– خلال الأيام اللي فاتت انطلقت المرحلة الثالثة من مبادرة دراجتك صحتك اللي بتعملها وزارة الشباب والرياضة تحت رعاية رئيس الجمهورية.
– المبادرة هي عبارة عن تسهيلات وتقسيط لشراء دراجات هوائية وكهربائية مدعومة من الحكومة لتشجيع استخدام الدراجات في مصر كوسيلة لممارسة الرياضة ومع الوقت وسيلة للانتقال.
– المبادرة كانت بدأت في يوليو السنة اللي فاتت ووزعت ما يقرب من 1000 دراجة في المرحلة الأولى، و1400 في المرحلة الثانية اللي كانت في أغسطس السنة اللي فاتت، وحاليا في المرحلة التالتة الوزارة بتستهدف أنها تبيع ما يقرب من 3200 دراجة بأنواع مختلفة منها 2000 دراجة جبلية، و600 دراجة هجين، 400 دراجة مخصصة للفتيات، 200 دراجة كهربائية.
– أسعار الدراجات في المبادرة من 1900 لـ 12 ألف جنيه تقريبا على حسب نوعها، و الدراجات دي كلها ممكن تتقسط مع بنك مصر بدون فوائد.
– ننصح كل اللي مهتمين أنهم يسجلوا بياناتهم للحصول علي الدراجة من موقع المبادرة
*****
ايه اللي ناقص في المبادرة دي؟
– طبعا مبادرة زي دي شيء إيجابي جدا أنها تكون بدعم حكومي، وإن كانت لسه حجمها صغير جدا وده لأنه المصريين معندهمش ثقافة التنقل بالعجل بشكل عام يعني أو نقدر نقول محدودة.
– لحد دلوقتي الـ5000 آلاف دراجة اللي طرحتهم الحكومة هو رقم ضئيل جدا من المبادرة اللي كانت الحكومة طرحتها في 2019 تحت اسم تاني “دراجة لكل مواطن ” بعد كلام الرئيس عن وزن المصريين الزيادة وحاجتهم للاهتمام بالرياضة، ساعتها الوزارة قالت إنها بتخطط لطرح 100 ألف دراجة.
– ركوب العجل في مصر هو شيء شديد الأهمية مش بس علشان الصحة، ولكن لأنه وسيلة تنقل رخيصة وآمنة وموفرة كثير جدا لو اتعملت صح.
– ولكن للأسف مع المبادرات اللي زي دي بنشوف شيء عكسي تماما بيحصل، وهو أنه الأرصفة بتتشال في أماكن كثيرة، الشوارع بيتم توسعتها عشان تخدم العربيات بسرعات أكبر وبالتالي مش هتبقى مناسبة للدراجات.
– بنشوف ضواحي كبيرة كانت في الماضي القريب مكان جيد جدا لركوب الدراجات والتنقل فيها زي المعادي ومصر الجديدة، دلوقتي بيحصل لها توسعات في الطرق بشكل مخيف على حياة الناس اللي مش راكبة عربيات سواء اللي بيمشوا في الشارع أو راكببن الدراجات.
– بالتالي محتاجين مع المبادرة دي يكون في تخطيط فعلي لإزاي نحول شوارع مصر لشوارع صديقة للتنقل بالدراجة أو المشي أو الجري وممارسة الرياضة حتى، المناطق اللي ينفع يتعمل فيها ده في مصر هي مناطق قليلة جدا وأغلبيتها بتكون وسط كمباوندات أو في بعض المدن الجديدة.
– بالتالي القاهرة والمدن الكبيرة في مصر محتاجة إعادة تصميم للشوارع أنها تكون فيها حارات لسير الدراجات بس، ويكون في أماكن ركن مخصصة ليها في التجمعات العمرانية المختلفة.
– ممكن في السياق ده يتم استغلال أجزاء غير مستغلة في المحافظات زي حرم السكة الحديد اللي ممكن يتعمل فيها ممشى دراجات أو في مناطق على النيل بحيث تشجع الناس على ممارسة الرياضة، أو استخدام الدراجة للتنقل، واللي لو انتشر وبقى ثقافة هيخف جزء من التكدس الطرق والمواصلات.
– لازم تتقدم حوافز للناس عشان تستخدم الدراجات عن طريق فرض رسوم مثلا على العربيات الجديدة، أو جزء من مصاريف تجديد التراخيص وتتوجه الحصيلة دي لتطوير البنية التحتية الخاصة بالدراجات في مصر، وطبعا ده مع تشجيع من الدولة وضمان أنه الموارد دي تروح فعلا للبنية التحتية للدراجات مش لم فلوس وخلاص، بمعنى إنه يبقى مشروع حقيقي.
– مصر مقارنة بدول العالم قليلة جدا في استخدام الدراجات، دولة زي الصين فيها نص مليار عجلة، وبكين وشنغهاي المدينتين المزدحمتين في البلد وفيهم حوالي 50-60 % من السكان بيستخدموا العجل، وده لأنه في تصميم المدينة من الأول في أماكن مخصصة للعجل، بالتالي مع الوقت المواطن تطورت عنده الثقافة دي.
– دول تانية متقدمة زي سويسرا فيها 48% من السكان بيستخدموا الدراجات وفنلندا 60% والنرويج كذلك حوالي 60%، وكل الدول دي المشترك ما بينهم هو إن فيه بنية تحتية خاصة بحركة الناس على العجل، مش بس كده بل مواقف عجل كتير مجهزة لركن العجل بعد استخدامه، وفيه بعض البلديات بتوفر عجل للإيجار بالساعة.
– وفي المدن المزدحمة بيحاولوا دائما يقللوا دخول العربيات لوسط المدينة وبيعملوا حاجة اسمها مناطق خالية من العربيات car free zones بمعنى مربعات سكنية مسموح فيها بس بالتنقل بالدراجة أو المشي كحل لمشكلات التكدس المروري وتشجيع الناس على المشي وممارسة الرياضة.
– بلد زي هولندا من أكثر بلدان في العالم بتستخدم فيها الدراجات الهوائية اللي بيتم تطويرها باستمرار على أشكال مختلفة، بحيث تسهل حياة المستخدم، وهي بلد أصغر من مصر بكتير لكن في النهاية فيه بنية تحتية بتخدم الفكرة دي، لدرجة إنه بلغت مبيعات الدراجات الهوائية في 2018 تقريبا مليون دراجة، وعائداتها وصلت إلى 1.22 مليار يورو.
– ممكن حد يقول إن دي هولندا وفيه فارق وكذا، والرد عليه إن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، المدن الهولندية كانت شغالة على توفير مساحة أكبر للسيارات، ومكنش فيه أولوية للدراجات حتى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، ودا معناه إنهم تحولوا في وقت مش كبير، ودا شريطة إنه يكون فيه خطة تحول جدية.
– من جانب تاني عندنا تكلفة التلوث في القاهرة الكبرى بس حوالي 1.25 % من الناتج المحلي سنويا، يعني بنتكلم في 70-80 مليار جنيه سنويا كلفة التلوث في شوارع القاهرة .
– التكلفة دي بتتدفع عن طريق وقود زيادة بيتحرق بسبب الازدحام، وبالتالي تأثيرات كبيرة على الصحة العامة للمصريين بالإضافة لانخفاض الإنتاجية في العمل.
– بالتالي مبادرة زي تشجيع المصريين على ركوب العجل هي شيء مهم جدا وإيجابي أنه الحكومة بدأت تفكر فيه، لكن مش بس الشو الإعلامي وتوجيهات الرئيس هي اللي بتحل المشاكل لكن التخطيط الجيد و الإرادة الفعلية للإصلاح.
– بمعنى أنه حتى لو الوزارة وزعت آلاف الدراجات اللي كانت عايزة توزعهم لكن بدون تعديلات جذرية على البنية التحتية للطرق في مصر، فمفيش ناس هتركب العجل، لأنه مفيش حد مستغني عن عمره ببساطة يعني في شوارع القاهرة على سبيل المثال أو المحافظات الأخرى.
– بنتمنى المبادرة دي تخرج لطور المشروع المتكامل اللي ينتقل للبنية التحتية عشان الأمر يكون واقعي، ويكون له انعكاس إيجابي على المرور وصحة المصريين والاقتصاد.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *