– من أيام قرر قاضي المعارضات بمحكمة القاهرة الجديدة تجديد حبس الدكتور أيمن منصور ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، 15 يوما على ذمة التحقيقات.
– اتقبض على الدكتور أيمن منصور ندا واتهم بـ”السب والقذف في حق عدد من الشخصيات والترويج لمنع إحدى مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها”، بعد ما نشر على صفحته بموقع فيسبوك مجموعة مقالات بتحمل انتقادات للمشهد الإعلامي ولرئيس جامعة القاهرة.
– القبض على أيمن منصور ندا كان متوقع طول الشهور اللي فاتت بعد كتاباته دي، لأننا شوفنا تحريض وهجوم عليه من الإعلاميين المقربين من النظام لمجرد إن الراجل بيقول رأيه كأستاذ للإعلام في مجمل أداء الإعلام في مصر وواقعه، يعني واحد بيتكلم في صميم تخصصه تماما.
– وكمان مؤخرا الدكتور أيمن نشر اتهامات لرئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت بالفساد وطالب بالتحقيق الرسمي فيها، ودا من صميم واجبه كأستاذ جامعي.
– كلنا بندعم أي توجهات إصلاحية في ملف حقوق الإنسان مؤخرا، لكن من حقنا نتساءل خطوات زي دي معناها ايه؟
– ليه تم القبض على الدكتور أيمن منصور ندا؟ وايه اللي ممكن نشوفه من ده؟ وايه الرسالة اللي ممكن توصل من التضييق على أي صوت بينتقد بمجرد الكلمة؟ دا اللي هنناقشه مع بعض في البوست دا.
****
ليه تم القبض على أيمن منصور؟
– آخر حاجة كتبها أيمن منصور عنده على فيسبوك عبارة عن مقالتين أتكلم فيها عن تفاصيل علاقته بالدكتور الخشت رئيس جامعة القاهرة السابق، وإزاي الدكتور الخشت كان بيهدده بعلاقاته المتنفذه.
– أيضا كتب عن رشوة عرضها عليه قيمتها مليون جنيه للسكوت عن الانتقادات والكلام عن الفساد اللي في الجامعة، وأيضا قال أيمن منصور أنه توجه لمباحث الأموال العامة لتقديم أوراق والإدلاء بأقواله في وقائع فساد مثبتة جوه جامعة القاهرة.
– أيضا في المقالين أتكلم أيمن منصور على أنه الخشت كان دائما بيقوله أنه اتعرض عليه يبقى وزير أوقاف أو ثقافة، وأنه الجامعة بتدار من الخارج بدون أي استقلالية حقيقية وأنه قرار إيقاف أيمن منصور عن العمل كان بتعليمات أمنية من بره الجامعة بحسب كلام عثمان الخشت، وأنه قرار اعتقال أيمن منصور صدر لكن الخشت هو اللي مانع أنه يتم اعتقاله.
– في المقالين قدم أيمن منصور ندا ادعاءات جريئة عن الفساد في جامعة القاهرة تحت إدارة الخشت، وهي حاجات مينفعش إحنا نتأكد من مدى صحتها أم لا، لكن ده دور جهات التحقيق اللي أيمن منصور بيقول أنه طرق أبوابها لما راح لنيابة الأموال العامة من أسبوع، لكن الراجل اتقبض عليه بعدها بأيام بدون أي كلام في الإعلام أو الصحافة عن الاتهامات دي، لا بالنفي ولا بالإثبات!
– بجانب كلام الراجل عن عثمان الخشت، فأيمن منصور من فبراير 2021 كان له مقالات كثيرة في نقد إدارة الإعلام في مصر والتوجيهات الأمنية اللي بتطلع له.
– أيمن منصور كان كتب أكثر من بوست أو مقاله فيها تحليل للإعلاميين الموجودين على الساحة والطريقة اللي بيدار بها المشهد الإعلامي، وفيها تحليل متعلق بالمحتوى الإعلامي وطريقة الكلام والتناقض المستمر في المواقف، يعني شيء من صميم تخصص أستاذ دكتور في الإعلام، ممكن يترد عليه بمقالات شبيهة أو بالرأي المختلف معاه.
– وهنا كمان لازم ناخد بالنا بس إن الدكتور أيمن منصور مش معارض خالص، بل بيؤكد وبيكرر تأييده للرئيس السيسي وللسلطة الحالية، وكلامه بيقدمه بصورة الناصح للسلطة مش بصورة الخصم ليها.
– ولأن الكلام ركز على أسس الإعلام كعلم ومهنة، زي المظهر والشكل وطريقة الكلام وطريقة قراءة الأخبار، والتناقض المستمر في مواقف الإعلاميين بناء على تعليمات، حصلت هجمة مضادة.
– وقتها تم فتح تحقيق مع الدكتور أيمن منصور من قبل جامعة القاهرة، بعدين اتقال إن التحقيق في شكوى من دكتور تاني لسبب غير البوستات ودي صدفة غريبة جدا الحقيقة، رغم أنه الرجل معملش حاجة سوى التعبير عن رأيه في تخصصه (زي ما دايما بينطلب من الناس إنها تتكلم في اللي بتفهم فيه)، وبدأنا نسمع هجوم حاد وبلاغات غريبة بتهم زي “التنمر”.
****
نشوف ايه من كل ده ؟
– أيمن منصور مش معارض للنظام، هو رجل عنده مشكلة في طريقة إدارة الأمور وبيتكلم بشكل مباشر في تخصصه، وبيقول رأيه في مجال “الإعلام” اللي هو يحتمل رأي ورأي آخر.
– طيب هل الكلام عن سوء المشهد الإعلامي في مصر سر أخرجه الدكتور أيمن منصور؟ بالعكس تماما هو اتكلم متأخر جداً، وفيه عشرات الوقائع والأحداث اللي بتقول إن المشهد الإعلامي في مصر في حالة متردية جداً.
– بل إن فيه إعلاميين مقربين من النظام نفسه اتكلموا عن اقتراب انفراجة وعن مرحلة هيتم السماع فيها لأصوات أخرى، فهل دا مش اعتراف بسيط بإن كان فيه تضييق ومشكلة ناس كتير اشتكت منها؟
– فيه مئات المواقع الصحفية المحجوبة بقرار جهة غير معلومة، وعشرات الصحفيين في السجن بسبب عملهم أو نشاطهم السياسي، وفيه صحف عالمية غطت وقائع وأخبار عن كيفية توجيه الإعلام في مصر، وكل دا واقع مش الدكتور أيمن منصور السبب فيه، الراجل بس قال رأيه على فيسبوك لا أكثر ولا أقل.
– شوفنا وبنشوف عدم الثقة في الإعلام، واللي وصلت أنه وزير الإعلام نفسه يكون عنده ملاحظات على أداء الإعلام اللي بيدار من جهات محكترة ومرتبطة بأجهزة أمنية، ومحدش عارف خلفيات القصص والصراعات دي كلها غير من تسريبات هنا وهناك، لدرجة إن الوزير السابق أسامه هيكل نفسه اتسرب له على التليفزيون الرسمي للدولة ومحدش اتحاسب.
– وبعيدا حتى عن الجودة الإعلامية وحرية التعبير في أسئلة كثير مفتوحة حوالين المليارات اللي بتستثمر من جهات سيادية في الإعلام بتروح فين ومين بيراقب عليها ودي أسئلة مفيش أي إجابة عليها لحد دلوقتي؟
– من ناحية تانية الدكتور أيمن منصور ندا كان بيتكلم كأستاذ جامعي شايف وقائع فساد فاتكلم وتوجه للجهات المختصة، ولو ادعاءات الفساد اللي قالها مش صحيحة يبقي يتم التحقيق معاه من قبل الجهات الرقابية دي واللي طبيعي تفتح تحقيق في الادعاءات دي مش يتقبض عليه للتنكيل به لمجرد إنه اتكلم.
– خلال الفترة الأخيرة طلعت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان واللي احتفى بيها إعلام النظام بأنها بداية مرحلة جديدة للتعامل مع ملف حقوق الانسان والمجتمع المدني، لكن يبدو أنها ومع الترحيب الحذر بيها -على الرغم إنه مفيش أي آليات أو ضمانات لتنفيذها- ما زالت حبر على ورق، لما يتم التعامل مع أستاذ جامعي قال رأيه بهذه الصورة.
– بنأكد على كلامنا اللي بنقوله دائما على أهمية حرية التعبير للنهوض بالبلد، النظام السياسي الصلب والقوي بشكل حقيقي هو اللي بيسمع المختلف معاه قبل ما يسمع المؤيد.
– القبض على أيمن منصور ندا بيقول بكل صراحة إنه مفيش أي هامش للنقد مش للسياسيين اللي في النظام بس، بل حتى للإعلام اللي هو يعني مجرد مذيعين وقنوات، ولا حتى لمسؤول بمنصب رئيس جامعة، يعني مفيش سقف أصلا، ودا واقع عكس كل الكلام اللي اتقال عن الانفراجة اللي في الفترة المقبلة.
– بالتأكيد خطوة القبض على أكاديمي مش رسالة في صالح أي حد، بل بتخرب أي اتجاه لمحاولة إصلاح ملف حقوق الإنسان، واللي بالتأكيد أي محاولة لإصلاحه تستحق الإشادة والدعم، لكن بالتأكيد فتح هامش النقد وعدم التنكيل باللي بيقولوا رأيهم بشكل سلمي بحقوق مكفولة دستوريا وقانونيا هو الخطوة الأولى اللي هتثبت أي ادعاءات بشأن التعامل المختلف في ملف حقوق الإنسان.
– الصحافة والإعلام والمجتمع المدني أدوارهم رئيسية بجانب الحكومة في أي دولة متقدمة، وبتساهم في كشف الفساد والرقابة الشعبية على الحكومة اللي هي شيء للأسف مش موجود لحد دلوقتي في مصر، ونتمنى نشوفه في بلدنا قريبا.
– كل مطالبتنا وتمنياتنا إن حد عاقل يتدارك الموقف ويفرج عن الدكتور أيمن وعن آلاف زيه كتير محبوسين بسبب رأيهم.
*****