– خلال الأيام اللي فاتتت عرض الإعلامي عمرو أديب على مدار حلقتين فيديوهات لـ7 أجانب تم القبض عليهم (فلسطيني – وهولندي – تركيان – أردنيان – سوداني)، مفروض انهم بيعترفوا فيها إنهم جم مصر لإشعال الفوضى والتحريض على التظاهر! وهم:

أشرف أسعد أحمد طافش – فلسطيني
ثائر حسام فهمي مطر – أردني
عبد الرحمن علي محمد الرواجبة – أردني
بيتر باص هارون – هولندي
بيرات بيرتان أودجان – تركي
عبدالله كيباك – تركي
وليد عبد الرحمن حسن – سوداني

***
إيه ردود الأفعال في الدول المقبوض على مواطنيها؟

– تجمع المهنيين السودانيين، اللي يمثل جزء رئيسي من تحالف الحرية والتغيير الشريك بالحكومة والمجلس السيادي السوداني، أصدر بيان رسمي يدين القبض على المواطن السوداني وليد عبد الرحمن. البيان اعتبر اللي حصل أمر مُشين وغير أخلاقي وغير مهني، وأكدوا في البيان مطالبتهم بصيانة حقوقه وعدم تعرضه للإكراه والتعذيب، وتمكينه من الاتصال بأسرته وانتداب محامي لحضور التحقيقات معه.

– حالة كبيرة من التضامن في الوسط الفني والثقافي الأردني، لأن المقبوض عليه عبد الرحمن علي الرواجبة، مهتم بيدرس إخراج السينما التسجيلية، وبالطبع مش بيمارس أي نشاط سياسي، وكمان اتقالأن قوات اﻷمن ألقت القبض على عبد الرحمن من شقته في المعادي، مش من الشارع.
– الصحافة الهولندية بدأت تنشر أخبار عن بيتر ومستغربين جدا، يعني ايه يقولو ان وجود “درون” معاه يعني طيارة تجسس خطيرة، بينما دي حاجة عادية جدا بتتباع عندهم في المحلات ومعتاد ان السياح ياخدوها معاهم اماكن سفرهم.

****

هل اللي حصل قانوني؟
– حسب قانون الاجراءات الجنائية تصوير أي متهم ونشر صوره على يد الداخلية جريمة، لإنه مجرد متهم يعني الأصل فيه البراءة، لم تتهم ادانته عبر النيابة والقضاء.
– وبالطبع مش من حق الظباط يستجوبوا حد قدام الكاميرات، لأنهم مش جهة تحقيق، ده غير ان حالة المتهمين واعترافاتهم المصورة تؤكد انهم كانوا تحت ضغط شديد على الاقل لإجبارهم.
– الكارثة القانونية كمان لما إعلامي زي عمرو اديب يكون اول حد يظهر عنده المتهمين السبعة، وده ضد كل قواعد الصحافة المهنية، لكن طبعا المجلس الاعلى للاعلام مش بيظهر في الحالات دي.

****

– مصر بلد سياحية، بلغ عدد السياح اللي زاروها وفق أرقام وزارة المالية في 2018 حوالي 10 مليون سايح، وعدد المقيمين وفق الجهاز المركزي للمحاسبات من جنسيات مختلفة حوالي نص مليون أجنبي عايشين وسطنا عادي، فوجود أجنبي قرب مكان أحداث مش حاجة عجيبة أصلا، في بلد دايما الرئيس السيسي بيتكلم انها “أم الدنيا” وصاحبة الدور العربي والأفريقي!

– في كل دول العالم المتحضرة لما بتحصل مظاهرات بنشوف في الفيديوهات مواطنين وصحفيين أجانب وسياح عادي بيصوروا وبيتابعوا اللي بيحصل، بل أجانب وطلبة معاهم إقامة وسياح بيشاركوا في المسيرات دي سواء لاقتناعهم بأهدافها أو بدافع الفضول.

– الأجانب اللي معاهم إقامة في مصر ليهم حقوق محفوظة، تحفظ حقوقهم وكرامتهم وأمنهم وسلامتهم، وفق القانون والدستور المصري، ووفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
– اللي بيحصل ده بالتأكيد أثر سلبي جدا على السياحة المصرية.

– دي مش أول مرة يحصل اتهام أجانب بتهم تلفيقية، قدامنا الصحفي ديكلان والش، اللي كان بيكتب مقال عن تعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجيني والعثور على أثار تعذيب على جثته، واللي صحيفة نيويورك تايمز نشرت من يومين إن لولا تسريب أحد العاملين بالبيت الأبيض الخبر لحكومة بلده (أيرلندا) لولا تم التدخل، وتم اصطحابه للمطار قبل وصول قوات الأمن لبيته.

– أو ممكن نتكلم عن قانون ترحيل المتهمين الأجانب، اللي أصدره الرئيس السيسي في 2014، واعتبره كتير من الخبراء القانونيين تحايل على الدستور وطريقة جديدة للتدخل السياسي في الشؤون القضائية، وبموجبه ترحيل صحفي الجزيرة بيتر جريست، بعد ما قضى 400 يوم محبوس، والمصري الأمريكي محمد سلطان، ومحمد فهمي الكندي المصري اللي كان متهم في خلية الماريوت.

– ده غير قبلها مغادرة المتهمين الأجانب (9 أمريكان و8 من جنسيات مختلفة) في قضية التمويل الأجنبي على متن طائرة أمريكية قبل صدور حكم بحقهم.

*****
– واضح تماما إن دي نفس طريقة الاعلام المصري اللي شفناها في 2011، لما كانوا بيتكلموا عن وجود أجانب بيوزعوا فلوس ووجبات كنتاكي في ميدان التحرير، المهم يقولو أي تبرير غير ان فعلا فيه مصريين عندهم أسباب منطقية للغضب ومش لاقيين وسيلة تانية للتعبير.
وشفنا كمان حشد المؤيدين ومنهم عمال مصانع وموظفين، وتوزيع وجبات عليهم، ودخولهم عبر بوابات الكترونية، في اعادة لمشهد مؤيدي مبارك وقت الثورة بميدان مصطفى محمود.

– لو عندنا قضاء مستقل ونزيه الأصل ان الي ارتكب الأفعال دي يتحاسب، ويتم الافراج عن المقبوض عليهم، أو على الأقل اصدار بيان بأعداد المقبوض عليهم، واسمائهم وتهمهم سواء كانوا مصريين أو أجانب، وتمكينهم من التواصل مع أسرهم وضمان معاملتهم بشكل لائق، لكن واضح ان كل ده مش متاح طول ما السلطة اختارت طريق الانكار الكامل للي بيحصل وتعليقه على شماعات زي الإخوان والجواسيس الأجانب!




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة