– الصورة المرفقة دي مزيفة .. قبل ساعات وزارة الآثار نفت رسمياً اضاءة الأهرامات بأي علم غير العلم المصري، وناشدت بتحري الدقة قبل نشر الأخبار.
– كلام جميل جداً، لكن المشكلة إن اللي نشر الصورة دي تحت عنوان “علم السعودية يزين الأهرامات احتفاءاً بزيارة ولي العهد” كانت مواقع بعضها مملوك بشكل مباشر للأجهزة الأمنية أو لمقربين منها زي مواقع دوت مصر، والدستور، والبوابة .. هل هنشوف تطبيق كل قوانين “الجريمة الالكترونية” و”تنظيم الصحافة” وغيرها على نشر الخبر الزائف ده؟ هل حد هيحاسب إعلام المصريين أو رؤساء التحرير عبدالرحيم علي ومحمد الباز؟
– والسؤال الأهم: ليه المواقع دي احتفت جدا بالخبر وسارعت بنشره بدون تأكد؟ دلالة ده لا تقل أهمية عن دلالة لو كان حصل فعلا، وتتحط جنب الصور الي شفناها لرفع العلم السعودي في ميدان التحرير على ايد مجموعات ظهرت فجأة، وبرضه محدش ساعتها طبق عليهم قوانين التظاهر والتجمهر اللي هتتطبق لو أي تجمع رفع علم مصر بنفس المكان!
– يعني بعيد عن التفاصيل السياسية بنشوف تاني نموذج لتطبيق القوانين حسب المزاج وعلى الخصوم فقط.
*****
– لكن الحمدلله مش كل الجهات المصرية عملت كده .. الحركة المدنية الديمقراطية (تجمع أحزاب معارضة)، وكمان اكتر من 200 من أعضاء نقابة الصحفيين على الأقل يتقدمهم أعضاء بالمجلس، نشروا بيانين ضد الزيارة بيعددو فيها الأسباب الأخلاقية والسياسية لعدم الترحيب بيها.
– ونضيف كمان إن فيه سبب مصلحة مباشرة لبلدنا إنها متتربطش بشخص بن سلمان في وقت بيواجه فيه موجة هجوم عالمي بعد جريمة خاشقجي أو بسبب جرائم حرب اليمن .. علاقاتنا بالشعب السعودي الشقيق وبالمملكة مينفعش تتوقف على شخص واحد، وكمان يحصل باستقباله المشاهد المهينة اللي حصلت.
*****
نص بيان الصحفيين:
يدين الصحفيون المصريون الموقعون على هذا البيان استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مصر لأسباب انسانية ومهنية ونقابية ووطنية:
ـ انسانيا.. أهدر بن سلمان والنظام السعودي القيم الانسانية وفي مقدمتها الحق في الحياة سواء لموطني بلاده أو للمصريين وغير المصريين العاملين في المملكة. في ظل غياب كامل للقانون، ونظام قضائي غبر موثوق في إعماله مبادئ العدالة. ونظام يتستر بالإسلام والشريعة للعصف بالحريات والحقوق ولتبرير ارتكاب الفظاعات المنافية للحقوق الأساسية للإنسان، ويشجع أيضا على انتهاك هذه القيم بدعم نظم مستبدة فاسدة في الإقليم وخارج الإقليم .
ـ مهنيا.. جريمة قتل الزميل الصحفي جمال خاشقجي البشعة في قنصلية المملكة في اسطنبول 2 أكتوبر 2018، وهي جريمة واضحة ومكتملة الأركان يتحملها بن سلمان والنظام السعودي من الألف الى الياء . بينما هناك اصرار كامل على افلاته من المسئولية، وهو ما يستوجب من الصحفيين في مصر وكافة انحاء العالم ادانة النظام السعودي بكامله، وولي العهد واعتبارهم على رأس قائمة اعداء حرية التعبير والصحافة في العالم، بل وفي تاريخ المهنة . وإذا كانت وسائل الإعلام والصحف في مصر تخضع للقيود الجائرة وللسيطرة البغيضة من سلطة لا تحترم بدورها الحريات وحقوق القراء والمشاهدين واخلاقيات مهنة الصحافة، فإن بين الصحفيين المصريين عديدون سيرفعون الصوت عاليا ضد كل هذه الانتهاكات ـ بل والجرائم ـ في السعودية ومصر وغيرهما .
ـ نقابيا .. لا يتصور أن يقوم المتهم الأول بالمسئولية عن جريمة القتل البشع لزميل صحفي على هذا النحو ومحاولات التغطية عليها بزيارة مصر دون أن يرتفع صوت نقابة الصحفيين المصريين بما لها من تاريخ استنكارا واعتراضا . ويتمنى الصحفيون الموقعون أن يحذو مجلس النقابة حذو الموقف النقابي والمهني والانساني المحترم لنقابة الصحفيين التونسيين. ويخشون أن يستمر هذا الصمت المدان جراء وقوع هذا الكيان المنوط به الدفاع عن الحريات والحقوق والتضامن من الزملاء الصحفيين في قبضة ذوي المصالح المناقضة لكل ما هو مهني ونقابي الموالين للطغاة اعداء الحريات والشعوب .
ـ وطنيا .. لم تكن صدفة أو زلة لسان ان يشير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دفاعه عن جرائم آل سعود وبخاصة محمد بن سلمان الى انه ” لولا السعودية لكانت اسرائيل في ورطة كبيرة” . وليس صدفة ان يدافع رئيس الحكومة الاسرائيلية مجرم الحرب ضد الفلسطينيين والعرب نيتانياهو عن محمد بن سلمان وجرائمه على هذا النحو. وليس بخاف جرائم السعودية وحلفائها باليمن حيث تسببت في موت طفل كل عشرة دقائق وفق تقديرات الأمم المتحدة . كما أن المصريين لن ينسوا ” تيران وصنافير ” المغتصبة من النظام السعودي وقد ارتبطت زيارات ولي العهد لمصر باهدار مصرية الجزيرتين مقابل حفنة من مال .
ولكل هذه الأعتبارات و الأسباب ولأن ضمائر الانسانية لاتحتمل الصمت على جرائم النظام السعودي وبن سلمان فإننا نقولها من القاهرة:
” لا أهلا ولامرحبا بولي العهد السعودي في مصر “. ونقول له ولمستضيفيه :” مكان بن سلمان هو قفص الاتهام لمحاكمته على ما ارتكبه النظام السعودي من جرائم.. وليس الاستقبال الرسمي هنا في القاهرة”.
*****