“4 شهور وأنا منتظرة حقي يرجعلي، خلالهم تم تهديدي أكتر من مرة بالقتل والتشويه والاغتصاب، تم التشهير بيا وبحياتي واستخدام صوري الشخصية اللي كانت موجودة على حساب شخصي وبرايفت، تم الضغط عليا ومحاولات لمساومتي أكتر من مرة على فلوس علشان أتنازل عن القضية، تم ابتزازي من خلال محاولة تحرير محامي المتهمين قضية كيدية ضدي، تم نبذي من المكان اللي عشت فيه طول عمري وكنت ومازلت خايفة أروح بيت أهلي”.
ده جزء من تعليق بسنت محمود اللي قضيتها معروفة باسم “فتاة ميت غمر”.
– بسنت تعرضت لتحرش جماعي في ديسمبر اللي فات في فيديو انتشر على السوشيال ميديا في تجمع من حوالي عشرات الأشخاص في مشهد أقل ما يقال عنه أنه من العصور الوسطى.
– من أيام محكمة جنايات المنصورة أصدرت حكم بالبراءة للسبع متهمين في قضية فتاة ميت غمر، من تهم هتك العرض والتحرش الجماعي.
– الحكم كان مفاجئ لأسرة بسنت وليها، ولكثير من المنظمات والمؤسسات الحقوقية اللي دافعت عن حق بسنت.
النهاردة هنشوف الحكم ده ليه صدر؟ وهل ممكن النيابة تطعن عليه؟ وإيه اللي ممكن نشوفه في الحكم ده ؟
*****
إزاي الحكم طلع بالبراءة؟
– شرحنا في بوست سابق وأشدنا بالتحرك السريع للقبض على المتهمين، وكذلك تفاصيل القضية وحملات الابتزاز والتشهير اللي تعرضت ليها بسنت ممكن تشوفوا البوست من هنا: https://tinyurl.com/4x6ys6ma
– حكم براءة المتحرشين ببسنت كان مفاجئ حتى للمحامين بتوعها واللي توقعوا إنه على الأقل يتم إثبات تهمة التحرش الجماعي على الـ7 متهمين بسبب الفيديو، وتحريات النيابة اللي أثبتت أنه الـ7 كانوا حاضرين في مكان الواقعة، وانهم اللي بدأوا مطاردتها باستخدام عربية وموتوسيكل، وكمان بسنت اتعرفت عليهم في عرض النيابة.
– الأستاذ عبد الفتاح يحيي محامي بسنت قال لموقع مدى مصر أنه مكنش يتوقع أنه المحكمة تاخد بتهمة هتك العرض اللي عقوبتها بتصل لـ 15 سنة لأنه ” دفاع المتهمين ارتكز في مرافعاتهم على أن الفيديوهات لم تثبت واقعة هتك العرض، ورغم أنها تُظهر التجمهر والتحرش، إلا أنها لم يُؤخذ بها كدليل على أي شيء عند الحكم”.
– المحامي أيضا توقع أنه حكم البراءة جاء نتيجة تشكيك دفاع المتهمين السبعة في إجراءات القبض عليهم، على اعتبار أن عملية القبض تمت قبل صدور أمر الضبط والإحضار من النيابة.
– وده شيء في منتهى الغرابة وخطأ كبير في الإجراءات من قبل الشرطة لو صح فعلا، لأنه بعد ما الواقعة انتشرت على السوشيال ميديا والنيابة العامة أمرت بالتحرك للتحقيق في الواقعة، والشرطة راحت قبضت على المتهمين، هل كل ده حصل بدون أي أمر ضبط وإحضار رسمي من النيابة؟
– لحد دلوقتي حيثيات الحكم مخرجتش من المحكمة، بالتالي إحنا في انتظار معرفة إزاي الـ7 متهمين خدوا براءة في تحرش جماعي مثبت بكاميرات وفي عشرات شهود العيان.
– حاجتين مهمين لازم نشير ليهم في الموضوع، وهوا لتخلي الواضح للمجلس القومي للمرأة عن القضية، لحد دلوقتي مطلعش المجلس أي بيان بالرغم من دعمه في بداية القضية، الحاجة التانية المهمة هو أنه النيابة العامة لحد دلوقتي لم تتحرك في البلاغات اللي قدمها دفاع بسنت بيتهم فيها أحد محاميي المتهمين بالتشهير بيها، ورغم أنه النيابة أصدرت بيان أنها طلبت فتح تحقيق في واقعة التشهير والابتزاز إلا أنه لم يحدث أي شيء، حتى الآن.
– وحتى حملات التشهير من قبل محاميي المتهمين وأقاربهم مستمرة لحد دلوقتي.
*****
إيه القادم في القضية دي؟
– فريق الدفاع بتاع بسنت دلوقتي في انتظار صدور حيثيات الحكم عشان يقدروا يتقدموا بطلب رسمي للنائب العام لنقض الحكم في شقه الجنائي، ويتقدم المحامون بنقض في الشق المدني المتعلق بالتعويض بسبب الأذى اللي تعرضت له الفتاة.
– لكن زي ما كانت السوشيال ميديا هي السبب في التحرك السريع للنيابة في الأول فهي دلوقتي المنفذ الوحيد لبسنت لأنها تاخد حقها بالضغط على النيابة العامة أنها تقدم نقض للحكم بالتالي تبدأ إجراءات إعادة المحاكمة في القضية مرة تانية.
– في 17 مؤسسة حقوقية عملوا بيان مشترك لمطالبة النائب العام بالتقدم بطعن وطلب إعادة المحاكمة في القضية، وفي حملات مستمرة على السوشيال ميديا للمطالبة بده، لكن لسه مطلوب من المجلس القومي للمرأة يتحرك لدعم المطالب دي ويقدم طلب رسمي للنائب العام بإعادة المحاكمة عشان حق بسنت ميضعش.
*****
إيه اللي ممكن نشوفه في القضية دي؟
– حكم البراءة الأخير مؤشر على تدهور أوضاع النساء في مصر وخاصة في قضايا التحرش اللي هي أولوية وقضية مهمة بتمس كل ستات مصر تقريبا.
– وزي ما بسنت كتبت “لما تدوني الأمان أجي أبلغ وأتحمل لوحدي تبعات كل ده وأدفع تمنه من روحي وأماني وفي الآخر المتهمين اللي متصورين وهما بيعتدوا عليا ياخدوا براءة! فإيه الرسالة اللي عايزين توصلوها للستات اللي بيتم انتهاكها؟ وإيه الرسالة اللي عايزين توصلوها لكل مجرم متحرش/ معتدي/ مغتصب؟”
– والحقيقة كلام بسنت حقيقي جدا، لأنه لو فعلا الدولة جادة في مواجهة التحرش لازم عقلية القضاء في القضايا دي تتغير ويتعرف أنه تغليظ العقوبات على المتحرشين خطوة مهمة لأي سياسة فعالة لمكافحة التحرش في مصر، ومش معقولة إن ثغرات إجرائية تضيع حق البنت بالشكل دا.
– وزي ما دايما بنكتب ونؤكد أنه التحرش مشكلة كبيرة جدا في مصر. سنة 2017 ومن بين 18 مدينة كبرى في العالم، احتلت القاهرة المركز اﻷول كأكثر المدن خطرًا على النساء. وده وفق إحصائية عملتها مؤسسة تومسون رويترز.
– وبحسب دراسة سابقة للأمم المتحدة: 99% من نساء مصر اتعرضوا للتحرش، و91% من نساء مصر مش بيحسوا بالأمان في الشوارع المصرية.
– كل المصريين تقريبا شاهدين وعارفين اللي بيحصل في الشوارع من هجمات المتحرشين، وبيشوفوا الرسايل اللي بتيجي للبنات في مواقع التواصل. كل أنواع التحرش الجسدي واللفظي والإلكتروني مش هيردع أصحابه غير نشر ثقافة إن هذا السلوك مش هيكون مقبول يعدي بعد كده، مهما كان مين، ولازم يطبق عقابه بكل حزم.
– وطبعا عشان الموضوع مش تفضل من الرجال، دا من حق كل امرأة (والدتك – أختك – مراتك.. أو غيرهم) في بلدنا تبقى حاسة بالأمان، خصوصا إن المرأة بتمارس أدوار هامة جدا داخل وخارج بيتها، و30% من الأسر المصرية تنفق عليها امرأة، وبالتأكيد متستحقش ضغوط زايدة ومستمرة.
– وده دور الدولة وأيضا دور مؤسسات مجتمع مدني شغالة بكفاءة على الملف من سنين وكل الشكر والتقدير ليهم، وكمان دور كل واحد فينا.
– وقلنا قبل كده، مفيش بنت أو ست في مصر مهما كانت طبقتها الاجتماعية (ساكنة في كومباوند – أو في قرية )، أو ملابسها (محجبة – منقبة – بتلبس أي لبس) إلا وليها تجربة كضحية أحد أنواع التحرش سواء في الشارع أو مكان الدراسة أو مكان العمل! وده الحقيقة مؤشر مؤسف.
– مراتك أو بنتك أو أختك أو أمك، كلهم كسيدات معرضين تماماً للوقائع المؤسفة دي، وللأسف بدل ما يلاقوا الدعم من أسرهم، كتير جداً منهم بيخافوا يقولولهم عشان اللوم ميقعش عليهم هما.
– وكمان لازم نقف في وجه أي حد بيبرر جريمة التحرش تحت أي مسمى أو دعوى، مفيش أي حاجة اسمها “أصلها كانت لابسة”، مفيش مساحة لإيجاد مصوغ للجريمة دي، ودا اللي لازم الجميع يعمل على ترسيخه في الثقافة المجتمعية، مفيش حاجة اسمها “خلاص حصل خير” لما واحدة تمسك متحرش.
– لازم ندعم بناتنا وإخواتنا ونقف في ضهرهم عشان يخدوا حقوقهم من المتحرشين والمغتصبين وأي حد بينتهك جسدهم. ولازم كل راجل في مصر يتضامن مع بسنت ومع غيرها من ضحايا التحرش والاغتصاب لأنه ببساطة شديدة دي أولى متطلبات أننا نعيش في مجتمع صحي بيحترم الإنسان.
– خالص تضامنا مع بسنت وكل الناجيات من التحرش والاعتداءات، وأقل شيء ممكن نعمله كلنا إننا نفضل نسأل #حق_بسنت_فين؟ لحد ما يرجع لها.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *