مستمرين معاكم في عرض التطورات الحالية للربيع العربي في تونس والجزائر والسودان
– في السودان بدأت أولي جلسات محاكمة البشير واللي اعترف فيها بأنه خد 90 مليون دولار من السعودية، النيابة العامة لمكافحة الفساد للسودان وجهت تهم للبشير بقتل المتظاهرين والفساد المالي، والمجلس السيادي تم الإعلان الرسمي عنه وتم حلف اليمين بشكل رسمي.
– تونس مستمرة في مسارها الديمقراطي بعد الإعلان عن القائمة الأولية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المقررة في 15 سبتمبر القادم
– في الجزائر يبدو الوضع فيها مستمر في التأزم بسبب تعنت السلطة الحاكمة ممثلة في رئيس الجمهورية المؤقت عبدالقادر بن صالح ووزير الدفاع أحمد قائد صالح في حل الأزمة واصراراهم على إجراء انتخابات فورية في ظل رفض الشارع وأغلب القوى السياسية.

********

السودان محاكمة البشير وبداية أعمال المجلس السيادي

– من أيام بدأت أول جلسات محاكمة عمر البشير في تهم الفساد الموجهة إليه، البرهان رئيس المجلس العسكري كان أعلن قبل كده عن ضبط 113 مليون دولار في خزنة سرية في مقر إقامة البشير لما قبضوا علىه.
– تحقيقات نيابة مكافحة الفساد في السودان قالت أنه البشير اعترف بتلقي 90 مليون دولار من المملكة العربية السعودية منهم 25 مليون دولار من ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، و 65 من الملك السابق عبدالله ابن عبدالعزيز في 2015.
– الفلوس دي بالطبع محدش كان يعرف عنها حاجة، والبشير بيقول أنه سلم مبالغ منها كان حصل علىها من الامارات لشقيق نائب المجلس العسكري الحالي حميدتي.
– النيابة في السودان بتسعى لتوجيه إتهامات بإرتكاب جرائم حرب للبشير ونظامه في الحرب الأهلية في دارفور، لكن يبدو أنه دا شيء مستحيل في الوقت الحالي بسبب المجلس العسكري وحميدتي قائد الدعم السريع المسئول الأول عن مذابح دارفور.

– الجدير بالذكر أيضا أنه في مشكلة كبيرة في السودان على علنية الجلسات، واللي يبدو أنه المجلس العسكري السوداني رافض أنها تكون علنية، والسودانيين عندهم قلق من مصير محاكمات “مبارك” خاصة وإنه التركيز لحد دلوقتي على اتهامات الفساد والتربح المالي.
– وللسبب ده فواحدة من التحديات قدام قوى الحرية والتغيير هو التصديق على معاهدة “روما” واتفاقية الجنائية الدولية اللي البشير مطلوب ليها بالفعل بسبب جرائم دارفور، لكن ده مازال ملف خلافي خاصة في ظل وجود متهمين من نظام البشير لسه جوة النظام وجوة المجلس العسكري.
– على الناحية التانية المجلس السيادي حلف اليمين الدستورية في مشهد رائع للغاية، والمدنيين داخل المجلس السيادي منهم سيدات ومسيحيين ومليان إشارات جيدة ومبشرة بمستقبل مختلف للسودان.
– أعضاء المجلس السيادي هم عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري كرئيس للمجلس لمدة 21 شهر، بالاضافة ل 5 من القادة العسكريين و6 مدنيين وهم:
1- حسن شيخ إدريس عن نداء السودان، وهو وكيل نيابة سابق، ومستشار قانوني، وعضو سابق في البرلمان الديمقراطي من 1986-1989، ووزير سابق قبل انقلاب 89.
2- صديق تاور، وهو قيادي بحزب البعث، ويعمل دكتور في الفيزياء ومتخصص في شؤون البيئة.
3- محمد الفكي سليمان، من حزب التجمع الاتحادي، وهو كاتب صحفي، وحاصل على ماجستير العلوم السياسية من جامعة الخرطوم.
4- محمد حسن التعايشي، وهو قيادي طلابي سابق في حزب الأمة، وخريج كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، ومن أبناء إقليم دارفور.
5- عائشة موسى، ناشطة نسوية وأحد قادة المظاهرات ضد حكم البشير، وهي أستاذة في الأدب الإنجليزي المقارن، وحاصلة على ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة مانشستر، بالاضافة لعملها في الترجمة وتعليم الفتيات.
6- رجاء نيكولا عبدالمسيح، وهي العضو التوافقي بين المدنيين والعسكريين، حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وهي ناشطة بمفوضية مراعاة حقوق غير المسلمين.

***

تونس الحفاظ على المسار الديمقراطي

– من حوالي أسبوع أعلنت هيئة الانتخابات في تونس عن القائمة الأولية لمرشحي الانتخابات واللي ضمت 26 مرشح للإنتخابات الرئاسية اللي من المقرر ليها في نص سبتمبر.
– في المجمل أتقدم حوالي 97 مواطن للإنتخابات تم رفض 71 منهم لعدم إكتمال أوراق الترشح. اللجنة كانت مستقلة في عملها بدون أي تدخلات من جهات سياسية ولا سيادية في البلد، ومن حق اللي اترفضو انهم يطعنوا قدام المحكمة.
– يمكن الخبر الأبرز في الانتخابات هو ترشح عبدالكريم الزبيدي، وزير الدفاع الحالي للإنتخابات، والجدير بالذكر أنه الزبيدي هو وزير دفاع مدني مش عسكري بالأساس هو طبيب مارس الطب وعين للمرة الأولي بعد الثورة كوزير للدفاع، وبعدين تم تعيينه من قبل السبسي مرة تانية. الزبيدي بيحظى بدعم نداء تونس.
– في مرشحين تانيين فرصهم كبيرة أيضا زي يوسف الشاهد رئيس الوزراء الحالي، و مؤسس حزب ” تحيا تونس “واللي كان إنشق عن حزب نداء تونس بتاع السبسي.
– أيضا عبدالفتاح مورو، أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية، والمدعوم من الحركة للترشح، وأيضا منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق واللي ليه شعبية كبيرة في وسط التونسيين لأنه كان أول رئيس بعد الثورة. بالإضافة لمرشحين آخرين زي المرشح اليساري حمة الهمامي من حزب الجبهة الشعبية، والمرشحة عبير موسى أستاذة القانون ورئيسة الحزب الدستوري الحر، بالإضافة لسيدة أخرى، ودي المرة الوحيدة اللي فيها مرشحات نهائيين للرئاسة في أي دولة عربية.
– تونس قدرت تتخطى بشكل سلمي كل العقبات اللي قابلتها للتحول الديمقراطي وأخرها وفاة رئيس الدولة الباجي قائد السبسي واللي كانت وفاته مثال جيد على إزاي الخلافات السياسية تدار بشكل ديموقراطي، كل الفئات والأحزاب السياسية قدمت التعازي في وفاة السبسي رغم الخلاف السياسي، واستطاعت البلد أنها تبدأ في إجراءات نقل السلطة بدون مشاكل.

********

الجزائر: الوضع لسه غامض ومتأزم

– للشهر السادس على التوالي بتستمر الاحتجاجات في الجزائر العاصمة وفي مدن أخرى للمطالبة بتنحي رئيس الدولة المؤقت عبدالقادر بن صالح المحسوب على نظام بوتفليقة.
– جزء كبير من عدم الثقة في ادارة بن صالح للمرحلة الانتقالية هو اصراره مع قائد الجيش أحمد قائد صالح على إجراء انتخابات مبكرة فورية بدون تعديلات للدستور والقوانين، وفي ظل ضعف الأحزاب الحالية، واستمرار هيمنة كتير من رموز النظام السابق، ودا اللي هيخلي أي انتخابات دلوقتي تجيب النظام القديم مرة أخري أو هتدخل البلاد في دوامة الإسلاميين والعسكر زي ما حصل في بلدان تانية.

– اللي بيسعى ليه الشارع الجزائري دلوقتي هو تطهير الفساد، إسترجاع الأموال المنهوبة من نظام بوتفليقة، ومحاولة إرساء إنتقال ديمقراطي عن طريق حكومة مدنية من المعارضة.
– ببساطة الشارع الجزائري عايز اتفاق على غرار الاتفاق السوداني يأجل الانتخابات ويسلم السلطة للمدنيين يديروا مرحلة إنتقالية يكون فيها إجراءات عدالة إنتقالية واسعة وتمهيد لإنتقال ديمقراطي ومسار إنتخابي طبيعي. ودا اللي رافضاه السلطة الحاكمة.
– في الفترة اللي فاتت وبسبب تصريحات وزير الدفاع السابق خالد نزار – وزير دفاع الجزائر اللي ارتكب مذابح العشرية السوداء في التسعينات- واللي قال فيها أنه قائد صالح وزير الدفاع الحالي هرب من معركة ماغالا اللي كانت في الصحراء الغربية مع الجيش المغربي في 1975 واللي انتهت بهزيمة لقوات الجيش الجزائري.
– خلاف قائد صالح مع خالد نزار خلا المحكمة العسكرية تصدر مذكرة توقيف دولية بحق خالد نزار، واللي طالب قيادة الجيش بالانقلاب على قائد صالح.
– الوضع داخل الجيش والمؤسسة العسكرية في الجزائر غير مستقر، بدليل حركة الإقالات الكبيرة اللي حصلت لقيادات من الصف التاني في الجيش في خلال الأسبوعين اللي فاتوا.
– وفي نفس الوقت بيتزايد الغليان والغضب في الشارع خاصة في أوساط الطلاب اللي بينظموا إحتجاجات يوم الثلاثاء في منتصف الأسبوع في مدن كثيرة منها العاصمة.
– في محاولات مستمرة من الجيش وقوات الأمن في تقويض الاحتجاجات عن طريق قفل مداخل العاصمة خاصة أيام الجمعة، لكن لسه الحراك مستمر برغم المشاكل دي.
– النظام الحاكم حاليا في الجزائر حاول يهدئ الأوضاع عن طريق فتح التحقيقات في قضايا فساد رجال أعمال بوتفليقة، وفتح الباب أمام تنحي نور الدين بديوي رئيس الحكومة الحالي. لكن لسه مفيش أي استجابة علنية من الشارع أو من القوى السياسية للتنازلات دي.

– كل التوفيق والدعم للأشقاء التوانسة والجزائريين والسودانيين، وتمنياتنا لبلدنا ولكل الدول العربية بأوطان ديمقراطية شعوبها بتحترم في كرامتها وإرادتها وتدير بلدها بناء على مصالحها وطموحاتها وأحلامها مش أحلام ناس تانية.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *