– انتهت امبارح المظاهرات المليونية لرفض الانقلاب العسكري في السودان واللي كانت منتشرة انتشار كبير جدًا في معظم مدن السودان.
– جماهير الشعب السوداني كانت بترفع شعارات رئيسية زي ” الردة مستحيلة” والعودة للحكم المدني ورفض الانقلاب، ورددت هتافات زي “حكم العسكر ما بيتشكر” و”البلد دي حقتنا، مدنية حكومتنا”، واختلفت المظاهرات المرة دي برفع صور كتيرة لرئيس الوزراء اللي في شبه إقامة جبرية عبدا لله حمدوك.
– والنهارده استمرت حالة العصيان المدني في طول البلد وعرضها وتوقف أغلب المصالح الحكومية من مستشفيات وبنوك ومدارس وغيرها من المصالح.
– وكمان المظاهرات داخل السودان تزامن معها إعلان 20 سفير سوداني بالخارج انشقاقهم ورفضهم للانقلاب العسكري، وخرجت مظاهرات عديدة في أمريكا وألمانيا وفرنسا وانجلترا وايرلندا الشمالية وكندا والبرازيل وأوكرانيا، وعدة دول أجنبية من الجاليات السودانية اللي بترفض الحكم العسكري وبتطلب عودة الحكم المدني.
– ردود فعل الجيش السوداني كانت إغلاق الطرق المؤدية للخرطوم وقطع بعض الاتصالات والانترنت، إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي اللي نتج عنه أكتر من 100 مصاب و3 شهداء جدد للثورة السودانية نتيجة إطلاق الرصاص عليهم في مدينة أم درمان، لكن فشل كامل في السيطرة على المواطنين أو فرض الواقع الجديد أو تشكيل حكومة جديدة تستمد شرعيتها من الانقلاب.
– ولسه المجتمع الدولي لحد دلوقتي رافض الاعتراف بالانقلاب وبيطلب عودة الأمور لنصابها الطبيعي والإفراج عن المعتقلين من أعضاء الحكومة المدنية.
– وأعلن مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتيس إنه قابل النهارده رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في منزله، وأكد إنه بصحة كويسة لكنه قيد الإقامة الجبرية، وأكد بيرتيس إنه هيستمر كمبعوث للأمم المتحدة في القيام بجهود للوساطة بين جميع الأطراف في السودان، وإنه قابل عبدالفتاح البرهان وطلب منه الإفراج عن أعضاء الحكومة المعتقلين والعودة للوثيقة الدستورية.
– وبعد نهاية المظاهرات امبارح رجعت شوارع السودان فارغة تمامًا في استجابة للعصيان المدني الشامل ومنع التعامل مع الانقلاب، واستمرار الإضراب، وده نجاح للجان الثورة في الأحياء بالرغم من اعتقال قادة أحزاب وأعضاء الحكومة.
– من ساعات حصل تطور جديد وهو استدعاء السفير البريطاني في السودان وإبلاغه بطلب لمغادرة السودان خلال 21 يوم، كاعتراض من حكام الانقلاب على توصيفه أحداث السودان بالانقلاب.
*****
مطالب السودانيين حاليا في مواجهة اللي بيحصل:
١- إسقاط الإنقلاب العسكري وتسليم السلطة كاملة للمدنيين.
٢- تسليم جميع أعضاء المجلس العسكري الانقلابي لمحاكمات عاجلة وفورية بتهمة الإنقلاب العسكري.
٣- لا حوار ولا تفاوض مع أي من أعضاء المجلس العسكري الإنقلابي وكل أعضاء اللجنة الأمنية ورفض المحاور الدولية.
٤- حل كل المليشيات المسلحة وإعادة تكوين قوات الشعب المسلحة – خلال فترة محددة- وفق عقيدة وطنية هدفها حماية حدود الوطن وحقوق الشعب في الحرية والسلام والعدالة.
٥- إبعاد القوات النظامية من العملية السياسية نهائياً، بتجريم ومنع ممارسة السياسة من قبل العسكر.
٦- تكوين كافة هياكل السلطة الإنتقالية في فترة محددة، بإشراف الأجسام المهنية والأكاديمية ذات الصلة.
٧- الإستقلالية التامة لسيادة الدولة السودانية فيما يخص كل القرارات الإقتصادية، السياسية، والأمنية.
*****
– الحكم العسكري في السودان جرايمه كانت كتيرة جدًا، ما بين جرايم حرب في دارفور بقتل عشرات الالاف واغتصاب السيدات وقصف المستشفيات وتقسيم السودان، وما بين إفقار غير عادي للمواطنين السودانيين ونهب ثرواتهم، واعتقالات شغالة ومفتوحة للمفكرين والمثقفين، وبنية تحتية متهالكة ومعدومة للغاية، وعصابات مسلحة موجودة بحماية السلطة، الشعب السوداني ضحية كبيرة للحكم العسكري.
– القوى المدنية في السودان دخلت شراكة المكون العسكري بعد ثورة الشعب السوداني بهدف المرور بفترة انتقالية تنقل البلد لفترة استقرار سياسي بدون صدام كبير، وكان الهدف الرئيسي إخراج نموذج شراكة ممكن بين المدنيين والعسكريين، لكن اللي حصل كان انقلاب على الشراكة دي بعد التمهيد لدا بأزمات اقتصادية وأمنية تم تحميل المدنيين فقط مسؤولياتها.
– وهنا محدش بينكر إن ممكن يكون المدنيين عندهم أخطاء في المرحلة الانتقالية، لكن مش الحل أبدا هو “الانقلاب العسكري” الكامل بذريعة “تصحيح المسار”، لأن البشير لما انقلب في 1989 كان بيقول نفس الكلام، وشوفنا في الآخر البلد وصلت لفين.
– الحوار بين كل مكونات المجتمع السوداني هو الحل الرئيسي لتلافي أخطاء المراحل الانتقالية، وبالفعل كان فيه مبادرات من أطراف عدة أبرزها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لكن تم تجاهلها واللجوء للحل العسكري وفرض الأمر الواقع.
– نتمنى بشكل عام إنه الشعب السوداني يقدر يصمد قدام الانقلاب ده، ويوصلوا لحوار جديد بين المكونات السودانية المختلفة يعود بالمسار الانتقالي لطريقه الصحيح، وربنا يحفظ أهلنا في السودان من كل شر.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *