– فريق صفحة الموقف المصري بيتقدم بخالص العزاء لأسرة ومحبي الفنانة التشكيلية جاذبية سري، واللي توفيت يوم الثلاثاء اللي فات 9 نوفمبر.
– جاذبية سري هي واحدة من رواد الفن التشكيلي في مصر والعالم، وتوفيت الفنانة المصرية عن عمر 96 سنة.
– جاذبية سري بجانب فنانات تشكيليات تانيبن زي إنجي أفلاطون وغيرهم هما اللي حطوا الفن التشكيلي المصري على الخريطة العالمية.
– المسيرة الطويلة والحافلة لجاذبية سري هي سبب كتابة هذا النعي، عشان نفتكر سوا مسيرة الفنانة ودورها في إثراء الفن الحقيقي في المجتمع المصري.
****
مين هي جاذبية سري؟
– بحكم أنه الفن التشكيلي ممكن يكون حاجة نخبوية شوية، فممكن كثير من الناس متعرفش الفنانة الراحلة، لكن الحقيقة لوحات جاذبية سري عمرها ما كانت نخبوية لأنها استمدت من البيئة المصرية على مدار أكثر من 60 سنة.
– اتولدت سري في أكتوبر 1925 في حي بولاق، واشتغلت لاحقا كمدرسة للتربية الفنية في مدارس المعلمين العليا أحد أرقى المدارس في مصر في الوقت ده. وبعدين اشتغلت في المعهد الفرنسي وأستاذة للتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، واشتغلت بالتدريس الجامعي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
– جاذبية سري كانت ضمن مجموعة مهمة جدا في تاريخ الفن التشكيلي المصري زي إنجي أفلاطون وتحية حليم وإيفلين عشم الله وغيرهم من اللي كانوا مهمين جدا في حركة الفن التشكيلي في مصر والعالم في العقود الأخيرة.
– أعمال جاذبية سري كانت بتبقى مستوحاة من البيئة المصرية مباشرة، ومن شخصيات نسائية واقعية وتميزت أعمالها بالتكوينات الغنية بالألوان والحركة والتعبير عن البيئة المصرية.
– من أشهر لوحاتها “أم رتيبة” و”الزوجتان” و”الحياة على شاطئ النيل” و”بيوت خائفة” و”هديل الحمام” و”المراجيح” و”امرأة من النوبة”.
– تجربة جاذبية سري كانت غنية وبمثابة توثيق وتأريخ فني لحقبة طويلة من التاريخ المصري الحديث، بدأت في الرسم في الأربعينات مع صعود التيارات الوطنية وعبرت بلوحاتها عن المرأة في العصر ده، وبعدين انتقلت للواقعية والأعمال المستمدة من التراث المصري في عهد عبد الناصر.
– لوحات جاذبية سري كانت شديدة التأثر باللي بيحصل في مصر، هنلاقي أنه حالة الحزن والانكسار اللي كانت بعد نكسة 67 كانت حاضرة في رسوماتها في الوقت ده، وبعد 73 شوفنا المرح والانتصار.
– جاذبية سري كانت فنانة عالمية بتعمل معارض في متاحف عالمية ولوحاتها بتباع في أفضل المزادات العالمية للنوع ده من الفن.
– كمان جاذبية سري هي أول فنانة مصرية وعربية يتعرض لوحاتها في متحف المتروبوليتان في نيويورك واحد من أشهر المتاحف العالمية للفن الحديث.
– ونظرا إلى أنها فنانة متفردة فحصل اختيار العديد من المتاحف الكبرى في أمريكا وفرنسا لعرض لوحاتها في معارض متخصصة، وكمان حصلت سري على العديد من منح الزمالة من جامعات مختلفة حول العالم من ضمنها جامعة لندن.
– وخلال مسيرة طويلة امتدت لـ60 سنة نظمت فيها أكثر من 70 معرض فني في كثير من الدول الأوربية والعربية حصلت جاذبية سري على العديد من الجوائز والأوسمة زي جائزة روما للتصوير عام 1952، والجائزة الشرقية (التصوير بالزيت – القسم المصري) بينالي فينسيا عام 1956، والجائزة الثانية في الحفر في بينالي الإسكندرية عام 1959، والجائزة الشرقية لمسابقة الإنتاج الفني عام 1975، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1970، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1970، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999.
****
– في مرحلة ما من تاريخ البلد دي كانت الدولة في فترة عبد الناصر وقبله بتهتم بالفن التشكيلي، وحتى وهي في عز الخلاف السياسي مع الفنانين دول، واللي منهم ناس اتسجنت بسبب مواقفها السياسية زي إنجي أفلاطون.
– لكن الاهتمام بالفن التشكيلي كان نابع من أنه وجه حضاري لمصر والمجتمع المصري، وفرصة نادرة للتعرف على حضارة بلد كبير زي مصر بره السياق المصري.
– لما لوحة لجاذبية سري أو لإنجي أفلاطون أو لغيرهم بتتعرض في متحف أو في معرض بره فدي صورة شديدة الإيجابية عن البلد والوضع الحالي فيها، وفرصة نادرة للتعرف على الشعب المصري من منظور مختلف عن السائد في نشرات الأخبار والميديا كل يوم.
– لكن للأسف حاليا مفيش اهتمام بالفن ده، وزيه زي حاجات كثير في مصر تكلست وبقت حبيسة أدراج بيروقراطية وزارة الثقافة في مصر.
– بوفاة جاذبية سري بيفقد الفن المصري الحديث ركن مهم من أركانه في العقود اللي فاتت، لكن العزاء هو في تلاميذها اللي ما زالوا بيحاولوا رغم الظروف السيئة التأكيد على أننا مجتمع وبلد بإمكانه تقديم مساهمات مهمة للحضارة والفن والجمال الإنساني.
– خالص العزاء للشعب المصري ولأسرة وتلامذة ومحبين الفنانة الراحلة، ونتمنى أحلامها في حرية الإبداع والتعبير تتحقق قريبا في مصر.
*****