– “مش هنحط بطاقة تموين تاني لأكثر من فردين، في اللي فات وفي الجديد” وإنه اللي يتجوز لازم يقدر على أعباء الجواز وهنشيل عنه الدعم، ده كان نص كلام الرئيس السيسي من أيام اللي فتح فيها موضوع خفض الدعم.
– من أيام وزير التموين خرج في مؤتمر صحفي عشان يعلن عن زيادة جديدة في أسعار السلع التموينية بداية من الأسبوع القادم، وإنه كمان هيتم حذف المواطنين اللي مش هيستكملوا بياناتهم المطلوبة من بطايق التموين.
– دي مش أول مرة الرئيس يتكلم فيها عن ضرورة تخفيض الدعم، ومش أول زيادة في أسعار السلع التموينية، لكن دي مناسبة إننا نشوف احنا وصلنا فين دلوقتي في ملف الدعم وهل يستحق كل كلام الرئيس السيسي عنه ؟ تابعونا.
*****
كيف ستطبق تصريحات الرئيس؟
– محدش عنده إجابة على السؤال ده، سواء من الناس العادية، أو حتى المسؤولين.
– حاليا الحصول على بطاقة تموينية مرهون بالزواج، والحد الأقصى لعدد الأفراد على بطاقة التموين هو 4 أفراد، لكن هل معني تصريحات السيسي عدم إضافة أكثر من شخصين مستقبلا على بطاقة التموين الواحدة؟ وايه مصير الأسر اللي عندها أكتر من شخصين حاليا على بطاقة تموين؟ وهل اللي هيتجوز بعد كدا مالوش بطاقة تموين؟ دي برضو أسئلة بدون إجابة.
– مستشار وزير التموين عمرو مدكور قال لبي بي سي إن كلام الرئيس السيسي هو ” كلام على المستوى الاستراتيجي”، وإن الوزارة في انتظار تفسير أو وضع اللائحة التنفيذية اللي هتفسر توجيهات الرئيس، وقال إن الاستراتيجية دي مش هتضر حد بشكل كبير، لأن آلية إصدار البطاقات متوقفة أصلا منذ 3 أشهر لإعادة حصر غير المستحقين بعد ما اكتشفوا عمليات تلاعب.
– كمان موقع مدى مصر اتكلم مع 3 مصادر في وزارة التموين وفي لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وكل واحد منهم كان ليه تفسير مختلف لتصريحات الرئيس.
– تواصلوا أيضا مع مصدر رابع، هو فوزي عفيفي، مدير إدارة البطاقات التموينية في وزارة التموين، قال لهم إن الإدارة فوجئت بتصريحات الرئيس، ومكنش عندهم أي علم مسبق بقرارات بهذا المضمون.
– وقال: التصريحات دي قلبت الدنيا وكل صحفي فهم الكلام بشكل مختلف وكتب حاجة شكل. والإدارة في انتظار الصيغة التنفيذية الخاصة بهذا القرار من مجلس الوزراء، و”مش هننفذ كلام اتقال في مؤتمر، لازم كلام رسمي علشان نفهم وبعدين ننفذ”، وفي كل الأحوال لا مساس بالبطاقات القديمة وأفرادها.
– أيضا المتحدث الإعلامي باسم وزارة التموين، هاني عراقي نفى لـ”مدى مصر”، معرفته بموعد تنفيذ توجيهات الرئيس.
– إذا مافيش تغيير في الوقت الحالي، ولكنه منتظر في أي وقت، وتصريحات الرئيس تمهد للقرار، وده اللي أكده وزير التموين علي المصيلحي، وقال إن الرئيس حب يوضح “الثقافة التي ينبغي أن يتبناها المجتمع المصري”.
*****
– لكن اللي حصل عمليًا هو تحريك جديد لأسعار السلع التموينية بزيادات ربع ونص جنيه في كل السلع المتاحة على بطاقة التموين زي السكر والعدس والزيت والجبنة ومسحوق الغسيل، مع حذف الفراخ ومرقة الدجاج والكبريت والطحينة من قائمة السلع الجديدة.
– كمان وزير التموين لمح بقوة عن تغيير في سعر العيش في الفترة القادمة بشكل أكبر مما سبق، مرة بيقول إنه تمن الرغيف ثابت برغم تغير تكلفة القمح، وإنه لما كان في الوزارة سنة 2005 كان تمن الرغيف الحقيقي 18 قرش وحاليًا أكتر من 65 قرش ولازال بيتباع ب 5 قروش، والمرة التانية استخدم نفس التعبير بتاع إنه عيش التموين الناس مبتستفيدش منه والناس بتحطه أكل للبط والفراخ !
– وكمان اتكلم بشكل واضح عن وجود سيناريوهات مختلفة لرفع الدعم عن الخبز، منها مراجعة قايمة المستفيدين من الدعم، أو الاستغناء عن دعم الخبز والتحول لدعم نقدي مشروط، وإنه قدم للرئيس تفاصيل كافة السيناريوهات المقترحة.
*****
طيب هو الحكومة ازاي بتتعامل مع الدعم في السنوات الأخيرة؟
– من سنة 2014 الحكومة بتحاول تخفض دعم السلع بنسب كبيرة، ونجحت في ده بشكل كبير مع السلع البترولية والكهرباء، ومستمرة على نفس المسار حتى يتم إلغاء دعم البندين دول بحلول عام 2025، وهيتبقى نسبة محدودة من الدعم للمواد الغذائية تصرف لشرائح محدودة من المواطنين.
– فيما يتعلق بدعم السلع ودعم رغيف العيش، أيضا الحكومة بدأت تقلل دعم البندين دول، في سنة 2017، وعملت منظومة نقاط الخبز، وكمان قللت حجم رغيف العيش المدعم، وبقا وزن الرغيف من 130 جرام سنة 2013، إلى 90 جرام سنة 2020.
– سنة 2018، أعلنت معايير للمواطن المستحق الدعم، وبدأت فعلا باستبعاد أعداد كبيرة من قوائم المستحقين وده تسبب في نزول مئات الأشخاص في مظاهرات سنة 2019 احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية. وقتها الحكومة قالت إنها هتعيد النظر في استبعاد البعض من قوائم الدعم، لكنها في 2020، حذفت نحو 10 ملايين شخص من قاعدة البيانات، ليصل إجمالي عدد المستحقين إلى نحو 70 مليون.
– منتصف الشهر الحالي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قال إن مراجعة قوائم الدعم مرة أخرى أمر لا مفر منه، لأن مافيش شك إن فيه أعداد كبيرة من غير المستحقين ما زالوا بيحصلو على الدعم.
*****
ليه بنعترض على تقليص الدعم؟
– السيسي اتكلم من أسابيع عن اكتشاف بطاقة تموين مزورة شخص عملها باسم السيسي في المنيا. الكلام على ذهاب الدعم لغير مستحقيه كلام مش جديد وبعضه صحيح، ولكنه مش مبرر أبدا للتوسع في استبعاد ملايين المواطنين من قوائم مستحقي الدعم.
– معدل الفقر في مصر حسب الإحصاء الرسمي لجهاز التعبئة العامة والإحصاء سنة 2019-2020 وصل 29.7%، كل دول محتاجين الدعم، وحياتهم متوقفة على رغيف العيش والسلع التموينية المدعومة لأن دخلهم أقل من 700 جنيه للفرد.
– الدولة بتقول إنها دايمًا بتلجأ لتقليل الدعم عشان تقلل عجز الموازنة، لكن الحقيقة إنه تقليص عجز الموازنة مبيجيش غير في خفض الإنفاق على الدعم بس، لكن الحكومة مبتقربش ناحية خفض بنود الأجور والمكافآت ومراجعة كتير من الاستثمارات اللي ممكن تتأجل أو تتنفذ على مراحل بدل الاقتراض الكتير اللي زود نسب الدين وفوائد الدين بشكل كبير.
– كمان الدعم في شكله الحالي وبرغم إنه مليان مشاكل كتير ومحتاج إعادة هيكلة، لكنه حرفيًا بيخلي كتير من مستحقي الدعم بالعافية بيقدروا يعيشوا، لأنه الموضوع كله 50 جنيه شهريًا مع أسعار سلع بتخلي ال 50 جنيه دول ملهمش أي قيمة، ده غير جودة السلع دي نفسها.
– صحيح احنا ممكن نتفق مع الحكومة إنه استهلاك المصريين بشكل عام للقمح والعيش أمر سيء، لأننا المستورد الأول للقمح في العالم، وده ليه تكلفة مادية كبيرة من النقد الأجنبي، ولأنه كمان تأثيره كبير في معدلات السمنة والإصابة بالأمراض المزمنة زي السكر، والأفضل إنه الناس تقلل استهلاكها من العيش وباقي النشويات، لصالح أغذية تانية حفاظًا على صحتها.
– لكن ده كلام صعب جدًا تطبيقه في الواقع العملي، لأنه في ناس معدمة تمامًا ودعم العيش ده بينقذها فعلًا من الجوع، فمعندهمش رفاهية إنك تقنعه بتغيير سلوكه الغذائي حفاظًا على صحته، هو في الأساس دخله قليل جدًا، ومحتاج دعم وتوظيف ودخل جيد.
*****
– خلاصة الموضوع التعامل مع ملف الدعم باعتباره منة أو هبة من الحكومة لمجموعة من الفقراء هو أمر خطير جدًا، ولازم الحكومة والرئيس ينتبهوا لوجود أبعاد كتيرة في ملف الدعم أهمها إنك تحافظ على إنه كتير من الناس متوصلش لمرحلة الجوع المستمر، وإنه في أطفال من حقهم يتغذوا بغض النظر عن مستوى أسرتهم المادي، وإنه في النهاية دعم العيش والسلع التموينية كله ( ال 80 مليار ) رقم لا يذكر بالنسبة لموازنة بتعدي التريليون جنيه!
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *