– يوم السبت رئيس أركان الجيش الإسباني قدم استقالته بعد ماالصحافة نشرت إنه استفاد من منصبه للحصول على لقاح كورونا قبل دوره.
– وزيرة الدفاع فتحت تحقيق في اللي حصل، ووسائل الإعلام الإسبانية بتتعامل معاه على أنها فضيحة سياسية للجيش، خصوصا بعد ما كشفوا عن تلقى بعض كبار الضباط للقاح بنفس الطريقة، ومسؤولين آخرين استقالوا بسبب تصرفات من نفس النوع.
– رئيس الأركان قال إنه استقال ليحافظ على صورة الجيش في أذهان المواطنين الأسبان.
*****
إيه اللي حصل؟
– السلطات الإسبانية بدأت توزيع اللقاحات من حوالي شهر، لكنها وضعت أولوية لتوزيع اللقاح في المرحلة الأولى للأطقم الطبية والمسنين المقيمين في دور الرعاية.
– لكن الأيام اللي فاتت اتنشرت تقارير بتقول إن الجنرال ميغيل أنخيل فيارويا رئيس أركان الجيش عمره 63 سنة، حصل على اللقاح، وهو من الفئة اللي ليس ليها أولوية الحصول عليه في المرحلة الحالية، وده أثار اتهامات له باستغلال سلطته.
– الاستقالة حصلت بعد يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية عن إقالة ظابط بارز في قيادة الدفاع المدني لنفس السبب.
ونفس الوضع تكرر لشخصيات سياسية، زي استقالة المستشار الصحي لإقليم مايوركا، وفيه أحزاب نددت بما وصفته بالفساد في إدارة اللقاحات، خصوصا بعد ما الإعلام الأسباني اتكلم عن تلقيح رؤساء بلديات وعلماء كمبيوتر قبل ما يجي دورهم.
– وسائل إعلام بتقول إن عدد من أعضاء هيئة الأركان في الجيش خدوا اللقاح بنفس الطريقة، وبتقول إن بعضهم هيعلنوا استقالتهم قريبا.
– لكن هيئة الأركان علقت على الكلام ده وقالت إنها حصلت من وزارة الصحة على جرعات مخصصة للجيش، يتم توزيعها بطريقة مختلفة عن المخصصة للمدنيين. ترتيب أولويات توزيع اللقاح داخل الجيش كان كالتالي: الأطباء العسكريين، القوات اللي هتشارك في مهمات دولية، ثم القادة العسكريين حسب العمر.
– وفقا للهيئة، تم توزيع اللقاح على الفئة الأولى والتانية، وبدأت المرحلة التالتة، عشان كدا القادة دول حصلوا على اللقاح، والتطعيم أخده برضه ضباط الصف ومدنيين عاملين من هيئة الأركان العامة.
– وزيرة الدفاع ماكنتش تعرف حاجة عن كل ده غير من وسائل الإعلام، وطلبت من رئيس الأركان توضيحات بشأن ما نشر.
– رئيس الأركان قال إنه لم يخطط للحصول على مميزات مش من حقه، لكنه قدم استقالته، وقال إنه يستقيل من منصبه “ليحافظ على سمعة الجيش الإسباني وصورته في أذهان المواطنين”.
– وزيرة الدفاع قبلت استقالته والوزارة قالت فيه إن رئيس الأركان خد قرارات يعتقد أنها صحيحة لكنها تضر بالصورة العامة للقوات المسلحة.
– الموضوع أثار غضب شعبي وانتقادات في الصحافة والوسط السياسي لأن أسبانيا من أكثر الدول تأثرا بكورونا. ترتيبها السابع عالميا، والثالث أوروبيا من حيث الإصابات، اللي بلغت 2.5 مليون تقريبا، ووصلت فيها الوفيات لأكتر من 55 ألف.
وفي الفترة الأخيرة بتسجل رسميا حوالي 40 ألف إصابة و400 حالة وفاة كل يوم.
*****
– اللي حصل في إسبانيا ده كان نتيجة لوجود صحافة حرة بتراقب أداء المسؤولين، وتسلط الضوء على الممارسات اللي محتمل يشوبها الفساد، خاصة في مسألة حساسة زي موضوع توزيع اللقاحات في وسط جائحة أرهقت البلد والعالم، ومفيش حد طلع يقول إنه الوقت مش وقته مثلاً.
– في مصر، مصادر طبية حكت لموقع مدى مصر إن المسؤولين ورجال الأعمال هياخدوا لقاح فايزر- بيونتك، اللي هو أغلى من باقي اللقاحات، ونسبة وفعاليته أكبر، في حتى باقي الناس هياخدو لقاحات أخرى أرخص ومش بنفس نسبة الفعالية، زي اللقاح الصيني.
– لو الكلام ده اتطبق فعلا بدون توضيح، فإحنا قصاد حالة محاباة ولا مساواة منظمة وواسعة النطاق هيكون فيها اللي معاه فلوس أكتر أو نفوذ أكبر هما اللي عندهم فرص أكبر للوقاية من الفيروس.
– كمان وفقاً لتصريحات لوزيرة الصحة المصرية هالة زايد، إن اللقاح مش هيكون مجاني للجميع، وإن صندوق تحيا مصر هيدفع لغير القادرين، والباقي هيدفع تكلفة اللقاح.
– ده من زاوية هيكون مفيد لغير القادرين، لكن من زاوية أخرى معناه إن كل اللي معاه فلوس يقدر ياخد اللقاح الأغلى والأكثر فعالية، والفقراء ياخدوا الأرخص والأقل فعالية.
– وده طبعاً بغض النظر عن إن من واجب الحكومة توزيع اللقاح بشكل مجاني للكل لإننا في حالة وباء، بحكم المادة 18 من الدستور اللي بتقول إن تقديم الخدمة الصحية فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة يكون مجاني، وده يشمل التطعيمات في أوقات الأوبئة، وبالتالي من واجب الدولة إنها توفره للمواطنين بغض النظر عن مستواهم الاقتصادي، ده حقهم والتزام دستوري في وقت كارثة طبيعية زي الوباء الحالي.
– فيه تضارب كبير في التصريحات الرسمية في مصر حوالين موضوع اللقاح، ودا بيعمل بلبلة في الرأي العام، وفي الحالات اللي زي دي الشفافية مطلوبة تماماً، وكذلك الرقابة الرسمية والشعبية.
– لو هنستخلص دروس من اللي حصل في إسبانيا دا، هنشوف إزاي المسؤول بيبقى عليه دور في تحمل أي أخطاء بتحصل في مؤسسته، وبتوصل للاستقالة بدون ما يضحي بحد من الصغيرين، ودا إنقاذاً لسمعة مؤسسته في نظر الشعب بدون النظر لأي حسابات أخرى.
– كمان الاستجابة للرقابة الإعلامية والشعبية بتبني رصيد من الثقة بين المجتمع والحكومة والمؤسسات، وبتطور من أداء المنظومات كلها خاصة في الأوقات الحرجة زي وباء كورونا، ودا مبيخصمش من دور أي مؤسسة أو منظومة بالعكس بيضيف لها.
*****
مشاركة: