– بعد تلبية الدعوة لحوار بين أطراف سد النهضة برعاية أمريكية، وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان أصدروا بيان قالوا فيه إنهم هيواصلوا مباحثاتهم بشأن سد النهضة، بعد اجتماع عقد في واشنطن برعاية أمريكية وبمشاركة ممثلين عن البنك الدولي.

– ده بيحصل بعد التصعيد الأخير في التصريحات خلال الشهر اللي فات، لما مصر أعلنت ان المفاوضات وصلت لطريق مسدود.

*****

ايه نتايج اجتماع واشنطن؟

– بيان مشترك من الدول التلاتة صدر من وزارة الخزانة الامريكية اللي بترعي الحوار، قالت إن الأطراف جددوا التزامهم بالمفاوضات كحل للأزمة الحالية، وفقا لاتفاق عام 2015.

– وزراء خارجية الدول التلاتة هيعقدوا 4 اجتماعات فنية بخصوص قواعد تشغيل السد، هيشارك فيها وزراء المياه والري، بهدف الوصول لاتفلق قبل 15 يناير 2020.

– وزير الخارجية المصري سامح فهمي قال إن الاجتماعات نتائجها إيجابية، ووضعت جدول زمني محدد لمسار التفاوض، وهيتم عقد جلستين تاني في واشنطن خلال شهرين لتقييم مدى تقدم المفاوضات، واتحددت مواعيدهم يومي 9 ديسمبر، و13 يناير.

– في حالة عدم التوصل لاتفاق قبل ١٥ يناير، البيان بيقول إن وزراء الخارجية هيتقفوا على “ضرورة تفعيل المادة 10 من إعلان المبادئ لعام 2015″، اللي بتنص على انه في حال عدم الوصول لاتفاق فني يتم إحالة الأمر لرؤساء الدول أو الحكومات أو يتم توافق الدول الثلاثة على طلب وساطة دولية.
– بعد الجلسات كان فيه لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصف جلسات الحوار بإنها سارت بشكل جيد، واتصور مع الوزراء في مكتبه بالبيت الأبيض.
*****
ايه اللي حصل قبل الاجتماع ده ؟

– نقطة الخلاف الأساسية هي قواعد ملء وتشغيل السد، ومصر تطالب بإطالة مدة ملء السد إلى 7 سنوات، بينما إثيوبيا متمسكة بإنجاز الخطوة دي خلال 3 سنين.

– اخر محطات المفاوضات بين الدول الثلاثة كان بداية شهر أكتوبر في الخرطوم، ومصر أعلنت بعدها عن وصول المفاوضات لطريق مسدود، وطالبت بتدخل طرف دولي لحل الأزمة، وقالت إن الجانب الإثيوبي متشدد، ورفض كل الحلول اللي بتراعي مصالح مصر المائية.

– من جانبها، اثيوبيا قالت إن المفاوضات موصلتش لطريق مسدود ولا حاجة، واتهمت مصر بإنها بتتبع نهج تخريبي وعايزة تبوظ المفاوضات، وقالت إن دخول طرف دولي معناه تمديد المباحثات لأجل غير مسمى، واعترضت على الحل ده، واعتبرت إن مالوش مبرر.

– لكن مصر تمسكت بالبند العاشر في إتفاق المبادئ 2015 اللي وقعها الأطراف التلاتة، واللي بتسمح لهم بطلب دخول وسيط دولي.

– حالة الاحتقان زادت لما رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد كان بيتكلم أمام البرلمان في بلده، وقال “يقول البعض أمورا عن استخدام القوة من جانب مصر. يجب أن نؤكد على أنه لا توجد قوة يمكنها منع أثيوبيا من بناء السد. إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين. إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ فيمكن لآخرين استخدام قنابل. لكن هذا ليس في صالح أي منا”.

– الإعلام المصري اتعامل مع التصريح ده باعتباره تلويح باستخدام القوة ووزراة الخارجية أعربت عن صدمتها من التصريح، خصوصا إن آبي أحمد فاز بجايزة نوبل للسلام في نفس التوقيت ده.

– بعدها الرئيس المصري والاثيوبي اتقابلوا في قمة سوتشي الروسية يوم 24 أكتوبر، وآبي أحمد وضح إن تصريحاته فهمت بشكل خاطئ، وأكد إن المفاوضات هي “السبيل الوحيد” للخروج من الأزمة الحالية.
*****
إيه المتوقع من تدخل أمريكا في الملف ؟

– البعض بيشوف إن تدخل أمريكا هيكون فعال، خصوصا إن عندها علاقات كويسة مع مصر وإثيوبيا، وإن البنك الدولي اللي بيمول مشروع السد بيشارك في الحوار، وإن علاقة السيسي الجيدة بترامب ممكن تساعد في تبني أمريكا وجهة النظر المصرية، وممكن تضغط على اثيوبيا، او تقدم لها مساعدات، وتعمل على تغيير موقفها، خاصة إنه لو تم الوصول لحلول فعلية يرضى عنها جميع الأطراف وده يتم برعاية ترامب فهيكون إنجاز سياسي يقدر يقدمه ترامب في تسويقه لحملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجاية.

– في المقابل، آخرين بينظروا بشك ناحية خروج اجتماعات أمريكا بنتائج، بسبب إن ترامب وإدارته معندهمش ميول كبيرة للحلول الدبلوماسية وبيعترف بس بلغة المصلحة المباشرة، وبالتالي من الوارد إن رعاية ترامب للملف تكون نتيجتها حصول أمريكا على فرص إستثمارية في أثيوبيا نتيجة مشروع السد ووقتها الموقف بالنسبة لمصر هيكون معقد أكتر.

– لازم ناخد في الاعتبار ان اللي حصل في أمريكا مكنش وساطة بالمعنى الحرفي، وإنما كان جلسات حوار بتواجد أمريكي ومراقبة لمسار المفاوضات السياسية والفنية، وللسبب ده فالمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية نيبيات غيتاشيو صرح وقال إنهم مبيعتبروش الحوار ده مفاوضات هي مجرد جلسات لتوضيح المواقف، والتشدد في التصريحات ده من الممكن ميكونش إلا ضغط سياسي مفهوم في أي تفاوض سياسي.
*****
على الجانب الاخر ايه اللي بيحصل في أثيوبيا؟

– بالتزامن مع اللي حكينا عنه، كان فيه مظاهرات داخلية في اثيوبيا ضد بعض سياسات آبي أحمد رئيس الوزراء، ده غير اضطرابات على اساس عرقي، و سقط عشرات القتلى اغلبهم بيد مدنيين ضد بعض! . قائد شرطة اقليم اروميا قال انه اتقتل ٦٢ متظاهر منهم ٤٩ بتبادل الرشق بالحجارة واشتباكات، و١٣ بالرصاص، بالاضافة لمقتل ٥ رجال شرطة.
-الأزمة الرئيسية بدأت لما الشرطة حاولت إبعاد موظفي الحماية الشخصية عن جوهر محمد، وهو حليف سابق ومعارض حالي لآبي أحمد، وينتمى لنفس العرقية (أورومو). جوهر محمد كان ليه دور مهم في الإطاحة برئيس الوزراء السابق، وتنصيب آبي أحمد بداله.
– لكن تدهورت العلاقة بينهم مؤخرا بسبب اختلافات سياسية، وجوهر بيتهم آبي أحمد إنه بيقوم بممارسات بعيدة عن الديموقراطية، وبيعتقل أشخاص معارضين بدون محاكمة، وده بيفتح الطريق أمام عودة الديكتاتورية.
– فيه احتمال لترشح جوهر محمد أمام رئيس الوزراء الحالي في انتخابات 2020، لكنه بيقول انه ممكن ينسحب لو آبي تراجع عن طريقته المركزية في الإدارة.
– كل ده من أسباب الضغط على آبي احم انه محتاج بأسرع وقت يخلص اتفاق بشأن سد النهضة لكن برضه ميبانش قدامه معارضيه انه تنازل، وبالتأكيد التطورات دي توضع في اعتبار المفاوض المصري.

******
– بشكل عام نتمنى إنه التطورات الأخيرة ووجود جدول زمني أخيرا تخلينا نقدر نوصل لحلول منطقية وعادلة متكونش نتايجها شديدة السلبية علينا كمصريين اللي هنتضرر في معدلات المياه والزراعة وغيرها زي ما شرحنا في بوست سابق، وإنه السلطة الحالية والرئيس السيسي يركزو في الحلول السياسية والدبلوماسية والقانونية اللي لسه متاحة في الملف ده بدل إتهام ثورة يناير بإنها سبب الأزمة!




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *