– تابعنا اللي حصل الأيام اللي فاتت مع اللاعب عمرو وردة، وقرار استبعاده من المنتخب بسبب اتهامات تحرش، ثم عودته مرة تاني خلال يوم واحد.

– هنتكلم في البوست ده عن اللي عمله اللاعب، وهل في شك إنه يعتبر تحرش بالقانون؟ وإيه تقييم دور محمد صلاح؟ وإزاي العالم بيتعامل مع موضوعات زي دي؟

*****

وردة عمل إيه بالظبط؟

– مع بداية بطولة أمم أفريقيا، نشرت “ميرهان كيلير”، موديل مصرية عايشة في دبي، قصتها انها فوجئت بأربعة من لاعبي المنتخب على صفحتها على انستجرام بيعملو لايك أو بيراسلوها، كإنهم قاعدين سوا وقرروا يتنافسوا عليها، اللي ينطبق عليه بوضوح تعريف التحرش هوا اللي عمله عمرو وردة اللي رسايله بعد ما رفضت التجاوب معاه تحولت إلى الاهانة والتهديد “هعرف أجيب رقمك”، و”إنتي متعرفيش أنا مين”، و”أنا محدش يطنشني”.
– ميريهان ظهرت بعدها في فيديو قالت إنها وردة بعتلها شتايم بذيئة تانية هيا منشرتهاش، لكن قدمت بيها بلاغ رسمي إلى شرطة دبي وقالولها انهم هيحققوا في الواقعة.

– واقعة تانية كانت بطلتها جيوفانا فال عارضة أزياء مكسيكية، حكت انها اتعرفت على وردة وكان في أول كام يوم يبدو شخص كويس، لكن بعدها تحول لشخص عنيف، ونشرت نصوص محادثات بينها وبينه، كان واضح فيها إنه بيلح بشكل مزعج عليها تكلمه فيديو وتخليه يشوف جسمها، ولما تهربت منه وجهلها إهانات جنسية وشتائم بألفاظ بذيئة، غير إنه كذب وقالها أمي عندها سرطان.
كمان نشرت فيديو جنسي بعته وردة، ولما البنت قالتله هنشر عنك هددها وقالها متقدريش تعمليلي حاجة.

– واقعة تالتة ظهرت مع بنت عندها 16 سنة، نشرت سكرينات لعمرو وردة بيحاول يكلمها، ولما قالتله “انا عندي 16 سنة وانتا كبير جدا عليا” قالها لا انتي كويسة ليا، رغم انها قاصر!

– واقعة رابعة نشرتها مريم جورج، اللي كانت ملكة جمال مصر سنة 2005، لرسايل عمرو وردة بعتها ليها، ورغم رفضها التجاوب معاه راح بعت صورة لرجله كإن ده إغراء!

*****

دي أول مرة؟

– الصحفي المصري سامح اللبودي اشتغل على أرشيف الصحافة اليونانية عن عمرو وردة، ولقى انه الشكاوى والوقائع بشأنه وصلت إلى 50 بنت!!

– كمان بالأيام اللي فاتت شفنا أكتر من شهادة عن وقائع عملها في نادي سبورتنج بالاسكندرية.

غير كده حصلت سابقا 3 حوادث مشهورة كان وردة طرف فيها:

– سنة 2013 اتحرش ببنت فرنسية في تونس بعد ما اقتحم غرفتها في الفندق اللي كان نازل فيه مع منتخب الشباب، والبنت استدعت الأمن! ومسؤولي المنتخب اتدخلوا وقرروا ترحيله لمصر.

– في 2017 في اليونان، تم استبعاده من قائمة نادي باوك اليوناني بعد ما المدرب تحفظ على سلوكياته، وحرمه من المشاركة في معسكر الفريق في هولندا.

– في 2017 برضه نادي باوك أعاره لنادي فيرنسي البرتغالي، ومع بداية مشاركته في التدريبات تم اتهامه بالتحرش باتنين من زوجات زملاؤه، واحدة في النادي، وواحدة عبر رسائل انستجرام، وهكذا تم فسخ عقده. ورغم انه نفى الكلام ده وتوعد بملاحقات قضائية للي نشر معملش كده.

****

إزاي محمد صلاح واللاعبين تعاملوا مع اللي عمله وردة؟

– للأسف ردود فعل لعيبة المنتخب بعد صدور قرار استبعاده مدى الحياة كانت الدفاع الأعمى عن زميلهم، أكتر من لاعب في المباراة اللي بعدها أظهروا تضامنهم معاه، شاورو برقم 22، وباهر المحمدي مدافع منتخب مصر رفع تيشرت وردة.

– محمد صلاح وكابتن الفريق أحمد المحمدي راحو لهاني أبوريدة رئيس الاتحاد، وطلبوا العفو عن وردة، ده حسب رواية أحمد شوبير اللي حكاها لاذاعة أون سبورت، وصلاح ومحمدي لم ينفوا.

– الموقع الرسمي لاتحاد الكرة نشر تصريحات على لسان صلاح انه أيد استمرار وردة في المنتخب وقال ” وردة أخطأ بالفعل ويستحق العقاب، لكن يجب الحفاظ على مستقبله”، وتصريحات مشابهة من لاعبين آخرين، لكن بعدها اتحذفت وقالوا انها اتنشرت بالخطأ واللاعبين لم يصرحوا!! طيب ازاي بالخطأ على موقع رسمي؟ طيب مين اتحاسب؟

– صلاح كمان كتب على تويتر بالإنجليزي ما ترجمته: “لا تعني لا، النساء يجب أن تعامل بأقصى درجات الاحترام . أعتقد إن كثيرا من المخطئين ممكن يتغيروا للأفضل، ولا يجب إرسال المخطيء إلى المقصلة”. وفي تويته تانية قال “لازم نؤمن بالفرص الثانية”.

– الموقف ده تعرض لانتقادات كتير بالاعلام البريطاني والدولي زي الجارديان والإندبندنت وبي بي سي، والصفحات المهتمة بالكرة، ومنهم اللي أشار لتناقض بين الموقف ده وبين إن صلاح كان قال قبل فترة قصيرة لمجلة التايمز إنه يتمنى المساعدة في تغيير مواقف الرجال في بلده من أجل “التعامل مع النساء باحترام أكبر”.

– حصل هجوم كبير على صلاح على مواقع السوشيال ميديا، وظهر هاشتاج: #SalahSupportsSexualHarassment “صلاح يدعم التحرش الجنسي”.

– في المقابل لاعبين آخرين انتقدوا اللي حصل. كابتن أحمد حسن كتب على صفحته ساخرا “أبوصلاح مش طلع بس أقوى من المخدرات، ده طلع أقوى من الاتحاد كله”، ووائل جمعة أعلن تأييده القرار الأول وقال انه كان قرار سليم 100%، أبوتريكة على صفحته كتب: “‏قال علي بن أبي طالب: إن كان لا بدّ من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال”، والناس ربطت بشكل مباشر إنه يقصد اللي حصل.

– وردة بعد كل ده قدم اعتذار غريب لأهله والجهاز الفني واللاعبين، لكن لم يعتذر لضحاياه، وكمان تمسك بان الفيديو مفبرك، وده اللي قاله برضه مجدي عبدالغني اننا عرضنا الفيديو على خبير تقني وطلع مفبرك!
– في النهاية القرار اتحول إلى حرمانه من المشاركة بمباريات الدور الأول فقط، وكمان وزير الشباب قابل اللاعبين وبحضوره امتدح رئيس الاتحاد الموقف الايجابي من اللاعبين لتضامنهم مع زميلهم!

*****

وردة متحرش ولا لأ وفق القانون المصري؟

– بعض الناس قالت دي حرية شخصية، وده عرض وطلب، وللأسف ناس كتير رددوا “ربنا أمر بالستر”. فخلينا نرد من واقع التعريفات القانونية للتحرش.

– سنة 2014 صدر القانون المصري لمكافحة التحرش، والعقوبة فيه هيا السجن مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبدون النص على مدة أقصى، أو بالغرامة، على “كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية” سواء “بالإشارة أو بالقول أو بالفعل” بأى وسيلة بما فى ذلك “وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية”.
– وإذا تكرر الفعل تكون عقوبة الحبس “لا تقل عن سنة”.
– وفق التعريف ده، ووفق الشهادات المتوافرة فبالتأكيد عمرو وردة متحرش، ويستحق العقاب الإداري بالمنتخب وكمان العقاب القانوني لو البنات أخدو هذا المسار.
– وبالتأكيد دي مش حرية شخصية، لأن الطرف الآخر تضرر مش برضاه ولا حاجة، وبالتأكيد العقاب هنا هو أفضل علاج وعبرة زي أي جريمة تانية.

*****

بيحصل إيه في دول العالم في حوادث زي دي؟

– حادثة عمرو وردة جايه بعد وعي كبير اكتسبه المصريين والعالم من متابعة عواقب هاشتاج انتشر عالميا من أكتر من سنة “MeToo#”. وبنشوف من عواقبه لسه أول امبارح خبر محاكمة ممثل عالمي حاصل على اتنين أوسكار بحجم “كيفن سبيسي”.
– العديد من الوقائع اتكشفت بعد سنوات طويلة ومست أكبر نجوم ومنتجين في هوليود، وده برضه يرد على اللي بيسأل ليه البنت مقالتش في لحظتها، نساء كتير حول العالم كانوا بيسكتو عشان بيخافو محدش يصدقهم، أو بيخافوا من نفوذ الجاني، لكن لما بيلقوا غيرهم بيتشجعوا.
– كتير بنسمع تعقيبات بطريقة “اشمعنى ده تحرش وده لأ” و”إيه الحد الفاصل”؟ وعشان كده في دول حريصة على كرامة وآدمية الإنسان، قطعوا شوط كبير في وضع تعريفات محددة، وتوعية المجتمع بيها، فبنشوف في بريطانيا مثلا بيتم تعريف “التحرش” إنه سلوك ليه طابع جنسي، غرضه التأثير على كرامة شخص، أو خلق بيئة عدائية أو مسيئة.”
القانون الأمريكي موضح المسألة دي أكتر، وبيقول إن أي مبادرة جنسية أو طلب خدمة جنسية، أو فعل لفظي أو جسدي أو “إيماءة ذات طابع جنسي”، ممكن يسبب شعور شخص بالإهانة أو التهجم فهو تحرش.

*****

مقارنات صعب تجاهلها:

– الحقيقة حوادث وردة، ودفاع اللعيبة عنه، ونهاية بعودته من جديد للمنتخب رغم ما فعل، فتح الباب لمقارنات، وتأكيد كبير لازدواج المعايير في مجتمعنا:

١- تأثير عمرو وردة في المنتخب كمبرر للتمسك بيه، مقارنة بنجم حاصل على اتنين أوسكار زي كيفن سبيسي وبيتحاكم عادي، وبيعتذر لضحاياه، والمجتمع الأمريكي لسه رافض اعتذاره، وكل المنتجين بيرفضوا يتعاونوا معاه.

٢- لاعب منتخب مصر السابق أحمد حسام ميدو لما كان أفضل محترف مصري اتوقف في 2006، وملعبش الماتش النهائي لأمم أفريقيا في القاهرة، أيام حسن شحاتة، وكمان موقف كابتن الجوهري من إبراهيم سعيد، وأفعالهم أقل كتير من وردة. محصلش أبداً في تاريخ مصر ان عقوبة انضباطية تصدر وتتلغي بالسرعة دي.

٣- الممثلة المصرية رانيا يوسف، واللي اتعرضت لحملة كبيرة بسبب فستان ارتدته وقت مهرجان القاهرة السينمائي علقت على حادثة التحرش، وقالت: “فستاني خدش الحياء العام، ودعا للرذيلة، وبلاغات من ثلاث صفحات للنائب العام، لكن التحرش لا؟! ليه الكيل بمكيالين؟”

٤- وبالطبع أكتر مقارنة انتشرت على مواقع التواصل، كانت مقارنة وردة وما حدث معه من تضامن اللعيبة وعودته بعد إيقافه بيوم، بالظلم الذي تعرض له اللاعب أحمد الميرغني، اللاعب اللي كتب في 2015 بوست انتقد فيه الرئيس السيسي، وبيحمله مسئولية الفشل في حماية المدنيين والعسكريين في سيناء. وشوفنا إزاي تم استبعاد اللاعب من ناديه وقتها وادي دجلة، ومهاجمته من إعلام الدولة، دون أي تضامن أو دفاع عنه من أحد.

****

ليه لازم نكون مهتمين بقضية زي دي؟

– عشان الموضوع مستفحل في بلدنا لدرجة إن في 2017، ومن بين 18 مدينة كبرى في العالم، احتلت القاهرة المركز اﻷول كأكثر المدن خطرًا على النساء. وده وفق إحصائية عملتها مؤسسة تومسون رويترز.

– وعشان وفق الأمم المتحدة: 99% من نساء مصر اتعرضوا للتحرش، و91% من نساء مصر مش بيشعروا بالأمان في الشوارع المصرية.

– عشان اللي بنشوفه كل عيد في الميادين العامة والشوارع المصرية، من هجمات المتحرشين، وبيشوفه البنات في الرسايل اللي بتجيلهم بمواقع التواصل. كل أنواع التحرش الجسدي واللفظي والإلكتروني مش هيردع أصحابه غير نشر ثقافة إن هذا السلوك مش هيكون مقبول يعدي بعد كده، مهما كان وزن وشهرة مرتكبه.

– وطبعا عشان الموضوع ليس تفضل مننا، لكن من حق كل امرأة (والدتك – أختك – مراتك.. أو غيرهم) في بلدنا تبقى حاسه بالأمان، خصوصا ان المرأة المصرية حاليا بتمارس أدوار هامة جدا داخل وخارج بيتها، و30% من الأسر المصرية تنفق عليها المرأة المعيلة، بالتأكيد لا تستحق ضغوط زائدة ومستمرة، ولازم نشارك في التخفيف من أي ضرر أو ظلم يقع عليها لمجرد كونها امرأة.

– بندعم كل الدعوات الساعية للضغط على المنتخب وادارة الاتحاد لتعامل مسؤول ضد الواقعة دي، ونتمنى نجمنا الكبير محمد صلاح يراجع موقفه، لأن كده هتبقى القاعدة إن أي حد يقدر يستخدم نفوذه ويفلت من العقاب على أي حاجة يعملها، وإن أزمة التحرش في مصر مش أولوية.

******




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *