امبارح، عمل الرئيس السيسي مؤتمر شباب جديد، تابعه المصريين باهتمام كبير لأن الكل كان منتظر الرد على فيديوهات المقاول والفنان محمد علي.
في البوست ده هنناقش سوا الردود اللي سمعناها.
*****
١- ” أنا عامل قصور رئاسية وهعمل…هو انتو فاكرين لما تتكلموا بالباطل هتخوفوني ولا إيه.. لا أنا أعمل وأعمل وأعمل بس مش بعملوا ليا، مش باسمي، ده باسم مصر”
“أنا ببني في العاصمة دولة، لا مؤاخذة، الدنيا كلها هتتفرج عليها. ”
“يبقى النهاردة القصور الموجودة في بتاعة محمد علي وبس؟ مصر دولة كبيرة قوي ”
– أولا:
ده تأكيد رسمي لكلام محمد علي، ومفيش أي نفي للمعلومات، ده تفسير مش نفي!
– ثانيا:
لا محمد علي ولا غيره قال ان المشكلة ان القصور باسم الرئيس، لكن المشكلة في نقطتين هما اهدار أموال الدولة، واننا منعرفش أصلا العديد من الانشاءات دي زي قصر وفيلات الهايكستيب وفيلا المعمورة.
– ثالثا:
إيه علاقة مصر أو المصريين بإن واقعيا الرئيس وأسرته هما المستفيدين حاليا؟ ولما تتعمل فيلات في وقت معين وبسرعة عشان الرئيس يلحق هو وأسرته يقضوا فيها الصيف، يبقى الرئيس وأسرته اللي استفادوا مش مصر ولا حاجة.
– رابعا:
فين التفاصيل؟ مادام بناء القصور طلع حاجة كويسة ومدعاة للفخر ليه الرئيس مقالش تم بناء كام قصر واستراحة رئاسية بالظبط؟ وأماكنهم فين؟ وتكاليفهم كام مليار؟
خاصة إنه مفيش إعلام مستقل، والبرلمان متسيطر عليه من أجهزة الدولة، ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق (المستشار هشام جنينة) تم تعديل القانون عشان يقدر الرئيس يشيله من منصبه، وحاليا مسجون، فمفيش أي جهة هتوفر للشعب حقه في معرفة مصير أمواله.
والرئيس شايف انه أصلا مسائلته غلط، “محدش هيخوفني”!
– خامسا:
مصر عندها قصور رئاسية كتير، زي قصر الاتحادية والطاهرة وقصر القبة وعابدين ورأس التين والمنتزه. وعدد من 20 لـ25 استراحة رئاسية زي اللي في شرم الشيخ وأسوان والمعمورة “القديمة” وغيرهم.
– قصور تكفي للحكم، وللترفيه وقضاء الإجازات كمان. فإيه الضرورة لبناء قصور جديدة بتكاليف ضخمة غير إن الرئيس بيفكر في رفاهيته ورفاهية أسرته، أو عنده تصور غير منطقي لإن البلد بتتقدم بشكل مبانيها الفخمة!
– سادساً:
وفق الأرقام الرسمية الأخيرة 32.5% من المصريين، يعني التلت، تحت خط الفقر، ومنهم حوالي 5 مليون سقطوا تحته خلال 2015 – 2018، يعني بسبب سياسات السلطة الحالية.
– وبشكل عام الكل بيعاني من أثار التعويم والتضخم وزيادة أسعار البنزين والكهرباء وكل الدمات، فده وقت تتبني فيه فيلل وقصور رئاسية؟ و”إحنا فقرا أوي”، وكل شوية تطالب الشعب يستحمل؟!
– سابعا:
الكلام ده مش بيحصل زيه في أي دولة محترمة. في أمريكا قصر الرئاسة هو البيت الأبيض اللي اتبنى من 300 سنة ومتغيرش. في إنجلترا مكان سكن رئيس الوزراء في داوننج ستريت، وفي فرنسا قصر الإليزية، وغيرها كلها أماكن ثابتة. محدش فكر يبني قصور جديدة، وحتى لو رئيس كان عايز كده مستحيل البرلمان المنتخب يوافق لإنه يمثل الشعب
ثامنا: كلام السيسي بخصوص القصور، جي بعد كلامه عن إن حافز المعلم لو زاد 1000 جنيه، هنبقى محتاجين 14 مليار جنيه في السنة، وهو مبلغ ممكن تدبيره لما ظروفنا تتحسن. وديه حاجة مؤسفة للغاية إن بناء القصور الرئاسية يكون أهم من زيادة مرتبات فئة بتعاني زي المدرسين.
***
٢- “طيب واحدة تانية، الراجل ده عمل المدفن ده، آه صحيح، طب على حساب مين؟ .. أنا عشان أريح كل مصري، ومصرية موجودة في بيتهم، لا والله .. والله هذا كذب وافتراء، والله كذب وافتراء”.
– الحاجة الوحيدة الواضحة هنا هيا تأكيد كلام محمد علي إن فعلا حصلت أعمال في المدفن وقت وفاة والدة الرئيس، ولا تخصنا مسألة شخصية زي تأجيل أو عدم تأجيل دفنها، لكن الرئيس مجاوبش على الي يخصنا: على حساب مين؟؟
– الرئيس اكتفى بانه يحلف، ده أسلوب عاطفي بعيد عن ادارة الدول، ليه الرئيس منشرش أوراق ووثائق أعمال المدفن؟ ليه مقالش بكام؟
-والأهم زي ما كررنا ليه لا يلتزم بنص الدستور وينشر ذمته المالية بالجريدة الرسمية سنويا؟
– في دولة مؤسسات كان البرلمان المنتخب هيقرر تشكيل لجنة قانونية محايدة تراجع كل الاتهامات، ويتم التحقيق مع الرئيس نفسه، زي ما حصل مع ترامب بقضية تدخل الروس في الانتخابات الأمريكية مثلا.
حتى التفاصيل اللي حكاها محمد علي زي طلبات زوجة الرئيس بتعديلات القصور كنا هنسمع شهادات ناس كتير حضروا المواقف دي ونعرف منهم تأكيد أو نفي.
***
٣- فكرة عمل المؤتمر نفسه
– خلينا نرجع أصلا لنقطة فكرة عمل المؤتمر نفسه اللي برضه بتأكد كلام محمد علي لما قال إنه بيحصل اهدار لأموال البلد على رغبات الرئيس.
– ليه بعد أقل من شهر ونص من مؤتمر الشباب السابق فجأة تعمل مؤتمر عاجل لمدة يوم واحد، تكلف البلد ملايين بكل ما تشمله تكاليف المؤتمر وساعات البث ونقل المشاركي وغيرها.
– ليه لو الهدف هو الرد على اتهامات محمد علي، ميطلعش الرئيس في حوار صحفي، أو برنامج تلفزيوني، أو ينزل بيان رسمي، أو حتى بوست على صفحته بالفيس بوك وكنا وفرنا كل المصاريف دي؟
*****
٤- “مش هاتيجي شوية أخبار، أقول معلومات، أقول، وفيها صح، تقوموا إنتوا لامؤاخذة كيان بالحجم ده، ده، الجيش عمل مشروعات طُرق أشرف عليها بـ 175 مليار جنيه… اتعملت مشروعات بأكتر من 4 تريليون جنيه”.
“جايين تشككوا في ذمم الناس، وإحنا معانا آلاف من المقاولين بتشتغل والشركات بتشتغل، ليها مليارات الجنيهات”
– تأكيد تاني على كلام محمد علي على هيمنة القوات المسلحة على أعمال الوزارات المدنية، وعلى سوق المقاولات بالذات.
– الرئيس بيكرر الأسلوب العاطفي، لكن مش بيقول أي حاجة عن استقلال الأجهزة الرقابية والقضائية والبرلمان اللي مفروض يراقبوا على كل المشاريع اللي ب ٤ تريليون جنيه دي”!
***
٥- “كل الأجهزة قالولي متتكلمش.. وكانوا هيبوسوا إيدي”
– اهتمام الرئيس بالرد هو من حيث المبدأ إيجابي لأنه استحقاق واجب من أي مسئول تجاه اللي بيخدمهم، لكنه زي ما قلنا اختار يرد بأسلوب عاطفي مش بكلام سياسي أو معلومات.
– لكن استخدام حد بيمثل رأس النظام، للتعبير عن نصيحة اللي حواليه، اللي هما أجهزة الأمن الوطني والمخابرات العامة والحربية وغيرها، اللي بتوصللها اقارير الرأي العام، بجملة زي “يبوسوا إيدي”، ده استخدام أقل حاجة يتوصف بيها، إنه غير لائق، ومهين لمؤسسات الدولة، ويستحق إنه يعتذر عنه.
– وبيؤكد انتا في حكم الفرد المطلق اللي لا يثق حتى برأي اللي اختارهم بنفسه.
*****
٦- “إنتوا مش خايفين على جيشكوا؟ مش خايفين على ضباطكم الصغيرين إنهم يتهزوا؟ .. الجيش مؤسسة مغلفة، حساسة جدا لأي سلوك مش مضبوط”
أولا:
فكرة التعامل مع الجيش دائما على إنه كيان “حساس”، ويتهد ويقع من مجرد كلام أو إشاعات أو انتقادات، في حين في دول العالم الديمقراطية، بنشوف الجيش وقياداته بيتعرضوا لانتقادات عادي، ومحاسبات، ومراجعات لموازناتهم في العلن، وغيره من أمور طبيعية وديمقراطية، ولم تتسبب أبدا في هدم جيوشهم.
ثانيا: إن مين اللي بيسيء للجيش وقياداته؟ اللي بيشركه في أعمال مش أعماله، ويورطه في المسؤولية بكل الملفات الخدمية والاقتصادية، ونشوف مجندين مفترض يتم تدريبهم على أعمال القتال يقفوا يبيعوا خضار وفراخ في الشوارع، ولا اللي بيطالبوا إن الجيش يركز في مهامه: التأمين والحفاظ على الحدود؟
– اللي بيخلي الهيئة الهندسية تاخد أعمال إنشاءات من وزارات مختلفة، وتديها لمقاولين بالأمر المباشر، ولا بينادي بالشفافية والرقابة، وإن ده دور تقوم بيه وزارات وقطاعات مدنية مختلفة؟
– اللي بيطالب بإن أي ضابط يتهم بالفساد يحاسب بشفافية، وإن اقتصاد الجيش المدني يخضع للقوانين المدنية زي الضرايب والجمارك والهيئات الرقابية، ولا اللي بيحاول يخلي الجيش دولة جوه الدولة، ليها اقتصادها وقوانينها وأسرارها؟
*****
٧- “قولتلهم لا أنا ولا اللي في الرئاسة.. كل واحد ياكل على حسابه”
– هل ممكن التزاما بالشفافية ينشر الرئيس ميزانيات تكاليف اقامته الرئاسية؟ حتى عشان مؤيديه يفرحو لما يعرفوا هوا بيدفع من جيبه الشخصي أد ايه عشان يأكل أسرته متنازلا عن حقه في تحمل ميزانية الرئاسة التكاليف!
*****
٨- “لم تكن لتبنى سدود على نهر النيل لولا 2011.. وجايين تقولولي حل يا سيسي وهاتلنا الميه.. طاب ما أنتوا اللي عملتوا كده؟”
– الكلام ده مش مظبوط لأسباب كتيرة، منها، إن حتى لو كان تنفيذ السد بدأ في 2011، فمراحل التجهيز لبناء السد بدأت من 2009، وتم عمل المسوحات وإقرار التصميم في 2010، ودي تواريخ معروفة، وحتى لو قدرت إثيوبيا تحافظ عليها سرية، فكان دور المخابرات إنها تعرف وتتابع.
مش ثوار يناير، اللي لولاهم مكنش رئيس المخابرات الحربية، اللي مقامش بدوره وقتها، أصبح رئيس للبلد.
– وكمان المجلس العسكري مش الثورة هوا اللي كان بيحكم لحد منتصف ٢٠١٢
– وبالطبع، لا ثورة يناير ولا السوشيال ميديا اللي أخدت وقت كبير من انتقادات الرئيس، مسؤولة عن سوء إدارة ملف الميه، ولا مسؤولة عن سوء المفاوضات مع الجانب الإثيوبي، ولا عن توقيع السيسي بنفسه لاتفاقية المبادئ اللي لأول مرة بتقر بحق إثيوبيا القانوني في بناء السدود قبل ما نوصل لاتفاق، بدون ما برلمان أو إعلام أو شعب يراجعه أو يحاسبه.
وبالطبع لا الثورة ولا السوشيال ميديا هيا اللي إخدت القرارات الاقتصادية أو السياسية اللي أخدها من يحكم البلد، وبعدين غاضب جدا من وجود منفذ إخير ممكن الناس تعبر عن رأيها فيه.
*******
– بشكل عام ردود الرئيس السيسي، اعتمدت على العواطف أو الآراء الشخصية، بدون معلومات وأدلة للتأكيد أو النفي.
– غضب الرئيس على الإعلام إنه مدافعش عنه ضد اتهامات محمد علي هو أمر غريب، لأنه بالفعل أغلب الاعلام ملك المخابرات. هل بينتقد رجالته على فشلهم؟ والفشل ده سببه فقط المصداقية وتحول كل الاعلام لصوت واحد.
– الناس هتصدق كلام مقاول، طالما مفيش مؤسسات قضائية ورقابية مستقلة، ولا مؤسسات إعلامية بتمارس دورها بحرية، ولا انتخابات نزيهة لبرلمان بيحاسب وبيناقش القضايا اللي تهم الناس فعلًا، ولا أحزاب سياسية قادرة تخاطب الناس. قفل المجال السياسي والإعلامي هو اللي يخلي اتهامات من “مقاول” تهز نظام ودولة.
*******