– يوم السبت بدأت فعاليات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس السيسي.
– إيه اللي بيحصل في المنتدى والمؤتمرات الرئاسية المشابهة؟ ومين بيصرف عليها؟ وإيه النتيجة اللي بنطلع بيها في المقابل؟ هنحاول نعرف اجابة هذه الأسئلة في البوست ده.
****
إيه اللي بيحصل في المنتدى؟
– السنادي وصل عدد الحضور لـ 7 آلاف شخص، هيشاركوا في 24 جلسة و14 ورشة عمل خلال 4 أيام تتضمن يوم الافتتاح.
– ده أكبر عدد يشارك في المنتدى. في 2017 كان فيه 3200 مشارك، وفي 2018، شارك حوالي 5 آلاف شخص.
– خلال آخر 3 سنين، الرئاسة عملت 3 نسخ من منتدى شباب العالم، و8 مؤتمرات شباب آخرها كان في شهر سبتمبر اللي فات، وحضره 1500 شخص في العاصمة الإدارية الجديدة. يعني فيه 3- 4 مؤتمرات بالشكل ده كل سنة.
*****
ايه الموضوعات اللي بيناقشها المنتدى؟
– تجمع ضخم من الشباب بالعدد ده حوالين العالم فهو بالتأكيد فرصة لمناقشة ملفات ذات اهتمام عالمي بين الشباب، إدارة المنتدى حددت مواضيع زي الأمن الغذائى، والبيئة والمناخ، والذكاء الاصطناعي، والاتحاد من أجل المتوسط، وتمكين المرأة، والفن والسينما، وطبعا في السياق كلام عن الهجرة وعن الإرهاب ودي مواضيع شبيهة بمواضيع السنتين اللي فاتو.
– لكن فيه مواضيع تانية غايبة تماما، مفيش جلسة مخصصة مثلا لمسألة التحول الديمقراطي وتداول السلطة والحكم الرشيد وتجارب الدول الأفريقية أو أمريكا الجنوبية فيها، أو مسألة حرية الإعلام، أو أزمة الديمقراطية في العالم وصعود الخطاب اليميني العنصري الكاره للمهاجرين والأقليات، أو بيناقشوا مثلاً السياسات المؤدية لتزايد الفقر في العالم، أو تردي أوضاع حقوق الإنسان في كتير من الدول، أو العنف ضد المرأة، أو التهرب الضريبي والتداخل بين الشركات الضخمة والحكومات وأثر ده على مستقبل العالم، أو أزمة الاحتباس الحراري، وغيرها من المواضيع اللي تستحق فعلاً المناقشة في العالم كله ونشوفها في منتديات شبيهة.
– لكن المواضيع اللي بيتم اختيارها وكمان نوعية الكلام اللي بيتقال كله بيدور حوالين تصورات السلطة المصرية وأفكارها.
مستحيل حد هيناقش حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو حرية الإعلام لأن الرئيس السيسي قال أكتر من مرة إن المواضيع دي مش أولوية، وأفعاله بتصدق على كلامه، ومستحيل حد هيتكلم على العنصرية المتزايدة ضد المهاجرين واللاجئين لأنه الرئيس مبيشوفش غير إن السبب هي الثورات مش سوء أوضاع بلادهم، وأكيد مش هيتم مناقشة الاحتباس الحراري سياسيا لأن الدول الصناعية المسؤولة حليفة للرئيس السيسي.
– الفارق بيتضح جدا لما نشوف المواضيع اللي ناقشها #المنتدى_المصري_الموازي اللي عملوه شباب عبر الانترنت، وتناول قضايا حقوق الانسان والأوضاع السياسية والحق في السكن وغيرها، وبحضور شخصيات تم استبعادها زي النائب السابق محمد أنور السادات.
– صحيح ان المنتدى بيشهد تقديم لبعض النماذج الجيدة في ملفات محدودة وبعضها إيجابي فعلا الحقيقة وبنتكلم عنه، لكن ده بيكون جانب صغير من الصورة العامة في كل مؤتمرات الشباب أو منتدى شباب العالم وهي الدعاية السياسية للرئيس السيسي وسلطته وأفكارها.
*****
ميزانية المنتدى كام؟
– لو حاولت تعرف رقم محدد لكلفة المنتدى مش هنلاقي أي اجابة سواء من تصريحات رسمية أو من إدارة المنتدى “التابعة لرئاسة الجمهورية”، وبالتالي مش معروف اجمالي كل التكاليف دي من أول رحلات الطيران الداخلي والخارجي، وتكلفة المبيت والإقامة في الفنادق، والانتقالات الداخلية، والمطبوعات، وبعض الهدايا للضيوف غير المصريين، والبث التلفزيوني والتصوير، وبعض أنشطة الترفيه، وحراسات الرئيس والمسؤولين، وغيرها.
– كل اللي بينشر عن المؤتمرات إنها برعاية رئيس الجمهورية، وميزانية رئاسة الجمهورية المفروض إنها بتخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، لكن الملف ده غامض تماما ولا نعرف مصاريف الرئاسة كام وبالتالي لو فيع نفقات خاصة بتطلع للمؤتمرات دي معندناش أجهزة رقابية تكشفها أو صحافة مصرية تدور عليها.
– لكن المعلن وبيتقال إن في رعاة للمؤتمر وهما بيتكفلو بكل المصاريف والدولة مبتصرفش على مؤتمرات الشباب حاجة، لكن مع شوية تدقيق هنلاقي إن كتير من الرعاة دول بنوك وشركات حكومية، زي البنك الأهلي المصري وبنك مصر، وبنك القاهرة، والمصرف المتحد، وبنك التعمير والإسكان، وبنك فيصل الإسلامي، والشركة المصرية للاتصالات (WE)، وشركة مصر للطيران والبنك المصري لتنمية الصادرات، والبنك الزراعي المصري، وبنك التنمية الصناعية والعمال المصري. ودول كلهم مملوكين للحكومة وبالتالي أي مصاريف بيصرفوها هي من “المال العام” اللي المفروض يخضع للرقابة والمحاسبة.
– بالإضافة لبعض الرعاة من القطاع الخاص زي: البنك التجاري الدولي CIB، وبنك قطر الوطني الأهلي (QNB)، ومجموعة طلعت مصطفى، والبنك العربي الإفريقي الدولي، وبنك قناة السويس، والشركة المصرفية العربية (SAIB)، والبنك المصري الخليجي (EG Bank)، وبنك بلوم، وبنك البركة، وشركة كوكاكولا.
– بشكل عام بالتأكيد التكاليف دي ملايين، طبعاً مفهوم إنه المؤتمرات مش نشاط ذات طابع اقتصادي المفروض يجيب أرباح، لكن السؤال دايماً عن فايدة المؤتمرات دي وتوصياتها النهائية ومحتواها مفيد فعلاً للشباب المصري أو شباب العالم أو بيطلع منه سياسات وأفكار جديدة تطبق في سياسات وإجراءات ؟ ده السؤال الأهم واللي المفروض نلاقي إجابة عنه.
*****
إيه فايدة المؤتمرات دي؟ ومين بيحضرها؟
– قلنا قبل كده إن فكرة تواصل السلطة التنفيذية مع فئات الشعب المختلفة هو أمر مهم جدا ومفيد، خاصة وإن الرئيس السيسي قال قبل كده أكتر من مرة إنه عاوز يسمع الشباب المؤيدين والمعارضين، لكن التجربة في الواقع بتقول إن المؤتمرات دي في غالبيتها، بتكون منصة للقاء الرئيس بمؤيديه من الشباب، واستكمال مشاريع صناعة شباب مؤيدين للرئيس وتقديمهم للرأي العام وإدماجهم داخل الدولة أو ترقيتهم في مناصبهم التنفيذية.
– مشروع صناعة وتقديم مزيد من الشباب دول اللي أحياناً بيتكلمو على المنصة أو بيشاركو في نماذج المحاكاة وورش منتدى شباب العالم أو مؤتمرات الشباب الدورية بقا بيتعمل عن طريق مؤسستين، وهما “البرنامج الرئاسي للتدريب” وبشكل ما “تنسيقية شباب الأحزاب” واللي كان مشرف عليهم المقدم أحمد شعبان، أحد أعضاء مكتب الرئيس ومساعد اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، وده مرصود في كتير من التقارير الصحفية والإعلامية، وعلى مدار ال 4 سنين اللي فاتو فعملية صناعة كوادر من الشباب مؤيدة للرئيس والسلطة كانت نشيطة وبدأت في السنة الأخيرة تبقى واضحة جداً سواء في إدارة الإعلام أو تعيينات مساعدي ونواب المحافظين في آخر حركتين، وترقية بعض مساعدي الوزراء، وغيرها من الملفات.
– وغير المجموعات دي باقي الحضور سواء من مثقفين أو إعلاميين أو رؤساء جامعات، بالإضافة لباقي الشباب المصري، وكمان الضيوف الأجانب، كلهم بيتم عمل تحريات وموافقات أمنية وسياسية عليهم، عشان يتم ضمان عدم حدوث أي مفاجئة بكلام مختلف أو اعتراضات أو خطاب سياسي مخالف للخطاب المنصوص عليه.
– ده بيحصل في الوقت اللي كتير من الشباب المعارض، سواء حزبيين أو مستقلين، بيتعرضوا لكل أشكال التنكيل والتضييق بسبب آرائهم ونشاطاتهم السياسية، أحيانا ده بيحصل بوضعهم في السجون أو التشويه أو التحريض الإعلامي. والأمثلة على ده يصعب حصرها.
– عندنا ناس زي: شادي الغزالي حرب، زياد العليمي، محمد القصاص، حسام مؤنس، عمر الشنيطي، هشام فؤاد، أحمد دومة، شباب حزب الدستور، جمال عبدالحكيم، محمد الباقر، ماهينور المصري، هيثم محمدين، وكتير من شباب ونشطاء تيارات سياسية مختلفة. كل دول شباب وقيادات في تنظيمات سياسية وبعضها أحزاب شرعية الدولة نفسها بتعترف بيها.
والأكيد إن كلهم ناس مسالمين، ومنهم نواب برلمان سابقين، يعني ناس مؤمنة بالحوار ونشاطاتهم كلها علنية. فهل حبسهم من طرق التواصل اللي بيؤمن بيها الرئيس مع الشباب المصري ؟ ولا دي التجربة الرائدة للرئيس السيسي في التواصل مع الشباب والاستماع لوجهة نظرهم وعاوز ينقل التجربة دي لكل دول العالم ؟!
– كتير مننا فاكر، الرئيس الأسبق السادات وإنه حاول بعد الانتفاضة ضد غلاء الأسعار سنة 1977، يمتص غضب الشعب بعمل لقاءات مع فئات مختلفة من المجتمع، وفاكرين كويس مناقشة عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي للسادات وقت ما كانوا طلبة وبيشغلوا مناصب في اتحاد الجامعة، وإزاي فتحوا موضوعات تسبب بعد كده في التضييق عليهم، وحبسهم في فترات لاحقة. لكن دي نوعية الأسئلة والنقاشات اللي ليها مصداقية، لأن محدش كان بيملي على الطلاب وقتها يقولو إيه وميقولوش إيه وكل واحد يقول قناعاته ورأيه بصراحة، وده مش موجود في مؤتمرات الرئيس السيسي، لأن كل شيء فيها بيتم إعداده قبلها بشهور ومحدش يجرؤ إنه يتجاوز النص المتفق عليه قبل كده.
*******
– باختصار العالم كله فيه مؤتمرات ومنتديات في السياسة والاقتصاد والمناخ والبيئة، وكلها منصات محترمة الناس بتتناقش فيها على مستوى الرؤساء أو الخبراء أو حتى الشباب، زي مثلاً منتدى دافوس الاقتصادي العالمي وغيرها من المنتديات اللي بتقوم بيها مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية الفعالة، لكن عشان المنتديات دي تنجح لازم يكون في مضمون حقيقي بيتقدم وضيوف ليهم مصداقية، ومشاركة حقيقية للضيوف بدون قيود، وتغطية إعلامية جادة، لكن مؤتمرات الرئيس السيسي هي بس دعاية وتسويق مش أكتر.
******



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *