– من 4 شهور والشعب السوداني بيتظاهر في الشوارع بسبب الغلاء والتضخم وارتفاع الأسعار، وده بالتزامن مع تقدم أغلبية نواب البرلمان السوداني بطلب لتعديل الدستور يجعل عدد مدد الرئاسة مفتوحة أمام رئيس الجمهورية.
– بدأت المظاهرات في 3 ولايات في السودان وحاول المتظاهرين الوصول لمقر الرئاسة السودانية لكن قوات الأمن منعتهم وواجهتهم بالعنف، والمظاهرات بدأت تتنقل بين المدن وتستمر رغم العنف الأمني، لدرجة إنه في مباراة الهلال السوداني والأفريقي التونسي هتف جمهور الهلال: ” الطلقة ما تقتل .. يقتل سكوت الزول” وده مع تصاعد شهداء الاحتجاجات نتيجة ضرب الرصاص واستمرار سلمية المتظاهرين.
*****
– مع استمرار المظاهرات لمدة أسبوع، نقابة أطباء السودان أعلنت الدخول في إضراب مفتوح تضامنا مع المظاهرات، وانضمت ليها إدارة جامعة السودان، وبعدها بدأ أهم مكونات الانتفاضة السودانية “تجمع المهنيين السودانيين” بالدعوة لإضراب عام في السودان لإجبار البشير عن التنحي.
– وبنهاية شهر ديسمبر أعلنت قوى المعارضة السودانية عن “إعلان الحرية والتغيير” اللي بينص على تنحي النظام الحاكم بدون شروط، وبدأ البشير رحلة العناد بإعلانه بالبدلة العسكرية إن حكمه لن يسقط وإنه “القصاص أمر الله” في إشارة للقتل، وبدأ يعتقل في الصحفيين، وبدأت حملة مداهمة في البيوت للقبض على المتظاهرين الشباب.
– البشير أعلن الطوارئ وعين وزير دفاعه “عوض بن عوف” نائب ليه، وعين حكام عسكريين للولايات “المحافظات” وبالرغم من ده فالمظاهرات استمرت وبدأت حركة العصيان المدني تتصاعد ضد البشير، وإنضم للإضراب نقابات المحاميين والأطباء والصيادلة.
– مع استمرار المقاومة السلمية للشعب السوداني أعلن البشير في فبراير عن نيته عدم الترشح لمرة أخرى وطلب تأجيل التعديلات الدستورية وفتح الحوار مع المعارضة وحل حكام الولايات، ومع رفض المعارضة وتجمع المهنيين السودانيين لإجراءات البشير بدأ يظهر تخبط داخل النظام بين مدير المخابرات صلاح قوش والرئيس السوداني اللي رجع يتمسك بخطاب المؤامرة الاسرائيلية والخارجية ضد نظامه.
– ولأن النصر بيجيب نصر الزخم رجع مرة تانية بعد تطورات ثورة الجزائر، وبدأت المظاهرات تزيد لحد ما وصل المتظاهرين للمرحلة الأخيرة بالاعتصام أمام مقرات الجيش السوداني، في الوقت اللي كان فيه ترتيبات إقليمية بتحصل من الإمارات ودور للسلطة المصرية اتكلم عنه موقع مدى مصر في أكتر من تقرير اتجاه احتواء الأمور داخل السودان.
– ظباط الجيش وأفراده بدأو يتفاعلو بإيجابية مع المعتصمين ودافعوا عنهم من هجوم قوات الشرطة أكتر من مرة، وبقا واضح في الأيام اللي فاتت إنه الجيش ممكن ياخد رد فعل تجاه الموقف السياسي اللي فيه البلد من 4 شهور، لكن داخل الجيش السوداني نفسه في انقسامات تجاه رد الفعل اللي المفروض الجيش ياخدها.
*****
– من صباح اليوم اتسربت الأخبار عن اعتقال البشير وأعلن قيادة الجيش عن بيان عسكري، وبدأ المتظاهرين في السودان يدركو ان الانتصار الأول بدأ يتحقق وانتظرو بيان الجيش بكل تفاؤل، لحد ما أعلن قائد الجيش السوداني الفريق عوض بن عوف اعتقال عمر البشير وحل حكومته والإفراج عن المعتقلين، لكن في نفس الوقت أعلن عن تشكيل مجلس عسكري من الجيش والأجهزة الأمنية لحكم البلد لمدة سنتين بدون أي وجود لمدنيين، بالإضافة لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال، وبسرعة تفاعل تجمع المهنيين السودانيين مع البيان اللي وصفوه بإنه “إنقلاب عسكري من قائد الجيش” ومحاولة واضحة لسرقة الثورة وإقصاء المشاركين فيها، وأعلنوا تمسكهم بحكومة مدنية انتقالية تدير الأمور وكانو قبل البيان شكلوا مجلس قيادة من تجمع المهنيين وقوى إعلان التغيير أعلنوا عنه في مؤتمر صحفي من يومين.
– ثوار السودان متمسكين باعتصامهم ورافضين التحايل الواضح في بيان نائب البشير وقائد الجيش، وأصدروا أكتر من بيان بيطلبو فيه من المواطنين عدم مغادرة الميادين وتسليم الأمور للجيش، وأعضاء التجمع اللي تم الإفراج عنهم خرجوا من السجن لمقر الاعتصام مباشرةً وأعلنوا في مؤتمر صحفي من دقايق عن استمرارهم في الاعتصام وكسر حظر التجوال.
*****
– من اليوم الأول لمظاهرات السودان وصفحة الموقف المصري بتدعم الحراك ده زي ما دعمنا حراك الجزائر وثورتها، كل انتصار لشعوب المنطقة هو انتصار للشعب المصري، كل كسر لدكتاتور وحكم سلطوي هو انتصار لينا، كل تجربة لاخواتنا في المنطقة بتتجنب سيناريو أخطاء مصر هو نجاح لينا.
– تعديل الدستور عشان الحكم الأبدي، قمع حرية التعبير، محاصرة المعارضة، سجن الصحفيين والشباب وتلفيق القضايا ليهم، منع التظاهر، تأميم الإعلام وحجب المواقع، الانفراد بالحكم، إبعاد المواطنين عن إبداء رأيهم في الطريقة اللي بيتحكمو بيها، إهدار الموارد في مشاريع بس معمولة لتمجيد الرئيس، كل ده هو خط السير الطبيعي للفشل حتى لو السلطة بتتصور عكس كده، إحنا منتمناش غير إننا نشوف انتقال سلمي للسلطة، مشاركة المصريين في إدارة شؤون بلدهم، وحرية بتتاح للناس عشان ميفقدوش الأمل في بلدهم، وده أمور مش صعب إنها تحصل، مش محتاجة غير إرادة حقيقية وإيمان بإنه الشعب يستاهل يتحكم بطريقة أفضل، وإنه المصريين حقهم يعيشوا في حرية وديمقراطية مش يتحكموا بالقوة الأمنية اللي مهما استمرت فهي مبتنجحش للنهاية.
– مستقبل بلدنا لازم يفضل بإيدينا وكل التمنيات الطيبة لشعوب السودان والجزائر في مشوارهم بانتقال السلطة للمدنيين ومحاسبة رموز النظام السابق، احنا بنجدد مطالبتنا للمواطنين المصريين برفض التعديلات الدستورية الحالية، من حقنا التغيير بطريقة آمنة لأنها بلدنا كلنا ومستقبلها لينا كلنا.
*****