– خلال الفترة اللي فاتت على الرغم من الصعوبات الاقتصادية اللي فرضتها تداعيات كورونا، قطاع الطاقة المتجددة في مصر انتعش بشكل جيد، وحصلت زيادة كبيرة في كمية الإنتاج وفي كمية اللي تم توفيره من البترول بالمقابل.
– الانتعاشة دي جزء منها القطاع الخاص وجزء منها سياسات الحكومة اللي بتشجع على التحول الأخضر أو الأقل تلوثا، زي مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وحتى مشروع استبدال المركبات لمركبات تعمل بالغاز.
– الملف ده مهم جدا خاصة أنه جزء من تحول عالمي نتمنى إننا منتأخرش عنه كتير، وخاصة أنه بيحمل إمكانات اقتصادية كبيرة لمستقبل بلد زي مصر.
– النهاردة هنشوف التطورات الأخيرة في الطاقة المتجددة في مصر؟ إيه التطورات الإيجابية اللي حصلت؟ وإيه اللي ممكن يتعمل أكتر لتشجيع القطاع ده؟
*****
إيه أخر التطورات في ملف الطاقة النظيفة في مصر؟
– في عدد من التطورات الإيجابية بتحصل في الملف ده من فترة، من 2014 ولحد دلوقتي زاد إجمالي الكهرباء المتولدة من الطاقة المتجددة من 3300 ميجاوات ساعة لـ5878 ميجاوات ساعة.
– مصر كانت مستهدفة أنه بحلول 2022 تكون بتنتج 20 % من الكهرباء من الطاقة المتجددة ، وده حصل السنة دي مع انخفاض الإنتاج بسبب وقف محطتين من محطات سيمنز لأنه في فائض كهرباء، وبالتالي حصة الطاقة المتجددة ارتفعت لحوالي الـ20 % المستهدفة قبلها بسنة، وده مؤشر جيد.
– ده كان نتيجة مشروعات كتير للطاقة الشمسية والرياح منها، منها محطة رياح على خليج الكويس، ومنها مشروع محطة بنبان في اٍوان اللي كتبنا عنه بوست قبل كد لما تم اختيارها كأفضل مشروع دعمه البنك الدولي.
– كان نتيجه لده أنه في الربع الأول من العام المالي الحالي يعني من يونيو – لسبتمبر 2020 مصر وفرت حوالي 468 ألف طن بترول مكافئ، مقارنة بحوالي 359 ألفا خلال الثلاث شهور اللي قبل كدة.
– ده يعني أننا أنتجنا كهرباء من الطاقة الشمسية تعادل حرق حوالي نص مليون طن تقريبا من البترول.
– إحنا بنستهلك سنويا حوالي 30 مليون طن بترول، وده يعني أنه الطاقة الشمسية في المتوسط بالمعدل ده بتوفر حوالي 1.8 – 2 مليون طن سنويا من البترول، يعني حوالي 6 % من الاستهلاك السنوي من البترول في مصر.
– في تطور تاني مهم حصل في الملف ده وهو أنه مصر بتدرس توليد الهيدروجين الأخضر وهو وقود بينتج من تحليل مياه البحر وفصل الهيدروجين عن الأكسجين.
– في السابق كانت العملية دي بتستهلك طاقة كبيرة جدا، وفيها مشاكل تقنية بتمنع استخدامها عمليا، وكتير من الخبراء شايفينها غير واعدة، لكن في السنوات الاخيرة التكنولوجيا دي بقت عملية أسهل وأرخص والبعض بقى يطلق على الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل.
– مصر وقعت مذكرة تفاهم مع سيمنز الألمانية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بشكل تجريبي في يناير اللي فات، وفي 9 فبراير الحالي الرئيس السيسي استقبل وفد من شركات بلجيكية للنقاش حوالين إنتاجه في مصر برضه.
– تطور تاني إيجابي هوا الاعلان عن عودة الاستثمار الحكومي في شركة النصر لصناعة السيارات، وتم ضخ 2 مليار جنيه، في مشروع انتاج أول سيارة كهربائية مصرية بالتعاون مع شركة “دونج فينج” الصينية.
*****
ليه المشروعات دي مهمة؟
– المفروض مصر تستهدف أنها تنتج 42 % من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2035 وده يبدو هدف مقبول في الوقت الحالي ويمكن تحقيقه بسهولة لو استمرت معدلات استثمار الحكومة والقطاع الخاص في القطاع ده.
– ومصر عندها إمكانات كثيرة في أكثر من قطاع للطاقة المتجددة، في الطاقة الشمسية مستويات سطوع الشمس في مصر كبيرة وموقعها جنوب أوروبا يسمح لها بلعب دور في تصدير الكهرباء لأوروبا خاصة مع الاتجاه المتزايد في العالم كله وأوروبا بالتحديد للاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل عام، كجزء من الجهود العالمية لمحاربة الاحتباس الحراري اللي اتكلمنا عنه سابقا، وكبديل عن الطاقة غير المتجددة.
– في الرياح أيضا مصر عندها بنية تحتية حاليا جيدة في محطات الرياح، ويمكن دفع الاستثمارات في المجال ده برضو، وأيضا لو فعلا نجحت تجارب الهيدروجين الأخضر وغيرها من التطورات في المجال ده ممكن يدعم موقع مصر كمركز للطاقة المتجددة في المنطقة.
– الملف ده مهم جدا على مستويين:
المستوي البيئي: أنه يقلل انبعاثات الكربون الناتجة عن حرق الوقود في مصر، ده طبعا بجانب تحولات مهمة تانية زي مشروع إحلال السيارات بالغاز الطبيعي.
– مثلا مشروع بنبان هيخلي مصر تقلل انبعاث الكربون منها كل سنة بما يقارب 2 مليون طن.
– والمستوى التاني هو المستوى الاقتصادي وده مينفعش نقيسه بالمردود الاقتصادي الحالي، لأنه لحد دلوقتي بشكل عام طاقة البترول أرخص سعراً وأكثر ثباتاً خاصة للأحجام الضخمة من الطاقة زي امداد المصانع، لكن حصل بالسنوات الأخيرة تقدم كبير في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وانخفاض كبير في سعرها، وتسهيل للتعامل الصغير بها، وبالتالي المدى الطويل كل التوقعات إنها هتوصل عالميا لنقطة التعادل ثم تبقى أرخص.
– وده كمان يتسق مع توجهات إدارة بايدن الجديدة اللي من قبل انتخابه وعد بالعودة لاتفاقية المناخ اللي خرج منها ترامب، ووعد بضخ استثمارات ضخمة لدعم الطاقة المتجددة، وزيه أوروبا اللي عندها برنامج لدعم العقود الخضراء.
– عشان كده كان شيء إيجابي جداً تأكيد الرئيس السيسي على حرص مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال توليد الطاقة المتجددة، وكمان أكد إن دا بيحصل في إطار الالتزام بالأهداف العالمية لحماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري.
*****
إيه المفروض يحصل في الملف ده عشان نوصل للأحسن؟
– في الفترة الأخيرة الشركات المتوسطة والصغيرة المنتجة للطاقة الشمسية واللي كانت بتبيع الطاقة للحكومة تأثرت من قرار تثبيت سعر الكهرباء المورد للمصانع بسبب كورونا.
– ده بيخلي في ضغوط على الشركات دي لأنه سعر الكهرباء الرخيص ده هي متقدرش تنافس معاه، لكن لسه مش واضح حجم التأثر هيكون إزاي، بالتالي الحكومة لازم تتحرك في دعم الشركات دي على المدى القصير والمتوسط عشان تقدر تستمر في الإنتاج ومتطلعش بره السوق.
– حاجات تانية كثير لازم تحصل في الملف ده، خاصة في الطاقة الشمسية كنا اتكلمنا عنها قبل كدة:
1- لازم الحكومة تشجع بشكل أكبر الاستخدام التجاري على نطاق واسع للطاقة الشمسية وده بيتحول لخيار مناسب اقتصاديا، دا حصل مثلا مع فندق ماريوت اللي ركب خلايا طاقة شمسية، وحصل قبل كدة مع مول أركان اللي عملته شركة كرم سولار.
2- دعم الشركات المحلية وتسهيل عملها بعيدا عن البيروقراطية المعهودة للجهاز الحكومي في مصر، وكمان تسهيل استيرادها للمكونات التكنولوجية اللي كتير بتتعطل في الجمارك.
3- لازم نشجع الإنتاج الفردي للطاقة الكهربية من الألواح الشمسية، بمعنى دعم الشركات والمبادرات الفردية اللي بتحاول تركب ألواح شمسية على البيوت في مصر، وده ممكن يكون صعب في المدن الكبيرة زي القاهرة بسبب التكدس السكاني ومساحة سطح العمارة لا تكفي لإمداد كل السكان بالطاقة، لكن هيكون سهل في الأرياف والأماكن الصحراوية، وكنا احتفلنا هنا في 2015 بهشام توفيق، أول مواطن باع كهرباء للشبكة القومية من الفائض اللي حققه من محطته الخاصة فوق سطح بيته في التجمع الخامس، بعد ما الدولة أصدرت قانون يسمح بذلك وده كان تطور إيجابي جدا.
4- تشجيع المبادرات دي ممكن يكون عن طريق تسهيل حصول المبادرات والشركات الصغيرة دي على التمويل اللازم وحتى تسهيل حصول المواطنين نفسهم على قروض صغيرة مدعومة لتركيب ألواح الطاقة الشمسية.
5- محتاجين مراجعة أكبر في الحصول على قروض وضخ تمويل للمحطات التقليدية، وكمان محتاجين إعادة نظر ونقاش عام حول محطة الضبعة النووية اللي تكلفتها قرض 25 مليار دولار، وهل بالمستقبل على المدى الطويل سنظل بحاجة ليها.
– كل التحية للخطوات الإيجابية اللي حصلت في الملف المهم ده، ونتمنى الاستمرارية وأنه مصر تكون رائدة في مجال التحول نحو الطاقة النظيفة لأننا كمان مش دولة منتجة كبيرة للبترول ومعندناش رفاهية التأخر في المجال ده.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *