– عدى يومين على بداية تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديد، في محافظة بورسعيد، أول محافظة بيتطبق فيها النظام، وده بعد 5 سنوات من إلزام الدستور المصري ببيه، وبعد سنة ونص من إقرار البرلمان لقانونه.
في البوست هنتكلم عن تفاصيل تطبيق المنظومة الجديدة، وأهميته لينا، وامتى مفروض يشمل كل المحافظات؟ ومعوقات تنفيذها؟ وإن كانت الدولة هتقدر تتغلب على المعوقات دي؟
*****
دستور 2014 بيقول إيه في أمر الصحة؟
– الدستور فيه مواد إيجابية جدا تخص الصحة، للأسف كتير منها متنفذش زي ما حصل مع مواد تانية، وواجب كل المصريين يعرفوا حقوقهم الدستورية المختلفة ويسعوا للحصول عليها:
١- لكل مواطن الحق فى الصحة وفقاً لمعايير الجودة.
٢- تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للصحة لا تقل عن 3% من الناتج القومي الإجمالي، وتتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية.
٣- تلتزم الدولة بإقامة نظام تأمين صحي شامل لجميع المصريين يغطي كل الأمراض، وينظم القانون إسهام المواطنين في اشتراكاته أو إعفاءهم منها طبقاً لمعدلات دخولهم.
٤- يجرم الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة.
٥- تلتزم الدولة بتحسين أوضاع الأطباء وهيئات التمريض والعاملين في القطاع الصحي.
*****
إيه مميزات المنظومة الجديدة؟ وإيه اللي هيضيفه على نظام التأمين الموجود بالفعل؟
١- قانون التأمين الصحي دلوقتي بيغطي 3 فئات فقط: الأطفال قبل سن المدرسة، وفي المدارس، والعاملين بالجهاز الإداري. منظومة التأمين الجديدة المفروض هتشمل جميع فئات المجتمع.
٢- المنظومة الجديدة هتعتمد على 3 هيئات:
*هيئة الرعاية الصحية: بتقدم الخدمة.
*هيئة الجودة: بتدي المستشفيات الاعتماد للعمل وفق معايير الجودة.
*هيئة التأمين الصحي: بتدير وبتوفر التمويل للمنظومة.
٣- متوقع توصل تكلفة تطبيق المنظومة الجديدة (خلال 15 سنة) لـ600 مليار جنيه.
٤- نسبة غير القادرين اللي هتتحمل الدولة تكاليف اشتراكهم بتوصل لـ30% من السكان (30 مليون مواطن تقريبا). ما يعني إن الدولة هتدفع 40 مليار جنيه تقريبا عن غير القادرين سنويا مع تطبيق المنظومة الجديدة بشكل كامل.
٥- هيتم مع تطبيق منظومة التأمين الصحي الإلغاء التدريجى للعلاج على نفقة الدولة فى كل مرحلة يتم تطبيق المنظومة فيها.
*****
امتى المنظومة هتغطي كل محافظات مصر؟
– وفق الخطة المعلنة المفروض المنظومة هيتم تطبيقها على 6 مراحل، خلال 15 سنة:
المرحلة الأولى (2018-2020): فى بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، شمال سيناء.
المرحلة الثانية (2021-2023): فى الأقصر، مطروح، البحر الأحمر، قنا، أسوان.
المرحلة الثالثة (2024-2026): فى الإسكندرية، البحيرة، دمياط، سوهاج، كفر الشيخ.
المرحلة الرابعة (2027-2028) فى بنى سويف، أسيوط، المنيا، الوادى الجديد، والفيوم.
المرحلة الخامسة (2029-2030): فى الدقهلية، الشرقية، الغربية، والمنوفية.
المرحلة السادسة (2031-2032) فى القاهرة، الجيزة، والقليوبية.
***
اشمعنى بورسعيد بدأوا بيها؟
– بورسعيد محافظة صغيرة بالنسبة لباقي محافظات مصر (عدد سكانها 750 ألف فقط) وبالتالي بدء التجربة العملية فيها هيكون أسهل.
– كمان التأمين الصحي القديم كان بيشمل 60% من سكان بورسعيد، وبسبب وفرة الأنشطة الاقتصادية المختلفة، فنسب البطالة والفقر فيها مش من الأعلى بمصر، وبالتالي نسبة غير القادرين هتكون أقل.
*****
إيه مصادر تمويل المنظومة الجديدة؟
١- من اشتراكات المؤمن عليهم. (تتراوح بين 1-5% من الأجر للفرد، و1-3% للمُعال زي الزوجة غير العاملة أو الطفل، و4% من الأجر يسددها صاحب العمل)
٢- من رسوم بيفرضها القانون على خدمات زي: تراخيص السيارات – المنشآت الصحية.
٣- جزء من الزيادات المفروضة على منتجات زي: الوقود والسجائر والأسمنت والحديد.
٤- نسب من الإيرادات السنوية للشركات. (0.25-0.5%)
5- وتتحمل الدولة اشتراكات غير القادرين بنسبة 5% من الحد اﻷدنى للأجور.
******
إيه معوقات تنفيذ المنظومة؟
1- التمويل: شوفنا من شهر ونص تقريبا، وزيرة الصحة هالة زايد بعد اجتماعها بلجنة الموازنة في البرلمان، قالت إنها طلبت من المالية 96 مليار جنيه، وتم اعتماد 73 مليار بس. وأكدت ساعتها إن الوزارة محتاجه 33 مليار جنيه كمان عشان تقدر تنفذ برامجها ومنها مشروع التأمين الصحي.
2- عدم توافر الأطباء. نشرنا في بوست سابق عن عدد الأطباء المستقيلين من الجهاز الحكومي:
في 2016 كانوا 1044 طبيب.
وفي 2017 كانوا 2049 طبيب.
وفي 2018 وصلوا 2397 طبيب. وإن المعدل بيزيد كل سنة.
– وإن 60% من الأطباء المصريين موجودين في السعودية، و15 لـ20 ألف طبيب مصري مهاجرين بشكل كامل لأمريكا وكندا واستراليا.
– وده لأسباب كتير، على رأسها المرتبات الهزيلة جدا، والاعتداءات اللي بيتعرضوا ليها بسبب عدم توافر تأمين كافي للمستشفيات، وعدم توافر الأجهزة والأدوية والإمكانات المطلوبة.
– نقص الأطباء ده واصل بورسعيد طبعا، اللي فيها 375 طبيب فقط، بينما المطلوب زيادتهم لـ1000 طبيب. وهيئة التأمين الصحي طلبت التعاقد مع الأطباء من محافظات أخرى بعقود مؤقتة بمرتبات من 10 لـ20 ألف شهريا .. طيب حتى لو تم حل المشكلة بالأسلوب ده في بورسعيد الصغيرة ازاي هيتم حله على مستوى الجمهورية؟
3- عدم جهوزية المستشفيات: على سبيل المثال بورسعيد فيها 11 مستشفى حكومي، و3 مستشفيات خاصة. 65% من المستشفيات الحكومية اتقدمت للحصول على الاعتماد. وتم إغلاق مستشفيتين بغرض تجديدهم هما: الأميري والزهور. ووزارة الصحية قالت إنها تسعى لتطبيق برامج تطوير لإدارة المستشفيات، من خلال الاستعانة بخبرات المستشفيات الخاصة.
4- مرتبط بالنقطة السابقة تخوفات مهمة تطرحها نقابة الأطباء: في ظل الوضع الحالي لو المستشفيات الخاصة هيا اللي اخدت اعتماد الجودة المطلوب، والمستشفيات الحكومية مقدرتش بسبب ضعف الامكانات والتمويل وخرجت من المنظومة، هيبقى مصيرها إيه؟!
5- النقابة كمان تحفظت على تحميل المواطن تكاليف اضافية غير الاشتراك الشهري من دخله، زي النص على دفع 10% من قيمة الأدوية والتحاليل.
6- حصلت بعض اللخبطة الإدارية زي أطباء يجيلهم الاستدعاء للنقل في آخر لحظة وأمور مشابهة.
– المشاكل دي محتاجة اجابات حقيقية مش هتتم إلا بتغييرات كبيرة بملفات اقتصادية وسياسية، وده دور الشراكة الحكومية مع كل الجهات المعنية بالمجتمع المدني وعلى رأسها نقابة الأطباء.
ونفتكر هنا ان القانون شارك في صياغته د.علاء غنام، اللي كان مسؤول قسم الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، اللي تم للأسف تجميد أموالها ومنع أفراد منها من السفر، وده لم يمنع إن المبادرة تواصل دعمها للقانون وشغلها عليه.
*****
ليه مهم ندعم خطوات زي دي؟
– عشان الصحة والتعليم هما أساس النهضة الحقيقة، والدول المتقدمة بتخصص نسب كبيرة من مواردها لدعمهم لأن ده المعنى الحقيقي للاستثمار في المستقبل.
– عشان التأمين الصحي اللي بيشمل الجميع، ضمانة حقيقية لكل مواطن إن لو اتعرض لحادثة أو مشكلة صحية طارئة، يقدر يتعالج بغض النظر عن القدرة المالية للأسرة.
– يتصادف تنفيذ منظومة التأمين مع خطوة صحية إيجابية أخرى بتقوم بيها وزارة الصحة، هي بدء تنفيذ مبادرة “صحة المرأة” اللي بيستهدف فحص 27 مليون سيدة لاكتشاف أمراض زي سرطان الثدي والضغط والسكر والسمنة المفرطة، وأمراض القلب، وهشاشة العظام، وده بعد حملة الكشف والعلاج عن فيرس سي اللي اتكلمنا سابقا عن التجربة الايجابية اللي اتحققت فيه.
– نتمنى كل النجاح لمنظومة التأمين الصحي الجديدة، اللي هيا بالتأكيد خطوة إيجابية للأحسن بملف الصحة بمصر، ونتمنى وجود حلول جادة ومناقشة ومراجعة شفافة للمعوقات والتحفظات المطروحة، وإنها توصل وتطبق في كل المحافظات في أسرع وقت.
*******