– يوم 13 فبراير اللي فات قررت نيابة محرم بك في الإسكندرية إخلاء سبيل عضو مجلس النواب السابق هيثم الحريري بكفالة، بعد التحقيق معاه لمدة ساعتين في تهم موجهة إليه بتقديم رشاوى انتخابية!
– التهمة غريبة جدا خاصة لحد زي هيثم معروف شعبيته هو ومن قبله والده البرلماني الراحل أبو العز الحريري في إسكندرية، وكانوا بينجحوا في مجلس الشعب دائما ضد فلوس الحزب الوطني وحتى فلوس مستقبل وطن في انتخابات 2015.
– وكمان غرابة التهمة أننا شفنا عدد ضخم من وقائع التزوير وتوزيع الفلوس، ومنها فيديوهات اتنشرت على صفحتنا وغيرها، والنيابة العامة لم تتحرك للتحقيق في أي واقعة!
– هنشوف النهارده إيه قضية هيثم الحريري؟ وليه تم افتعال القضية؟ وممكن نشوف إيه من قصة زي دي، وهل هيتكرر دا مع معارضين آخرين؟
*****
إيه هي القضية؟
– أثناء الانتخابات هيثم الحريري ومن قبله أبوه المرحوم أبو العز الحريري متعودين على الاستعانة بناس من أقرابهم في قرية الدواخلية من المحلة الكبرى لمساعدتهم في فترة الانتخابات، كمندوبين بتوكيلات رسمية.
– وفي صباح يوم 24 نوفمبر يعني اليوم الثاني والأخير من جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية تم القبض على 3 من أبناء قرية الدواخلية أثناء خروجهم من مكتب هيثم في منطقة محرم بك.
– تم اقتيادهم للقسم والظباط حرروا محضر إنهم بيوزعوا رشاوى انتخابية باسم هيثم الحريري، لكن تحريات ضباط المباحث كان فيها مشكلات كثيرة فالنيابة أفرجت عن الـ3 اللي نفوا أنهم وزعوا أي رشاوى.
– هيثم الحريري كتب تفنيد للواقعة على صفحته بفيسبوك، قال فيه:
1- ادعاء الضابط أنه شاهد مجموعة من الشباب بتوزع رشاوى غير صحيح، لأنه لم يتم القبض على أي حد غير الثلاثة قرايبه اللي من المحلة، ومفيش مواطن واحد قال أنه خد رشوة من هيثم أو من حملة هيثم.
2- ادعاء المباحث أنه هيثم حرض على كسر الصمت الانتخابي بتوزيع أوراق دعاية انتخابية عليها رقم ١١ ورمز الراديو غير صحيح، لأنه في جولة الإعادة كان رقم هيثم هو 4 مش 11، فهل يعقل أنه يضلل الناخبين اللي المفروض ينتخبوه؟
3- المباحث قالت أنهم لقوا في سيارة المقبوض عليهم من حملة هيثم مبلغ ١٩٦٩٥ جنيه.
وده يعني إن الأموال لم تكن مع المقبوض عليهم وإنما في السيارة وده شيء أقره هيثم وقال إن دي أموال جمعية خيرية كانت مخصصة كدفعة مقدمة للتعاقد على سيارة إسعاف من أحد تجار الإسكندرية، وأثبت ده في أقواله.
4- الأموال التي حرزت كان من بينها فئات صغيرة من خمسة جنيهات وعشر جنيهات وعشرين جنيه، بالتالي هل يعقل أن تكون أموال الرشوة الانتخابية من هذه الفئات الصغيرة.
5- الشباب اللي اتقبض عليهم معهم توكيل عام وخاص باسم هيثم وبصفته كمرشح في الانتخابات، فهل يعقل أنه الراجل يستعين بأشخاص ليهم صفة رسمية موثقة بيه وماشيين بورق رسمي زي ده يوزعوا رشاوى انتخابية؟
5- كمان هيثم سأل سؤال مهم وحاسم في الموضوع وهو هل من المعقول أنه يستعين بأشخاص من قرية ريفية في محافظة بعيدة مثل محافظة الغربية لتقديم رشاوى انتخابية لأهالي محرم بك في محافظة الإسكندرية؟
أي حد عارف طبيعة الانتخابات في مصر هيبقي فاهم إن اللي بيوزع رشاوى لازم يكون من أهالي المنطقة عشان يعرف يحشد الناس، ويبقى فيه ثقة بينه وبينهم.
*****
ليه الحكومة بتعمل كده؟
– طبعا من تفاصيل القضية ممكن كان مقصود بيها هو استغلالها في حالة نجاح هيثم اللي حصل على 30 ألف صوت بإمكانات أقل بكتير من مرشحي مستقبل وطن اللي نزلوا ضده ونجحوا في دائرة محرم بك.
– كان الاستغلال هيكون في تحريك القضية وإسقاط عضويته، أو استغلالها كورقة ضغط مستمرة زي ما حصل مع هيثم نفسه في قصة التسريبات اللي اترفع عليه بيها قضية من سمير صبري المحامي، ولسه مستمرة لحد دلوقتي في المحاكم.
– أو التفسير التاني أنه الحكومة بتحاول تكمل في القضية دي وتنهي مستقبل هيثم السياسي بمنعه من الترشح لمجلس الشعب لخمس سنوات قادمة، يعني الانتخابات الجاية يتمنع من نزولها، وقد يسجن لمدة تصل لسنة بحسب القانون بالتالي دي نهاية فعلية لمستقبله السياسي والمهني حتى.
*****
هل ده ممكن يحصل مع باقي نواب المعارضة السابقين أو الحاليين؟
– هيثم زي ما كتير عارفين كان عضو في تكتل 25-30 في البرلمان اللي فات، واللي أيا كان بشكل أو بآخر الرمق الأخير للمعارضة المصرية داخل البرلمان.
– تكتل 25 -30 واللي كان حوالي 9 نواب في البرلمان خسر منهم 7 يمكن أشهرهم أحمد طنطاوي اللي كتبنا بوست مفصل عن التزوير ضده في الانتخابات، ممكن تشوفوه من هنا
وأيضا هيثم خسر، ومحمد عبد الغني، وعبد الحميد كمال، وطلعت خليل ، ومحمد العتماني، ومصطفي كمال الدين حسين، الاتنين الوحيدين اللي نجحوا من التكتل هما ضياء الدين داوود في دمياط، وأحمد الشرقاوي في المنصورة.
– ناس ممكن تسأل طيب واشمعنى الشرقاوي وضياء الدين داوود نجحوا؟ ده سؤال يتوجه للأجهزة اللي شكلت البرلمان مش للي حاول يعمل اللي عليه ويترشح أو ينتخب، بالإضافة إننا نقدر نحلل ونقول إن الأمور مش دايما بتمشي زي ما اسلطة عايزة بالكامل، أو قد يكون السبب موازنات داخلية أو خارجية، ودي قيمة المعافرة في المساحات دي.
– يعني مثلا ضياء دواود كان في قضية لمنعه من الترشح وصدر حكم من القضاء الإداري بده لأنه لم يقدم إقرار الذمة المالية الخاص بزوجته ولم يثبت صفته الحزبية لكن بعد طعن ضياء على القرار وإثباته تقديم الأوراق دي ضمن أوراق الترشح تم السماح له بده، رغم أنه كان مقدم الأوراق دي من الأول.
– وأحمد الشرقاوي اللي نجح في المنصورة حصل ضده حشد ومال سياسي وتوزيع رشاوي وكل حاجة لكن نجح بفضل أدائه الجيد في الدورة اللي فاتت وبفضل أنه له قواعد شعبية كويسة في وسط كثير من أهل دائرته.
– اللي حصل وبيحصل مع غيره بيأكد إن البرلمان اتصمم على إنه يكون برلمان الصوت الواحد، مش بس كده بل يبدو إن فيه رغبة لإنهاء المستقبل السياسي لبعض المعارضين بقضايا ملفقة زي قضية هيثم، وحتى أي حد ناوي يعارض من خارج التكتل حتى لو بسقف محدود يبدو إنه غير مرحب به داخل البرلمان.
– وهنا هنذكر النائب محمد عبد العليم داوود اللي ممكن يخسر مقعده في البرلمان بعد ما وصف حزب مستقبل وطن بحزب الكراتين وأحيل للجنة القيم، ده غير فصله من حزب الوفد واللي ممكن تكون تبعاته خروجه من البرلمان.
– كنا بنتمنى من النيابة إنها تحقق في كل بلاغات الرشاوى والتزوير بنفس السرعة وبدون غرض سياسي، خاصة وإن فيه دلائل كتير جدا على اللي حصل قدام اللجان من نواب حزب مستقبل وطن وغيرهم من اللي استخدموا الأموال للوصول لكرسي في البرلمان، في الوقت اللي طعون الانتخابات بتاعت نواب المعارضة مركونة على جنب.
– هنكرر كلامنا بإن اللي بيحصل مع هيثم وغيره دا، بيحصل مع ناس لها صفات في أحزاب قانونية ومشهرة، وبتمارس السياسة وفقا للدستور والقانون، وكانوا ممثلين لدوايرهم في البرلمان السابق، ومؤمنين بالتغيير السلمي وإيجاد البدائل، فالتعامل معاهم بالشكل دا عاوز يوصل أي رسالة بالظبط؟
– كل الدعم لهيثم الحريري، وأحمد طنطاوي، وكل من يمارس العمل السياسي السلمي داخل البرلمان وخارجه، ولازم الدولة تدرك إنه في النهاية محتاجة تسمع أصوات مختلفة وإن البرلمان بشكله الحالي بدون أي أصوات تانية هيضر مصلحة الدولة المصرية قبل أي حد تاني، لأن الصوت الواحد دا بيضيع فرصة المراجعة والتدقيق في القرارات.
– نتمنى منشوفش الناس اللي قررت تقدم بديل سياسي جاد بتدفع أثمان قرارها دا بتشويهها والقضاء على مستقبلها، لأن تهم زي اللي ملفقة لهيثم دي وعلى رأيه ” تسيء لملفقها ولسمعة مصر”.
*****