– امبارح الثلاثاء محكمة جنايات شمال القاهرة أصدرت حكمين مهمين جدا في قضايا اعتداء جنسي اللي اتفتحت الفترة اللي فاتت من خلال السوشيال ميديا، الأول كان بالسجن المؤبد على اثنين من المتهمين الهاربين (هم شريف الكومي ويوسف قرة) باغتصاب فتاة في الساحل الشمالي، وبالسجن المشدد 15 سنة على المتهم الثالث أمير زايد في نفس القضية.
– حكم تاني أيضا بالسجن المؤبد على مايكل فهمي، بعد إدانته بخطف وهتك عرض ست فتيات قاصرات بالقوة، وبرأت زوجته من تهم الاشتراك معاه في الجريمة، بدون ما نعرف حيثيات الحكم لسه.
– إيه هما القضيتين دول، وإزاى اتفتحو وايه أهمية الأحكام دي؟ ده اللي هنعرفه في البوست ده.
*****
إيه تفاصيل القضيتين دول؟
– القضية الأولى حصلت في قرية سياحية بالساحل الشمالي سنة 2015، تم خلالها تخدير المجني عليها واغتصابها بالتناول بين المتهمين وتصويرها بدون علمها.
– تفاصيلها مشابهة إلى حد كبير لقضية الفيرمونت اللي حصلت في 2014 وبتدور حوالين واقعة اغتصاب جماعي لفتاة وتصويرها في فندق الفيرمونت، بعد تخديرها واصطحابها لأحد غرف الفندق، ودي القضية اللي النيابة حفظت التحقيقات فيها “لعدم كفاية الأدلة”.
– طيب إيه العلاقة بين القضيتين؟ اتنين من المتهمين في قضية الساحل، هما أيضا متهمين في قضية الفيرموت، ولما اتفتحت القضية السنة اللي فاتت على فيس بوك والنيابة بدأت تحقق في الموضوع، المجني عليها تقدمت ببلاغ للنيابة ضد المتهمين وحكت اللي حصل معاها، وده دفع النيابة لفتح قضية جديدة على هامش القضية الأساسية.
– القضيتين دول ظهروا للعلن لأول مرة من خلال صفحات على فيس بوك وانستجرام، نشرت تفاصيل الجرائم دي دون الأفصاح عن هوية الضحايا، وكان واضح في كل ما نشر أن فيه خوف من فتح الموضوع، خوفا من بطش أهالي المتهمين، اللي بعضهم “من كبار الشخصيات في البلد”.
– ده خلي النيابة تطلب من أي حد عنده بعض التفاصيل أو الشهود انهم يظهروا ووعدت بحماية سرية بياناتهم، وده كان مفيد للمجني عليها في قضية الساحل، على عكس ما حصل في قضية فيرمونت، اللي قبض على بعض الشهود فيها اتهموا بقضايا تعاطي مخدرات أو “الشذوذ الجنسي”.
*****
– القضية الثانية اللي حكم فيها امبارح، ظهرت للعلن بنفس الطريقة، عن شخص بيدعى إنه شماس في الكنيسة الأورثوذكسية، وطبيب أمراض جلدية وتناسلية.
– الشخص ده كان بيوزع كتابه اللي سماه “ثانوية عامة في يد المسيح” على الفتيات من خلال مكاتب الكنائس، ويستدرج ضحايا اللي بيشتكوا له من أي مشكلة نفسية أو ضغوط بيواجهوها، ويقنعهم إنه بيقدم علاج نفسي بالحقن الشرجية.
– حسب صفحة “اتكلمي Speak Up” اللي نشرت بكثافة عن انتهاكات مايكل فهمي حتى تم تقديمه للمحاكمة، فيه حوالي 70 بنت من مدن ومحافظات مختلفة قدموا شهاداتهم للصفحة، وحكوا ما حصل لهم خلال الفتزة من 2008 لـ 2019.
– طول الفترة دي كان بيستدرج ضحية ورا التانية، وبسبب تهديداته، وعدم معرفة الضحايا ببعض، فضل عدد قليل من الناس يعرف باللي حصل، ولم يقدم ضده بلاغات طول الفترة دي.
– الحكم اللي صدر على فهمي هو عقوبة على انتهاكاته بحق 6 فتيات فقط، لأن مش كل الضحايا تقدموا ببلاغات رسمية.
– جلسة الأمس كانت مخصصة لسماع مرافعة دفاع فهمي، لكن بعد المرافعة القاضي حجز القضية للحكم في نفس اليوم، وده شيء مش معتاد، إلا في حالة وضوح الجناية، حسب محامي الضحايا مايكل رؤوف.
– مايكل فهمي أحيل للمحاكمة هو وزوجته سالي عادل، اللي كانت متهمة بتسهيل جرائمه، والتواجد معاه أثناء الاعتداء على بعض ضحاياه، لكن لسه مش واضح سبب تبرئتها، ولسه حيثيات الحكم مصدرتش، ومن المتوقع صدورها خلال شهر. الحكم ده مش نهائي، ولسه قابل للنقض، لكنها خطوة جيدة في اتجاه إثبات حق المعتدى عليهن، وإدانة المجرمين.
*****
– دي مش أول قضية يحكم فيها على معتدي جنسيا خلال الفترة الأخيرة، وسبقها الحكم على أحمد بسام زكي، اللي ايضا أدين باستدراج فتيات لمنزله والاعتداء عليهن، وتهديدهن بالفضيحة لو حكو عن اللي حصل.
– أيضا قبل شهرين حكم على قاضي وشخصين آخرين بالسجن 15 سنة، خدعوا فتاة وأقناعوها بالحضور للإسكندرية لحضور مؤتمر عقاري، واستدرجوها لقرية سياحية واغتصبوها هناك.
– زي ما لاحظنا، مواقع التواصل الاجتماعي كان ليها دور كبير في توصيل الضحايا ببعض، وتجميع الأدلة وساعدت على إدانة مجرمين فضلوا لسنوات بدون محاسبة أو عقاب.
– دور النيابة والقضاء في القضايا اللي زي دي هو الأهم، وما زلنا بنذكر إن بعض القضايا الأخرى كانت بتنتظر التعامل بعدالة أكبر.
– اللي ساعد على صدور حكم على المتهمين في قضية الساحل إن المجني عليها قدمت للنيابة فيديو الواقعة، ظهر فيه اتنين من المتهمين يعتدون على المجني عليها، داخل منزل المتهم الثالث، بينما النيابة قفلت قضية الفيرمونت بسبب عدم وجود نسخة كاملة من فيديو الواقعة، ورغم وجود أدلة تانية ومقاطع من الفيديو الأصلي للواقعة، وده اللي انتقده بعض المحامين وقالوا إنه محاولة لإفساد القضية عشان متهم فيها بعض أبناء “الكبار”.
– أيضا منتظرين من النيابة توفي بوعدها بحماية الشهود، وتسقط التهم عن الشهود المقبوض عليهم أثناء تحقيقات قضية الفيرمونت، اللي حكينا عنهم بالتفصيل في بوست سابق، تقدروا تشوفوه من اللينك ده:
******
– المسارات القضائية والقانونية اللي بتحمي الضحايا والشهود هي السبيل الوحيد للوصول لعدالة ناجزة في قضايا الاعتداء الجنسي، وعشان يكون فيه رادع قوي لأي مجرم ممكن يكون متخيل إنه هيفلت بجريمته.
– لازم ندعم بناتنا وإخواتنا ونقف في ظهرهم عشان ياخدوا حقوقهم من المتحرشين والمغتصبين وأي حد بينتهك جسدهم، بإننا ندعمهم يبلغوا ومنخافش أبدا من المجتمع أو غيره، وهنا تحية لأسر الضحايا في القضيتين دول.
– العيشة في أغلى الكومباوندات اللي ميقدرش يسكن فيها أي حد، وإنك تودي ولادك وبناتك أغلى المدارس والجامعات الخاصة في مصر ده مش ضمانة إن ولادك هيعيشوا في بيئة آدمية مناسبة تحميهم فعلاً. الحماية الحقيقية هي إنه المجتمع يكون بيئة آمنة للستات ويضمنوا حساب أي مجرم جديد.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *