– خلال اليومين اللي فاتوا السوشيال ميديا المصرية كانت مقلوبة عشان تصريحات عمرو أديب في برنامج الحكاية، واللي هي فيها انتقاد للنادي الأهلي بسبب تهنئة محمد أبو تريكة لاعب الفريق السابق وواحد من أساطير الكرة في مصر والنادي الأهلي بعيد ميلاده.

– الحقيقة الموضوع نفسه عادي، وفي أي حتة في العالم كان هيعدي كخبر عادي جدا، نادي يهنئ لاعب سابق بعيد ميلاده بشكل بروتوكولي بحت زي ما بيحصل كل يوم على صفحة الأهلي مع لاعبين آخرين، لكن بسبب المجال السياسي المغلق بنشوف أعراض جانبية للأمر دا في برامج التوك شو اللي بتحاول تعرض كل غريب مريب وتعمل من الحبة قبة بالبلدي, لأنه مفيش سياسة أو حاجة يتكلموا فيها.

– الحقيقة إن حدث شخصي (زي عيد ميلاد) لاعب كرة سابق ميستحقش كل هذه الضجة والنقاش والقيل والقال، لكن اللي حصل إن فيه إصرار على جر الناس لاحتراب وخلاف وتعصب بلا أي داعي ولا أي معنى، لذلك قررنا نتكلم معاكم شوية في الموضوع.

– ليه اللي قاله عمرو أديب في موضوع أبو تريكة كذب؟ وازاي بنقرأ حملة زي دي على أبوتريكة من عمرو أديب وسابقا من إعلاميين تانيين؟ ودا ممكن يعمل إيه في المجتمع؟

*****

ليه عمرو أديب بيكذب؟

– في خلال حملته على أبو تريكة وتهنئة النادي الأهلي عمرو أديب قال “يا جماعة ده راجل –يقصد أبو تريكة- عمره ما عزا في ضابط مات، ولادنا كلهم اتقتلوا عمره ما عزا في ضابط مات ولا عسكري”.
– الحقيقة ده كلام كذب صرف، لأنه أبو تريكة كتب على صفحته الرسمية أكثر من مرة تعزية بعد أكثر من حادث إرهابي، في أبريل 2020 بعد حادثة بئر العبد كتب على صفحته الرسمية على فيسبوك “شهادة في سبيل الوطن خلود في الجنان وفي القلوب والعقول.. رحم الله شهداء مصر في مدينة بئر العبد واسكنهم فسيح جناته وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ومكروه”.
– كتب أبو تريكة في يونيو 2019 تعزية في ضباط الشرطة اللي استشهدوا في العيد، وكتب في 2017 أكثر من تعزية منهم تعزية في الـ300 شهيد اللي ماتوا في مسجد الروضة في سيناء، وكتب بعد تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا في 2017 على تويتر “خالص عزائي للشعب المصري ولأهالي ضحايا كنيسة مارجرجس، وتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين وحفظ الله مصر وأهلها وأدام علينا التسامح والسلام”.
– وغير ده كتب أكثر من تعزية للشهداء اللي بيسقطوا جراء العمليات الإرهابية بالتالي عمرو أديب كاذب بدون أي تورية.
– والحقيقة إنه وقتها لما كان أبو تريكة بيكتب التعزيات دي كان بيتهاجم برضه من بعض الإعلاميين بحجج غريبة، فطول الوقت كتب أو مكتبش هو مستهدف بحملات من وقت لآخر.
– الجزء التاني من حملة عمرو أديب هو الكلام بتاع أنه معندوش مشكلة الجماهير أو أعضاء النادي الأهلي تهنئ أبو تريكة بعيد ميلاده، لكن النادي الأهلي المملوك للدولة إزاي يهنئ لاعب على قوائم الإرهاب بعيد ميلاده.
– الحقيقة يعني قصة أبو تريكة مع قانون الإرهاب نفسها فيها مشاكل كثيرة، لأنه أبو تريكة لحد دلوقتي لم يصدر ضده أي حكم إدانة مباشر في قضايا تتعلق بالإرهاب.
– القضية اللي أبوتريكة مدرج بسببها على قوائم الإرهاب، وبالتالي صودرت ممتلكاته في مصر واتمنع من تجديد جواز سفره من السفارة المصرية في الدوحة هي قضية اسم أبو تريكة فيها ضمن أشخاص آخرين.
– دي القضية رقم 653 لسنة 2014 حصر أمن دولة عليا، والقضية رقم 620 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، بتهمة تمويل جماعة الإخوان المحظورة عبر شركة سياحة يمتلكها مع آخرين.
– وبالتالي مفيش حكم قضائي في القضية دي لحد دلوقتي، بمعني أنه أبوتريكة محطوط على قوائم الإرهاب فقط في انتظار انتهاء مدة القائمة دي بعد خمس سنين، وطبعا إحنا كلنا عارفين القوائم دي اتعملت إزاي ومين اللي فيها.
– ولكن قانونياً الإدراج على قوائم الإرهاب بيكون لمدة لا تجاوز 5 سنوات، بدأت بالنسبة لأبو تريكة في 2018، وبالتالي تنتهي في 2023.
– إذا انقضت مدة الإدراج دون صدور حكم نهائي، يجب على النيابة العامة إعادة العرض على الدائرة المشار إليها للنظر في مد الإدراج لمدة أخرى، وإلا وجب رفع اسم الشخص من القائمة من تاريخ انقضاء تلك المدة.
– وللنائب العام خلال مدة الإدراج، في ضوء ما يبديه من مبررات، أن يطلب من دائرة الجنايات التي تنظر الأمر برفع اسم الشخص المدرج على قوائم الإرهابيين.
– الجزء الثالث والمهم وهو التعامل مع النادي الأهلي على أنه كده بيقف ضد الشعب المصري، وده في خلط غريب جدا ومتعمد ومتكرر من جانب عمرو أديب وغيره من الإعلاميين وهو التعامل مع مؤسسات أهلية زي الأندية اللي فيها جمعية عمومية وانتخابات وبتاخد أموال عامة على أنها ملك للدولة (بمعنى النظام السياسي هنا) مش ملك للشعب.
– النادي الأهلي مؤسسة عامة أهلية بيمول جزء من إيراداته من فلوس دافعي الضرائب المصريين، مش ملك للنظام السياسي الحاكم، وكذلك نادي الزمالك وغيرها من الأندية العامة، وبالتالي من حق النادي الأهلي أو الزمالك أو غيره أنه يكون عنده حقوق سياسية كمؤسسة منها أنه يختلف مع سياسة الدولة عادي يعني، زي من حق أي مؤسسة عامة في العالم أنها تختلف مع توجهات النظام السياسي الحاكم في الوقت ده، وزي ما من حق أي وزير أو مسئول أنه يختلف في أشياء مع الرئيس أو السياسة العامة الحاكمة.
– ناهيك عن إنه قانوناً مفيش أي مادة ولا لائحة ولا نص بتمنع النادي الأهلي من تهنئة لاعب سابق عنده، حتى لو موجود في خضم مشكلة “سياسية بالأساس”.
*****

نشوف إيه من كل ده؟

– بعد سنوات مستمرة من هجوم إعلام النظام الموجه على أبو تريكة، الحقيقة احنا مش قادرين نفهم إيه كم الترصد ده، مشكلة أبو تريكة تحديدا في رأينا مع النظام الحالي أنه مش عايز يقدم فروض الولاء والطاعة فقط لا غير، أبو تريكة من زمان وتحديدا بعد حادثة بورسعيد كان له مواقف إيجابية مع أهالي الشهداء وكان رافض للي حصل في رابعة زي كتير من المصريين ما رافضين اللي حصل في رابعة، حتى لو مش موافقين على السياق السياسي وليهم ملاحظات، لكن كتير تعاطفوا إنسانياً، هل مطلوب نعدم كل اللي اتعاطفوا إنسانياً؟ ولا عمرو أديب عاوز ايه بالظبط.
– أبو تريكة شخص صدر نفسه للمجال العام في مواقف رياضية وغير رياضية، بالتالي طبيعي يكون الآراء تجاه مواقفه مختلفة بين مؤيد أو معارض، لكن دا مش سبب أبداً للكذب والتزييف ولي عنق الحقائق عشان تشوه لاعب كرة الناس بتحبه وانتا مختلف معاه.
– حتى عمرو أديب واللي زيه مش سايبين القضاء والقانون ياخد مجراه مع أبو تريكة، وشغالين دلوقتي وصم وتخوين بدون أي داعي، وإلصاق تهم مختلقة، وعاوزين كل حتة في البلد تعوم على عومهم.
– تاني دا ملوش دعوة إنك تحب أو تكره أبو تريكة أو إنك أهلاوي أو زملكاوي، دي حاجة اسمها الإنصاف وشرف الخصومة، بعيدا عن تقييمك الشخصي لمواقف أبو تريكة سواء سياسية أو غيره، زي ما هو حر إنه ياخد المواقف دي، غيره حر إنه ينتقده، لكن مش بالكذب والتشويه.
– على المستوى الإنساني أبو تريكة ورغم كل الهجوم ده ما زال شخص متواضع لا بيهاجم بلده، بل بالعكس بينتهز أقل فرصه عشان يعبر على أنه قد ايه نفسه يرجع مصر ولكنه مغصوب على البقاء بره.
– وحتى بعيدا عن كل اللي فات ده، وبغض النظر عن شخص أبو تريكة الموضوع نفسه لا يحتاج لهذا التشنج يعني من قبل عمرو أديب، واللي بيتشنج كثير الفترة اللي فاتت بفعل يعني أكل العيش، واللي كان أخرها مثلا الهجوم على جورج قرداحي، لأنه قال على حرب اليمن حرب غير إنسانية يجب أن تتوقف، وعمرو ساعتها – اللي هو شغال في قناة سعودية بأعلى أجر لمذيع عربي– كان بيقول لجورج قرداحي أنه لحم كتافه من خير السعودية فإزاي يعني يهاجمها.
– تهنئة س أو ص بعيد ميلاده حاجة مش مستاهلة ومش محتاجة موقف سياسي ولا إثبات ولاءات يا أستاذ عمرو، وده لأنه في النهاية يعني أبو تريكة ده مكنش شايل سلاح وبيقتل في الناس في ميادين الحرب.
– اللي بيعمله عمرو أديب واللي زيه مش خطورته بس على شخص أبو تريكة، بالعكس دول بيستهدفوا إشعال حرب في المجتمع طول الوقت، دائما البحث عن صراع وعدو مختلق، وآخر لازم نهاجمه ونغتاله معنوياً.
– التحريض على انقسام المجتمع لفريقين دي جريمة سواء عمرو أديب مدرك ذلك أو مش مدرك، وممكن جداً يجي اليوم اللي عمل كده يتحاسب.
– شايفين دائما شكاوى من التعصب الكروي، وضرورة اتخاذ إجراءات ضد اللي بيثيروا الأمر، وبنشوف اللي بيعمله عمرو أديب دا تعصب وتطرف ملوش أي داعي، ولا هيثبت إنه أكثر وطنية من غيره، لأن دي بلدنا كلنا، اللي المفروض القانون هو اللي فوق الجميع، مش أهواء ولا توجهات مذيع أو سلطة.
– الاستثمار في الانقسام المجتمعي دا شيء مضر على أي مدى متوسط أو بعيد، وبيولد حقد وكراهية بيصعب معاها أي مبادرات للإصلاح أو لم الشمل، وكل اللي بينفخ في النار لما تقرب تهدى مسئول عن تبعات دا بشكل واضح وصريح.
*****
– قصة عمرو أديب والتشنج المختلق اللي عمله على حدث عادي يعني بيرجعنا لأهمية النظر في قوانين اتحطت في السنوات الأخيرة وفي مشكلة حقيقية متعلقة بيها زي قانون الإرهاب.
– المشكلة أنه من غير حكم نهائي من محكمة بضلوع س أو ص في تمويل أو دعم الإرهاب أو المشاركة في عمليات إرهابية بيتمنع ناس من ممارسة حقوقهم الأساسية كمواطنين مصريين، زي المنع من السفر، وقوائم ترقب الوصول، ومصادرة أموال، وعدم تجديد جواز السفر، والمنع من أبسط الحقوق لمجرد الخلاف السياسي مع النظام.
– قوائم الإرهاب في مصر حاليا عليها ما يقرب من 6000 شخص منهم ناس ملهاش أي علاقات بالإخوان تنظيميا بل كانوا من أشد معارضيهم زي زياد العليمي ورامي شعث وحسام مؤنس وغيرهم كثير من معارضيين مدنيين للنظام، وفي رجال أعمال زي صفوان ثابت، وناس زي د عبدالمنعم أبو الفتوح وغيرهم كثير جدا.
– بالتالي اللي بيحصل مع أبوتريكة قد يكون شيء يفتح وعي المصريين على أنه الإدراج على قوائم الإرهاب أصبح سلاح غير قانوني في إيد الدولة لتعقب المعارضين بغض النظر هل الناس دي فعلا ليها علاقة بالإرهاب أو لا.
– وبالمناسبة دي كل سنة وأبو تريكة طيب، وعيد ميلاد سعيد لواحد من اللاعبين اللي ياما أسعدوا المصريين سواء مع المنتخب أو النادي الأهلي.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *