– يوم 28 يناير هو اليوم الفارق في تاريخ الثورة المصرية، هو اليوم اللي تحولت فيه مظاهرات مجموعة من النشطاء والحركات السياسية لمظاهرات شعبية شارك فيها كل فئات الشعب المصري بعد صلاة الجمعة.
– الثورة المصرية كان بقالها 3 أيام بتشهد تجمعات في ميدان التحرير، وعدد آخر من الميادين مع حصار من قوات الشرطة.
– في فجر يوم 28 يناير بدأت حملة اعتقالات من أمن الدولة لمجموعة من النشطاء اللي دعوا للمظاهرات، وعدد من القيادات السياسية.
– في بداية اليوم دا أصدرت وزارة الاتصالات أمر بوقف خدمة الإنترنت والاتصالات عبر الهواتف المحمولة في جميع أنحاء الجمهورية.
– بعد الجمعة تقريبا بدأت الاشتباكات بين قوات الأمن وبين المتظاهرين السلميين في أكثر من ميدان في القاهرة، في رمسيس وعلى كوبري قصر النيل وفي أماكن تانية، وطبعا في محافظات تانية كثيرة أهمها الإسكندرية والسويس اللي سقط فيها أول شهيد للثورة المصرية مصطفى رجب محمود يوم 25 يناير.
– بالتأكيد كل المصريين فاكرين مشهد كوبري قصر النيل، لما طوفان المتظاهرين كانوا بيحاولوا العبور إلى ميدان التحرير، والمشهد دا انتهى بانتصار المتظاهرين وانسحاب الشرطة ودخول الميدان.
– بعد اللي حصل دا كله نقدر نقول إن عنوان اليوم كان “الشعب ركب”، ودي الكلمة اللي جت من أحد مجندي الأمن المركزي ووردت في تسجيل صوتي لقوات الشرطة في نهاية اليوم.
– في اليوم ده تم حرق مقرات الحزب الوطني في التحرير، وفي دمياط وفي كوم أمبو في أسوان، وتم الاستيلاء على عدد من المباني الحكومية بعد الاشتباكات مع قوات الشرطة اللي استخدمت الرصاص الحي في قمع المتظاهرين.
– الاشتباكات بين قوات الأمن المسلحة وبين المتظاهرين استمرت طول اليوم وبعد المغرب في كل المحافظات اللي كان فيها تظاهرات لحد ما أعلن التليفزيون أنه الرئيس المخلوع مبارك هيقول خطابه الأول منذ بداية الثورة.
– في الخطاب أعلن مبارك إقالة حكومة نظيف وتعيين أحمد شفيق، لكن كان الوقت فات على كل التنازلات دي، والمتظاهرين أعلنوا بوضوح إن الهدف الأساسي خلع مبارك ونظامه.
– انسحبت الشرطة من الشوارع بعد فشلها في قمع المظاهرات، ونزلت مدرعات الجيش وتم إعلان حظر التجوال في مصر كلها.
– يوم جمعة الغضب كان أكثر أيام الثورة دموية، ده وبسبب القمع العنيف للشرطة واللي سقط فيه حوالي 664 شهيد من الـ 1075 اللي سقطوا في الـ18 يوم بتوع الثورة، يعني 62 % من إجمالي الشهداء في فترة الثورة الـ18 يوم.
****
– محاولة تذكر أحداث الثورة كل سنة هي فرض على كل مصري، وخاصة كل مصري من الجيل اللي شارك أو تقاطع مع الثورة ومطالبها وهما كثير من اللي كانوا بيحلموا بعيش حرية وعدالة اجتماعية حتى لو مشاركوش بأجسادهم في المظاهرات.
– يناير 2011 هي الحدث الأهم في تاريخ البلد دي في السنوات الأخيرة واللي تأسست عليها فكرة ما زالت مرعبة رغم كل شيء ورغم كل الظروف لأي سلطة في مصر وهو أنه بإمكان الشعب ده يغير الحاكم بتاعه.
– قبل يناير المصريين شافوا ثورات كثيرة نزلوا فيها في الشوارع بشكل مشابه ليناير، وحصلت اشتباكات مع الشرطة بشكل مشابه ليناير، في 1919 حصلت مع الإنجليز، وفي 1977 في انتفاضة الخبز وفي 1986 في أحداث الأمن المركزي، وفي 2003 بعد غزو العراق، وفي 2008 في إضراب 6 إبريل في المحلة، المصريين بينزلوا الشارع وبيطالبوا بحقوقهم دائما، وطبعا في 2011 وفي 2013 وفي 2019.
– متصدقش أي حد يكلمك عن مؤامرات وينكر كل تاريخ المصريين دا، لأن اللي حصل في يناير مكنش استثناء بالعكس دا شيء حاضر في الاجتماع المصري من زمان.
– كل اللي نزلوا دول مصريين، عددهم كثير أو قليل في النهاية هما مصريين، نجحوا في تحقيق مطالبهم أو تم اختطاف مطالبهم لاحقا، في النهاية المشترك بينهم أنهم مصريين كانوا عايزين مستقبل أفضل ليهم وأولادهم وبلد أفضل ودولة ديمقراطية فيها بيتحقق أدنى متطلبات العيش الكريم في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
– بعد 100 سنة من دلوقتي هتفضل يناير في ذاكرة الناس، وهيقرأ أحفادنا وأحفاد أحفادنا عن الثورة زي ما إحنا قرينا عن 1919 وعن عرابي وعن 1952، مفيش حد هينجح يشوه حدث حضره الملايين من البشر.
– كل المجد لشهداء مصر في جمعة الغضب وفي كل أحداث ثورة يناير، وفي المستقبل لما نوصل لحلمنا في بلد ديمقراطي وفيه حرية وعدالة اجتماعية هنفتكرهم بشكل أفضل وأسمائهم هتتخلد في تاريخ البلد دي.
– اكتبوا تحت هاشتاج #افتكر_يناير وفي التعليقات ذكرياتكم مع جمعة الغضب اللي كانت بشكل كبير مفصلية في تاريخ ثورة يناير.
****