– كل التحية والتهنئة لاخواتنا السودانيين على اتمام التوقيع الرسمي على اتفاق تقاسم السلطة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني، وإقرار الإعلان الدستوري، وبداية المرحلة الانتقالية.

– الاتفاق اللي اتكلمنا عنه سابقاً هيؤدي لتشكيل حكومة مدنية مستقلة تحكم البلد لمدة 39 شهر، وتم إعلان انه رئيسها هيكون مرشح قوى الحرية والتغيير عبدالله الحمدوك، وهو خبير اقتصادي شغل سابقا منصب الأمين العام للجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة.
– كمان تم تشكيل مجلس رئاسي تحت اسم “مجلس السيادة”، من 10 اعضاء نصفهم مدنيين ونصفهم عسكريين، وعضو حادي عشر اختياره بالتوافق بينهما، والمجلس يتولى الاشراف على المرحلة وله صلاحيات أمنية وخارجية زي اعتماد تعيينات رئيس الوزراء للولاة (المحافظين) والنائب العام ومجلس القضاء الأعلى والسفراء.
– كان ممثل قوى الحرية والتغيير في التوقيع هو أحمد ربيع، أحد مؤسسي “تجمع المهنيين” اللي قاد المظاهرات والاضرابات ضد البشير والمجلس العسكري بعده، وممثل الجيش هو الفريق “حميدتي” نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

– التوقيع شهد حضور أفريقي على أعلى مستوى بوجود رؤساء كينيا وتشاد وجنوب السودان ورواندا إفريقيا الوسطى وممثلين عن الاتحاد الأفريقي، وبالطبع رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، صاحب الدور البارز في المفاوضات واللي السودانيين سقفوا ليه في القاعة طويلا.
كمان حضر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزراء خارجية السعودية والبحرين والإمارات وقطر وتركيا وممثلين عدد كبير من السفارات.
– الحفل شهد كلمة للصادق المهدي رئيس حزب الأمة، باعتباره آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطياً قبل انقلاب البشير من 30 سنة، ودي كانت رسالة رمزية مهمة جدا لعودة الديمقراطية وحق الشعب مهما طال الزمن.
– كلمة قوى الحرية والتغيير ألقاها الدكتور محمد ناجي الأصم، وكانت كلمة مثيرة للاعجاب بفصاحتها وخطها السياسي الناضج والمتوازن اللي يجمع خطاب هاديء للجيش السوداني والعالم الخارجي، وأيضاً لأطراف السودان اللي شهدت حروب أهلية أو حركات مسلحة أو جرائم إنسانية زي جنوب السودان ودارفور، وبنفس الوقت يتمسك بحقوق الشهداء والمصابين والمفقودين ويتعهد باستردادها عبر تحقيق شفاف، ونفتكر هنا ان من أهم النقاط اللي أخرت الاتفاق كان تمسك “قوى الحرية والتغيير” بعدم منح الحصانة لأعضاء مجلس السيادة.
– الخرطوم شهدت احتفالات كبيرة في الشوارع ووفود وقطارات من كل الولايات، والسودانيين كتبوا على هاشتاج #فرح_السودان .. وده مش بس احتفال لكن تأكيد على استمرار أدوات الثورة زي المظاهرات والاضرابات والعصيان المدني، وهيستمر “تجمع المهنيين” و”لجان الأحياء” وغيرها في عملها بالكامل لحد نهاية المرحلة الانتقالية.
– الاتفاق مش معناه نجاح الثورة بالضرورة، العديد من الملفات موضع خلاف رئيسي بين الجيش وممثلي الثورة، والاتفاق ده أصلا محصلش إلا دلوقتي بعد سقوط البشير من أبريل الماضي لأن من وقتها المجلس العسكري بيرفض وبيواجه بالقمع الحراك الثوري زي مجرزة فض اعتصام القيادة العامة اللي غطيناها سابقا، والمتهم الرئيسي فيها قوات الدعم السريع اللي قائدها “حميدتي” كان ممثل المجلس العسكري بتوقيع الاتفاق!
– كل التحية والتهنئة للشعب السوداني الشقيق على الاتفاقية، وعلى استمرار ثورته، ونتمنى لهم استكمال النجاح للوصول لديمقراطية كاملة. وكل التحية لقوى الحرية والتغيير اللي قدرت بذكاء وبضغط وتكاتف كل الثوار، على التوازن بين العمل في الشارع، والتفاوض مع المجلس العسكري، والبحث عن الحلول الوسط، ومخاطبة المجتمع الدولي عشان تحقق مكتسبات على الأرض.

*********




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *