– للأسف من يومين أحالت نيابة أمن الدولة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، ونائبه محمد القصاص، لمحكمة الجنايات على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2018 حصر أمن دولة.
– أبو الفتوح تحديداً كان أُخلي سبيله على ذمة نفس القضية في يونيو اللي فات بعد تجاوز مدة الحبس الاحتياطي المحددة بسنتين، لكن النيابة قررت تدويره على ذمة قضية أخرى، اللي القضية القضية رقم 1781 لسنة 2019، اللي ضموا أبو الفتوح لها في يناير 2020، عشان يقضي أكتر من 3 سنين حبس.
– للأسف الشديد دا بيجي بعد الإفراج عن معتقلين، وكالعادة كنا أشدنا بالإفراجات دي اللي هي حق الناس ورفع ظلم واقع، وكنا بنتمنى وما زلنا عاوزين نشوف انفراجة في ملف المعتقلين.
– إيه اللي حصل في القضية دي؟ وإيه التفاصيل الجديدة؟ ده اللي هنتكلم عنه في البوست ده.
*****
إيه اللي حصل؟
– بيقول المحامي أحمد أبو العلا ماضي لموقع المنصة، إنه بعد استدعاء الدكتور أبو الفتوح ومحمد القصاص في بداية شهر أغسطس لاستكمال التحقيقات، بقى في تمهيد للمحاكمة باتهامات “تولي قيادة جماعة إرهابية، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الجماعات الإرهابية، وحيازة أسلحة وذخائر، والترويج لأفكار جماعة إرهابية، وإذاعة عمداً بالداخل والخارج أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة”.
– المحامي بيقول كمان إنه النيابة واجهت أبو الفتوح بمقاطع فيديو لمداخلات تليفزيونية ليه باعتبارها أدلة للاتهامات دي. وفي حالة الحكم عليهم بالسجن فهيتم حساب مدة الحبس الاحتياطي اللي قضاها الدكتور أبو الفتوح، لكن مع محمد القصاص فبكل أسف مش هيتم حساب المدة لأنه اتحبس على ذمة قضية تانية ! لكن خلينا ننتظر هيتحدد معاد الجلسة امتى وايه اللي هيحصل وقتها.
*****
– الدكتور أبو الفتوح مقبوض عليه من 14 فبراير 2018، ومتهم بعقد اجتماعات سرية مع التنظيم الدولي للإخوان بالخارج والسعي لتنفيذ مخطط يهدف إلى البلبلة وعدم الاستقرار بحسب بيان الداخلية اللي أصدرته وقتها.
– وبعدها بدأت تهم الانضمام لجماعة إرهابية وتمويل الإرهاب ونشر أخبار كاذبة في أكتر من قضية، وده حصل بعد نهاية زيارته للندن اللي طلع منها في أكتر من لقاء تلفزيوني بالتزامن مع انتخابات الرئاسة 2018، وانتقاده وقتها مسار الانتخابات الهزلي وما سبقها من سياسات للنظام الحاكم.
-​​ أبو الفتوح عاني خلال فترة حبسه، وحالته الصحية اتدهورت جداً، خاصة مع حبسه انفرادي طول المدة، وأُصيب بذبحة صدرية أكثر من مرة، وكمان عانى من أزمات انقطاع التنفس، وفقد أكثر من 30 كيلوجرام من وزنه.
– قبلها القبض على أبو الفتوح بأسبوع في 8 فبراير اتحبس محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية، وأحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة في 2011، ووجه معروف بممارسته للعمل السياسي الحزبي السلمي بعد الثورة حتى تاريخ اعتقاله.
– والناس كلها تعرف كويس مستوى نزاهة شاب زي محمد القصاص وقد إيه هو شخص سياسي عاقل وناضج وسلمي وكان دايمًا شخص بيدور على الحلول التوافقية والعمل في الإطار الشرعي، وهو نفس اللي ينطبق بالتأكيد على الدكتور أبو الفتوح اللي اترشح لرئاسة الجمهورية في 2012 وخد 4 مليون صوت وقرر بعدها يأسس حزب سياسي شرعي تحت مظلة القانون عشان يمارس السياسة.
– الشخصين دول صدق فيهم الآلاف من الناس، واتهامهم بالإرهاب شيء عبثي تماما وخلط للأمور بهدف القمع، سواءًا الدكتور أبو الفتوح اللي لسنوات طويلة كان بيعمل في العمل العام من نقابة الأطباء وله مواقف واضحة من العنف، ولا في أي وقت يتمسك عليه كلمة بتحرض على العنف أو الإرهاب أو حمل السلاح إطلاقًا مهما اختلفت مع رأيه وقناعاته وممارسته للسياسة.
– ونفس الأمر بينطبق على محمد القصاص أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة، واللي هما مجموعة من الشباب اللي تحملوا إنهم يتكلموا باسم الثورة ومطالب التغيير في 2011، ونصهم قعد مع المجلس العسكري والأجهزة السيادية عشرات المرات ومعروفين تماماً مدى سلميتهم وحبهم لبلدهم.
– فباختصار أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية عارفة مدى براءة الشخصين دول، وفي نفس الوقت القضاء والنيابة معندهمش شيء يدينهم إلا تصريحات تلفزيونية للدكتور أبو الفتوح بينتقد فيها سياسات الحكم كراجل سياسي معارض ومرشح سابق للرئاسة.
*****
وبعدين؟
– هنفضل نسأل أسئلة تبدو مملة ومكررة لكنها ضرورة مين مصلحته ينكل برجل كبير في السن زي أبو الفتوح عنده 69 سنة ومريض ومعرض للخطر طول الوقت بسبب إنه معارض فقط، وكذلك التعامل بكل هذه القسوة مع محمد القصاص الشاب المؤمن بالعمل السياسي والمجتمعي واللي كان بيتمنى لبلده في كل وقت الخير، إيه الرسايل المراد توصيلها بكل دا.
– اللي بيحصل ده أكبر خطر على مصر، لما تكون الرسالة هي إن أعضاء الأحزاب الشرعية القانونية ممكن عادي أتخن واحد فيهم يتسجن سنوات بتهم مضحكة.
– النهج اللي زي دا بيوفر مناخ يسهل لشباب يقعوا في التطرف والاستجابة للدعاية الإرهابية.. الإرهاب ظاهرة عالمية فعلاً، وموجود في مصر من عشرات السنين، لكن الإرهاب برضه له أسباب سياسية واجتماعية بتقولها كل الدراسات المتخصصة. أكبر خدمة تتقدم للإرهاب هيا دعم دعايته إنه الطريق الوحيد وأي طرق سلمية أو قانونية هتفشل.
– حتى لو عاوزين تحاكموا أبو الفتوح خرجوه يتعالج ويلقى رعاية صحية، وبكل الضمانات الممكنة أكيد مش هيهرب لأنه لو ناوي يهرب مكنش رجع من برا وهو عارف إنه هيتقبض عليه بسبب مواقفه المعارضة، وفضل إنه يتسجن في مصر.
– نتمنى إنه حد عاقل في الدولة يحاول إنه الموضوع ميتطورش لأكتر من كده، وربنا ينجيهم أبو الفتوح والقصاص من خطوة المحاكمة، خالص الدعوات ليهم ولأسرهم.



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *