خلال الفترة اللي فاتت حصلت تطورات مهمة جدا في قضية ريجيني.
– جهات التحقيق الايطالية تلقت شهادة من ضابط بجنسية أفريقية سمع ضابط مصري بيتكلم جنبه أثناء حضور مؤتمر انه هوا اللي قبض على ريجيني وكان فاكره جاسوس انجليزي وانه بنفسه صفعه على وجهه.
– السلطات الايطالية اعتبرتها شهادة موثوقة لأن الشاهد قدم كارت الظابط المصري، وظهر انه الرائد بجهاز الأمن الوطني مجدي عبدالعال اللي هوا بالفعل واحد من 5 أسماء كانت حددتها النيابة الايطالية كمشتبهين لكن الجانب المصري رفض السماح بالتحقيق معهم وهم: اللواء صابر طارق (لواء أمن وطني أحيل للمعاش في 2017)، والعقيد آسر كمال، والعقيد هشام حلمي، والرائد مجدي إبراهيم عبد العال، والضابط محمود نجم.
– البرلمان الإيطالي وافق بأغلبية ساحقة على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تبدأ من النقطة اللي وصلها تحقيق النيابة.
– بعد الأحداث دي والدي جوليو ريجيني أرسلوا رسالة للسيسي منشورة في جريدة لاريبوبليكا الايطالية بيحملوه شخصيا مسؤولية عدم ملاحقة الجناة، وكمان بيفكروه بالخمسة المصريين الأبرياء اللي اتقتلوا للتستر على القاتل، وده نص الرسالة:
***
الرئيس السيسي، أسعدت صباحا
نحن والدي جوليو ريجيني، الباحث الذي تم اختطافه وتعذيبه وقتله في القاھرة، في آذار / مارس 2016، وفي ھذه الصحيفة نفسھا، تحدثت إلينا بصفتك “أباً، قبل أن تكون رئيسا”، ووعدت بأن “سنلقي الضوء ونصل إلى الحقيقة، وسنعمل مع السلطات الإيطالية لإقامة العدل ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا ابنكما”.
لقد مرت ثلاث سنوات. لم يكن ھناك أي تعاون حقيقي من قبل السلطات القانونية المصرية، وبعد أن وضع مكتب المدعي العام الإيطالي خمسة رجال من جھاز الأمن الخاص بك على قائمة الأشخاص قيد التحقيق، قام مكتب النائب العام المصري بمقاطعة الحوار.
نعلم اليوم أن جوليو قد اختطف من قبل مسؤولي جھاز الأمن الخاص بك، ونحن نعرف ھذا بفضل العمل المتواصل للمحققين والمدعين العامين الإيطاليين ومحاميينا.
لقد خلفت وعدك.
لديك سلطة لا حدود لھا، كما نفھم من وسائل الإعلام.
لذلك، من الصعب تصديق أن الأشخاص الذين خطفوا وعذبوا وقتلوا ابننا جوليو، الأشخاص الذين كذبوا، وقاموا بتشويه صورته، الذين قاموا بعمليات تضليل ممنھج لا حصر لھا، وقتلوا خمسة رجال أبرياء وألقوا عليھم باللوم في وفاة جوليو، قد قاموا بكل تلك التصرفات دون علمك أو ضد إرادتك.
لا يمكننا أن نقبل تعازيكم بعد الآن، ولا وعودكم الفاشلة.
سيدي الجنرال، أنت تعلم جيدا أن قوة الرجل، وحتى قوة الرئيس، لا يمكن أن تستند إلى الخوف، ولكن إلى الاحترام. ولا يمكنك أن تطلب الاحترام إذا أخلفت الوعد الذي قدمته لنا نحن الأبوين، وإلى بلد يبكي فقدان أحد أبنائه.
جوليو، وأنت تعرف ذلك جيدا، كان رسولا للسلام.
أحب جوليو المصريين كثيرا: لقد تعلم لغتك، ومكث في القاھرة عدة مرات، محاولا العيش مثل أي مصري. لكنه مات مثلما يموت الكثير من المصريين اليوم، لسوء الحظ.
سيدي الرئيس،
أنت تقول إنك تتفھم حزننا، ولكن الأسى الذي حطمنا لمدة 39 شھرا لا يمكن تخيله. ولكن يمكنك أن تتخيل عزمنا، وھو نفس العزم الذي نشاركه مع الآلاف من الناس حول العالم. نحن كثر، صارمون وشديدو البأس.
وطالما لم يتم عقاب ھذه الھمجية، وطالما لم يتم تقديم جميع المذنبين، بغض النظر عن أدوارھم أو وظائفھم، إلى العدالة الإيطالية، لا يمكن لأحد في العالم البقاء في بلدك والشعور بالأمان. وحيث ينعدم الأمان لا يمكن أن تكون ھناك صداقة ولا سلام.
سيدي الرئيس،
لديك فرصة لإظھار أمام العالم أنك رجل ذو شرف: احضر الأشخاص الخمسة قيد التحقيق أمام القضاء الإيطالي، دع المدعين العامين لدينا يستجوبونھم، وأظھر للعالم الذي يراقبك أنه ليس لديك ما تخفيه. لديك صلاحية وفرصة لتحقيق العدالة، وإھدارھما لن يغتفر .
على أمل أن تنتصر الحقيقة والعدالة، باولا وكلاوديو ريجيني