فريق صفحة الموقف المصري بيقدم كل العزاء لاخواتنا التونسيين في وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، اللي كان له دور تاريخي في مرحلة صعبة من تاريخ تونس بعد الثورة.
***
– الرئيس السبسي كان ليه دور كبير في الحفاظ على المسار الديمقراطي في تونس، ورغم إنه محسوب على (النظام القديم)، وكان منافس في الانتخابات ضد المنصف المرزوقي المناضل اليساري الأقرب للثورة، ورغم وجود اختلافات زي موقفه من العدالة الانتقالية، لكنه لم يستخدم أبداً القمع الأمني ضد خصومه، ولا فكر في تزوير الانتخابات، أو التدخل لإجبار المؤسسات وباقي القوى السياسية على فرض وجهة نظره.
– الموقف العقلاني والتصالحي من الرئيس السبسي كممثل للقوى التقليدية التونسية، كان مقابله مواقف مسؤولة من ممثلي القوى الثورية سياسيا ومنهم حزب النهضة التونسي ممثل الاخوان المسلمين، وكل الأطراف قدرت تتوافق على دستور موحد، وكلهم شاركوا في الانتخابات وبعدها عملوا حكومات توافقية مش بتعتمد على الأغلبية وحدها.
– الرئيس السبسي منح الاحترام الواجب لقوى المجتمع المدني في تونس، وتعامل بايجابية مع وساطة “رباعي الحوار” اللي شملت الاتحاد التونسي للشغل (زي اتحاد النقابات العمالية عندنا) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (تجمع منظمات حقوقية) ووالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، والهيئة الوطنية للمحامين، وعشان كده الرباعي ده حصل على جائزة نوبل بعد اقرار الاتفاق السياسي.
– خارجيا الرئيس السبسي كان بيحافظ على العلاقات الودية مع كل الدول العربية، وفي الأزمة الليبية على حدوده لم يدعم طرف على حساب طرف، وكان بيستضيف جولات التفاوض والحوار، ولم يشارك في التحريض والانقسامات.
****
– كتير بيوصفوا قايد السبسي بـ”المخضرم” وده لطول تاريخه مع العمل السياسي عبر عصور مختلفة.
– درس السبسي القانون في فرنسا، وبعد ما حصلت تونس على استقلالها، أصبح السبسي وزير للشؤون الاجتماعية في أول حكومة تونسية بعد الاستقلال في عهد بورقيبة. وفي عهد بورقيبة تولى السبسي عدة مناصب وزارية، منها رئاسة وزارة الدفاع والداخلية والخارجية.
– السبسي كان عضو اللجنة المركزية للحزب الدستوري الحاكم، لكنه انسحب من الحزب سنة 1971 لمطالبته بإصلاحات سياسية. وفضل السبسي بعدها يمارس مهنته كمحام لسنوات طويلة.
– السبسي من الممثلين القدماء لتيار الفكر الليبرالي، ويظهر ده في انضمامه بعد ما ساب الحزب الحاكم في السبعينات، لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين الليبرالية المعارضة اللي شكلها منشقين ومعارضين للحزب الحاكم.
– لكن بعد شوية من الانفتاح السياسي، رجع السبسي في التمانينات وزير خارجية في حكومة محمد مزالي لمدة 6 سنين، وفي الفترة دي عرف يحصل على قرار من من مجلس الأمن الدولي بإدانة الهجوم الجوي الإسرائيلي على أحد مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.
– في بداية عهد زين العابدين بن علي تولى السبسي رئاسة مجلس النواب، لكن في بداية التسعينات رجع لشغل المحاماه لحد قيام الثورة التونسية، وتعيينه في 2011 الرئيس المؤقت للحكومة.
***
نكرر العزاء الواجب، ونتمنى لتونس كل أمان واستقرار، واستمرار لتجربتها الديمقراطية، ونتمنى نشوف نماذج كتير من السياسيين الحكماء الوطنيين في باقي الدول العربية لتكرار تجارب الحوار والشراكة والديمقراطية.
***
بوستات سابقة: