– من ساعات وقع المجلس العسكري المؤقت وقوى الحرية والتغيير بالأحرف الأولى على الإعلان الدستوري في السودان. ووفق اتفاقهم، فهيتم في نص أغسطس الحالي، الإعلان عن أعضاء مجلس السيادة والحكومة، والتوقيع الرسمي بحضور دولي وأفريقي.

– أما في الجزائر، الحراك والمظاهرات مستمرة للمطالبة بدولة مدنية، في حين إن الهيئة الوطنية للحوار بدأت أداء مهامها، رغم اعتراض المتظاهرين على وجود وجوه من نظام بوتفليقة باللجنة.

– هنتابع مع بعض، أخر تطورات الوضع في السودان والجزائر، وكمان تونس اللي بتشهد سلسة إجراءات لانتقال السلطة بعد وفاة رئيس الجمهورية السابق قائد السبسي.
********

إيه اللي اتفق عليه المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في السودان؟

– من يومين أعلن محمد حسن لبات، وسيط الإتحاد الأفريقي في السودان، في مؤتمر صحفي أن المجلس العسكري والمعارضة، بعد أسابيع من المفاوضات ووساطة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، اتفقوا على وثيقة دستورية بتوضح سلطات الحكومة الانتقالية.

– النهارده الشعب السوداني بيحتفل بالتوقيع على الوثيقة، وإنهاء مرحلة الاتفقات، وتمهيد الطريق لتسليم السلطة لهيئة انتقالية مدنية، بالاحتشاد أمام مقر التوقيع والهتاف: “مدنية مدنية” و”الدم بالدم لا نقبل الدية”.

– من الحاجات المهمة اللي اتفق عليها الطرفين في الوثيقة الدستورية، إن قوات الدعم السريع (الجنجويد) هتتبع القائد العام للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية. والمخابرات العامة السودانية هيشرف عليها مجلس السيادة ومجلس الوزراء. والحكومة هتستمر في إدارة البلاد 3 سنين تنتهي بالانتخابات.

– الطرفين كانوا اتفقوا إن مجلس السيادة هيكون مكون من 11 عضو، 5 ضباط يختارهم المجلس العسكري، و5 مدنيين يختارهم تحالف قوى الحرية والتغيير، ومدني يتفق عليه الطرفين. وهيكون رئيس المجلس الأول من الجيش. وإن لما يتشكل مجلس السيادة، هيتم حل المجلس العسكري الحاكم حاليا برئاسة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان الشهير بحميدتي.

– الاتفاق جي، بعد أيام من التصعيد والمسيرات الحاشدة نتيجة قتل 6 متظاهرين بالرصاص في مدينة الأبيض، و4 آخرين في أم درمان، خلال الأسبوع اللي فات. لكن مع مفاوضات الاتفاق، المجلس العسكري فصل واحتجز 9 جنود من قوات الدعم السريع.

– المفاوضات مستمرة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير حوالين وثيقة الإعلان الدستوري، والخلاف بشكل أساسي بيدور حوالين الحصانة اللي طلبها المجلس العسكري لأعضاءه في المجلس السيادي، وصلاحيات المجلس السيادي. كمان شكل الانتشار العسكري من أهم الملفات المطروحة للتفاوض.

– المفاوضات كانت ماشية بإيقاع بطيء، وده شكك كتير في نوايا المجلس العسكري، ومحاولته كسب وقت لإقصاء أي حد ممكن يشكل خطر على بقائه في السلطة.

– خاصة وإن من وقت عزل البشير من السلطة، الجيش أعلن عن 5 محاولات انقلاب، آخرهم على إيد عبد المطلب هاشم رئيس أركان الجيش، والتلفزيون السوداني نشر بيان مصور قال إنه كان جاهز للنشر بعد تنفيذ الانقلاب.
*****

حصل إيه في التحقيق في أحداث فض القيادة العامة؟

– من ناحية تانية، لجنة تقصى الحقائق الخاصة بفض اعتصام القيادة العامة أعلنت نتائج التحقيق، وقالت إن 8 ضباط من قوات الأمن بينهم جنرال في قوات الدعم السريع هما اللي قاموا بعملية الفض، من غير ما يتلقوا أوامر رسمية. لكن المعارضين شككوا في نتائج التحقيق ورفضوها، وبيطالبوا بتشكيل لجنة مستقلة مايكونش فيها ممثلين للأجهزة الأمنية. خاصة وإن اللجنة كانت مكونة بتكليف من المجلس العسكري.

– مهم نشير لإن محمد حميدتي (دقلو) رئيس قوات الدعم السريع زار مصر من أسبوع لمدة يومين، وقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي اللي أكد على دعمه للمجلس العسكري السوداني. وإن دي تاني زيارة لمسؤول عسكري سوداني بعد لقاء الفريق عبد الفتاح برهان بالسيسي، اللي برهان أدى فيه التحية العسكرية للسيسي.

– الزيارة جايه بعد سفر حميدتي لجنوب السودان. ووارد إنها تكون مرتبطة بالتسويق السياسي اللي بيحاول يعمله حميدتي لنفسه، واللي اتكلمنا عنه قبل كده باستعانته بشركة تسويق بيديرها ضابط موساد إسرائيلي سابق.

– سعداء للأشقاء السودانيين وبنباركلهم على توقيع الاتفاقية، وبنتمنى ليهم مسار ديمقراطي خلال الثلاث سنوات القادمة، يكلل بالحكم المدني الكامل، والقصاص والمحاكمات العادلة لكل من أجرم بحق المتظاهرين.
******

الجزائر.. مظاهرات ضد لجنة الحوار

– الجزائريين احتشدوا بكثافة في الشوارع للجمعة الـ24، ولسه بيطالبوا بإقالة وعزل بقايا نظام بوتفليقة. ونتيجة عدم الاستجابة لمطالبهم من فترة طويلة بدأت تظهر دعوات للعصيان المدني، وشوفنا المتظاهرين بيهتفوا: “العصيان المدني راهو جاي”. وظهرت بالفعل دعوات للعصيان المدني في مدينة قسنطينة وعناب وبرج بوعريريج. المتظاهرين هتفوا كمان ضد أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، ورفضا للهيئة الوطنية للحوار هتفوا: “لا حوار مع العصابة”.
*****

إيه مشكلات لجنة الحوار؟

– المظاهرات جايه في بعد أسبوع تقريبا من الإعلان عن تشكيل لجنة الحوار، اللي معترض عليها مش بس المتظاهرين، لكن السلطة الجزائرية المؤقتة كمان.

– فيه اتفاق بين كل الأطراف على إن الحوار هو المخرج الأساسي من الأزمة، لكن الخلاف على آليات الحوار وشروطه. المتظاهرين معترضين على أعضاء اللجنة، وبيشوفوا كتير منهم وجوه من النظام القديم منهم مدير اللجنة، رئيس البرلمان الأسبق كريم يونس، وبيشككوا في استقلالها.

– وبنشوف قايد صالح بيفرض في كلمة ليه يوم الثلاثاء اللي فات مطالب اللجنة، زي الإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي، وتخفيف إجراءات الأمن اللي بتحيط بالمظاهرات، وبيعتبر مطالب زي دي شروط مسبقة للحوار وإملاءات مينفعش السلطة تقبل بيها.

– ونتيجة هزلية المشهد، فيه 6 شخصيات مستقلة خارج نظام بوتفليقة رفضوا الانضمام للجنة، زي: الناشط السياسي والمرشح السابق للرئاسة مصطفى بوشاشي، والمناضلة جميلة بوحيرد وظريفة بن مهيدي. وشوفنا عضوين في اللجنة: عز الدين بن عيسى وإسماعيل لالماس، استقالوا. وفيه أخبار إن كريم يونس قدم استقالته لكن الهيئة رفضتها.

– كل الظروف دي خلت الجزائريين يعتبروا إن لجنة الحوار اتولدت ميتة، واتعرضت للإهانة من كل الأطراف، وبقى واضح إن السلطة مش عايزة تعمل حوار حقيقي، وإنما هدفها تلتف على مطالب المتظاهرين وتعمل انتخابات رئاسية بأي شكل.
******

انتقال سلمي للسلطة في تونس بعد وفاة الرئيس

– في تونس، رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر تولى السلطة بشكل مؤقت بعد وفاة الرئيس السبسي، حسب نص الدستور اللي بيقول إن الفترة الانتقالية تتراوح بين 45 و90 يوم.

– الانتخابات كانت محددة المواعيد قبل وفاة الرئيس السبسي، والحقيقة تونس بتجني ثمار الاستقرار السياسي والديمقراطية بشكل كبير. لكن اللجنة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت إن معاد الانتخابات الرئاسية تم تقديمه من 17 نوفمبر، عشان تكون يوم 15 سبتمبر.

– ولو شفنا وتابعنا المشاعر الصادقة للتوانسة اللي خرجو لوداع الرئيس المتوفي فهي مليانة رسايل وكلام عن الشخص اللي انتخبوه التوانسة وكان جزء من حالة التوافق الوطني والاتفاق ما بين جميع الأطراف السياسية على العملية الديمقراطية، وتجنيب تونس مصير الانهيار والفشل اللي أصاب معظم ثورات الربيع العربي.

– مؤيدين ومعارضين السبسي نعوه وحزنوا على وفاته وشاركوا في مسيرات جنازته، وفي نفس الوقت المؤسسات السياسية مستقرة والعملية الانتخابية هتتم في معادها ومفيش اضطراب حصل، الشعب هو السيد وهو اللي بيختار مصيره بإيده، والدولة وأجهزتها والأحزاب السياسية ما عليها غير احترام الإرادة الشعبية.

– والنهارده في اليوم الأول للانتخابات، بنشوف تقديم 10 بأوراقهم للهيئة العليا للانتخابات. وده بعد تصديق البرلمان نص الشهر اللي فات على تعديل القانون الانتخابي، اللي في صيغته الجديدة بيرفض ترشح كل من استفاد من الإشهار السياسي عبر جمعية خيرية أو قناة تلفزيونية. وكل من قام بخطاب لا يحترم النظام الديمقراطي وقيم الدستور، وكل من يدعو للعنف والتمييز بين المواطنين، أو من يمجد انتهاكات حقوق الإنسان.

– ولو الأمور جرت وفق الجدول الزمني المفترض فانتهاء تقديم ملفات الترشح هيكون في 9 أغسطس، والهيئة العليا للانتخابات هتعلن في أخر 31 أغسطس أسماء المرشحين النهائيين للانتخابات. وهتكون الحملة الانتخابية في الفترة من 2 لـ13 سبتمبر، وبعد يوم صمت انتخابي، هيدلي الناخبين بأصواتهم في 15 سبتمبر. وتعلن النتائج الأولية للانتخابات في 17 سبتمبر.

– كل التوفيق والدعم للأشقاء التوانسة والجزائريين والسودانيين، وتمنياتنا بأوطان ديمقراطية شعوبها بتحترم في كرامتها وإرادتها وتدير بلدها بناء على مصالحها وطموحاتها وأحلامها مش أحلام ناس تانية.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *