– أول امبارح حصل تطور مهم في أحداث السودان بالخطاب اللي ألقاه الرئيس عمر البشير.

– في البداية اجتمع مدير المخابرات السودانية صلاح قوش مع رؤساء التحرير السودانيين، وقالهم ان البشير هيعلن إجراءات هيا عدم ترشحه مرة أخرى، وعدم تعديل الدستور لتمديد رئاسته، واستقالته من الحزب الحاكم، وحل الحكومة.

– لكن البشير اجتمع مع قيادات الحزب الحاكم وبعدين ظهر في خطابه بيطلب من البرلمان “تأجيل” النظر في التعديلات الدستورية اللي تتيح ليه الترشح بعد نهاية فترته في 2020، وكمان حل الحكومة المركزية والحكومات المحلية (حكومات الولايات)، وأعلن الطوارئ لمدة سنة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وفتح الباب لكل القوى السياسية المعارضة والمتمردة للحوار.

– خطاب البشير كان فيه نبرة تراجع واضحة عن الغرور والتعالي اللي كان بيتم قبل كده، زي إن مطالب المتظاهرين عادلة، وانه هيبقى رئيس لكل السودانيين، وهيترك مساحة للحكم المحلي، وإنه مصلحة السودان فوق كل اعتبار، ولابد من استيعاب الشباب في العمل السياسي، وبيدعو لتأجيل التعديلات الدستورية عشان أفكار ومبادرات جديدة تظهر في الساحة السياسية.

– ردود أفعال المتظاهرين والقوى السياسية والنقابات المشاركة بقوة، كلها رفضت بشكل كامل، وقالت لا بديل عن الرحيل الفوري، ومهاجمة انه حتى مرضيش يقول الغاء التعديلات وقال نأجلها بس، كأنه لسه وارد بالنسباله يعملها ويحكم بعد 2020.

– تراجع الرئيس السوداني ده بعد ما فضل متمسك إنه دي مؤامرة وانا مكمل ومحدش يقدر عليا، معناه الواضح إنه صمود ومقاومة الشعب السوداني اللي بقاله أكتر من شهرين في مظاهرات مستمرة، رغم العنف الأمني ضدها الي أسقط عشرات الشهداء، ده هو اللي خلاه يقدم تنازلات وبيحاول يلاقي مخرج لأزمته بعد لما القمع فشل في إنهاء المظاهرات والغضب الشعبي.

– كمان الاختلاف اللي ظهر بين تصريحات رئيس المخابرات وخطاب البشير بيقول إنه النظام نفسه بينقسم في وجهات النظر وربما في كواليس في الداخل هتظهر بعدين، لكن الواضح والمؤكد إنه البشير بيطلب تفاوض أو اللعب على عامل الوقت للخروج الآمن.

– لمدة 30 سنة النظام في السودان بيحكم بالقوة، ارتكب البشير جرايم حرب حقيقية، وضع اقتصادي في منتهى السوء، والبلد اتقسمت، وبالتالي منطقي جداً إنه ثقة السودانيين معدومة في النظام اللي لسه لحد دلوقتي بيقبض على المتظاهرين والصحفيين.

– اتكلمنا قبل كده في بوست سابق عن أسباب المظاهرات في السودان وتاريخ نظام البشير، ممكن ترجعوله عشان تعرفوا طبيعة الوضع هناك.

– اللي بيحصل في السودان حالياً والمظاهرات في الجزائر بتأكد عالفكرة البديهية اللي بنحاول نقولها طول الوقت، احترام الدستور والتداول السلمي للسلطة هي أهم عوامل للاستقرار الحقيقي في أي بلد، الاستقرار مش إنه رئيس يفضل على الكرسي لحد ما يموت أو تحصل عليه ثورة، وأكيد محدش يحب أبدا حد يتأذي بسبب ذلك .. لكن الاستقرار إنه الناس يبقى من حقها تشوف طريق سلمي آمن للمشاركة في إصلاح بلدها، إنها تقدر تختار الشخص والطريقة اللي يتحكموا بيها، ويقدروا يغيروا ده في انتخابات نزيهة.

– لما يكون ثمن التغيير حبر وورق وساعة وقوف في طابور أفضل بكتير لأي شعب من إن التغيير يبقى فيه اشتباكات ومصابين وخوف.
– بنؤكد دعمنا وتضامنا مع شعب السودان العزيز، وزي ما بنتمنى لنفسنا نشوف بلدنا تعيش في ديمقراطية وعدالة فكمان بنتمنى السودان والجزائر وكل الدول العربية تشاركنا نفس الحلم.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *