– لحد دلوقتي الاعتقالات في قضية تحالف الأمل اللي بدأت في الشهر اللي فات مستمرة، وكل كام يوم بيتضم ليها ناشطين ومواطنين عاديين من خلفيات مختلفة، والعدد تخطى ال 80 شخص وبعض المحامين بيقول انهم عدو ال 100.

– القضية بتتوصف أنها “تلاجة” معتقلين، ودى كلمة بتطلق على القضايا اللي بتجمع عدد كبير جدا من المسجونين على ذمتها بدون تهم واضحة أو أدلة، والتحقيقات فيها بتستمر فترة طويلة بهدف إبقاء الناس دي في السجن.

– هنتكلم في البوست ده عن تطورات القضية واللي بيحصل في تحقيقاتها، والقضايا اللي حصل فيها وقائع مشابهة.

*****

مين اللي اتقبض عليهم؟

– زي ما قلنا سابقا القضية من أول لحظة عجيبة في جمع ناس من خلفيات مختلفة جدا، منهم النائب السابق زياد العليمي عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي، وحشام مؤنس مدير حملة حمدين صباحي سابقا، والخبير الاقتصادي عمر الشنيطي، ومقربين من النائب أحمد طنطاوي، وإسلاميين زي الداعية خالد أبو شادي، زوج بنت خيرت الشاطر، والدكتور أسامة العقباوي نائب رئيس حزب الاستقلال.

– الموضوع وصل للقبض على موظفين في الشركات المتحفظ عليها واحد من المقبوض عليهم هو علاء عصام، اللي شغال محاسب في المنتدى المصري لعلاقات العمل، واللي مديره حسن محمد بربري محبوس على ذمة نفس القضية.
– كمان تم القبض على 6 فتيات من مكان عملهم في ركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والمحامين اتفاجئوا بضمهم للقضية!
– كان فيه بنتين مختفين قسريا (تقوى عبدالناصر ولؤيا صبرة) من قبل بداية القضية خالص، ودول ظهروا وتم ضمهم للقضية برضه!
– وفي نفس السياق لازال مقبوض على مودة بنت الدكتور أسامة العقباوي واللي كان اتقبض عليها عشان والدها يسلم نفسه، ورغم تسليمه نفسه إلا إنها خدت قرار حبس 15 يوم بنفس التهم.

*****
ايه اللي بيحصل في التحقيقات؟

– لما بدأت القضية دي، وزارة الداخلية قالت في بيان إن المتهمين يتعاونوا مع جماعة الإخوان بتمويل أعمال إرهابية، لكن في الحقيقة معظم المقبوض عليهم كانوا بينسقوا لنزول الانتخابات البرلمانية السنة الجاية من خلال تحالف معارض اسمه “الأمل”، بيضم شخصيات من التيار المدني بشرط عدم انتمائهم لنظام مبارك أو الإخوان، حسب بيان “الحركة المدنية الديمقراطية”.

– الاتهامات الموجهة للمتهمين في النيابة عبارة عن: الانضمام لجماعة إرهابية ومساعدة جماعة إرهابية على تحقيق أهدافها وبث أخبار كاذبة. ايه هي الجماعة دي؟ والمتهمين ساعدوها ازاي؟ ايه الرابط بين الأشخاص دول، وعملوا ايه؟ ماحدش يعرف، حتى المحامين اللي حضروا مع المتهمين معرفوش حاجة، ومحصلوش على أوراق التحقيقات أو محاضر التحريات، ولا حتى سمح ليهم بكتابة ملاحظات.
– كمان بعض المقبوض عليهم زي المحامي زياد العليمي أثناء التحقيقات سأل النيابة نفس الأسئلة ده: مين هي الجماعة الارهابية؟ وايه ادوارنا معاهم؟ وإيه الأدلة على الكلام ده؟ والنيابة مقالتش أي إجابة غير إن ده محضر التحريات اللي عملته مباحث أمن الدولة.

– بكل أسف المتوقع من سيناريوهات مشابهة هو إن القضية ده هتفضل مكملة لفترة مش قليلة المتهمين بيستمرو في الحبس الاحتياطي بدون محاكمة لحد ما الأمن يقرر يقفل القضية، لا محاكمات ولا تحقيقات جادة ولا احترام للقانون.

– موقع العربي الجديد بيقول إن فيه جلسات تحقيق عملها الأمن الوطني غير تحقيقات النيابة، كانت بتساوم المقبوض عليهم وعايزة تعرف منهم استعداداتهم للانتخابات في المحافظات، ومين الشخصيات اللي مشاركين في التحركات دي من اليساريين والإخوان. ولما حاولوا يوضحوا الخلاف اللي بينهم وبين الإخوان، اتهددوا بإن أسمائهم هتتحط على قوائم الإرهاب لو متعاونوش.
– إلى جانب إنه المتهمين تم التجديد ليهم داخل السجن مش في مقر النيابة لأن الداخلية رافضة تنقل المتهمين للنيابة لأنها مشغولة بتأمين ماتشات بطولة أفريقيا، وده قانوناً وضع غير سليم.

*****

وضعهم إزاي جوة السجن؟

– حسب الأخبار اللي بينقلها المحامين وأهالي المعتقلين زي والدة البرلماني زياد العليمي، فالحالة داخل السجون سيئة جداً ومليانة بانتهاكات من أول التعنت في السماح بالأكل لحد منع التريض، ومنع دخول أدوية للكثير من المعتقلين في القضية، تم تخفيف المعاناة ده شوية، لكن الأسوأ على الاطلاق هو الوضع الصحي اللي فيه منع للأدوية لبعض المتهمين وإصابة البعض منهم بأمراض داخل السجن زي المحامي زياد العليمي، واللي أصيب بمرض مناعي خطير وبيحتاج تدخل علاجي سريع وبيئة صحية جيدة ورغم إنه طبيب السجن هو اللي أكدله ده لكن قاله نصاً مش هقدر أعملك حاجة وفي محضر رسمي اتعمل بده ولازال مطلب زياد وأسرته عرضه على أطباء.
– نفس الوضع لمعتقل آخر وهو علاء السيد فرحات واللي سكره مرتفع جداً وتعرض لأزمتين قلبيتين أثناء احتجازه بمقر الأمن الوطني، وكمان للمعتقل قاسم عبدالكافي اللي بيعاني من آلام في الركبة والبروستاتا وظروف الحجز السيئة بتضاعف الامه.

****

فيه قضايا تانية بيحصل فيها كده ؟

– دي مش أول قضية تجمع نشطاء سياسيين من غير تهمة حقيقية، وفيه قضية شهيرة رقمها 441، مشهورة بحبس عدد كبير من الصحفيين والحقوقيين على ذمتها بتهم بث أخبار كاذبة. والقضايا لسه مفتوحة ومازال بيتضاف ليها أشخاص جدد، ومفيش إحالة لأي من المحبوسين على ذمتها للمحكمة.

– التعنت مع المسجونين السياسيين واضح، وسجنهم كل الوقت ده مالوش علاقة بتحقيق العدالة. نفتكر مثلا معتقلي العيد اللي اتقبض عليهم السنة اللي فاتت في عيد الأضحي، عشان السفير السابق معصوم مرزوق أطلق مبادرة سياسية. بعد عشر شهور من سجنهم تم إطلاق سراحهم والقضية اتقفلت، والكلام اللي اتقال عن تلقيهم أموال من الإخوان طلع مالوش قيمة ومش حقيقي.
– المحبوسين دول وغيرهم كانوا بيشتغلوا سياسة بطرق شرعية قانونية، لحد ما اتعرضوا للسجن والتشويه والأذى لهم هما وأسرهم، و مع ذلك لسه في ناس بتظهر في الإعلام تقول فين البديل؟ أو فين الأحزاب ليه مش بتنزل للناس؟ كل بديل بيحاول يطلع بيتقبض عليه وبيتحط في السجن. أي حركة من الأحزاب بتحاول تتكون، أو مجرد اجتماعات بيتم التعامل معاها كده، حتى لو بيتحفلو بذكرى ثورة يناير زي شباب حزب الكرامة المقبوض عليهم من شهر يناير لحد انهردة.
– مفيش نظام سياسي ديمقراطي أو حتى عاقل وعايز يخلي البلد مستقرة بيتصرف بالشكل ده، وبيطارد اللي بيشتغلو سياسة في إطار سلمي وقانوني بالشكل ده، قفل أي طريق للتعبير وللإصلاح السلمي والمشاركة في التغيير بالانتخابات هو أكبر خطر على أي مجتمع لأنه بيفضي الطريق تماماً للعنف والإرهاب، وبينشر اليأس والإحباط بين المواطنين.




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *