– يوم الاتنين الرئيس افتتح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، بتكلفة تصل إلى 20 مليار جنيه، وبطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة ثلاثيًا.
– المحطة من المفترض أنها تخدم محور تنمية سيناء لزراعة حوالي 400 ألف فدان كمستهدف من المشروع، طبعا النوع ده من الاستثمارات في معالجة المياه مهم جدا وللأسف الدولة المصرية لم تنتبه له إلا متأخرا مع أزمة سد النهضة.
– ايه هي المحطة الجديدة ؟ ليه ده فعلا انجاز مهم ؟ ومحتاجين إيه في القادم في ملف المياه والزراعة في مصر؟ دا اللي هنتكلم عنه النهاردة
*****
ايه هي المحطة؟
– مصرف بحر البقر هو أحد أقدم المصارف الزراعية في مصر، لكن مع تزايد الكتلة العمرانية في الشرقية ومحافظات القناة تحول لمصرف بيضم الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي وده كان بسبب مشكلة بيئية كبيرة خاصة أنه من المفترض استخدام مياه المصرف للزراعة.
– مصرف بحر البقر طوله حوالي 190 كيلو متراً، ويعتبر من أخطر المصارف في مصر لأثره البيئي السيء وهو الوحيد الذي يمتد من جنوب القاهرة مروراً بعدد 5 محافظات هي بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية والقليوبية، وينتهي بصرف ما بداخله فى بحيرة المنزلة.
– بالتالي الاستثمار في إنشاء محطة معالجة ثلاثية بالضخامة ده هو استثمار جيد، لأنه بيهدف لإحداث طفرة نوعية في الزراعة في المنطقة دي وجزء مهم من محور التنمية في سيناء.
– تكلفة إنشاء المحطة حوالي 20 مليار جنيه مصري، وهي أكبر محطة معالجة مياه الصرف ثلاثية في العالم في الوقت الحالي، وده رقم سجلته موسوعة جينس مع افتتاح المحطة.
– ده بالإضافة لرقمين تانيين وهم أكبر محطة لمعالجة الحمأة وهي المواد والشوائب اللي بتنتج من المعالجة الثلاثية للمياة، وأكبر محطة لإنتاج الأوزون في العالم.
– مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد بيتكون من قناة مأخذ المياه المطلوب معالجتها، وهتبدأ من مصرف بحر البقر المطل على بحيرة المنزلة، وبعدين هتمر بسحارة السلام إلى المحطة بشرق بورسعيد، ويتم معالجتها من خلال عدة مراحل، بعدين هتخرج إلى مخرج خاص بالمياه المعالجة من محطة المعالجة إلى ترعة الشيخ جابر، بجانب عدد 4 مسارات رئيسية لمعالجة المياه.
– المحطة بتضم 7 وحدات، وتصرف المحطة الواحدة 11 متر مكعب في الثانية، وتهدف أيضًا إلى إنقاذ بحيرة المنزلة من المخلفات والملوثات، ودا هيكون له تأثير إيجابي في الحفاظ وتنمية الثروة السمكية وعودة البحيرة إلى عهدها الذهبي، لأن من الخطأ بس تصوير إن الإنجاز مقتصر بس على جانب توفير المياه، لكن بالفعل متعلق بإنقاذ نصف الدلتا من الملوثات.
– محطة بحر البقر هتنتج يوميا حوالي 5.6 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للاستخدام في الزراعة، ومن المفترض أنه المياه الناتجة من البحيرة يتم خلطها لاحقا مع المياه اللي جايه من النيل عن طريق ترعة السلام.
– المياه الناتجة من المعالجة دي تكفي لاستصلاح ما يقرب من ربع مليون فدان من الأراضي الصحراوية وعند خلطهم مع مياه نهر النيل بنسبة 1:1 ممكن تكفي لزراعة أكثر من 400 ألف فدان، وهو المستهدف زراعته في مشروع ترعة الشيخ جابر في شمال سيناء.
– ومن بين المناطق اللي هتساهم المحطة في استصلاح أراضيها: سهل الطينة، وجنوب القنطرة شرق، 30 يونيو، بئر العبد، السر، والقوارير.
– برضه لازم الإشارة أنه المحطة تم تنفيذها من خلال شركتين مصريتين وهما المقاولين العرب وأوراسكوم بالتالي الفلوس راحت لشركات مصرية وشغلت مصريين وده شيء مهم جدا في مشروعات البنية التحتية اللي زي دي.
– الفلوس اللي مولت إنشاء المحطة هي عبارة عن 3 قروض من الكويت بقيمة 50 مليون دينار في يوليو 2018 و 25 مليون دينار تانية كقرض إضافي في سبتمبر 2019 وقرض أخير بقيمة 55 مليون دينار في يوليو السنة دي.
– بمجموع اقتراض 130 مليون دينار بفائدة ميسرة حوالي 1.5% بالإضافة لـ5 % رسوم على 20 سنة، يعني عشان نعمل المشروع ده اقترضنا ما يقرب 7 مليار جنيه بالإضافة طبعا للفوائد اللي هتدفع لمدة 20 سنة.
– لكن المفيد في الاقتراض ده أنه اقتراض موجه لمشروع بنية تحتية من المفترض أنه يحصل بعده استثمار كبير من القطاع الخاص في زراعة المساحات دي، بالتالي اقتراض بيعمل تنمية على المدى الطويل.
****
محتاجين ايه في ملف المياه والزراعة في الفترة الجاية؟
– الدولة بدأت تهتم بملف المياه بشكل متزايد في الفترة الأخيرة، وده طبعا نتيجة تفاقم أزمة سد النهضة، لكن إحنا كنا في احتياج مستمر للاستثمارات دي حتى من قبل السد، لأنه تقريبا من 2010 ومصر تحت خط الفقر المائي الدولي، بالإضافة لأنه عملية تنويع مصادر المياه وخاصة اللي بتروح للزراعة مهم جدا مع الزيادة السكانية المستمرة.
– بالتالي الاستثمار في محطات معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي، ومعالجة مياه البحر رغم التكلفة الكبيرة للاستثمارات دي واللي غالبا بتمول من خلال قروض إلا أنه مهم جدا لمستقبل الزراعة في البلد دي.
– لكن الفارق المهم مش في الاستثمارات اللي بتتعمل في في البنية التحتية الأولية للمشروعات دي، لكن كمان في الاستثمارات المكملة للموضوع، يعني مثلا في حالة بحر البقر لازم يتم تسريع عملية استصلاح وزراعة الـ 400 ألف فدان من المياه المحلاة من المحطة.
– ولازم نتجنب مشاكل مشاريع سابقة زي توشكى لما أخدها الاستثمار الخليجي وخلاها فاضية سنوات أو زرعها بمحاصيل مهمة له زي البرسيم بينما مصر عندها مشكلة في القمح، بالتالي عندنا تحدي اختيار محاصيل محتاجينها ومناسب ريها بالمياه دي.
– بالتالي ممكن يكون نموذج التعاونيات الزراعية اللي فيها كتل سكانية وعمرانية تعمل مدن قائمة على التعاونيات دي والإنتاج والتصنيع الصغير في الزراعة بغرض تغطية احتياجات السوق المحلي أو التصدير هو نموذج مهم جدا ويدفع فعلا لطفرة تنموية لمحور سيناء كله مش بس المنطقة اللي بتروحها مياه بحر البقر.
– توزيع الأراضي دي على شباب وعائلات صغيرة من أهل سيناء ومن فلاحين الدلتا والصعيد اللي المناطق دي ضاقت عليهم مهم وهيعمل تجمعات عمرانية مستدامة في المنطقة المهمة لأمن مصر القومي في سيناء، مع تجنب استيراد نماذج التنمية غير الناجحة في الريف والاعتراف بخصوصية المكان.
– بعد الاستثمار الكبير في توفير المياه النضيفة للمنطقة لو الموضوع رسي على مستثمر خليجي أو مصري كبير ياخد مساحات كبيرة من الأرض ويزرعها بمحاصيل مش محتاجنها في مصر، ويستخدم المياه اللي بقت موجودة بفضل استثمارات اتدفعت من ضرائب المصريين هيبقي إعادة إنتاج لنماذج استصلاح زراعي غير ناجحة زي توشكى والعوينات وغيرها، ودا منتمنهوش بالمرة.
– بشكل عام الزراعة في مصر محتاجة اهتمام أكبر من الدولة مش بس في ملف المياه، واللي بنشوف فيه تقدم كبير سواء في مشروع تبطين الترع أو غيره، لكن كمان محتاجين دعم صغار ومتوسطي الفلاحين لتحقيق أمن غذائي مستدام في مصر.
– وكمان محتاجين دعم مدخلات الإنتاج من قبل الدولة، والاستثمار المكثف في تطوير البذور والأسمدة وحل مشكلات متراكمة للفلاحين وكل الإصلاحات اللي المفترض يكون هدفها صغار ومتوسطي الملكية هتعمل طفرة كبيرة في الزراعة في مصر.
– سيناء وخاصة المنطقة اللي حوالين العريش وبئر العبد واللي فيها مشروع بحر البقر ده عندها إمكانيات كبيرة أنها على الأقل تزرع من نص مليون فدان – لمليون فدان وتنقل هناك على الأقل كتلة سكانية كبيرة من الدلتا والصعيد مع الوقت، مع عدم إهمال المجتمعات المحلية اللي هي عصب المنطقة بالأساس.
– كل الشكر والتقدير للمجهودات اللي بتعملها الدولة في ملف المياه، لكن لسه الطريق طويل ولسه في حاجات كثيرة لازم تتعمل وأخطاء كثير حصلت في مشاريع سابقة لازم يتم تجنبها في المشروعات الجديدة.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *