسني Hazem Hosny
*****

– وزي ما قال بيان تيار الاستقلال بالتأكيد لا تنتخب كل من قصر أو تواطأ في بمشاكل الصحافة والصحفيين بالفترة اللي فاتت خاصة إنه متوقع إن الجاي أصعب. لا تنتخب:
“* من برروا اقتحام النقابة، وقبضوا ثمنًا؛ فمن باع نفسه، وكيانه النقابي، لا يؤتمن علي مصالح، وحقوق زملائه.
* من ذهبوا إلي البرلمان وتخلوا عن موقف نقابتهم الداعم لمشروع “القانون الموحد للصحافة والإعلام”، الذي جرى تقطيع أوصاله؛ رغم عضويتهم في مجلس النقابة الذي اعترض علي ذلك العدوان على القانون.
* من شاركوا في تبرير تعديلات قانون الصحافة الأخير؛ الذي أُطلق عليه “قانون اغتيال المهنة”؛ بل زعموا باطلًا أنه حقق ٩٠٪؜ من مطالبنا.
* من صمتوا عن إغلاق مواقع صحفية، واكتفوا بموقف المتفرج علي زملاء لهم أُلقي بهم في عرض الطريق، بعد أن فقدوا عملهم.
* من أداروا ظهورهم لمشاكلكم، رغم عضويتهم في مجلس النقابة التي يفترض أنها تلقي عليهم مسؤولية الدفاع عن زملائهم والتدخل لحل مشكلاتهم، وأغلقوا هواتفهم وقت احتياجكم لهم.”
*****

“مش فارقة، كده كده بيعملوا اللي عايزينه”

– لو فعلا مش فارقة مكانوش بذلوا كل المجهود ده بكل النقابات للسيطرة عليها، ومكانش ده هيبقى نهج أمني قديم من عشرات السنين.
– إحنا شفنا بنفسنا إزاي وجود نقابات قوية خاصة الصحفيين بيفرق مع أعضائها ولو في تحسين نسبي للوضع.
– وعلى الأقل الواحد بيعمل اللي عليه، مش منطقي يبقى بيشكي ثم يبقى متاح أداة سلمية آمنة حتى لو بفاعلية محدودة ومتشاركش فيها.
– والتجربة أثبتت كمان إن مفيش فصل حقيقي بين الجانب الخدمي بالعمل النقابي والجانب المهني، عضو المجلس اللي كان في صف الأجهزة الأمنية مكانش مستني دعم زمايله وبطل يرد على تليفوناتهم، بعكس العضو التاني اللي ملوش إلا زمايله هما سنده وهوا دايما أقرب لمشاكلهم.
*****

ليه كمصريين نهتم بالانتخابات دي؟

– بشكل عام مهم جدا الحفاظ على أي كيان مدني منظم، قلنا سابقا لازم ندعم أي عمل جماعي من أي نوع يقدر فيه مصريين يعبروا عن مطالبهم، من أول انتخابات مركز شباب جنب بيتك، ومرورا بانتخابات النقابات طبعا، ولحد الأحزاب أو الجمعيات الأهلية.
وبالتالي من مصلحة كل المصريين أنه يكون في نقابة صحفيين مستقلة وقوية، ونقابة أطباء مستقلة وقوية، وبالمثل للمهندسين والمحامين والنقابات العمالية.
– لو تابعنا اللي بيحصل في السنين الأخيرة للنقابات هنلاقي تجييش وحشد لمرشحين مدعومين من الأجهزة الأمنية، حصل ده في الانتخابات العمالية وبانتخابات المهندسين وغيرها، والهدف الأول منع أي تنظيم مدني عشان الحكم الأمني عايز الناس تفضل أفراد كل واحد لوحده لا يقدروا ينظموا نفسهم، ولا ليهم (مُمثل) لمطالبهم الحقيقية يقدر يمارس الضغط الجماعي أو التفاوض، لأن ده معناه الشراكة، وده مش مطلوب بالحكم الأمني اللي عايز الكل “يسمع كلامه هوا بس”.

– بحالة نقابة الصحفيين تحديدا الوضع ليه خصوصية، لأن الصحافة مفيدة لكل المجتمع مش قضية فئوية للصحفيين، من أصغر مواطن عنده مشكلة في الحي ونفسه مسؤول يشوفها ويحلها، وقضايا الفساد اللي بتكشفها الصحافة سواء فساد في مصنع لانشون أو فساد في تزوير انتخابات، ولحد أكبر القضايا الاقتصادية والسياسية.
– وللأسف مصر في مراكز متدنية جداً في مؤشرات حرية الصحافة والاعلام، ومن أعلى الدول في حبس الصحفيين في العالم، ومفيش تشويه لسمعة مصر أكتر من وجودنا في قاع التصنيفات دي.

– المشاركة مهمة لمحاولة إنقاذ ما تبقى من صحافة واستعادة هوامش من الحريات المفقودة، أملنا فيكم كبير.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *