– امبارح النيابة استدعت مدير مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، وعدد من الأطباء، لسماع أقوالهم في واقعة وفاة 4 مرضى بسبب انقطاع الأكسجين .
– القصة اتعرفت لما قريب أحد المرضى صور فيديو من غرفة العزل في وقت وفاة الأربعة (رجلين وسيدتين)، ومحاولة التمريض إسعافهم، والفيديو انتشر منه بشكل خاص لقطة لممرضة قاعدة على الأرض في مشهد إرهاق وخوف.
– وزارة الصحة بتنفى حدوث نقص في الأكسجين، وقالت المخزونات في المستشفيات كلها كافية.
– دي مش أول حوادث من نوعها .. قبلها بيوم واحد اتوفى مريضين في العزل في مستشفى زفتى في الغربية بسبب نقص الأكسجين، والنيابة أعلنت إنها بتحقق فيه برضه.
والشهر اللي فات 4 مرضى توفوا في قسم العزل بمستشفى العريش بسبب انقطاع الأكسجين لمدة 10 دقائق، بالإضافة لحوادث مشابهة في البحيرة ومحافظات أخرى خلال الفترة الأخيرة.
*****
ازاي المسؤولين اتعاملوا مع الأزمة؟
– تصريحات كل المسؤولين تتسم بالإنكار الفوري. أول تصريح من وزارة الصحة نفى لأخبار اليوم وجود نقص في الأكسجين، وقالت إن “من يدعي ذلك إخوان”.
– بعدها صيغة الخبر اتعدلت واتحذف منها اتهام الإخوان!
وآخر النهار الوزارة طلعت بيان رسمي بيقول إن مخزون الأكسجين نفسه بالمستشفى دي يمد العناية المركزة والعزل وحضانات الأطفال، اللي محجوز فيهم حوالي 50 شخص، ماحدش منهم اتأثر، وإن المخزون كافي، وان بالعموم بالمستشفيات موجود شبكة أكسجين إحتياطية واسطوانات كمخزون استراتيجي.
– بيقول كمان إن الوفيات أغلبهم من كبار السن وبيعانو من أمراض وعندهم مضاعفات بسبب فيروس كورونا، لكن البيان مش بيقدم تفسير منطقي لوفاة 4 حالات في نفس الغرفة، وفي نفس الوقت، اللي كان فيه شكاوى من قلة الأكسجين، من غير ماحد يحقق في الأسباب التقنية لضعف وصول الأكسجين للعنبر ده تحديدا مثلا.
– محافظ الشرقية ممدوح غراب أحال مسؤول شركة الأمن بالمستشفى للتحقيق بحجة إنه سمح لأحد الأشخاص بدخول الغرفة “وتصوير المرضي وإثارة البلبلة”!
– وكيل وزارة الصحة في الشرقية هشام مسعود هو كمان نفى إن الوفيات حدثت بسبب كورونا، وقال ده “قضاء وقدر”! وإن الأربع حالات اللي ماتو، واحد منهم بس اللي كان على جهاز تنفس صناعي، وإن مستويات الأكسجين في المستشفى وقت الحادث كانت كفاية.
– مع نهاية اليوم صدر بيان عن اجتماع رئيس الوزراء ووزيرة الصحة، واللي قالوا بعد الاجتماع إنه هيتعمل بشكل يومي تقرير عن توريد الأكسجين لكافة المستشفيات والشركات الموردة، وهيتعمل مؤشر إلكتروني في الشأن ده لطمأنة المواطنين.
*****
هل تصريحات المسؤولين دول حقيقية؟!
– فيه عدة شهادات للي حضروا الواقعة بتكذب التصريحات دي.
– الممرضة آية علي اللي اتنشرت صورتها بشكل كبير على فيس بوك وهي قاعدة على الأرض، واللي أكدت حدوث خلل وضعف وصول الأكسجين للمرضى الساعة 9 ونصف مساء يوم الحادث، سبب اختناق عدد كبير من حالات العزل، وقالت “فجأة الأكسجين ضغطه قل، والحالات جالها اختناق، وحاولنا بكل الطرق نسعفهم وفشلنا”.
– ده نفس اللي قاله النائب البرلماني السيد رحمو، عن دائرة الحسينية بالشرقية، لما حكي للمصري اليوم إن دكتور العناية المركزة، بلغ مدير المستشفى قبل الواقعة بساعة، إن الأكسجين ممكن ينقص، لكنه تقاعس، وتأخر نقل الأنابيب لفترة كبيرة.
– شهادات أهالي المتوفيين كمان تتناقض مع تصريحات المسؤولين. على سبيل المثال، اللي صور الفيديو المنتشر اسمه أحمد ممدوح، وهو ابن أخو واحدة من الضحايا، قال لمدى مصر إن التمريض كان بيشتكي من الساعة 10 صباحًا، إن “تانك” الأكسجين في المستشفى قرب يخلص، وإن مؤشر الأكسجين الموجود في مدخل المستشفى وقتها لوجود 400 لتر فقط، وسط تأكيدات إن عربية الأكسجين هتوصل خلال دقايق وإن المستشفى فيه 28 أسطوانة أكسجين احتياطي.
– بيقول كمان “عمتي كانت عايشة ونبضها ونَفَسها كويس لغاية الساعة 9:30، وسِبتها ونزلت أسأل عربية الأكسجين وصلت ولا لأ، ولاقيت شخص نازل من المستشفى بيصرخ وبيقول الناس بتموت، طلعت لاقيت عمتي ماتت ومات معاها كل اللي كانوا في العزل”، ووقتها وصلت عربية الأكسجين المستشفى وبدأت تملى التانك.
– ده متطابق مع شهادة كمان لإبن ضحية أخرى، حكى لجريدة المصري اليوم إن والده عنده 44 سنة، ومكانش بيعاني من أمراض مزمنة، وصحته كانت مستقرة. بيقول إن أحد اﻷطباء قال له “أنا هديت الأكسجين على أبوك لأنه تخطّى نسبة الخطر، اللى عليكم تأكلوه.. كان المفروض أروح استلمه يروح على البيت، بدل ما أروّحه البيت وديته على المقابر”.
– قال كمان “مش أبويا بس اللى معندوش أمراض مزمنة، كان في شاب كمان صحته كويسة وداخل على رجله، مش عارف إزاي يموتوا”.
*****
هل عندنا أزمة أكسجين طبي في مصر؟
– بشكل مؤكد فيه أزمة زادت مع الموجة التانية للكورونا، الأزمة دي سببها الرئيسي الزيادة الكبيرة في الطلب على الأكسجين سواء في المستشفيات أو للأفراد اللي عندهم حالات في “عزل منزلي”.
– الحكومة ووزارة الصحة اللي مبينشروش أي أرقام عن عدد المسحات اليومي، ومبينشروش أرقام حقيقية واقعية عن إصابات ووفيات كورونا، هما كمان مبينشروش بيانات عن احتياطي الأكسجين بتاعها أو تقدر توفر قد ايه للمستشفيات، أو متوسط حجم الطلب في الموجة الأولى قد ايه؟ أو حجم إنتاج الأكسجين من مصانع القطاع العام والخاص قد إيه؟ وهل محتاجين زيادة في الإنتاج ده أو الاستيراد ولا لا؟ دي كلها بيانات ومعلومات حتى الآن سرية.
– طيب عندنا آلاف المواطنين في حالات عزل منزلي، غير المستشفيات الخاصة اللي مليانة هي كمان حالات عزل كورونا الحكومة مبتحطهاش في أرقامها لأنهم معملوش المسحات بمعامل وزارة الصحة، فبالتالي الطلب زاد وكمان بقى في سوق سوداء وارتفاع أسعار، والدولة برضه غايبة عن القصة دي.
– أسطوانات الأكسجين اللي بتتباع في محلات وشركات المستلزمات الطبية، ارتفع سعرها في الأسبوعين الأخيرين من 2000 ل 4000 جنيه، نفس الأمر ل”المنظمات الخاصة للأسطوانات” زاد سعرها من 600 جنيه – 1500 جنيه”، كمان المولدات ارتفعت أسعارها من 6 الاف ل 8500 في أقل من 3 أسابيع، والأنواع الجيدة بقت توصل ل 20 ألف جنيه، كل ده نتيجة وجود سوق سوداء ونتيجة وجود ضغط كبير في الطلب على الأكسجين آخر أسبوعين.
*****
طيب حصل خطأ وسوء إدارة راح ضحيته ناس؟ إيه اللي كان لازم يتعمل؟
– أولاً: لازم الحكومة تعتذر عن الخطأ اللي حصل، والاعتذار ده على المستوى السياسي ببيان، وعلى المستوى العملي أول خطوة فيه بتكون بحساب المقصر ومحاكمته لأنه تسبب في وفاة أشخاص، سواء كان موظف أو مدير في المستشفى أو حد قصر في وصول الأوكسجين.
– ثانياً: لازم تبدأ إجراءات واضحة ومحددة لتقليل الإصابات، وأولها اللي الكل طالب بيه من زمان بتوسيع اجراء المسحات وتسهيلها وإعلان أرقامها، وبعدين اجراءات الحظر اللي أخيرا حصل فيها تقدم باجراءات تأجيل الامتحانات وتقليل الموظفين، لكن كمان لازم يتم قفل الأنشطة الترفيهية وتشديد الإجراءات الاحترازية، ودراسة تطبيق حقيقي لحظر التجمعات، واللي منها موضوع كاس العالم لليد اللي مصر لسه مكملة فيه لحد دلوقتي !
– ثالثاً: الدولة فعلاً بإعلامها بمسؤوليها لازم تبطل أداء تمام يافندم ودي إشاعات مغرضة ودول إخوان، يعني شيء من احترام الناس اللي بتموت وشوية تعامل محترم مع الأزمة اللي احنا فيها اللي مش هتتحمل أداءات الموالسة والتطبيل واللي حرفياً بيودو البلد في خطر كبير! مش معقول إنه اللي بيشتكي من كارثة في وفاة قرايبه واللي صور الفديو والممرضة اللي انهارت من الموقف يتعاقبوا ويتوجهلهم اللوم واستدعاء من النيابة! ده حقيقي شيء مجنون مبيحصلش في أي دولة بتواجه الوباء إلا مصر !
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *