‎امبارح النائب صابر عبدالحكيم، نائب دائرة ملوي بمحافظة المنيا، قال انه تم الانتهاء من جلسة عرفية للصلح حضرها “للفصل في الفتنة الطائفية” بقرية البرشا في مركز ملوي، “وذلك بحضور عدد من رجال الدين، والنواب وبعض السياسيين”.

‎النائب قال لموقع القاهرة ٢٤ : “ما حدث لن يتكرر مرة آخرى وكل الأهالي تعلموا الدرس جيدًا”

‎الجلسة دي مفروض انها لمعالجة أحداث حصلت  الاربعاء ٢٥ نوفمبر ، لما متظاهرين من مسلمي القرية هاجموا بيوت أقباط وبعضهم ألقى زجاجات مولتوف وأشعل النار، بسبب أخبار عن بوست كتبه واحد من أقباط القرية فيه اساءة للاسلام.

في البوست ده هنناقش اللي حصل ودور الحلسات العرفية المتكرر، وهل ده هو الطريق الصحيح لحل المشاكل الطائفية؟

*****
ايه اللي حصل؟
– في أحد الجروبات علي الفيسبوك ، رفع أحد الشباب المسلمين صورة سكرين شوت لشاب آخر قبطي من القرية كاتب كلام اعتبر مسيئا للنبي محمد وللدين الإسلامي.
– الشخص ده انكر أنه الاكونت بتاعة وقال أنه الحساب مسروق من فترة طويلة ، ده غير انه أصلا عايش في القاهرة مش في القرية، لكن ده لم يمنع تطور الاعتداءات الطائفية.
– بعدها حصل تجمعات في القرية من الشباب المسلم ، وتم الاعتداء علي عدد من المسيحين ومنازلهم وحرق مواشي ، قبل ما يرد بعض المسيحين هما كمان بقذف الحجارة علي المسلمين، والناتج ٤ إصابات على الأقل.
– كان في محاولة للاعتداء علي كنيسة أبو سيفين الموجودة في القرية، لكن تدخل الناس العقلاء بالقرية حال دون ذلك الحمد لله.
– بعد كدة تدخل الأمن وقام بإغلاق مداخل ومخارج القرية، وبدأ في القبض علي عدد من مثيري الأحداث دول ، وصل عددهم حسب مصدر لمدى مصر ل 140 شخص من الجانبين.
– قسم شرطة ملوي ، اللي افرج عن البعض منهم وأحال الباقي للنيابة العامة وأمرت بحبسهم.
– من الغريب انه مصدرش أي بيان رسمي سواء من النيابة العامة أو من الداخلية أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة عن اللي حصل بشكل واضح ولا عن أعداد المقبوض عليهم بسبب الاحداث.
*****
ايه دور الجلسات العرفية ؟
– زي ما بيحصل في معظم الأحداث الطائفية لازم يكون بعدها جلسة عرفية برعاية الدولة ، في حالة البرشا حصلت أكثر من جلسة، أولها الجمعة ٢٧ نةفمبو ، لما توجه المحافظ اللواء أسامة القاضي للقرية ومعاه عدد من القيادات الأمنية وممثلي بيت العائلة المصري وبعض أعضاء مجلس النواب والشيوخ عشان يحصل جلسة عرفية.
– مصدرش بيان عن نتائج الحلسة دي أو دورها المتوقع، ومين الطرفين الي بيتصالحوا أصلا؟ هل حيتم الافراج عن الشباب اللي مقبوض عليهم واللي متورطين في احداث شغب وعنف كالعادة من الطرفين؟
– الأسئلة دي كلها بترجعنا لدور الجلسات العرفية في موضوع الاعتداءات الطائفية ، واللي في السنوات الأخيرة بقت بتلعب دور كبير جدا في أكثر من مكان ومنهم محافظة المنيا اللي مشهورة بالنوع ده من الأحداث.
*****
ايه اللي المفترض أنه يحصل ؟
– أول خطوة الحاجات تتسمى بحقيقتها، مسمهاش “فتنة طائفية”لكن اسمها “اعتداءات طائفية” يعني فيها أشخاص معتدين يستوجبو المحاسبة.
– محدش يقدر ينكر دور الأليات الاجتماعية المحلية ، وحتي علي مستوي البلد في منع حدوث الاعتداءات الطائفية أو الحد منها بشكل كبير ، خاصة في أماكن زي المنيا، واللأسف الأليات الأخرى للدولة زي الاعلام والتعليم وغيرها مقدرتش تحل الاستقطاب ده.
– بالتالي المجالس العرفية وغيرها ممكن تجون آلية مجتمع مدني ايجابية لو دورها هوا الحوار الصريح والنقاش عن جذور المشاكل بين “نخب طبيعية” يعني كبار البلد اللي الطرفين بيحترموهم بجد مش مفروضين عليهم.
– لكن المشكلة والمرفوض أنه المجالس العرفية في السنين الأخيرة بقت نظام قضائي أخر داخل الدولة وفي أحيان كثيرة بقا بديل عن النظام القضائي الطبيعي!
– القانون يتص على “فردية الجريمة” يعني اللي رمى مولتوف يتحاسب بشخصه، لكن اللي بيحصل انه دايما يتقبض عشوائي على مسلمين ومسيحيين كانهم رهائن من الطرفين، لحد الصلح العرفي ما يتم، وفي حالات كتيرة بيتم معاقبة الأطراف عقوبات عرفية غير قانونية زي احكام شفناها تشمل تهجير أسرة مسيحية من القرية، أو دفع تعويضات جماعية كبيرة، أو اجبار أسرة تبيع ممتلكاتها!
– ده بيخلي أجهزة الدولة الشريكة في الجلسات دي والشغوط غير القانونية فيها دي خصم في المشكلة مع أنه المفترض بيها هو الحياد.
– ده يخلينا نفكر في طبيعة تشكيل المجالس العرفية ، مين المفروض يكون موجود فيها، وايه مدي تدخل الدولة في المجالس دي .. يعني الخلاصة مبنقولش أنها لازم متبقاش موجودة ، لكن علي الأقل يكون تشكيلها وقراراتها بعيدة عن تدخل الدولة، ولازم تكون مسار أخر مختلف وبعيدا تماما عن التدخل بالقضاء الطبيعي اللي مفروض معياره حكم القانون على كل فرد بس.
– لازم كمان لا يقتصر دور اللجان دي تقتصر دورها فقط علي حل المشكلات الطائفية ولكن لازم يكون نشاطها مستمر في القري دي طول الوقت، وجايز تعقد جلسات دورية شهرية وتتحول لمؤسسة محلية أو جمعية أهلية بيحصل فيها أنشطة اجتماعية وثقافية تجمع المسلمين والمسيحيين في القري دي يعيدا عن أوقات الاحتقان .
وطبعا ده يرجعنا للموضوع اللي فتحناه كتير عن غياب انتخابات المحليات.
– نتمني من أجهزة الدولة المختلفة الانتباه للحلول الجذرية وبعيدة المدى، والأزمات اللي مع الوقت بتتراكم وبدل ما تكون المجالس العرفية أداه للحل بتكون أداه للتغاضي عن المشكلة الحقيقة وتأجيل حلها وفي أحيان كثيرة تنتهك القانون والدستور.
ونتمنى احنا كمجتمع كل واحد فينا يكون له دور في رفض أي اساءات أو تحريض طائفي لصالح بلدنا كلنا.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *