– يوم الأربعاء أعلن تجمع المهنیین السودانیین انتهاء التفاوض مع المجلس العسكري والوصول لاتفاق عن تفاصيل المرحلة الانتقالیة، لكن فجأة يوم الخميس الفريق عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري أعلن تعليق التفاوض ٧٢ ساعة إلى حين “تهيئة المناخ ” باجراءات زي فتح طرق رئيسية والسكة الحديد.
في المقابل قوى “إعلان الحرية والتغيير” بتتهم المجلس بالتعنت، ده غير التحريض ضدهم باسم الدين والشريعة ووصولا لقتل المعتصمين أمام وزارة الدفاع على يد (مسلحين بملابس نظامية) يوم الأحد الماضي.
– في البوست هنستعرض تطورات الوضع في السودان ونتائج التفاوض والخطوات الايجابية اللي اتحققت لحد دلوقتي، والمسارات المحتملة للفترة الجایة.
*****
إیه اللي بیحصل الأیام الأخیرة في السودان؟
– في 2 مایو اللي فات أرسل ممثلي قوى الحریة والتغییر )تحالف من مجموعات الاحتجاج والأحزاب( وثیقة بتحدد رؤیتهم للحكم في المرحلة الانتقالیة للمجلس العسكري، اللي رد بعد أكتر من أسبوع رد ملوش علاقة بمضمون الوثیقة،وقال إن الوثیقة ما فیهاش كلام عن الشریعة واللغة العربیة.
– الوثیقة كانت بتتكلم عن وقف العمل بدستور 2005، والنص على مدنیة الدولة السودانیة، وطبیعتها اللامركزیة، وعدم التمییز بین المواطنین على أساس الدین أو العرق أو النوع والمستوى الاجتماعي.
– الوثیقة طلبت 4 سنوات فترة انتقالیة، یتاح خلالهم للأحزاب الجدیدة والمعارضة تشكیل صفوفها والاستعداد للانتخابات، وهو أمر ضد اللي المجلس العسكري بیطالب بیه: إن الانتخابات تتعمل كمان 6 شهور.
– الوثیقة نصت كمان على إن خلال الـ4 سنین (الفترة الانتقالیة) الحكم یكون عبر مؤسسات الدولة أهمها (المجلس السیادي)، اللي یتم تشكیله بالتوافق مع المجلس العسكري، ومجلس الوزراء اللي هیكون في إیده كل الصلاحیات التنفیذیة داخل السودان.
– كمان نصت على مجلس تشریعي انتقالي لمدة 4 سنوات، یكون 40% من تمثیله للمرأة، ویكون هدفه سن التشریعات وإعلان الطوارئ، وبالتالي سحب هذا الامتیاز من المجلس العسكري.
– من الأمور المهمة كمان في الوثیقة إن تم إخضاع الجیش للسلطة السیاسیة، اللي في الحالة دي هتكون المجلس السیادي مع مجلس الوزراء، واللي هیكون في إیدیهم صلاحیات تنفیذیة كبیرة.
– رد المجلس العسكري على الوثیقة بإنه:
١- لا تنازل عن الشریعة الإسلامیة كمصدر للتشریع، وده دعم التحریض الدیني المنتشر ضد قوى إعلان الحریة والتغییر من شیوخ إسلامیین كتیر.
٢- إن إعلان الطوارئ یجب أن یتم عن طریق السلطة السیادیة ولیس مجلس الوزراء.
٣- إن الفترة الانتقالیة تكون سنتین فقط.
– ومع استمرار اعتصام قوى الحریة والتغییر قدام وزارة الدفاع، حصل یوم الأحد 13 مایو اقتحام للاعتصام من قوات نظامیة قتلت ستة من المعتصمین على الأقل واصابت حوالي ٢٠٠، ورد المجلس العسكري بإن اللي قتل المتظاهرین هم مندسين في الاعتصام!
*****
إيه اللي ممكن يقوله رفض المجلس العسكري للوثيقة؟
– في رأینا المجلس بیراهن على عامل الوقت، وإنه بعد فترة من دخول رمضان، الثوار مش هیقدروا یكملوا اعتصام. خاصة وإن
المجلس “اتحجج” بمادة الشریعة واللغة العربیة، في وقت، ممثلین تجمع المهنیین وقوى الحریة والتغییر، مقالوش إن الوثیقة نص دستوري. كل اللي قالوه إن دي مطالبهم والخطوط العامة اللي بیطالبوا بیها.
-المجلس العسكري من بداية استلامه للسلطة قابل وفد مصري برئاسة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وقبلها حصلت مكالمة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئیس المجلس الانتقالي الفریق عبد الفتاح برهان.
البرهان أیضاً التقى في وقت سابق وفد سعودي – إماراتي مشترك. كل اللقاءات دي أعطت مؤشر لكتیر من من الثوار في الاعتصام والمحللین، إن ممكن یكون فیه تدخلات خارجیة ضد مطالب الثوار.
*****
طیب إیه التطور اللي حصل.. وإیه نتائج التفاوض؟
– باستمرار اعتصام الثوار قدام مقر قیادة الجیش، بدأت من یومین جلسة تفاوض جدیدة بین قوى إعلان الحریة والتغییر
والمجلس العسكري، استمرت ساعات طویلة وخرجت بالنتائج التالیة حسب إعلان تجمع المهنیین السودانیین:
١- استمرار الفترة الانتقالیة لمدة 3 سنوات بمجلس وزراء مدني یتم اختیاره من قوى إعلان الحریة والتغییر.
٢- تشكیل مجلس تشریعي من 300 شخص، نسبة التلتین منهم باختیار قوى إعلان الحریة والتغییر، ویتم تعیین التلت الآخر من القوى السیاسیة الأخرى بموافقة قوى الحریة والتغییر والمجلس العسكري.
٣- تشكیل لجنة لإنهاء ملف الحرب الأهلیة والوصول للسلام العادل والشامل بین كل أطراف المجتمع السوداني.
٤- تشكیل لجنة تقصي حقائق مشتركة بین قوى الحریة والتغییر والعسكریین للتحقیق في أحداث القتل اللي حصلت في 13 مایو.
٥- استكمال التفاوض بین المدنیین والعسكریین لتشكیل المجلس السیادي وتحدیداً على نسب التواجد بین المدنیین والعسكریین.
– رغم الوضع اللي یبان متأزم لكن نقدر نقول مبروك لقوى إعلان الحریة والتغییر، ولجموع ثوار السودان، على استمرار خطواتهم في الاعتصام، والتفاوض للوصول لهدف الدولة الدیمقراطیة.
– سبب رئیسي في ده هو الوعي الكبیر اللي عند الثوار السودانیین فیما یخص تجربتهم في تحالف العسكریین والإسلامیین السابق عندهم، ومن خطورة تمكین العسكریین من الحكم بأي صیغة، وقدرتهم على التصعید اللي ظهرت بتهدیدهم للمجلس العسكري بالعصیان العام في حالة عدم الاستجابة لمطالب الثورة.
– الأمل في ثورة السودان كبیر، ومتابعة ثوار السودان والجزائر للسیناریو المصري خلاهم واخدین بالهم من أي سیناریو بیحاول یعید إنتاج نفس الوضع المصري أو أنظمة الحكم القدیمة أو الحكم العسكري.
– مصیر الشعب السوداني دلوقتي في إیدیه، وجایز أهم سلاح تجمع المهنیین السودانیین بیأكد علیه مرارا، هو السلمیة والتحضر والوعي في مواجهة سلطة عسكریة حالیة، مقدرة قیمة استمرار تواجد الثوار في الشوارع، وعامله لوجودهم ألف حساب .
– كل الدعم والتضامن مع إخواتنا السودانیین، نتمنى الأفضل لهم وانتصار ثورتهم ونجاحهم. لأن كل نجاح في التغییر هو نجاح لكل الشعوب، وكل نجاح في تغیر دیمقراطي لجیراننا هو نجاح لینا.
******