– في الفترة الأخيرة تابع كثير من المصريين عالسوشيال ميديا نقاش حوالين اثنين فلوجرز ( أحمد حسن وزينب) وطريقة تعاملهم مع طفلتهم الرضيعة من خلال تصوير فيديوهات ليها ونشرها على مواقع التواصل.
– هنشرح في البوست ده ايه هي قصة أحمد وزينب وايه ابعاد القصة المختلفة ؟ وليه اللي عملوه دا استغلال لطفلتهم ؟ وايه دور الدولة اللي المفترض انها تعملة في الحالات اللي زي دي ؟
*******
ايه قصة أحمد حسن وزينب ؟
– أحمد وزينب هما اتنين مشهورين على اليوتيوب بيعلموا محتوى ترفيهي كوميدي، عبارة عن مقالب ومواقف بحياتهم وغيرها، القناة بتاعتهم على اليوتيوب فيها أكثر من 3 مليون مشترك، لحد هنا هما أحرار.
– اتجوزوا من فترة، وصوروا مراحل الحمل والولادة كمان، وخلفوا طفلة اسمها أيلين وبدأوا من اليوم الأول في تصوير مقاطع فيديو للطفلة! التصوير بكل الأوقات وهي نايمة، وهي صاحية، وهما خارجين بيها في الشمس وواضح عليها الانزعاج، وهما بيضربوها كهزار، وهي بتعيط، وكل ده بغرض جذب مشاهدين أكثر للقناة عندهم.
– طبعا طفلة في العمر الصغير جدا دا تقريبا شهر أو أكثر هتكون حساسة جدا للصوت وللضوء وللمس، وكمان لاضطرابات موعادي نومها.
مستغربة وجود الكاميرا والدوشة والكلام الكثير دا حواليها، وده بيخليها مش مستريحة وأكثر عرضة أنها تعيط.
– ده خلى كتير من الناس والمتابعين ليهم ينتقدو التصرف ده ويتهموهم باستغلال الطفلة عشان يزودو التفاعل على صفحتهم.
– ده في حد ذاته كويس أنه يكون في وعي أننا نقف كمجتمع ضد أي إستغلال للأطفال، ودا خلي كتير من المواطنين يقدموا بلاغ للمجلس القومي للطفولة والأمومة اللي بدورة حول البلاغ للنيابة العامة اللي أمرت بفتح التحقيق مع أحمد وزينب.
– في حال ثبوت التهم عليهم، فهما معرضين لعقوبات ممكن توصل بالغرامة ل 50 ألف جنيه وممكن السجن لمدة بتوصل ل 5 سنين، وهو شيء طبعاً منحبش إنه يحصل.
– وبغض النظر عن النهاية القانونية للاتهامات أو البلاغات دي، فاحنا حابين نتكلم أكتر عن وضع الأطفال في مصر.
******
ليه النقاش حوالين الواقعة دي مهم ؟
– أولا لانه مصر مش بيئة آمنة للأطفال، طول الوقت الأطفال معرضين للإستغلال بصور مختلفة، واللي أهمها طبعاً هي عمالة الأطفال، واللي بحسب دراسة لمنظمة العمل الدولية بتوصل ل 1.6 مليون طفل بيعملوا في مصر، فيهم حوالي 5 % بيشتغلوا في ظروف غير آدمية وفي مهن شاقة جدا.
– الدستور المصري حظر عمالة الأطفال والقانون كذلك بيحظره وبيحظر كل أشكال الإستغلال التجاري للأطفال، لكن على أرض الواقع في مشاكل كثيرة لسه.
– المشاكل دي بس مش مرتبطة بالمجلس القومي للطفولة ولكن مرتبطة أكثر بالبيئة العامة في مصر، ومسئولية الحكومة بشكل عام.
– محاربة الضرب والتنمر في المدارس من المدرسين والطلبة على بعضهم هي جزء من المهمة اللي المفروض الحكومة كلها تقوم بيها، وللأسف مفيش مكافحة جادة للسلوك ده واللي بيدفع أطفال ومراهقين صغيرين للانتحار أو بيخليهم مشوهين نفسياً.
– محاربة كل أشكال الاستغلال التجاري للأطفال مهمة، مش بس بنت أحمد حسن وزينب هي اللي بتتعرض للإستغلال، في ملايين من الأطفال في مصر بيتعرضوا لده وبيشتغلو كعمالة ملهاش أي حقوق في مهن كتيرة، حلاقين، وفلاحين، وسواقين ميكروباصات، وصنايعية، وغيرها من المهن اللي بتلاقي فيها أطفال، وواجب الحكومة والمجتمع والمجلس القومي للطفولة هو حماية الملايين دي من الاستغلال.
– كل إيذاء أو عنف أو سخرية بيتعرض ليها الطفل من صغره حتى لو من أهله بتأثر في صحته النفسية لما بيكبر، الطفل اللي متعود إنه يتضرب بقسوة وبيتعرض للتنمر من زمايله أو اهله، أو للأسف بيتعرض لاعتداء جنسي، سلوكه النفسي مش هيكون سليم لما يكبر وهيبقى معرض إنه يكون ضعيف الشخصية وعنده عدم ثقة في نفسه أو خوف زائد أو تعقيدات تانية، كتير من مشاكل الصحة النفسية بتبدأ من مرحلة الطفولة اللي بتحتاج رعاية خاصة جداً.
– التعامل مع الأطفال محتاج وعي وفهم خاص من كل الأفراد اللي بيتعامل معاهم، وسواء كان الطفل مولود لأسرة فقيرة أو غنية فمن حقه تماماً إنه يستمتع بطفولته بطريقة تناسب سنه، لأن ده اللي هيبني شخصية سوية ليه، ويخليه إنسان قادر ياخد قرارات ويفكر بدون خوف أو أحقاد وكراهية للآخرين.
– وللسبب ده لازم تطوير أكتر لكل سياسات التعليم والرعاية الصحية ومنها “الصحة النفسية” للأطفال، شيء جيد انه المجتمع والدولة يرفضو استغلال طفل كأداة تجارية، لكن الأهم إنه ده يبقى تصرف طبيعي ودائم مش لمجرد التفاعل مع التريند.
***