– خلال الأسبوعين اللي فاتوا حصل انتشار كبير لحالات كورونا في محافظة سوهاج، لدرجة إن نقيب أطباء سوهاج الدكتور محمد فهمي منصور قال إن مفيش أسرة في المحافظة مفيش فيها إصابة، وقال لوكالة اسوشيتيد برس الأمريكية اللي عملت تقرير مخصص للوضع في سوهاج إن 5 أطباء اتوفوا خلال أسبوع واحد في المحافظة.
– نقيب أطباء سوهاج طالب المحافظ بحظر تجول، واتفق معاه رئيس جامعة سوهاج اللي كتب “ليس عيبًا ولا جريمة أن نعترف بزيادة الحالات المصابة بفيروس كورونا في سوهاج، فالاعتراف بالوضع الحقيقي بالمحافظة يدعونا إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية”
– وعلى الصعيد العام أعلن مجلس الوزراء قرارات وقائية لمدة أسبوعين، لمواجهة الزيادة في إصابات كورونا، وهتجتمع لجنة إدارة أزمة كورونا لإعادة النظر فيها بعدها.
– اللي حصل في سوهاج سلط الضوء على شدة الموجة الثالثة من الوباء واللي بدأت بحسب الأطباء من منتصف أبريل ومن المتوقع أنه تكون ذروتها في نهاية شهر رمضان وعيد الفطر بسبب التجمعات والطبيعة الاجتماعية للمناسبات دي.
– النهاردة هنشوف إيه اللي حصل في سوهاج؟ إيه وجه التقصير؟ وإيه اللي ممكن تقوله إصابات سوهاج عن وضع الوباء في الريف بره القاهرة؟ وهل القرارات الأخيرة على الصعيد العام كافية؟
*****
إيه اللي بيحصل في سوهاج؟
– سوهاج في بداية الوباء وبحسب الأرقام الرسمية كانت من أقل المحافظات في الإصابات لحد شهر فبراير ومارس اللي فات بدأت الإصابات تزيد.
– سوهاج دلوقتي متصدرة قائمة المحافظات الأعلى إصابة بكورونا، ضمن الموجة الجديدة لانتشار الفيروس، لأن بحسب الأرقام اللي بتعلنها الوزارة المحافظة بقت بتسجل يوميا ما لا يقل عن 150 حالة إصابة، وسط ارتفاع ملحوظ في حالات الوفاة.
– الناس بدأت تكتب على وسائل التواصل، وبحسب مقابلات عملها موقع مدى مصر مع أطباء وأشخاص من المحافظة شغالين في مستشفيات حكومية وخاصة فالأعداد دي تقريبا 3 أضعاف الموجة الأولى من كورونا.
– عدد مرضي كورونا في سوهاج من بداية الوباء لحد دلوقتي بحسب الأرقام الرسمية اللي فيه شكوك كبيرة حواليها لأنه مفيش تحاليل على نطاق واسع هو 7 آلاف حالة من إجمالي 5 مليون نسمة عدد سكان المحافظة، ودا لأنه لو معملتش مسحة أو مدخلتش مستشفى بسبب تدهور الحالة تعتبر قدام الحكومة غير مصاب.
– وزيرة الصحة كانت قالت في 24 أبريل في ظل الغضب اللي موجود على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تفاقم الوضع الوبائي في المحافظة أنه الوضع مش سيء زي ما بيروج بعض الناس.
– والحقيقة أنه كل الدلائل بتشير أنه الوضع كارثي، يكفي أننا نعرف أنه في خلال أسبوعين بس مات 8 أطباء في محافظة سوهاج ودي نسبة عالية جدا.
– ممكن نشوف مدى سوء الوضع أيضا من الإجراءات اللي خدتها الحكومة، فمثلا في 17 مستشفي عزل المخصصة لكورونا في المحافظة رفعت الحكومة عدد الأسرّة الداخلية المخصصة لكورونا من 441 سرير لـ 883، وزودت عدد أسرة الرعاية من 86 لـ 166، وأجهزة التنفس من 40 لـ 60، وده طبعا بعد المناشدات والكلام عن الموضوع في الإعلام وأعضاء مجلس الشعب وغيرهم يعني.
– وده يقولنا أنه الوضع كان فعلا شديد السوء ومش مجرد زيادة طفيفة زي ما الوزيرة قالت في 24 أبريل في مؤتمر صحفي.
*****
هل الحكومة قصرت؟
– الحقيقة في ظل الأوضاع الوبائية اللي بتحصل في العالم دلوقتي، وتحديدا في دول زي الهند اللي شهدت سلالة جديدة من الفيروس فيها معدلات وفيات مرتفعة جدا، وفي احتمالات بتقول معدلات الوفيات المرتفعة في سوهاج قد تكون سلالة جديدة من الفيروس.
– إحنا مش بنقول إنه ده شيء علمي لأنه إثبات أنه الفيروس اللي في سوهاج دلوقتي هو تحور لكورونا بسبب معدلات الوفيات المرتفعة ده كلام محتاج يتم إثباته علميا، وده دور وزارة الصحة اللي لسه مطلعتش أي بيان رسمي عن سبب معدلات الوفيات العالية.
– تفسير الوزارة المتكرر للمعدلات العالية للوفيات هو أنه الناس بتروح المستشفيات متأخر بعد ما يكون الفيروس تمكن منها أكثر، وده ممكن يكون تفسير حقيقي فعلا وبيكشف قد إيه الدولة لم تبذل المجهود الكافي في التوعية بأخطار الفيروس في مصر بشكل عام وفي الأقاليم بشكل خاص.
– ممكن كمان تكون معدلات الوفيات العالية لأننا فعلا مبنسجلش كل المصابين وده من بداية الوباء في مصر مشكلة واضحة، والمسحات أقل ما يمكن وتسجيل الإصابات دائما في مصر كان قليل رغم أنه الوضع الوبائي على الكرة الأرضية بيقول العكس بالتالي معدلات الوفيات بتكون أعلى.
– استجابة الحكومة ممثلة في وزارة الصحة جت متأخرة لأزمة سوهاج، في مشكلة كبيرة أصلا أنه الوزارة تعرف أنه الإصابات بتزيد بعد ما الناس تكتب على السوشيال ميديا، المفترض أنه إدارة أزمة كورونا جزء كبير منها إدارة إحصائية تقدر تشوف وتتنبأ بالأنماط بتاعة الإصابة على الأقل في كل محافظة وتتوقع هيجصل الذروة إمتى في كل محافظة وبالتالي تتصرف بشكل مبكر في السيطرة على الإصابات.
– وطبعا التقصير الأهم والواضح هو عدم فرض الحكومة حظر تجوال في سوهاج وعزل كامل للمحافظة بالعكس مع زيادة الإصابات استمرت الحياة عادية يعني في كل المحافظة، دول كتير لما بيحصل تفشي للوباء وبتبقى في بؤر وبائية واضحة بتقوم بتطبيق عزل كامل للمكان.
– دا ناهيك عن إن نقيب أطباء سوهاج، محمود فهمي طالب الدولة بفرض حظر تجوال كلي على سوهاج لمواجهة تفشي المرض قبل فوات الأوان، المناشدة دي حصلت بعد ساعات من إعلان النقابة العامة وفاة 5 أطباء بالفيروس، أربعة منهم أعمارهم تتراوح ما بين 32 إلى 36 سنة خلال 3 أيام بس.
– وحتى مع محاولة الوزارة الاستجابة مثلا بزيادة عدد الأسرة المخصصة لكورونا وأسرة الرعايا وغيرها لكن الاستجابة كانت متأخرة، وكانت حتى غير كافية بحسب طارق منصور عضو مجلس نقابة الأطباء في سوهاج واللي يعتقد أنه حتى بعد زيادة عدد السراير ما زالت أقل من المطلوب بـ 10 % على الأقل، وغرف العناية أقل بـ50 %.
*****
نشوف إيه من كل ده؟
– مش المطلوب أبدا إن حد يثير حالة ذعر وهلع بين الناس بدون معلومات صحيحة، لكن الواقع بيقول إن كلنا لازم نقلق مش عشان بس اللي بيحصل في سوهاج لكن عشان اللي بيحصل حوالينا في كل مكان، وإحنا في مصر مش استثناء بأي حال.
– اللي حصل في سوهاج مرشح يحصل في محافظات تانية، قنا على سبيل المثال شهدت زيادة في أعداد الإصابات في النص الأول من أبريل وبعدين استقرت الأعداد.
– بالتالي لازم يكون في توعية خاصة في المناطق الريفية بالموجة الثالثة للفيروس، لازم يكون في الفترة القادمة حظر تجول تفرضه الحكومة في بؤر التفشي وحتى ولو جزئيا في ساعات الليل لتقليل الاجتماعات العائلية والتجمعات اللي بتحصل في رمضان ومرشح أنها تزيد في العيد.
– والإجراءات الصادرة عن مجلس الوزراء على المستوى العام متأخرة شوية وكان المفروض على الأقل من بداية رمضان واللي منها تحديدا غلق المحال والمولات والمقاهي والكافيهات والسينمات والمسارح من التاسعة مساء، وكمان حظر الاجتماعات أو المؤتمرات أو الاحتفالات الفنية اللي بتقام في المنشآت.
– الإجراءات دي إصدارها مش كفاية وفقط، دور الدولة تتابع تنفيذها في ظل حالات التراخي اللي بنشوفها في الشوارع والتجمعات غير المبررة بالمرة، والإجراءات دي لازم يكون أضعافها في المحافظات اللي زي سوهاج وغيرها، وكمان تتفعل الإجراءات العقابية للمخالفين للتباعد الاجتماعي في البؤر دي، لأن فيه حالة قتل صامت بالنوع دا من السلوك والتجمعات.
– بجانب الإجراءات الاحترازية، مصر محتاجة تسرع من خطة التلقيح الخاصة بكورونا، نظام التسجيل فيه مشاكل لأنه بيخلي كبار السن والأميين واللي مش بيعرفوا يتعاملوا مع التكنولوجيا غير قادرين على التسجيل.
– ممثلة محافظات الصعيد داخل مجلس النقابة العامة للأطباء، إيمان سلامة قالت لموقع مدى مصر إن فيه عدد كبير من الأطباء في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بمحافظة سوهاج محصلوش على التطعيم رغم تسجيلهم لبياناتهم على موقع اللقاحات من أكتر من شهر، واشتكت من محدودية عدد المراكز المخصصة لتلقيح المواطنين بالمحافظة.
– بالتالي الأولى في حالة مصر إننا لازم ننتهي من تلقيح القطاع الطبي في أسرع وقت ممكن، ثم أ يكون في حملات تلقيح قائمة على السن، ويتم إرسال أطباء وممرضات لتقليح الناس في البيوت وحملات متنقلة للقاح في المنازل وخاصة في المناطق الريفية اللي نسبة الوعي بالمرض فيها منخفضة جدا، وبالتالي من المتوقع أنه يكون معدل الوفيات فيها أعلى من الأرقام المعلنة.
– ملف التعامل مع اللقاحات في كورونا مليان نقاط سلبية، ومفيش آلية سريعة لتقويم الأداء ده عشان “المصلحة العامة”، ويمكن الأسوأ من ده كله هو حالة اللامبالاة اللي بتزودها الحكومة عند المواطنين، بغياب حملات التوعية بأهمية اللقاح سواء في إعلانات تلفزيونية أو في الجرايد أو عن طريق المساجد والكنايس وغيرها، وده اللي مخلي ناس كتير غير مهتمة بموضوع اللقاح ده من أصله ومستمرين في التجمعات الكبيرة رغم عودة الحالات والوفيات للتصاعد.
– ولحد ما يحصل إصلاح للمنظومة دي واللي محدش يعرفله معاد بكل أسف مش هينفع الوضع المجتمعي يستمر بالصورة دي، ابدأ بنفسك وقرايبك وأصحابك، حاول تتجنب التجمعات اللي ملهاش داعي، والتزموا بالإجراءات الاحترازية وفي مقدمتها لبس الكمامة والبعد عن التجمعات بأماكن مغلقة، وسجلوا في موقع وزارة الصحة لتلقي اللقاح، وحاول كمان تسجل للي حواليك من غير القادرين على التعامل مع التكنولوجيا أو اللي مش عارفين بمعلومة التسجيل أصلا.
– احمي نفسك واحمي أهلك، وربنا يحفظنا جميعاً من الوباء اللعين ده.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *