– مع نهاية 2021، توفي الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق وأحد المؤثرين في المشهد الثقافي المصري في الـ40 سنة الأخيرة.

– الدكتور جابر عصفور كان مثقف مصري وطني له الكثير من الكتب والترجمات وساهم في تطوير وإنشاء مشاريع مهمة للثقافة المصرية زي المركز القومي للترجمة.

– خالص العزاء لأسرة الدكتور جابر عصفور، وأحبائه وكل القراء، ونتمنى أنه الإرث اللي تركه من كتب وترجمات يكون كفيل بأننا نفضل نتذكر هذا المثقف بعد رحيله.

*****

من هو جابر عصفور؟

– جابر عصفور من مواليد 25 مارس 1944 في المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية في 1965، وحصل على الماجستير في 1969 والدكتوراه سنة 1973.
– اشتغل الدكتور جابر عصفور في التدريس الجامعي في جامعات كثيرة منها جامعة القاهرة، وجامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة، وجامعة ستوكهولم في السويد.
– طول مسيرته الأكاديمية كان واحد من أشد المدافعين عن مدنية الدولة وضمن حركة كبيرة من المثقفين والأكاديميين المصريين اللي اهتموا باستقلال الجامعات والأكاديميا في مصر من الثمانينات والتسعينات.
– ألف في خلال المسيرة دي العديد من الكتب زي محنة التنوير، نقد ثقافة التخلف، أنوار العقل، تحرير العقل، دفاعا عن المرأة، دفاعا عن العقلانية، غواية التراث.
– وكان مشروعه الفكري مبني على أفكار مهمة في القلب منها السعي للحداثة والديمقراطية في المجتمعات العربية.
– كذلك ترجم وساهم في ترجمة كثير من الكتب للعربية، واللي كانت بمثابة نافذة للإطلاع على أحدث ما ينتج الفكر العالمي عن طريق عمله في المركز القومي للترجمة والمجلس الأعلى للآداب.
– من الكتب دي عصر البنيوية، الماركسية والنقد الأدبي والنظرية الأدبية المعاصرة، وكلها مراجع مهمة جدا في النقد الأدبي.
– خلال مسيرته تم تكريمه على المستوى الإقليمي والمحلي والعالمي عن مجمل أعماله ومساهماته في إثراء الثقافة العربية، حصل مثلا على جائزة جائزة الإبداع العربي في مجال الآداب، جائزة اليونسكو للثقافة العربية، وجائزة الدولة التقديرية في مجال الأدب ، ووسام المكافأة الوطنية من ملك المغرب.
– رغم كون تخصص الدكتور جابر في النقد الأدبي، لكنه كان مثقف مهموم بالسياسة ومشكلات المجتمع المصري وده اللي خلاه ياخذ مواقف ومناصب سياسية زي كونه أول وزير ثقافة بعد الثورة مباشرة، غير تاريخه في الدعوة لاستقلال الجامعات في عهد مبارك وتكراره نفس الدعوة.
– ضمن آخر المقالات اللي كتبها قبل أشهر قليلة من وفاته في الأهرام تأكيده إن دور الجامعات في التقدم “لا يتحقق إلا بتأكيد المعنى المدني، الذى لا يتحقق بدوره إلا بتأكيد استقلال الجامعة وحريتها، وعدم تدخل أية سُلطةٍ تحول بينها وحريتها فى البحث، مهما يكن موضوع هذا البحث.”
– المواقف السياسية لجابر عصفور كانت بطبيعة الحال بتثير الجدل بين مؤيدين ومعارضين، خاصة إن دعوته للتنوير زي ما جزء منها العقلانية فهيا تتضمن أيضا الديمقراطية، ومن الطبيعي وجود بعض الانتقادات للجانب ده في مسيرته كشخصية عامة.
– ومما يحسب للراحل إنه كان عنده القدرة إنه يراجع بعض مواقفه وتجاربه علنا ويقول إنه أخطأ فيها، زي انه في حوار مع المصري اليوم سنة 2018 قال ان قبوله منصب الوزير في حكومة شفيق بعد الثورة كان “خطأ شديد لا أنكره”، وقال ان شفيق خدعه، وانه اتصدم لما لقى أنس الفقي بيقوله دي حكومة الحزب الوطني وعشان كده استقال بعد أيام فقط.
– أيضا اتكلم عن قبوله منصب الوزير في حكومة محلب سنة ٢٠١٤، وازاي انه دخل بتصور لتنفيذ مشروعه “نحو انشاء منظومة ثقافية جديدة”، لكنه في الواقع قال “وجدت عدم استجابة من الحكومة لدعم للثقافة، من خلال الإعلام والتعليم والأوقاف، وكل نقاط المشروع التى قدمتها للرئيس لم تحقق، وكان من الطبيعى جدا أن أتململ من هذه الطريقة فى العمل.”
– في أحد آخر حواراته سنة ٢٠٢٠ قال اننا “لا نزال بعيدين عن تحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة”.
*****
– خالص العزاء مرة تانية لمصر في وفاة الدكتور جابر عصفور، بندعوكم لقراءة كتبه للإطلاع على مشروع الرجل الفكري اللي هو مشروع غني ويستحق القراءة والاشتباك مع الأفكار اللي بيطرحها.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *