النهاردة الرئيس الأمريكي ترامب كرر دعمه لبريت كافانو، المرشح اللي قدمه لمجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت عليه لتعيينه بعضوية المحكمة العليا الأمريكية (شبيهة بالدستورية العليا عندنا)، فظهرت عليه تهم انتهاكات جنسية، أبرزها جلسة استماع علنية انعقدت لكريستين فورد اللي اتهمته بمحاولة اغتصابها.

ورغم ان التصويت كان تم تأجيله لمدة أسبوع لاتاحة الفرصة لمكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق بنفسه، لكن اللي حصل انه حتى الآن متمش تحديد معاد فعلي للتصويت.

*****
ايه اللي حصل؟

– بمجرد ما ترامب رشح كافانو للمنصب في شهر يوليو اللي فات، ترددت الاتهامات ليه بالاعتداء على 3 نساء.
– أهم قصة هي قصة كريستين فورد، أستاذة علم النفس في جامعة بالو ألتو، الواقعة حصلت من 36 سنة، لما كان عمره 17 سنة، وهي كان عندها 15 سنة.
– فورد قالت إنهم لما كانوا في حفلة توجهت ناحية الحمام، وكافانو شدها ودخلها بالعافة اوضة مع صديقه مارك جدج، وقفلوا عليها، وبعدين ثبتها في السرير وحاول يخلع هدومها ويغتصبها.
– كمان زميلة سابقة ليه اسمها يبورا راميريز، اتهمته بواقعة حصلت بعدها وقت ما كانوا طلاب بجامعة ييل في التمانينات، بإنه عرى نفسه قدامها وحاول يجبرها على لمسه.
– كمان جولي سوتينيك شهدت وأقسمت أمام اللجنة إن كافانو كان متورط في تخدير الفتيات وكان بيدفعهم للسكر الشديد، تمهيدا للاعتداء عليهم واغتصابهم، وانها كانت ضحية اغتصاب جماعي في حفلة منزلية سنة 1982 في حفل كان كافانو واحد من الحاضرين فيه.
– سيدة رابعة بعتت شهادة عن واقعة سنة 1989 قالت انها وبنتها شافوا كافانو بيدفع امرأة كان بيواعدها بصورة جنسية وعنيفة ناحية الحيط.
– كريستين فورد عشان تثبت صدقها عملت اختبار كشف الكذب أدام عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي في شهر أغسطس، وكانت نتيجته إن روايتها صداقة، ونسبة الخداع في كلامها لا يتجاوز 0.02 %
لكن كافانو رفض يعمل الاختبار، لأن القانون ميلزموش يعمل ده، وحتى المحاكم مش بتاخد بيه لحد اﻵن، وفيه خلاف قانوني على استخدامه، لكن ده أضعف موقفه شعبيا.
– كريستين دعمت روايتها كمان بانها ذكرت القصة لمعالجها النفسي سنة 2012 لكن بدون ذكر اسماء، وجريدة ذا بوست رجعت للمعالج النفسي اللي طلع انه وقتها كتب في ملاحظاته عن الجلسة ان كريستين قالت انها تعرضت لهجوم من طلاب في “مدرسة نخبوية” أصبحوا الآن “أشخاصاً محترمين ورفيعي المستوى في واشنطن”، لكن حصل جدل حول مقارنة عدد الافراد بالمنزل المذكور في الملاحظات بالعدد المذكور في الشهادة.
– ترامب سخر من سكوت السيدات طول المدة دي، وقال لو كان ده حصل كانت بلغت الاف بي آي قبل 36 سنة.

*****
إيه قصة جلسة الشهادة العلنية؟
– تشاك جراسلي، رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ دعى فورد للشهادة العلنية بعد القسم أمام المجلس، وقال إنه خد الخطوة دي عشان يوصل لأفضل معاملة عادلة ومحترمة للشهود.
– فورد قالت إنها منتظرة حضور شاهد كان حاضر وقت الاعتداء، وجراسلي وافق على تمديد المهلة، وفعلا حضرت وجاوبت على الأسئلة، والجلسة استمرت 9 ساعات اتذاعت على الهوا مباشرة.

– وهكذا على الهواء مباشرة العالم كله اتفرج على ليلة درامية، بكت فيها فورد وهيا بتحكي اللي حصل وبتجاوب على أسئلة الحضور، وبكى القاضي كافانو، المرشح لتولي أحد أعلى المناصب في أمريكا والعالم، وهو بينكر وبيقول اللي بيحصل ده بيدمر اسمي وعيلتي، وقال أنا مش قديس ووقتها كنت صغير وباشرب كحول كتير، لكنه فضل مصمم على براءته.
– كريستين قالت إنها فاكرة الموقف كويس جدا، وماعندهاش أي لخبطة في إن اللي عمل كدا كافانو، وانها فاكرة ضحكه وتسليته هو وزميله عليها.
– خلال الجلسة كان الأعضاء الديموقراطيين بيوجهوا الأسئلة ويثنوا على شجاعة فورد، أما الجمهوريين فوجهو أسئلتهم عن طريق محامية مختصة، عشان يتفادوا ظهور أي لهجة عدائية ضدها، وما يكرروش اللي حصل في جلسة سابقة سنة 1991، لما كانوا بيسألوا سيدة اتهمت مرشح لنفس المنصب بالتحرش برضو. وقتها حصل استياء كبير جدا من الوقوف في صف المرشح، والاستياء كان ليه أثاره على أول انتخابات بعدها.

****
إيه اللي حصل بعد الجلسة؟

– اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، اللي فيها اغلبية بسيطة للجمهوريين 11 عضو ضد 10 أعضاء، قدرت تمرر الموافقة المبدئية لكن بشرط ان مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ياخد مهلة أسبوع للتحقيق في القضية وبعدها يتم التصويت النهائي، لكن حتى الآن محدش حدد معاد مع عدم اعلان اف بي آي نتايج التحقيقات.
– من يومين محامي ديبورا راميز، زميلته في الجامعة صاحبة الاتهام التاني، قال انها جالها استدعاء للشهادة في التحقيقات الفيدرالية.
– ترامب تمسك بمرشحه، وكمان قدام تجمع لانصاره سخر من كريستين وقلد طريقة كلامها، وده اثار هجوم عليه من معارضيه .. لكن في المقابل ترامب وافق على دعوة الاف بي آي للتحقيق وقال انه لو ثبتت عليه التهم هيسحب ترشحه.

*****
ايه أهمية المنصب ده؟

– المحكمة العليا مكونة من 9 قضاة، وليها دور كبير جدا في السياسة الأمريكية عشان هي صاحبة الكلمة النهائية في القوانين اللي بتتناول قضايا مثيرة للجدل زي الإجهاض وحقوق المثليين مثلا.

– الرئيس الأمريكي هو اللي بيرشح قاضي لشغل المنصب، ولازم الموافقة عليه من مجلس الشيوخ.

– القاضي المرشح معروف بكونه من المحافظين، ولو فاز بالمنصب هيكون هوا سبب تحولهم للأغلبية البسيطة في المحكمة.

– ترامب وحزبه أدام مشكلة تانية، لإنهم محتاجين يكسبوا التصويت ده قبل انتخابات التجديد النصفي لانتخابات الكونجرس في شهر 11، اللي محتمل يخسروا فيها ومايبقوش الأغلبية.

من ناحية تانية خايفين ان الموضوع يجي بنتيجة عكسية ويقرو ترشيحه رغم الاتهامات عشان عارفين أن النساء مش هتبقي في صالحهم في الانتخابات، زي ما حصل في انتخابات 1991 لما تم تأكيد اختيار القاضي كلارينس توماس في المحكمة العليا رغم اتهامات التحرش.
– حالياً الجمهوريين أغلبية بسيطة بمجلس الشيوخ، 51 عضو ضد 49 عضو ديمقراطي، وفيه كمان حيرة حول موقف اتنين من النواب الجمهوريين المعروفين بتوجهاتهم المعارضة لترامب.
*****

– واحنا بنتكلم عن القصة دي بنشوف في كل خطوة يعني ايه “دولة مؤسسات” بجد، ويعني إيه “فصل بين السلطات” بجد، ازاي حتى الرئيس ميقدرش يعين شخص في منصب مهم زي ده بدون موافقة النواب المنتخبين.
كمان النواب مايقدروش يقررو بمزاجهم، ولما يكون فيه اعتراضات من الناس بيعملو جلسات استماع علنية الناس كلها تتفرج عليها على الهوا.
– سواء تم فعلا رفض ترشيح كافانو أو نجح يعدي كل ده وياخد المنصب، وأيا كان مصير رئاسة ترامب، دي كلها تفاصيل بعضها ايجابي وبعضها سلبي، لأنه أكيد مفيش دولة مثالية 100%، ومفيش نظام مش بيطلع نتايج فيها أخطاء وكوارث كمان، لكن الأكيد اننا نقدر نشوف أنظمة عنده آليات واضحة لمراجعة نفسها وتغيير مسارها، وادارة خلافاتها، وده اللي بيخلي البلاد دي تقدر تتقدم لقدام مهما حصلت أخطاء من أشخاص.
– لو بعدين سمعنا حد بيتكلم عن هيبة المؤسسات والفصل بين السلطات ياريت نفتكر قصة زي دي ونشوف ونفكر هوا بيتكلم جد؟




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *