قبل أيام الرئيس السيسي علق على زيادة أوزان المصريين وقال أنه 25% فقط من اللي تم فحصهم بمبادرة 100 مليون صحة وزنهم طبيعي والباقي سمنة أو سمنة مفرطة، وقال عبارات زي ” يا ريت الناس تشوف بطنها بقت عاملة ازاي”، والكلام كان في سياق إن المصريين هما اللي غلطانين بياكلو كتير ومش بيلعبوا رياضة، ودعا الإعلام ألا يستضيف الناس اللي وزنها زيادة.
– بالتأكيد السمنة مشكلة حقيقية في مصر، وشيء إيجابي – بغض النظر عن أسلوب الكلام – ان الدولة تهتم بيه، لكن خلينا الأول نشوف تجربة حصلت في أمريكا اللي برضه عندهم نسبة سمنة كبيرة جداً، وده اللي حاولوا يتعاملو معاه بحملة “هيا نتحرك ” اللي عملتها السيدة الأولي لأمريكا السابقة ميشيل أوباما.
*****
ايه هي مبادرة هيا نتحرك؟ Let’s Move
– بحسب موقع المبادرة هتلاقوة في أول كومنت، هدفها هو محاربة أمراض السمنة والبدانة عند الأطفال الأمريكيين وبالتالي الحملة بتركز علي خلق جيل جديد من الأطفال الأصحاء علي مستوي أمريكا اللي عندها فعلا المشكلة دي، لدرجة إنه سنة 2009 اللي بدأت فيها الحملة الاحصاءات بتقول ان تقريبا 1 من كل 3 أطفال أمريكان بيعاني من زيادة بالوزن.
– الحملة شافت إن سبب رئيسي لزيادة الوزن في أمريكا هي وجبات “الفاست فود” غير الصحية، وبدأت بالتركيز على الوجبات اللي بتقدمها المدارس وروضات الأطفال، وخلت الوجبة دي تكون أكتر صحية فيها نسبة كبيرة من الخضروات والفواكه.
– الحملة ركزت علي المناطق الفقيرة اللي بيكون استهلاك الغذاء الصحي فيها مكلف ماليا وبالتالي توفير أماكن لبيع الغذاء دا بالتعاون مع الولايات المختلفة في أمريكا في المناطق الفقيرة.
– الحملة ضغطت علي الكونجرس لتمرير قانون ” الأطفال الأصحاء ومكافحة الجوع ” ( HHFC act ) واللي من خلالة تم إلزام المدارس بتقديم وجبات صحية للأطفال وزاد تمويل وجبات المدراس لأول مرة من 30 سنة في أمريكا.
– نجحت الحملة في أنها تقدم طبق سلطة يومي في المدارس ل3 مليون طفل في أمريكا.
– أيضا الحملة بالتعاون مع إدارة الغذاء والأدوية الامريكية أدت لصدور قرارات تلزم الشركات بتحديث الملصقات بتاعة المنتجات بتاعتها وتحديد الأضرار الصحية لتناول المنتجات اللي بتسبب السمنه والأمراض غير السارية الأخري.
– أيضا بالتعاون مع وزارة الزراعة هناك أطلقت الحملة مبادرة ” طبقي.. my plate ” وهي حملة إعلانية للتوعية بالعناصر الخمسة الغذائية اللي لازم تكون موجودة في كل وجبة عشان تبقي وجبة صحية.
– تم إلزام المدارس بتطوير بيئة التعليم جواها عن طريق زيادة الأنشطة الرياضية ل 60 دقيقة يوميا.
– الحملة أيضا كانت بتدعم وصول الأطفال مع أهاليهم للحدائق العامة والملاعب من أجل ممارسة الرياضة، وده غير المساحات الكبيرة المجانية المتاحة أصلاً بكل مدينة أمريكية، تم توفير تذاكر مخفضة ومدعومة.
*****
إيه اللي ممكن نستفيده من ده؟
– السمنة في مصر بشكل رئيسي مش بسبب إن الناس بتاكل كتير، لكن بسبب نوع الغذاء المتوافر لعامة الشعب اللي بيعاني من أزمات مالية فبياكل أكل رخيص كله نشويات (عيش، رز، مكرونة)، وباستخدام الدهون المشبعة (السمن الصناعي) وبأقل قدر من الخضروات والفواكه .. ده غير صعوبة ممارسة الرياضة في ظل ارتفاع كلفة النوادي أو بعد أماكنها، والنقص الحاد في الحدائق العامة أصلاً.
– عشان كده الأسلوب اللي اتكلم بيه الرئيس كإنه بيلوم الناس غير مقبول، لأنه الظروف دي مش ذنبهم أصلاً، لكن هنا دور الدولة تورينا تغيير حقيقي في السياسات اللي بتؤدي للسمنة في مصر، نشوف إزاي هتتحط خطة لإتاحة الوصول للغذاء الصحي بكلفة منخفضة لأغلب المصريين، وممارسة الرياضة لأغلب المصريين.
الخطة ممكن تتضمن نقاط زي:
* (مشروع قومي) لحل النقص الشديد في الملاعب زي ما اتكلمنا عن الموضوع قبل كده ببوست تجريف الملاعب، واننا نصلح البيئة التعليمية عشان نخلي فيها أنشطة رياضية مش نلغي حصص الالعاب.
*توفير وجبه مدرسية صحية للأطفال بدل الوجبات الجافة اللي كانت بسكوت وبعدين بقت باتيه.
* نخطط المدن الجديدة بحيث يكون فيها مساحات وحدائق عامة للجري وممارسة الرياضة، ونجد حلول للمدن القديمة، بدل ما كل مساحة فاضية تتاح الدولة نفسها تجري تبنيها أو تبيعها لمستثمرين، وشايفين الخطة المرتقبة لجزيرة الوراق اللي هيا أصلاً أراضي زراعية والدولة اللي عايزة تجرفها وتبنيها!
* خطة شاملة لمراجعة أسعار الغذاء الصحي وازاي يتوفر بأسعار أقل أو تقارب الأغذية الرخيصة المضرة.
– الخلاصة إن القصة دي تشبه دعوة الرئيس برضه من حوالي 3 سنين للمصريين إنهم يركبوا عجل، طيب جميل جدا، فين تجهيز الطرق بحارات للعجل زي ما بنشوف بره؟ فين إتاحة العجل بأسعار رخيصة؟ فين أي دور للدولة؟ التغيير بيتطلب إرادة سياسية، وخطوات حقيقية، مش شعارات ثم نقول للناس “الجيش بيقولك اتصرف”!