خلال الأيام الماضية بدأت حملة شرسة ضد الصحافة، كإنها تخليص حسابات الانتخابات ضد كل اللي معملش الدور المطلوب حرفيا.

– أول امبارح، الثلاثاء، قوة من قسم الدقي راحت مقر موقع مصر العربية وفتشوه بحجة انهم شرطة مصنفات، ولما ملقوش أي حاجة فضلو قاعدين لمدة ساعة. الصحفيين اتصلو بالأستاذ مكرم محمد احمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، فوسط الكلام قالهم هتدفعو الغرامة يعني هتدفعوا.
بعدها الشرطة مشت الصحفيين، وقفلوا مقر الموقع بالشمع، وقبضوا على رئيس التحرير الأستاذ المحترم عادل صبري، وبقى الكلام أصله انتو مفيش عندكو ترخيص من الحي كإنه كشك مش موقع صحفي مستوفي كل الاجراءات الرسمية من سنين طويلة.
– الأزمة بدأت قبلها بأقل من أسبوع، الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت شكوى لأن الموقع نشر تقرير مترجم من نيويورك تايمز تناول الرشاوي الانتخابية، فالمجلس الأعلى للإعلام قرر فرض غرامة 50 ألف جنيه.
*****

والمصري اليوم كمان عندها هجمة..
– أبسط حاجة تعملها وسيلة اعلامية بتحترم نفسها وقارئها أنها تنقل الواقع زي ما هو بدون تجميل أو تضليل، وده اللي عملته المصري اليوم لما نزلت مانشيت “الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات” وتحته “الوطنية تلوح بالغرامة.. مسؤولون يعدون بمكافآت مالية.. وهدايا أمام اللجان”.

– اتكلمنا طول الأسبوع اللي فات عن مهازل حشد المصوتين وعرضنا صور وفيديوهات، ومع كده المصري اليوم أصلاً لا معارضة ولا ثورة ولا أي حاجة ولا استخدموا تعبيرات تنتقد اللي بيحصل أساساً .. ده كان العنوان دقيق وبينقل الواقع مش أكتر.

– الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت شكوى .. ومن ناحية تانية المحامي سمير صبري قدم بلاغ يتهم فيه المصري اليوم بإهانة الشعب المصري ومؤسسات الدولة، وبسرعة النائب العام أحال القضية لنيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيها.

– طبعا المصري اليوم حاولت تشرح قصدها وتقول ان كلمة الحشد مش لفظ سلبي، وان مسؤولين في الدولة بيستخدموا نفس الكلمة، اللي العالم كله بيستخدمها فيما يتعلق بالتصويت، وقالوا نحن ندعم الدولة بطريقتنا، لكن ماحدش سمع لهم.

– المجلس الأعلى للإعلام قرر تغريم الجريدة 150 الف جنيه، وألزمها بالاعتذار للهيئة العليا للانتخابات في نفس الصفحة والمساحة، ولسه النقابة هتحقق مع محرر الخبر ورئيس تحرير المصري اليوم.

– صحفيين كتير اعترضو على تغريم المصري اليوم دون التحقيق معاها، وأصلا لسه مافيش لايحة قانونية بتنظم التحقيقات والغرامات دي، لكن على الجانب الآخر كان مكرم محمد أحمد رئيس المجلس، ونقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة مبسوطين بالقرارات دي وبيروجوا ليها باعتبارها حل كويس وأرحم من ال 250 ألف اللي كان هيتم الزام الجريدة بيهم لولا اعتذار عبد اللطيف المناوي العضو المنتدب للمصري اليوم على قناة دي ام سي مع أسامة كمال.
– قبل اسبوعين برضه المصري اليوم تعرضل احالة صحفيين منها للتحقيق بالنقابة، لما نشر الموقع تقرير عن أميرات سعوديات في أوروبا، بعضهم مطلوب قضائيا، وبعضهم على خلاف مع العائلة المالكة.
– وفي القصة دي بقى ماحدش قدم بلاغ أو شكوى اصلا، المجلس الأعلى للإعلام من نفسه هو اللي طلب من النقابة تحقق في الموضوع رغم ان مفيش حاجة قانونية اسمها تحقق من غير شكوى!

– الهجمة على المصري اليوم كبرت أكتر، وشفنا مواضيع بتتنشر تحت اسم “تنظيم المصري اليوم” وفيها تحريض على صحفيين بالاسم باعتبارهم تبع الثورة أو الاخوان وغيرها من الاتهامات الباطلة.
ومن امبارح الموقع تقيل جداً وفيه شبهة هجوم الكتروني عليه.
*****

وموقع المنصة معانا كمان..
– في سياق الانتخابات برضو، المواقع المصرية كانت بتنشر أخبار عن وفد أمريكي من الكونجرس بيراقب الانتخابات، وانهم بيشربوا شيشة مع الناس وبياكلو فطير وجبنة وبيشيدو بالمناخ السياسي في مصر، وزارو مقر اليوم السابع.

– موقع المنصة، اللي هوا برضه لا سياسي وولا معارض ولا حاجة، نشر تقرير مميز عن حقيقة الناس دي، ووثق انهم ولا اعضاء كونجرس ولا حاجة ده واحد منهم كان شغال في مكتب بتاع أحد أعضاء الكونجرس، والتاني عازف بيانو.
بدل ما يتم شكرهم على كشف الخدعة دي كجزء من صميم المهنية الصحفية، تم حجب الموقع، وانضم لمئات المواقع المحجوبة.

– الأستاذة نورا يونس Nora Younis رئيس تحرير الموقع كتبت:
“لحظة قاسية جدا لكن شهادة متجددة بكفاءة فريق المنصة والقراء/الكتاب المساهمين، وفرصة للاعتزاز بكل قصة نشرناها وملف وصورة وفيديو وتحقيق. احنا مش أول ولا آخر موقع يتحجب وأكيد مكملين معافرة.”
*****

– الخلاصة إننا تجاوزنا بكتير التحجج بخبر خاطيء، أو حتى خبر ليه أبعاد سياسية .. المصري اليوم ومصر العربية والمنصة مش مواقع معارضة، وياما اتنشر عليهم بيانات وتصريحات مصادر حكومية.

– لكن دلوقتي حتى لو كان خبر عادي وصحيح بس مش على مزاج السلطة هتعاقب وهتتكدر وده متكرر بالفترة الأخيرة.
– صحفي المصري اليوم في البحر الأحمر اتحقق معاه في النيابة في شهر يناير، عشان نشر أخبار صحيحة ومدعمة بالوثائق عن استيراد شحنة قمح فرنسي فيها بذور خشخاش. اتحقق مع الصحفي محمد السيد سليمان لمدة خمس ساعات بدون حضور محامي النقابة، وفي النهاية اخلى سبيله ب 10 آلاف جنيه غرامة.
– ومش ناسيين الصحفي معتز ودنان اللي كل جريمته انه عمل حوار مسجل مع المستشار هشام جنينة وتم مطاردته والقبض عليه بعد نشر الحوار، وهو ملوش ذنب في اللي قاله المستشار جنينه أياً كان، هوا عمل شغله وبس.
– برضو الصحفي رضا حافظ اللي بيشتغل محرر قضائي في جريدة الفجر لما نشر رواتب القضاة، جاله استدعاء من النيابة يدون محامي النقابة، وحاول يتصل بالنقيب لكنه مالقاش رد، وفضل يتحقق معاه يوم كامل عشان يعترف على مصدره.
*****

– من أسبوع رئيس المجلس الأعلى للإعلام الأستاذ مكرم محمد أحمد اللي بيحاسب الناس كلها على المهنية والالتزام، كان بيتكلم في مؤتمر صحفي وفي وسط كلامه قال لفظ مشين جداً كلنا شفناه.
لم يصدر أي اعتذار عن الواقعة ولا حد طالبه بيه ولا قرر المجلس أو النقابة معاقبته.
وده بيوضح المعيار الحقيقي للحساب الأخلاقي والمهني اللي بتقوم بيه الجهات دي، انت بتؤيد ولا بتعارض ؟ انت بتدور على الحقيقة والمعلومة ولا دورك تضلل الناس وتذيع بيانات السلطة وبس؟

– النقابات في العالم كله دورها انها تحمي أعضائها وتطور من أدائهم المهني وتتفاوض على تحسين أحوالهم المعيشية والوظيفية، إنما في مصر بقى فيه سعي ان النقابات بتتحول لنقطة تفتيش ورئيس مباحث ضد أعضائها، وده يحصل بهندسة الانتخابات النقابية ليصل نقابيين عندهم انتماء للي عينوهم مش للمهنة، ولا بيهتموا بقيمة حرية الرأي والتعبير والنشر اللي هي أساس مهنة الصحافة والاعلام، واللي خلت مصر في ذيل ترتيب تصنيف حرية الصحافة ومن أعلى الدول اللي فيها حبس للصحفيين.
– بنكرر ان السمعة دي عالمياً بتفرق بأضرار مادية ملموسة في جذب السياحة والاستثمار.
– كل التضامن مع مصر العربية، المصري اليوم، موقع المنصة، كل صحفي بيطبق شعار “من حقك تعرف”.
*****
– الصورة للأستاذ عادل صبري – رئيس تحرير موقع مصر العربية وسط صحفيي الموقع




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *