– من أيام أعلن الرئيس الأمريكي ترامب إنهاء أزمة الإغلاق الحكومي وعودة المؤسسات الحكومية للعمل لمدة 3 أسابيع، ورغم إنه الدستور الأمريكي كان بيدي صلاحية لترامب لإعلان حالة الطوارئ وتجاوز الكونغرس لكنه مقدرش يعمل ده.

– وفي نفس اليوم اللي أعلن فيه ترامب انهاء الاغلاق استلم ضربة مؤلمة بالقبض على روجر ستون أحد المقربين منه بسبب تورطه في قضية التخابر مع روسيا وقت الانتخابات الرئاسية.

– في البوست ده هنتكلم عن الأزمات ده ورأينا فيها وتأثيرها إيه على أمريكا ومستقبلها وممكن نستفيد منها بإيه.

******

ايه قصة الإغلاق الحكومي ؟؟

– حملة ترامب كانت قايمة على مجموعة من الوعود، من ضمنها بناء سور على الحدود مع المكسيك عشان يمنع تدفق الهجرة من الجنوب لأمريكا، وانه البناء يتم على حساب المكسيك، طبعا المكسيك رفضت الفكرة وعدا سنتين من رئاسة ترامب وهو مش قادر يحقق الفكرة ده.

– ترامب قرر إنه يبني السور ولكن على حساب أمريكا وحطت مشروع تمويل السور ضمن الموازنة الجديدة بيحاول دلوقت إنه يدرج تكاليف البناء في ميزانية السنة الجديدة، لكن الكونجرس بأغلبيته الديمقراطية عمل الموازنة من غير ما يحط البند ده وبعتها للرئيس يعتمدها، ترامب رفض ورجعهالهم تاني وطلب منهم يضيفوا 5.7 مليار دولار قيمة إنشاء الجدار.

– الديموقراطيين بيقدروا تكلفة المشروع على المدى الطويل بـ 24 مليار دولار وللسبب ده هي تكلفة ضخمة وغير مجدية لمنع الهجرة وكمان فيها قدر من العنصرية ضد المهاجرين اللي أمريكا أصلاً قايمة عليهم وعلى فكرة التنوع اللي بتستفيد منه.

– نتيجة رفض الديمقراطيين لإقرار موازنة فيها تمويل للسور بدأت أزمة الإغلاق الحكومي shutdown ودي بتحصل لما الميزانية تتعطل بين الرئيس والبرلمان زي الوضع الحالي ونتيجتها انه كل المؤسسات الحكومية بتقفل مقراتها وتقلل أنشطتها وبتضطر كمان الحكومة تأخر الرواتب على موظفينها، لأنه مش هتقدر تصرف فلوس من غير ما يكون متوافق عليها من الكونجرس “حسب الدستور”.

– استمر الاغلاق ده لمدة 5 أسابيع، طول الفترة ده ترامب بيقول انه مش هيتراجع عن شرط تمويل السور والحزب الديمقراطي والاغلبية بترفض، والخدمات الحكومية بتتأثر بالإغلاق رغم استمرار الموظفين في العمل، بعض المنتزهات العامة قفلت وأكتر من 380 ألف موظف خدو إجازات من ضمنهم موظفي وكالة ناسا.
– لكن رغم الإغلاق البلد ماشية والخدمات الأساسية متوفرة، لأن كل ولاية ليها ميزانيتها المستقلة، وليها موارد وضرايب بتدخل لها، وحاكم ولاية منتخب بيدير شؤونها، عشان كدا فيه إغلاق جزئي بس.

– ترامب والحزب الجمهوري حاولوا يقدموا مجموعة مبادرات في الشكل لكن المضمون هو نفسه، لازم نبني السور، وهدد بفرض حالة الطواريء لكن مقدرش يعمل ده لأن معارضيه قالوله دي معمولة للحروب والطواريء اللي بجد، ولو كان أعلنها لغرض سياسي يخصه وارد المحكمة العليا تلغيه ده غير كلفته الشعبية.
– ضمن الصراع ده ترامب منع نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب من السفر لأفغانستان على طيارة عسكرية، وقال لو عاوزة تسافر فتركب طيارة مدنية على درجة “إيكونومي” الأقل تكلفة.

– كضغط مضاد فورا نانسي بيلوسي منعت ترامب من إلقاء خطاب الاتحاد في الكونغرس، وقالتله نصاً أنا أثق في رجال وسيدات الأمن وفي كفائتهم، لكنه ليس أمر جيد أن تتحرك بحراسة وهم لايتلقون رواتبهم، ترامب برضه قال انه هيروح الكونغرس لكنه بعدين تراجع عن الخطوة ده.

– أخيرا ترامب أصدر بيان من البيت الأبيض أعلن فيه التراجع عن الإغلاق الحكومي لحد منتصف فبراير، وقال إنه كده مش مهزوم، لكن الواضح طبعاً عكس كده.

******

هل دي المشاكل الوحيدة اللي بتواجه ترامب ؟؟

– لأ طبعا، اتقبض على روجر ستون خبير السياسات الاستراتيجية في إطار تحقيقات في تورط حملة ترامب بروسيا وقت الانتخابات، وتم اتهامه بإعاقة سير العدالة والتأثير على الشهود.
– بكده دايرة رجال ترامب اللي لسه موقعوش بقت أقل بكتير، والتحقيقات بقيادة روبرت مولر لسه بتتطور ومبتقفش، وبقت دائرة الاتهام واضح اسم 20 شخصية روسية وشخصيات أمريكية محيطة بترامب زي مايكل كوهين محاميه السابق، وبول مانافورت مستشاره للأمن القومي، ومايكل فلين مدير حملته الانتخابية السابق.
– اتكلمنا في بوستات سابقة عن التحقيقات وانها من الوارد توصل لعزل ترامب، وده كان جزء من انخفاض شعبيته اللي كان واضح في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ووارد في أي وقت ترامب نفسه يكون قدام اتهام مباشر بالتخابر.

*******
ايه اللي ممكن نستفيد بيه من اللي بيحصل ده ؟؟

– الدول اللي فيها مؤسسات حقيقية منتخبة صعب جداً تتحول للديكتاتورية والرأي الواحد، ولما بيحصل فيها أخطاء فدايما في قدرة على تصحيحها والتراجع عنها، والأولوية هنا لدور النواب المنتخبين.

– التنوع والتعددية وحرية العمل السياسي ضمانة للتوازن وعدم التسلط في أي بلد، انهردة فاضل أقل من سنتين على نهاية مدة ترامب والحزبين بيستعدوا وبيجهزوا المرشحين المحتملين بتوعهم وده كله مش هيضر المؤسسات ولا هيعطل العمل ولا هيدمر البلد، ده دورة الحياة السياسية الطبيعية.

– سيادة القانون في الدول الديمقراطية بتحجم أي رئيس أو مسؤول مهما كان سلطوي أو عنده رغبات ديكتاتورية، ترامب يقدر يتخانق مع صحفي وميجاوبش على أسئلته، لكن ميقدرش يحبسه ويمنعه من السفر ويفصله من الجريدة بتاعته، ترامب يرفض التحقيقات أو الاتهامات اللي بتتوجهله، لكن ميقدرش يوقف التحقيقات أو يتدخل لعدم حبس أصدقاؤه، ترامب يقدر يهاجم رئيسة الكونجرس لكن مجبر إنه يرد على أي خطاب أو سؤال بيوجه ليه، وميقدرش يعطل أعمال الكونجرس أو يشوههم إعلامياً أو يعتقلهم أو يقول عليهم دول ناس همها الكرسي أو ناس بتحب الكلام والدول مبتتبنيش بالكلام.

– لكل الأسباب ده فأمريكا هتفضل دولة مستقرة ديمقراطية بتحقق تطلعات شعوبها والدول اللي معندهاش ديمقراطية وسيادة قانون وحقوق انسان وتعددية حزبية هتفضل معرضة لحكم الفرد ورغباته المتسلطة وشعوبها بكل أسف هتفضل تعاني مع الحكام دول.


المصادر




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *