– امبارح اتنشر فيديو مرعب على فيسبوك لأحد الأشخاص بيتحرش بطفلة في مدخل أحد العمارات في منطقة المعادي، ولحسن الحظ لوجود كاميرا ولشجاعة الست اللي واجهته، المتحرش هرب وبعدها اتمسك بعد تحرك سريع من الأجهزة الأمنية.
– الفيديو مرعب وصادم، لكن الواقع المؤسف إن دي جريمة بتحصل كل يوم في مصر، وللأسف التعامل المجتمعي مع الظاهرة دي، ورد فعل الدولة لسه مش على مستوى الخطورة اللي وصلنا لها.
– في البوست دا هنتابع معاكم اللي حصل، ونشوف ممكن إزاي نحارب ظواهر زي دي.
*****
إيه اللي حصل؟
– كاميرا الفيديو في مدخل عمارة ميدان الحرية في المعادي كشفت الواقعة، وظهر بعدين ان الطفلة بائعة مناديل في الشارع.
– الست المصرية الجدعة اللي خرجت تواجهه شاورت له على الكاميرا بالتالي ظهر وجهه بشكل واضح، بعدها رفعت الفيديو على فيسبوك ما أدى لانتشاره الكبير وبالتالي تحرك الأجهزة الأمنية بسرعة.
– طول يوم تقريبا بعد الواقعة حصل حالة من التخبط في أخبار إلقاء القبض على الجاني بدون سبب واضح، لحد ما تأكد فعلا عملية ضبطه.
– السيدة الشجاعة اللي تصدت للجاني قالت حاجة لخصت بها موقفها المشرف: “أنا عندي عيال ومفكرتش في أي حاجة لأني مقدرش أشوف حد فيهم في الموقف ده، ولازم الناس كلها تعرف والشخص ده ياخد أقصى عقوبة”.
– الجاني قال أنا كنت بأهزر مع البنت وده طبعا كذب لأن الفيديو واضح جدا.
– كمان تردد كلام غير مؤكد إن السيدة هتواجه مشكلة في شغلها بسبب أنها فضحت المتحرش، لكن مواقع صحفية نقلت نفيها لمسألة تعرضها لأي ضغوط أو حذفها للفيديو، قالت الفيس بوك هوا اللي حذفه واداها حظر ٣ أيام جايز بسبب ريبورتات.
– بيان النيابة الأخير بيقول إنها تمكنت من تحديد شخصي المتهم وأيضا المجني عليها.
*****
إحنا نعمل إيه؟
– الواقعة المأساوية دي بتحتم علينا نفتح موضوع التوعية للأطفال منذ الصغر ضد التحرش، وإن لازم نتكلم مع أطفالنا ونبني معاهم جسور ثقة من البداية عشان ميقعوش فريسة لأي مجرم.
– ولازم نصدق أطفالنا لو بلغونا بأي واقعة مهما كان الشخص شكله موثوق، أغلب قضايا التحرش والاعتداء على الأطفال بيكون الجاني شخص قريب من الطفل وأسرته، صديق أو جار أو قريب للأسف.
– أي حد يشك في حاجة زي كدة بتحصل مع طفل في دايرته ممكن يستعين بالاتصال بخط نجدة الطفل رقم 16000.
– الدولة ليها دور مهم، مفيش عندنا في المدارس على الإطلاق أي توعية بالمسألة دي، مفروض الأطفال تتعلم في المدارس ازاي تحمي جسمها وتعمل إيه وتبلغ مين.
– محتاجين تعديلات قانونية وتطوير في القضاء يسمح بآليات للتحقق، وتخصيص نيابات وادارات شرطة متخصصة بالقضايا دي تطلع على التجارب حول العالم في توثيق النوع ده من القضايا، لأن بالوضع الحالي لو مكانش فيه كاميرا مكانش هيبقى فيه دليل ضد الشخص ده، وفي نفس الوقت بالتأكيد مطلوب ميبقاش باب للادعاء الكاذب.
*****
نشوف إيه في الواقعة دي؟
– بعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت شبه تبريرات من بعض الناس أنه “الرجل رصيد الستر خلص من عند ربنا وعشان كدة اتفضح” ومنها تبريرات أنه بلاش فضيحة عشان أسرته ملهاش ذنب.
– المثير في الموضوع أنه التبريرات دي بتختفي في قضايا أسهل وأوضح يعني مثلا من فترة لما سيدات في نادي الجزيرة كانوا بيهزروا ويعملوا تورتة على شكل أعضاء تناسلية اتنشرت صورهم بوجوههم وأساميهم على المواقع، وظهرت أصوات تطالب بأشد العقاب ليهم.
– الفارق في تعامل بعض الأشخاص مع الحادثتين هو ببساطة أنه ده راجل ودول ستات، الوعي المجتمعي عند بعض الناس بيصور لهم أحيانا إن الراجل لو اتحرش فلازم نستر عليه.
– ده حصل في كل قضايا التحرش اللي اتشهرت على السوشيال ميديا، دائما فيه أصوات بتبرر، أخرها مثلا قصة طبيب الشرقية اللي استمنى في عربية ميكروباص جنب بنت ومع ذلك نقابة الأطباء بالشرقية في موقف مخزي قررت تقف معاه، وأصوات كتيرة على السوشيال ميديا كانت متعاطفة معاه بمنطق أنه دكتور وحرام نضيع مستقبله.
– ممكن كمان نفكر أنه لو نفس القصة حصلت مع بنت أو سيدة كبيرة كانت تبريرات كثير طلعت من قبل شوفوا لبسها وايه اللي وداها هناك ولوم الضحية اللي للأسف متكرر في حالات التحرش في مصر.
– مفيش أي مجال للتعاطف أو التبرير لمجرم زي ده، وحتى بالمنطق بتاع أهله إيه ذنبهم وأطفاله وهكذا فده مش مبرر بالعكس الأفضل إنه يتعرف لأنه شخص مجرم زي ده خطر على أهله وأطفاله.
– طبعا جزء مهم من اللي حصل بيسلط الضوء على قصة أطفال الشوارع، واللي يفترض الدولة تركز على إيجاد حل من جانبها للحفاظ عليهم من التعرض لجرائم مشابهة، واللي من المؤكد أنه أكثر منها بيحصل لكن مش بتلتقطه الكاميرات، ومش دايما بيكون فيه ستات شجعان زي السيدة اللي وقفت قدام المتحرش وأنقذت الطفلة منه.
– وزيرة التضامن طلعت قالت إن الطفلة محتاجة لحماية نفسية وإعادة تأهيل، دا أقل شيء الحقيقة ممكن يتقدم لها، ونتمنى إن الحكومة تقدمه على أكمل وجه لها ولكل الناجيات من التحرش.
– كل التحية والدعم للسيدة أوجين أسامة اللي أنقذت الطفلة، واللي كانت نموذج إيجابي نتمنى نشوفه دايما في مجتمعنا، ونتمنى المتحرش ينال عقابه بالقانون وتكون الحادثة دي دفعة للأمام في مشاكل زي التحرش بالأطفال والتحرش عموما وأطفال الشوارع واللي موجودة في مصر ولكن مفيش لفت انتباه لها إلا لما بيحصل حاجة زي دي في السوشيال ميديا.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *