– أول إمبارح 6 يونيو كانت الذكرى العاشرة لقتل الشاب خالد سعيد على إيد أمناء شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية، الأمناء اعتدوا على خالد بالضرب لحد الموت، وبعدين حشروا لفة بانجو في حلقه لإبعاد تهمة القتل عنهم.
– الواقعة دي زي ما كلنا عارفين كانت من أسباب تصاعد الغضب على نظام مبارك خاصة من جيل الشباب المتعلم مستخدمي الانترنت، وبعد تطورات أحداث كتير حصلت الثورة بعدها ب ٦ أشهر بس.
– في الأول حصلت حملة إعلامية كاذبة بتشوه خالد وكتبوا “شهيد البانجو”، واتقبض على شباب شاركوا بوقفات احتجاجية على اللي حصل، لكن بعد الثورة صدر الحكم ضد الاتنين أمناء الشرطة قتلة خالد سعيد في أكتوبر ٢٠١١ بالحبس ٧ سنوات.
– بعدها في ٢٠١٤ الحكم في الاستئناف بقى السجن المشدد ١٠ سنوات، وأخيرا انتهت القضية برفض محكمة النقض طعن الأمينين وتأكيدها إدانتهم، وصدور الحكم البات النهائي في ٢٠١٥ بتثبيت عقوبة السجن ١٠ سنوات.
*****
– مفيش أي حد وقت بداية التفاعل مع موت خالد سعيد كان يتخيل اللي هيحصل بعدها ب ٦ شهور بس، ونظام مبارك فوت فرص كتير لو كان استجاب للمطالب الإصلاحية العادلة البسيطة قبل الثورة أو في بدايتها كان جايز استمر في الحكم.
– خالد سعيد في مصر ومحمد البوعزيزي في تونس، اتحولوا لشرارة الربيع العربي وحركات التغيير، ورغم مرور ١٠ سنين حصل فيهم أحداث ضخمة، لسه غالبية مطالب وأحلام الشباب العربي زي ما هيا متغيرتش كتير، وشفنا اللي حصل السنة اللي فاتت في السودان والجزاير ولبنان والعراق.
– خالد سعيد كان ضحية للتعذيب وقانون الطوارئ، واللي بعد ١٠ سنين على موته لسه مستمرين في مصر. قانون الطوارئ الرئيس بيجدده كل ستة أشهر بعد موافقة صورية من البرلمان.
– والتعذيب لسه مستمر زي ما شفنا الاجبار على اعترافات بتتصور وتتذاع على التلفزيون زي ما حصل مؤخراً مع قضية الصحفي سامح حنين، وزي ما حصل مع الطلاب الأردنيين وغيرهم اللي تم الافراج عنهم بعد ما اتذاعت اعترافاتهم.
– التعذيب لسه بيقتل المصريين العاديين جدا بدون أي أسباب سياسية زي ما حصل مع مجدي مكين، وعفروتو، وغيرهم.
– الهروب والإفلات من المحاسبة على جريمة التعذيب لسه مستمر، لأنه زي ما شرحنا سابقا القانون بيحط شروط صعبة جدا لإثبات الجريمة، وبعدين لو اتعاقبوا هياخدوا أحكام مخففة، وكتير منهم بعد كده بيطلع في عفو رئاسي للأسف.
– بعد 10 سنين من قتل خالد سعيد لسه بنشوف هجمات إعلامية ملفقة، ولسه بنشوف معارضين سلميين بعضهم من أحزاب قانونية رسمية، وبعضهم بيتحطوا في قوايم الإرهاب، وبعضهم من وجوه ثورة يناير زي زياد العليمي وعلاء عبدالفتاح وغيرهم كتير.
– بالتأكيد مسار ثورة يناير فيه اختلاف آراء كتير، وتفسيرات مختلفة ليه الثورة مطلعش منها ممثل سياسي لقيمها يقدر يحكم ويطلق نموذج بديل يرتضيه الناس والمؤسسات لاصلاح الداخلية ونظام العدالة.
– وبالتأكيد المستقبل مش بالضرورة يحصل فيه تكرار للماضي، سيناريوهات التغيير الإيجابي والإصلاح في الدول المختلفة خاصة اللي بظروف شبهنا في أمريكا الجنوبية وأفريقيا كان فيها اختلافات كتيرة، ومفيش وصفة واحدة أو آلية محددة.
– لكن بغض النظر عن كل التفاصيل دي، في يوم زي ده احنا بنفتكر خالد سعيد، وبنفتكر الشهداء اللي ماتوا وهما بيحلموا بالخير لبلدهم، وبنفتكر محاولات التغيير الصادقة في البلد، وهتفضل ثورة يناير وأحلامها وأهدافها رمز كبير لكل المصريين علما بأن الدستور الحالي بينص في ديباجته إنها امتداد للمسيرة الوطنية المصرية في ١٩١٩ و ١٩٥٢ ، وهتفضل محطة تاريخية في العالم كمحاولة للسعي للحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.