– يوم 17 ديسمبر 2020، حكمت محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهمين الثلاثة في قضية تعرية السيدة سعاد ثابت، والمعروفة إعلاميا بـ “سيدة الكرم” بمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا.
– الحكم اللي جه بعد حوالي أربع سنوات من الواقعة مكنش مفاجئة كبيرة، لأنه علي مدار 4 سنوات شهدت القضية الكثير من التأجيلات وتنحي قضاة عن النظر فيها وغيرها من الأحداث المحيطة بيها اللي خلت الحكم الحالي ميكونش حكم مفاجئ للمتابعين للقضية.
– بالتأكيد الحكم مجحف في حق السيدة سعاد ثابت، واللي طوال 4 سنوات كانت بتسعي للحصول علي رد إعتبار لكرامتها التي أهدرت بشكل غير أدمي من المعتدين عليها.
– النهاردة حنشوف ايه أهم تطورات القضية اللي قادت للحكم ده ؟ هل ممكن يتم إعادة النظر في القضية ؟ والأهم نشوف ايه من قصة الاعتداءات الطائفية في الكرم.
*****
ايه اللي حصل في القضية ؟
– في 20 مايو 2016 شهدت قرية الكرم في المنيا،اعتداءات طائفية على عدد من سكان القرية المسيحيين، على خلفية شائعة بوجود علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة.
– الاعتداءات دي شملت حرق 5 منازل للمسيحين في القرية ونتج عنها إصابة 3 مسيحيين، لكن المشهد الأكثر بشاعة كان لما خبطوا على بيت المسيحي اللي بتدور عليه الشائعة فملقوش إلا أمه وزوجته، فجردوا الاتنين من ملابسهم في الشارع.
– بحسب كلمات السيدة سعاد نفسها للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: “بهدلوني، حرقوا البيت، ودخلوا جابونى من جوه، ورموني قدام البيت، وخلعوني هدومي زي ما ولدتنى أمي.. مخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية، وأنا بصرخ وأبكي.. وبعدين ربنا خلصنى من إيدهم.. وناس خدونى جوه بيتهم، أخدت جلابية قديمة ولبستها.. وبعدين جت الناس تسأل عليَّ.. فرد أهل البيت وقالوا ليهم مش موجودة.”
– بعد الاعتداءات تحركت 3 قضايا أمام القضاء المصري فيما يخص الاعتداءات، القضية الأولي هي قضية زنا لإبن السيدة سعاد واللي اتحكم عليه فيها بجانب سيدة مسلمة أخري غيابيا ب سنتين سجن تم تخفيفها لسنة.
ورغم وجود اشكاليات بالحكم ده زي ان الشاهد الوحيد فيه هوا طفلة عندها 11 سنة، لكن اللي حصل انه أمضى عقوبته بالفعل وبعدها خرج بره القرية والمسار ده انتهى.
– القضية التانية هي قضية حرق منازل المسييحين في القرية، واللي انضمت شوية لقضية تعرية السيدة واتفصلوا، وفيها تم اخلاء سبيل كل المتهمين وعددهم 24، وبعدين تم الحكم عليهم بالمؤبد غيابيا ومتقبضش عليهم، والحكم تعرض للنقض، وحصل إعادة محاكمة في القضية دلوقتي في المحاكم.
– القضية الثالثة هي قضية تعرية السيدة سعاد ثابت، رغم ان الواقعة شملت هيا ومرات ابنها لكن هيا بس اللي راحت قدمت البلاغ.
القضية مرت بتفاصيل كتير، زي الموافقة على طلب دفاع المتهمين ضمها لقضية حرق المنازل قبل ما يتم فصلهم مرة أخري، وبعدها تتنحي المحكمة عن نظر القضية “لاستشعارها الحرج” رغم أنه نفس الهيئة قعدت تنظر في القضية حوالي سنتين!!
– في 16 إبريل 2018، بدأت جلسات محاكمة كلٍّ من نظير إسحاق أحمد وعبد المنعم إسحاق أحمد، وإسحاق أحمد عبد الحافظ في جريمة التعرية.
– وبعد تأجيلات خدت أكثر من سنة ونص، أصدرت الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات المنيا في يناير 2020 حكم غيابي بالسجن المُشدد 10 سنوات لـلمتهمين الثلاثة و100 ألف جنيه كتعويض مدني مؤقت.
– بعدها بدأت إجراءات إعادة محاكمة في القضية بطلب محامي المتهمين، واللي علي إثرها صدر الحكم الأخير من محكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار أشرف محمد على ببراءة المتهمين الثلاثة المتورطين في قضية تعرية سعاد ثابت!
*****
هل سيتم إعادة النظر في القضية؟
– النيابة العامة بعد صدور الحكم قالت في بيان رسمي أنه النائب العام أمر بدراسة أوجه الطعن علي الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة.
– ده يعني أنه النيابة العامة حتطعن علي الحكم أمام محكمة النقض، واللي بدورها لو قبلت الطعن حتعاد محاكمة المتهمين مرة أخري أمام محكمة النقض ويعتبر ساعتها أي حكم صادر عن محكمة النقض هو حكم نهائي.
– لكن دلوقتي النيابة العامة في إنتظار صدو حيثيات حكم البراءة التي يحق الطعن عليها خلال 60 يومًا من تاريخ الحكم وإلا يعتبر الحكم نهائي.
– نتمني أنه النيابة العامة تكمل في مسار الطعن وتسخر الموارد اللي عندها للطعن علي الحكم ده ونشوف عقوبة رادعة للي حصل مع السيدة سعاد ثابت.
*****
نشوف ايه من كل ده؟
– قضية سيدة الكرم بتوضح بشكل واضح قد إيه التمييز الطائفي ممكن يكون متعمق في مجتمعنا وفي مؤسسات الدولة كمان، لدرجة انقسم الشرطة رفض أصلا يعمل محضر للسيدة سعاد اول ما راحتله، وبعدها القضاء وصل في الآخر لتبرءة المتهمين، والحكم الوحيد في القضايا التلاتة المرتبطة بالواقعة اللي اتنفذ هوا الحكم ضد ابن السيدة سعاد في قضية زنا رفعها أحد المسلمين في القرية.
– طول الفترة دي من 2016 – 2020 كان في محاولات للصلح العرفي بمعرفة أعضاء مجلس النواب والاجهزة الامنية، وممثلين عن بيت العائلة، ورغم أنه السيدة سعاد وزوجها لم يقبلوا بالصلح العرفي.
– إلا أنه صدر تصالح عرفي بين المتهمين بحرق المنازل وأصحاب المنازل من المسيحين، واتنازلوا عن حقهم، وده يمكن يكون سبب في عدم القبض علي المتهمين دول لحد دلوقتي في انتظار إعادة المحاكمة.
– الجلسات العرفية قد يكون لها دور مهم في التعايش الاجتماعي، لكنها بأي حال من الأحوال مش بديلة عن القضاء والقانون الجنائي، وكمان مينفعش تتم تحت الضغوط من الطرف الأقوى على الأضعف وبعدين نقول ده هما اللي رضيو.
– وعشان كده زي ما قلنا سابقا سير المحاكمات في القضاء بدون الأخذ في الاعتبار جلسات التصالح العرفي هوا أول خطوة، وبعدها مهم نناقش بنية الجهات الأهلية دي وازاي يكونو ممثلين منتخبين حقيقيين عن مصالح الناس، وهنفضل نكرر عن مشاكل غياب الانتخابات النزيهة للمجالس المحلية في مصر.
– نتمني من أجهزة الدولة المختلفة تركز على الحلول الجذرية وبعيدة المدى، واشراك المجتمع المدني وآليات التمثيل المختلفة، بدل ما الأزمات مع الوقت بتتراكم وبدل ما تكون المجالس العرفية أداه للحل بتكون أداه للتغاضي عن المشكلة الحقيقة وتأجيل حلها وفي أحيان كثيرة تنتهك القانون والدستور، وتستمر الاعتداءات الطائفية المتكررة.
– كل التضامن والاحترام والدعم للسيدة سعاد ثابت، اللي بعد كل السنوات دي لسه بتحاول بكل الوسائل انها تاخد حقها.
*****