– من يومين صدرت المسودة النهائية للتعديلات الدستورية واللي من المفترض يكون التصويت عليها النهارده الثلاثاء في الجلسة العامة بالبرلمان.

– المقترح النهائي حصل فيه تعديل في المادة الانتقالية المتعلقة بمدد الرئاسة، المادة الانتقالية اللي فيها استثناء للرئيس السيسي لسه موجودة لكن تم تعديلها بحيث تسمح للرئيس السيسي بالترشح مرة واحدة مش مرتين زي المسودة الأولي من التعديلات اللي اتناقشت في البرلمان واتعمل عليها الحوار المجتمعي في البرلمان.

– ليه تم التعديل ده؟ اشمعني تم قبل يوم واحد بس من التصويت النهائي واحالة التعديلات للرئيس عشان يطرحها للإستفتاء العام؟ وايه اللي ممكن نشوفة في حركة زي دي؟
*****

ايه التعديل اللي حصل؟

– التعديل الأساسي في المسودة كان المادة الانتقالية، واللي كانت بتنص في المسودة الأولي على إنه “يجوز لرئيس الجمهورية الحالي عقب إنتهاء مدته الحالية إعادة ترشيحه على النحو المبين بالمادة 140 “.

– تعديل نص المادة كان الآتي ” تنتهي مدة الرئيس الحالي بإنقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان إنتخابه رئيسا للجمهورية ويجوز إعادة انتخابة لفترة ثانية ”

– التعديل ده هيخلي للرئيس الحالي السيسي حق الترشح مرة تانية، لكن بعد نهاية المدة الجديدة مش في 2022، لكن في 2024، ويترشح تاني لمدة 6 سنوات يعني لحد 2030. بالتعديل الحالي هينقص مدة 4 سنين من الصياغة الأولى واللي كانت هتخلي الرئيس السيسي موجود لحد 2034.

– طبعا ممكن ناس تشوف دا تنازل عن الصياغة القديمة، لكن هو مفيش تنازل، في كل الأحوال التعديل ده ظالم وغير ديمقراطي وديكتاتوري وبيقتل فكرة تداول السلطة، وبيدي للسيسي 8 سنين زيادة وممكن متبقاش الأخيرة كمان.

– كمان تطبيق النص الدستوري الحالي بأثر رجعي بحيث يسمح للسيسي بزيادة مدة رئاستة الحالية سنتين مخالف لكل الأعراف الدستورية والقانونية اللي بيدرسها الطلاب في سنة أولى حقوق. مفيش حاجة اسمها أثر رجعي أو مباشر في تطبيق القوانين، زي مهو مينفعش مثلاً أعمل قانون جديد للمرور أو الضرايب واحاسب بيه الناس على تصرفاتهم قبل القانون ده.

– المفروض ان في انتخابات 2018 – اللي شفنا قبلها مهزلة استبعاد كل المرشحين إلا موسى مصطفى موسى المؤيد للسيسي!! – الناس انتخبت على أساس إنها فترة 4 سنين، ازاي في النص تيجي تقول لا دول 6 ! طب متخليهم 20 سنة مرة واحدة إيه الفرق؟! طالما العبث والاستهزاء بالناس وعقولهم وحقهم بيحصل بالشكل ده.

– في تعديلات تانية ثانوية في المسودة الأخيرة منها تقليل الحد الأدنى لأعضاء مجلس الشيوخ من 250 ل 180 عضو، مع الإبقاء على تعيين الرئيس ل ثلث الأعضاء، وده مؤشر كبير على فكرة إنه المجلس ده هامشي جداً وملوش أي دور حقيقي إلا ترضيات تتوزع على المحاسيب.
*****

أسئلة واجبة؟

– طبعا أي حد شاف الحركة المتأخرة للتعديل دي لازم يسأل ليه متمش التعديل دا من البداية؟ ايه التغير اللي حصل عشان نقتنع إنه 8 سنين زيادة أفضل من 12؟!

وليه نسمع أخبار متضاربة إنه هيتم السماح له بالاستمرار لحد 2026، لا لحد 2024، ودلوقتي نوصل ل 2030، كإنه شكل أقرب للفصال؟!

مفيش أي إجابة واضحة.

– البعض ربطها بمحاولة التهدئة لغضب الناس خاصة بعد الأحداث المتسارعة في السودان والجزائر، والخوف من انتقال عدوى الثورة لمصر.
ده ممكن يكون منطقي لكنه مش تفسير كافي، وبرضه التعامل غريب جدا، لأنه لو السلطة في مصر خايفة من سقوطها بثورة مكانوش هيفكروا في التعديلات دي على الأقل دلوقتي، وهل لما مثلاً الناس تعرف انه مفروض حكم السيسي ينتهي 2030 مش 2034 هل ده هوا اللي هيزود شعبيته ويغير من رأي الناس في التعديلات؟ برضه لأ.

– خاصة إنه من دلوقتي فيه تلميح رئيس مجلس النواب علي عبدالعال صرح بإنه في دستور جديد هيتم عمله خلال 5 أو 10 سنين، وبالتالي الواقع بيقول إنه رغبة السيسي في الحكم الأبدي – لحد وفاته – واضحة وقايمة ومتغيرش فيها أي شيء.

– السؤال التاني إزاي بيتم الدعاية والترويج في الإعلام والشوارع غرقانة ببانرات ويفط التأييد لتعديلات هي أصلاً بتتغير ومش معروفة مدتها؟ يعني مثلاً الدجالين والمنافقين اللي كانو بيأيدو التعديلات عشان الرئيس يقعد ل 2034 كان رأيهم هيتغير في الاستقرار وأهمية زيادة مدة الرئاسة لو كانو وصلو في التعديل مثلاً ل 2026؟ الحقيقة إنه لأ، لأن التأييد والموافقة هي مطلقة على أي شيء هيقوله الرئيس وأجهزته الأمنية، إنما لا عندهم موقف ولا مبدأ ولا قناعات، والأسوأ إن محدش منهم بيخجل من ده ولا حتى بيتراجع مثلاً حفاظاً لكرامته الشخصية.

– ليه تم الترويج في الاعلام للتعديلات قبل الاستقرار عليها؟ ليه حزب مستقبل وطن وغيره من المؤيدين عملوا يفط تأييد لتعديلات لم يتم الاستقرار عليها وعلي نصها النهائي؟

– كمان أسئلة زي ليه تم الإعلان عن التغييرات دي ومناقشتها في اللجنة التشريعية للبرلمان بعد زيارة الرئيس لأمريكا ولقاء ترامب؟ هل فعلا ترامب لا يعلم أي شيء عن التعديلات الدستورية في مصر بحسب تصريحه؟! هل موضوع بالأهمية دي متمش مناقشته في الاجتماع بين السيسي وترامب أو في أي من الاجتماعات الموسعة للزيارة زي ما قال المتحدث باسم الرئاسة؟! ده محل شك كبير.

– مش كل الأسئلة ده ليها إجابات واضحة، لكن المؤكد إنه البرلمان المصري والأجهزة الأمنية اللي بتديره وبتدير الملفات المهمة في البلد هي الوحيدة اللي تعرف الحقيقة بشكل كامل، وللأسف الشعب المصري بيتم إخراجه برة المعادلة وبعيد عن معرفة إزاي بيتلعب في مصيره ومستقبله.
*****

– مرة تانية التعديلات زي ما هيا، بتدي مدد حكم غير شرعية لرئيس الجمهورية الحالي، مع إعلان رغبة كمان بتغيير الدستور كله، الرئيس الحالي مدته القانونية المفروض تخلص 2022 وكل اللي حصل بيخالف الدستور اللي حلف على شرعيته واحترامه أكتر من مرة، وبيرجع البلد مرة تانية لدوامة الحكم الأبدي وإنهاء مستقبل أجيال كاملة في حلمها بالحرية والتغيير والديمقراطية والعدالة، عشان شخص واحد يقعد على كرسي الحكم بالقوة.

– بنؤكد في الموقف المصري على موقفنا الرافض للتعديلات من الأساس، واللي شرحناها في أكثر من بوست، مش بس عشان مادة الفترات الرئاسية، لكن عشان مواد الجيش اللي بتعمل منه حزب سياسي حاكم، ومواد بتخلي القضاء تابع تماماً للسلطة التنفيذية، ومواد بتفتح أبواب للفساد زي نزع صلاحيات مجلس الدولة وغيرها، وغيرها من التعديلات اللي شوفنا أنها خطيرة على مستقبل بلدنا.
– بنكرر تاني دعوتنا للشعب المصري بأنه يرفض للتعديلات الدستورية عشان نحافظ على حقنا وحق الأجيال الجاية.
*****




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *