– صفحة الموقف المصري بتهني الصحفية المصرية ماجي ميشيل بفوزها بجايزة أوليفر جراملينج (Oliver Gramling) وهي الجايزة السنوية الأهم اللي بتقدمها وكالة أسوشيتيد برس، عن مجمل شغلها الصحفي عن حرب اليمن، وأشهر انجازاتها كان تحقيقها الصحفي عن سجون الإمارات السرية في اليمن.
– ماجي ميشيل هي صحفية مصرية، بتشتغل مراسلة لوكالة أسوشيتيد برس من 15 سنة، اشتغلت فيهم على تغطية النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط من العراق، ليبيا، اليمن، وصولاً إلى سيناء، وده شيء صعب جداً ومليان بالمخاطر، وبعض الصحفيين فقدوا حياتهم بسبب الشغل في أماكن زي دي.
*****
ايه قصة التحقيق ده؟
– من 3 سنين مع بداية الحرب في اليمن ماجي قادت فريق صحفي للوكالة لتغطية الحرب الدموية هناك والكشف عن الانتهاكات بحق المدنيين اللي بيعملها كل أطراف الحرب سواء التحالف العربي (الامارات والسعودية) أو الحوثيين.
– تغطية فريق أسوشيتد برس للحرب في اليمن كان ليها دور كبير في كشف فظائع الحرب دي، وتأثيرها المباشر علي الشعب اليمني اللي أصبح كل يوم بيواجه مأساة القتل والمجاعة والمرض.
– أشهر تحقيقات ماجي كان عن وجود سجون اماراتية سرية في جنوب اليمن، وتعرض الضحايا للاختفاء القسري والتعذيب والانتهاكات الجنسية، لكن الإمارات نفت على لسان وزير خارجيتها أنور قرقاش. هتلاقوا لينك التحقيق في أول كومنت.
– التحقيق اتنشر في يونيو 2017، وكشف وجود 18 سجن تديرها الإمارات، وخرائط تفصيلية لأماكن السجون دي، وان الضحايا مش بس المشتبه في علاقتهم بالقاعدة، لكن شملت معارضين التحالف العربي في عدن، سواء كانوا عسكريين السابقين، أو نشطاء مجتمع مدني، أو حتى ممثلين، خاصة إن الامارات تدعم “المجلس الانتقالي الجنوبي” اللي هدفه الانفصال إلى دولة اليمن الجنوبي المستقلة وده ضد رغبة السعودية أو الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي.
– ماجي نجحت انها تحصل علي كشوفات بأسماء المعتقلين في أحد السجون دي، وهو سجن الريان في مدينة المكلا، وشهادات موثقة من معتلقين سابقين في السجن عن التعذيب ضد المعتقلين.
– طبعاَ موضوع زي ده اتنشر في واحدة من أكبر وكالات الأنباء العالمية خلى الرأي العام العالمي يثور على الإمارات، وبعد أيام من ضغط من الخارجية الأمريكية اللي نفت تورطها في التعذيب أو علاقتها بيه، أفرجت الإمارات عن 26 من الأسماء كان من ضمنهم الممثل الكوميدي اليمني ناصر الأنباري اللي تم احتجازه في السجن لمدة سنة بدون توجيه أي تهم!
وبكده بشكل مباشر الصحفية ماجي أنقذت حياة الناس دي، فضلاً عن كل اللي انقذتهم بشكل غير مباشر.
– ميشيل كمان اشتغلت علي تحقيقات وتقارير لتغطية المجاعة في اليمن وأثرها على الأطفال، وتزايد معدلات زواج الأطفال، ومؤخراً ماجي شاركت في تحقيق مهم عن اتفاقات حصلت بين التحالف العربي وتنظيم القاعدة للمساعدة بمواجهة الحوثيين، وانسحاب القاعدة من أماكن مقابل دفع فلوس .. كل الشغل ده كان له دور كبير في جذب انتباه العالم للي بيحصل في اليمن.
– الجايزة الأخيرة من وقف باسم المدير التنفيذي السابق للوكالة “اوليفر جراملينج” وبيتم تحديد الفائزين سنوياً من لجنة فيها خبراء دوليين بالصحافة والإعلام، وقيمتها المالية 10 آلاف دولار لكن قيمتها المعنوية أكبر بكتير.
– دي مش هي الجائزة العالمية الأولي لماجي ميشيل، سبق ليها الفوز بجائزة أفضل تغطية صحفية دولية في 2017 من نادي الصحافة العالمية OPC في نيويورك عن تحقيق السجون السرية للإمارات في اليمن.
– اللجنة اللي قررت منح الجايزة دي قالت ان ماجي اخذت مخاطر شخصية كبيرة مع زميلها لتصوير الفيديو الذي تقشعر له الأبدان، وقدمت خرائط توضيحية ورسوم بيانية بجانب الفديو لتوثيق الحدث.
*****
– القصة دي تخلينا نفكر أكتر عن دور الصحافة، وعن وضعها في بلدنا حاليا، ليه مفيش صحافة تكشف حقائق جديدة عن مواضيع حساسة في أي جهات خاصة أو حكومية؟ ليه الصحافة اتحولت مع الوقت لصحافة بيانات وبس؟
– الاجابة علي الأسئلة دي بالطبع مش في إيد الصحفيين اللي بيتعرضوا للاعتقال أو للفصل مجرد ما بيفكروا بس يشتغلوا بجد، وحتى مش في إيد المواقع الصحفية المستقلة اللي بتتحجب وعلى رأسها موقع “مدى مصر” أحد الأماكن النادرة اللي بتقدم صحافة استقصائية مميزة حاليا، ونشرنا مؤخرا تحقيق شركة المخابرات لاستيراد الغاز الاسرائيلي .. الاجابة هي في إيد السلطة والأجهزة اللي استحوذت على القنوات والصحف وبقت تختار وترفد مذيعين وتحط سياسة تحريرية بالكلمة .. وده اللي بيخلينا نشوف اللي حصل امبارح انه بعد الهجوم الارهابي القنوات والجرايد تفضل ساكتة بالساعات في انتظار تعليمات الأمن قبل ما تنشر نفس النص تقريبا بدون أي إضافة مستقلة!
– وده طبعاً متماشي مع ترحيل صحفيين أجانب زي بل ترو مراسلة جريدة التايمز الأمريكية، ومنع دخول مراسل جريدة لاكروا الفرنسية مصر بدون إبداء أسباب.
– ماجي ميشيل، حسام بهجت، خالد البلشي، هشام علام، وغيرهم من الصحفيين المصريين اللي اتكرموا بجوائز عالمية هما دليل واضح على أنه المشكلة مش في الصحفيين لكن المشكلة في حرب السلطة ضد حرية الصحافة بدعاوى حماية الأمن القومي والحفاظ على الاستقرار والدولة! مع ان مفيش شيء بيحمي استقرار أي بلد أكتر من الحقيقة وبالحرية والعدالة.
*****