– بداية الشهر الجاري قررت النيابة العامة إحالة طبيب الأسنان الشهير باسم سمير لمحكمة الجنايات، واتهامه بالتحرش وهتك عرض 4 رجال بالقوة.
– القضية دي فيها تفاصيل كتيرة محتاجة تتحكي، ومحتاجين نفهم مع بعض دلالات القصة، وليه كمجتمع لازم نهتم بالنوع ده من القضايا.
*****
إيه القصة بالظبط؟
– في يوليو 2020 كتب الفنان عباس أبو الحسن على صفحته إنه هناك طبيب أسنان متحرش وبدأ يتكلم عن وقائع تحرش للطبيب بمرضاه وإنه في كتير من الشباب عندهم وقائع شخصية مع الدكتور ده تحديداً لكن متمش نشر شيء من الوقائع دي، واللي كلها بتدور حوالين تلامس متعمد من الطبيب المتحرش للأعضاء الذكورية لمرضاه من الشباب والرجال.
– عباس أبو الحسن أكد على إنه في عديد من الوقائع كان رد فعل الشباب والرجالة دول هو الضرب والإهانة في عيادته أو في أماكن عامة، ولكن ده مخلاش الشخص ده يحس بالردع أو يتوقف عن اللي بيعمله، وإنه في 6 أشخاص على الأقل عندهم استعداد للشهادة في وقائع تحرش الشخص ده بيهم، وفي نفس الوقت الطبيب خرج في الأول يقول دي حملة تشهير.
– يوم 1 سبتمبر قدم الفنان عباس أبو الحسن وآخرين بلاغ رسمي للنيابة بيتهم فيه الطبيب باسم سمير بالتحرش، بيتهموا طبيب أسنان بالتحرش بهم، والنيابة بدأت إجراءات التحقيق في الواقعة.
– وفي يوم 9 نوفمبر 2020 أعلن الفنان عباس أبو الحسن عن تقديم سند قانوني قوي ضد الطبيب ده، وهي فلاشة بتجمع فديوهات جنسية للطبيب المتحرش مع ضحاياه، بالإضافة لـ 140 شهادة صوتية ومكتوبة من حسابات موثقة لضحايا الطبيب، بالإضافة لعشرات المكالمات المسجلة من ضحاياه، ومكالمة تهديد من محامي الطبيب المتحرش لأحد الضحايا عشان ميقدمش الفيديوهات دي، وتم إضافة تسجيل المكالمة دي للأدلة المقدمة ضده، وطالب أبو الحسن بالقبض عليه لأنه كان ما زال حر طليق حتى اليوم ده.
– وفي يوم 27 يناير أعلنت النيابة العامة القبض على الطبيب المتهم بالتحرش بناء على تحقيقها في عديد من البلاغات اللي اتقدمت ضده، وإنه بعد مواجهته بالبلاغات والأدلة المادية اللي مقدمة ضده، واكتشاف عديد من الفيديوهات الإضافية لتحرشه بمرضى في عيادته على هاتفه الخاص، انهار وأقر بإنه بيعاني من اضطرابات في ميوله الجنسية، وإنه الاضطراب ده بيدفعه لعمل هذا السلوك، وأمرت النيابة بحبسه، ثم أُحيل للمحكمة مؤخراً
*****
نشوف إيه في القصة دي؟
– القضية دي لازم تخلينا نفكر عن كم الخوف من الوصم والقلق اللي بيصيب رجالة “أقوياء بدنياً” ولهم مركزهم الاجتماعي إنهم يحكو أو يبوحو بفكرة إنه راجل تحرش بيهم، وإنه ده بيخليهم يراجعوا نفسهم أكتر من مرة عشان يقدرو يصارحوا حد قريب منهم باللي حصل معاهم فضلاً عن المجتمع كله، وقد إيه المتحرش والمعتدي بشكل عام بيستفيد من حالة القلق والخوف دي عشان يفضل مكمل في جرايمه ضد ضحايا آخرين.
– اللي حصل ده بقى لازم يخلينا نفكر بطريقة أكثر احتراماً لمشاعر وآلام السيدات والفتيات، اللي معرضين طول الوقت لانتهاكات مشابهة من التحرش اللفظي والجسدي ومحاولات الاغتصاب والابتزاز، وقد أيه كم الضغط اللي بيتعرضوا له لمجرد إنها تحكي الواقعة فقط، فضلا عن الضغط اللي بتتعرض له عشان تثبت الواقعة.
– ومن فهمنا لمدى الأذى اللي بتتعرض ليه الستات في المجتمع لازم نقول ضروري جدا إننا نخلق كل الآليات القانونية والمجتمعية اللي تشجع البنات والأطفال والرجالة إنهم يحكوا اللي بيحصل معاهم ويبلغو عن أي اعتداء بدون خوف من الوصم أو اتهامات سخيفة بتجعل منهم جناة مش ضحايا.
– لأن المنظومة التشريعية والتنفيذية في مواجهة التحرش وجرايم الاعتداء الجنسي لسه محتاجة تتطور كمان بجانب التعديلات الكويسة اللي حصلت مؤخراً، وبالتوازي لازم يكون فيه دور توعوي ومجتمعي كبير علشان يخلصنا من أي سلوكيات أو أفكار خاطئة بتلوم على البنت أو بتببرر للمعتدي بأي وسيلة.
– تحرك النيابة دي في القضية دي وقضايا تانية مؤخراً مش لازم يكون بس على أساس الضجة اللي بتحصل من السوشيال ميديا أو على حسب أهمية اللي بيبلغ، ولكن يفترض تكون سياسة أصيلة لمواجهة ظاهرة التحرش بكل حسم، بجانب ضرورة تفعيل قانون حماية سرية أقوال المجنى عليهم والشهود في جميع قضايا التحرش والاعتداء الجنسي.
– ودا اللي طالب به الفنان عباس أبو الحسن في القضية دي تحديدا بعد ما بعض المواقع والصحف سربت أشياء تخص التحقيقات والشهود، ودا بشكل أو بآخر بيساعد المتهم في إنه يرهب الضحايا أو الشهود بـ”فضحهم” أو ما شابه.
– لازم نعرف كمان إن المتحرش (سواء برجالة أو بستات) دا ملوش شكل محدد دا عادي موجود في كل الطبقات وممكن يكون عادي عنده فلوس وعلاقات بمسؤولين منهم رئيس الوزراء شخصياً، وبيعمل أحيانا خير، وبيبقى متكون حواليه شبكة علاقات وسمعة تحميهم وتسهلهم الاعتداء المتكرر على الضحايا، خصوصاً لو موظفين عنده أو متدربين أو عملاء، يعني مفيش حاجة اسمها “دا مستحيل يعمل كده” لمجرد إنه من طبقة اجتماعية معينة أو في وظيفة محددة أو شكل معين.
– في النهاية نحب نشكر الفنان عباس أبو الحسن على إنه امتلك الشجاعة لتفجير القضية دي لأنه قدر يحط حد ونهاية لقصة تحرش مستمرة بقالها 35 سنة من الطبيب ده بعشرات الضحايا، وإنه ده بيشجع أي مواطن على الشكوى ضد أي واقعة تحرش أو انتهاك جنسي يتعرض له، طالما بيتم إعمال القانون دون الاكتفاء بلوم الضحايا وفقط.
– ونتمنى إنه الواقعة دي تخلي مجتمعنا يعيد التفكير في طريقة تعامله مع شكوى السيدات من الاعتداء والتحرش المستمر بيهم في أماكن العمل وفي الشوارع وفي وسائل المواصلات والحفلات وغيرها، وإنه فعلاً لازم نساند أصحاب الشكوى ونراعي كل الأبعاد النفسية اللي بيكونوا فيها من خوف وقلق عشان يقدروا بس يعلنوا أو يقولوا إنهم بيتعرضوا لانتهاك، من غير ما نرهقهم بأسئلة استنكارية أو أساليب ضغط زي سؤال البنت عن لبسها ومحاولة إخراجها غلطانة بأي شكل.
– حاولوا دايماً تتكلموا مع ولادكم وبناتكم وتوعوهم بأساليب التحرش وإنهم لازم يتكلموا ويواجهوا محاولات التحرش والاعتداء وميسكتوش عليها أبداً، الدعم الأسري ده أفضل طريق لتربية الأبناء ومنع ووقف الاعتداءات عليهم وإنهم يقدروا يتجاوزوها بسرعة من غير معاناة وأذى نفسي كبير وإحساس بالخوف والعار.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *